الأستاذ الموقر
محمد شعبان الموجي
كل عام و حضرتك بخير و رمضان كريم
شكرا لطرح هذه القضية الهامة
و هي قضيتي منذ الازل ...فالنص المكتوب لا يعلا عليه مهما برعوا في انشاء الفيديوات و الملفات الصوتية ..صحيح أن هذه تدعم كثيرا النص المكتوب و لكن مستحيل أن تعوضه
فالنص المكتوب هو المساحة غير العاديّة للأثر الأدبيّ؛ إنّه نسيج من الكلمات الرَّاسخة في الأثر والمنتظمة على نحوٍ تُفضي فيه إلى معنًى محدَّد ووحيد إنْ أمكن
فبالنص المكتوب يترك الأديب اثرا سواء كان نصا ورقيا أو مكتوبا على النت و هكذا نعانق الكلمة و الحرف و يحدث بيننا تجاوب أو رفض..
هناك مفكر فرنسي ( لا استحضر اسمه الآن ) يقول إن قراءة نص جميل هو حفل للعيون
Un joli texte est une fête pour les yeux
بالفعل فالكلمة الجميلة المكتوبة التي نقرأها أو نكتبها هي حفل ..هي سعادة للعينين ..هي مصافحة و لقاء فعشق
حسب رأيي المتواضع علينا أن نراجع أنفسنا و أن نعطي الأهمية التي يستحقها النص المكتوب و لا نكتفي بتسجيل ما نريد أن نقوله سماعي أو فيديو..لأن النص هو الوعاء الشكلي للظواهر اللسانية ..و بالكتابة تتوارد الأفكار و نستطيع أن نعبر أكثر لو أننا نسجل أو نقوم بإنجاز فيديو
تقول الباحثة الفرنسية : إليزابات بوتيي
عندما نتكلم نتبادل أشياء نعرفها أما عندما نكتب فنحن نبني علما
,A l’oral, on échange des choses qu’on connaît déjà
à l’écrit on construit des savoirs
Elisabeth Bautier
و يقول مفكر آخر
عندما لا أكتب، تكون أفكاري بدون شكل
Quand je n'écris pas, ma pensée n'a pas de forme
فالتعبير بالكلمة المكتوبة ابلغ من التعبير بمجرد فيديو أو كلمة مسجلة
و لست ممن يرفض التكنولوجيات الحديثة بل بالعكس أنا من تستعملها و لكن مهما اخترعنا لن نصل إلى مستوى النص المكتوب ورقيا أو على النت
و الحديث يطول على كيفية استعمال شباب اليوم للكلمة المكتوبة في الشات فهم يجزؤونها إلى مائة جزء و يصل بهم الأمر أحيانا إلى تعويضها بأشكال و رموز
"يا ويلي"
يا معشر الأدباء دقت صفارة الخطر و لا بد أن نعيد للنص المكتوب أهميته و اعتباره سواء بالقراءة او بالكتابة حيانا
و لا تقولوا أبداااااااااااا: وداعا للكلمة المكتوبة
تعليق