" السيد المقيم "

لا لم أعد في ضفتيكِ مقيما
غادرت كفك ِ سيدا مهموما
السيّد المقيم هنا هو الحب -واخترته عنواناً-لكن من أين يعرف المار على القصيدة قصدك
أرى أن عنواناً آخر سيكون أنسب! أما السيّد المهموم-أوهو أنت--هذه ليست بدعة فكل محب يشتكي الهوى(السيد المقيم)
مهما طردته-----!
لما زرعتُ الحب في رحم الضنى
قلبي ترعرع في هواك يتيما

لا كف تحمله ُ إلى أفراحه
لا عين ترعى لو يبيت سقيما
نفس شكوى المحبين مع فارق ألمسه في تعبير جديد عن الإحباط في الحب وهو( يتيماً) وهذا يبين كم هو مرتبط وجدانيّاً
ونفسياً لهذا الحب فتركه له يشعره باليتم-واليتم شعور بانهدام وضياع-----شعور صعب جداً في بدايته على الأقل
لم تفهمي لغتي وطول كآبتي
شرح الهوى لا لم يعد مفهوما
عمر الهوى ما كان فهماً----هو حسّ لا يجدي معه الحوار---تكاد تصدق عليهمقولة(لعنة جميلة)البرء منها مستحيل
الأبحب جديد يكون قوياً--فيجتاح القلب ويبهت الاول ليظل ذكرى جميلة-أو مؤلمة
نهر من النيران يجري في الحشا
فأنا كما أحببتِ صرت ُ جحيما !!
جحيم الحب ليس كارثة ---فكل محب الا من رحم ربي---يعيش هذا الجحيم !
أنا ملحدٌ بالحب بعدك ِ جاحدٌ
صار الوداد ولحنه مشؤوما
من يحبّ لا يجحد بالحب---لأن معينه في القلب لا ينتهي-لكنها الصدمة الاولى وهي التي تعطي هذا الشعور
غير الحقيقي
حطّمت أصنامَ الغرام بأدمعي
وقرأت ُ آيات الفراق كليما

لا فرق إن فارقت حضنك إنني
عشت السؤومَ لديكِ و المسؤوما !!
هنا صورة قوية ---تحطيم الاصنام بالتمييع -فكأنها دموع محملة بقوة مدمرة من الآه والألم
أما عشت سؤوماً ومسؤوماً فهو شعور ينسجم مع خيبة الحب تماماً
عفّرتُ قلبي في ودادك لم أجد
فرحا ولا روضا يحنُّ رحيما
عفّرت هذه الكلمة لا تناسب الود والحب----لا بدّ من غيرها إن أراد الشاعر (الود)لا يعفّر
يغرق -يعطر--أي صفة أخرى غير التعفير!

وغرست ُحبك في الضلوع وخلت أن
ألقى الحصاد مباهجا ونعيما

وأقمت في حفر الشقا ورسمتِ لي
جهلا بإظلامِ الحياة نجوما!!
شكوى عادية جداً هنا ---الجديد فيها----أنك حاولت تسعف حبك بتزيينه وزرع نجوم الفرح فيه

أحبيبة ٌ ويداك تكسر قاربي
أصديقةٌ والكأس فاض سموما؟؟

أعشيقة ما قد رأيت عشيقة
تهدي لعاشقها المساء هموما؟؟

الآن أجمع ما نثرت من الهوى
وأقيم ُ في ظل ّ السلو كريما !!
جميل من يلملم شتات روحه------لكن هل ترى يستطيع لملمة ما علق بروحها من هواه!

ظميان غدير


قصيدة جميلة--رغم ما فيها من مظاهر الغضب الا أنها مهذبة --تقف على شاطئ من النقاء
وأمواجها الغاضبة ليست غريقة تقتل لكنها أثيرت بعاصفة مفاجئة عاتية--فقررت تجميع نفسها
هنا شاعر مطمئن جميل ---لك التوفيق شاعرنا الرقيق وكل يوم إبداع جديد
فقط العنوان لا يناسبها---السيد المقيم هنا هو الحبّ أما المحب فلن يجحد أنها كذبة المحبين التي
تتكشف فور مصادفة طرقة من يد السيد المقيم على جدران نبضه
تحياتي ودمت شاعراً جميلاً مبدعاً -عزيزي الشاعر
كل عام وأنت بخير

شاعر موهوب .. ينتظر منه الكثير من التمرد على العمودي
أنتظر أنا بصفة شخصية ان أقرأ له في التفعيلية
و النثر
لأنني المح فيك هذا من خلال ما تطرح من أعمال متنوعة و قوية
أنتظر من موهوب مثلك مالا أنتظره من شاعر تقليدي دأب على ذلك
فهل يطول انتظاري ظميان غدير المدهش ؟

التمرد صفة من صفات الرسالات و الانبياء و الشعراء الكبار و أيضا الروائيين الكبار
أمثال دنقل و عبد الصبور و نجيب سرور و درويش و أبو عفش و نزار

محبتي