فينيقُ الشِعرِ يَتهجى مدائنَ الماء
أَشرقَ الشعرُ فينيقاً
ينحت مدائن الماء
ويرصعها بريق الدر
أشرقَ
من حيثُ لا أنتظرُ
فَاكّتَسحني الحُضورُ
ببريقَ دَهشٍ
يجرفُ بأردائه خضرة السهول
ويلعثمُ المرايا
مجاز دهشه
بحر شوق يغرقني
مَوجَةٌ تُلاقي مَوجةً
قَالوا الشعرُ غِواية
قلتُ : فلِمَ كانت مُعلقاتِ الُلغةِ شِعراً
على منحُوتةِ الطهر في الوجُودِ ؟!
ولِمَ عشِقَ العربُ قَناديلَ الشِعرِ
منذُ احتوانَا الوجود ؟ُ!
يقمَصُني رَحِيقُ الحُلمِ الفِينِيقي
فَأغّفو في حُضُنِ اليَقِين
شرودَ ماءٍ ينَوءُ بَي عَن العالمِينَ
وأَصحو غَافِيةً بِغدقِ القَصِيدِ
لأجدني أتبتلُ أَنفاسهُ أزرارَ وردٍ
تتفتحُ كنَايات لظى
ممُوسِقةً على سحابَتَينِ
تتنفسانِ زهرةً حمراءَ
وتتجليان في حلمٍ وردي
لحظتها
يَتطايرُ من كفي سربُ كنارٍ يدغدغُ الوتِينَ
فيرسمُ الهواءَ من أوارهِ رُقيماتِ
تُضّحي أَّنجُماً
أصحوُ وأنا أرفعُ اللُحيظاتِ للروحِ
أطواقاً تبدعُ مساحاتِ ضياءِ
تضّفرُ النبّضينِ لمساءِ جُلنارٍي
ينحتُ في الذّاكرةِ شواهقَ بوحٍ لا تموتُ
هذا المساءُ ....
قريبة من لَوحَتي حَكايا جِلجَامِش
ريشةُ ضياءٍ تسربل المساءَ
بأكاليلٍ تتمايسُ غضاضةَ قصائدٍ
تمكِثُ بينَ طقسيّنِ على نقيضٍ
تُدخنُ نراجيلَ الليلِ لُهاثاً يَتضوعُ أنيناً
أزفرُ معهُ وجعاً ولهفةً
هي هكذا
مزرُوعة بِروحي نورَاً لا يبرَحُها
قيثاراً أشتاقُ عزفهُ بالحضورِ والغيابِ
تهبُ الريحُ
تغرقُ المدى رَماداً
يحزُ السماءَ والبحرَ
تَتطايرُ الأكناتُ في قبضتِها
أَشهقُ بأنفاسِ أَنكيدو سماءً
تتنفسُ النور ليلاً بِهالةِ البَدرِ
أندهشُ ..أبتعدُ .. أَصمتُ
من جديدِ على كفهِ نُهير ضياء
أَنعتِقُ
يا دفقةَ النبضِ
هي الحياةُ لونان متعالقان
ورغمَ الألم
ــ أنتَ وأنا ــ
نَلجُ الضِياءَ بِسيولةِ المَوَاثِيقِ
التي يخطُها النَدى
لا فرقَ لو ماجت ريحُ الشمال ِبأنكيدوِ
فجذورهِ ضاربةً في أُتونِ الزَمنِ
ولو لوحني هجيرُ البعدِ
ولَفحَتنِي صُقوعَةُ الدربِ
فعسلُ عينيهُ في عروقيَ
يسيلُ دفئاً وسلاماً
ويبقى بيتُ الشعرِ لوناً يحملُ فرحي
ضياءً على وجهيَ ينفردُ
ضفائرٌ للياسمينِ في الأمسِياتِ
تنهدلُ سكينةً على راءٍ لبيتِ الشعرِ
تعانقُ خُلوةَ الحركاتِ بينَ السُطورِ
بعدَ أن تقرأَ طيوفه ترياقاً
أفردُ الضفائرَ
ليغفوَ بدفءٍ على كنفِ الشَطرِ الأيمن
فينيقيٌ يَغفو على همسِ الضفائرِ
رذاذَ عِطرٍ
وعندَ نَهضةَ الصباحِ من سريرِ النورِ
يرتدي الياسمينُ أحلامَ المجازِ
ويحلقُ
لأفقٍ من سماواتٍ
و بَحارٍ بطهرِ الحبُ
يتعالى الحنينُ
يَنشحُ من قناديلِ أنجمي
قوافي شوق
كيف يَلوذُ نَسيمٌ ترتِلهُ القصيدةُ
نبضَ فرحٍ بين أزقةٍ الصخبِ ؟!
يلوحُ البحرُ بزرقتهِ
فَتموجُ البراكينُ وتقفُ زهرةُ اللُوتِسِ
على مُفترقِ طرقٍ من الشوقِ
تفضي إليك
عليَّ أن أجدلَ طرقَ الجهاتِ الأربعةِ
صوبَ نورسِ الإغريقِ لِيستوي الحلمُ المتوسطي
في قمرة المرايا
يفردُ الضياءَ اقّترافاً من جنونٍ
بينَ كلمتينِ تستنشقانِ القوافي حياةً
كيفَ للحروفِ
أن تستقيمَ قُبلةَ لقاء ؟!
تَتوالدُ وَهَج أغان مَائيةَ
تتماهَى مع كلِ ولادة ...
بُحيرة يلهوُ على بِلورها البجعُ
ستعبرُ " إليسارُ "
من خلفِ هَذيان الوُجودِ لروحِ البَجعِ
تسجلُ بحيرةُ البجعِ كريستالية سطورٍ
تتموجُ أشطراً مائيةَ الإيحاءِ في كراسكَ الأنيقُ
صَفحةٌ ... صَفحة
أخبؤكَ في عيونِ القلبِ
بدراً صغيراً
لا يُغادرُ لجةَ الذاتِ
ألونُ بِك غُصني
ظلاً تتقمصه رُوحِي حياة
أحببتُكَ مطراً من تَوقٍ
غريداً تهواهُ الأنواءِ
تذكرُ اللحظاتُ بأني تَماهيتُ بِكَ
قيثارَ الأسرارِ
تماهياً لا تسلبهُ العثراتُ
سألبسُ رُوحي لأنّكيدو سُندسَ مجازٍ
وأَظلُ معهُ ... كِتابَ شعرٍ
أقرؤه ظهراً
أغدو معهُ عصراً .. أرتبُ ليلَه في الدُجى
وأنطلقُ مِلء الفضاءِ فَجراً
فبيتُ الشعرِ تَوأمي
جواداً حراً .. كِلانا يَعشقُ المَدى
كيفَ لم تطر يا أنتَ ... كنحنُ
لكَ الحياةُ قصيدةَ نثرٍ شَريدةً
كيفما شِئتَ أعزفها
حرف حُريةٍ
حرف حبٍ
وحرف اقتراف
.
تعليق