مَا يُنطقُ الحجرَ ..!
كأنهم يكتبونَ كلَّ الشعر الآن ..
وكأني سأموتُ بزلزالي ..!
هل تكفي لحظاتي لأدوِّن ما أودُّ أن أقوله لحبيبتي
أو لطفلي البارع فى تكويني ..,
فالطرق لم تزل بعيدة ..!
هل تكفي لأنادي كلَّ الأصدقاءِ,
وكلَّ الكتبِ بشخوصها العاريةِ
المنتظرةِ على أرففِ مكتبتى
وكلَّ الحكمةِ المكتسبة كأيقوناتٍ فى وجهِ الأبدِ
وآخذ حفنةً من شهيق ..!
كأنِّي أهذى ..!
وهمْ ...
وكأنهم يكتبونَ كلَّ الشعر ..
ربمَا هؤلاء الذين انسلُّوا من نسيج الوطن
وانبصَموا به دمًا وهُويةً ..,
وربمَا موتاي القدامى ..
أَوْ أرواحُ الأماكن التي ترافقني وترتادُ مخيلتي,
أَوْ كرسييّ الذي يتابع بشغفٍ مباراةَ الوقتِ ..
و حصيلةَ الزمن المنهوب,
أَوْ تلكَ الطوابيرُ المرصوصةُ لأيّ فرصةٍ تستعيدُ الحياة
أَوْ تتوهُ فيها ..,
و ربمَا كلُّ هؤلاءِ العابرينَ
برائحتهم و زحَامِهم و شوارعِهمْ
و ذكرياتهمْ و أحلامِهمْ و جوعهم
و حتى خبيئة ما فى صدورهمْ ..,و بيوتهمْ
و خزائنهمْ المهلهلةِ ..,
و ربمَا الرصيفُ ونيسُ قهوةِ الليل
و الصفير ..,
و ربمَا جدارٌ مهملٌ لتعليق الدفءِ و الأمنياتِ
و الربيع المرتجى,
أو ورقةٌ يتيمةٌ
أغلقت جنبيهَا على ساكنيهَا مِن البرد,
أَوْ حبيبةٌ لم تُدخلُها الموسيقى فى تفاصيلها ..,
أَوْ بريدٌ عاجلٌ
لم يُمهلهُ القَدرُ بأن يلغي من قاموسِها الانتظار ..
ربما تلكَ النظرةٌ التى اكتشفتْ أثرَ المفارقةِ
و لم نستدل لنا على عنوان ..!
ربمَا ..
و ربمَا ...!
أنا المرهونُ بالشّعر عِندي
يُجنّني مَا يُنطقُ الحجرَ ..
و يَرتشفُ القلبَ حتى آخر دفقةٍ فى حِسّي
فَهلْ تكفي لحظاتي كي أتنفسَ على مَهْل..؟!!
......................................
يا الله ......!!
تعليق