دخل الأجير على رئيسه في العمل وقال: يا سيدي، لدي اقتراح عساه أن يحظى بموافقتكم، وهو أن نصدر مجلة أو نشرة باسم إدارتنا يشارك فيها جميع الأُجَرَاء، ولدينا منهم من هم أهل خبرة طويلة، ولغة جميلة، فنتبادل المنفعة فيما بيننا، ويستفيد غيرنا كذلك من مطالعة المجلة .
قال الرئيس: معك حق، وأيم الله؛ فلا يصح ألا يكون لإدارة كإدارتنا مجلة أو نشرة تعكس نشاطها، وخاصة أن بيننا حملة ماجستير ودكتوراه، وأهل خبرة وطَوْل.
قال الأجير: إذاً نبدأ على بركة الله، وإن شئتَ قمتُ أنا بجميع ما يلزم من اتصال ببقية الأُجَرَاء، وتلقي مقالاتهم وإسهاماتهم، وأقوم على تحريرها وتنظيمها، ثم طباعة المجلة. سأقوم بكل ما يلزم من الألف إلى الياء.
قال الرئيس: لا بأس، ولكن دعني أتحدث إلى رئيسي أولاً، وأستطلع رأيه.
قال الأجير: ما تأمر به.
ومرت عدة أيام، ولم يسمع الأجير شيئاً، ثم التقى قَدَرًا برئيس رئيسه، فقال له: يا سعادة رئيس الرئيس عرضت منذ بضعة أيام على الرئيس أمراً فقال سيطلعك عليه، ولا زلت أنتظر الرد.
قال رئيس الرئيس: لم يطلعني الرئيس على شيء، فما الأمر؟
فقام الأجير وعرض اقتراحه ثانية على رئيس الرئيس.
فقال رئيس الرئيس: لا مانع عندي بشرط ألا يكلفنا هذا فلساً واحداً.
قال الأجير: لن يتكلف شيئاً فيما عدا أوراق تصوير المجلة بالأبيض والأسود على آلة تصوير المستندات بإدارتنا. فهل نبدأ في التنفيذ؟
قال رئيس الرئيس: لا، انتظر على أُطْلِع رئيسي على مقترحك، فإن رد بالقبول شرعنا على بركة الله.
قال الأجير: ما تأمر به.
ومرت أيام، ولم يتلق الأجير رداً. فعاد إلى مقابلة رئيسه؛ ليسأله عما حدث.
قال الرئيس: أشكرك على تذكيري، ولكنني حتى الآن لم أتحدث مع رئيسي في الأمر، فأمهلني بعض الوقت.
قال الأجير: لقد تحدثت مع رئيسك بالفعل عندما التقيته منذ بضعة أيام، وأخبرته بالأمر.
قال الرئيس: وماذا قال لك؟
قال الأجير: قال سيكلم رئيسه، ثم يأتينا بالرد.
قال الرئيس: إذا انتظرنا رد رئيس رئيسي فلن يتحقق شيئاً. اسمع، اكتب لي ما تريد، وسأقوم بتوقيعه وتعميمه ونبدأ في التنفيذ دون انتظار رد من أحد.
قال الأجير: ما تأمر به.
كتب الأجير التعميم باسم الرئيس، وأعطاه إياه، فوقعه وعممه بنفسه على جميع الأُجَرَاء.
ووصلت رئيس الرئيس نسخة من تعميم الرئيس، فاستدعى الرئيس وقال له: كيف تفعل هذا دون موافقتي؟
قال الرئيس: قال الأجير إنه حدثك، وإنك قلت ستراجع رئيسك، وانتظرت ولم يحدث شيئاً. فهل كتبتَ للرئيس الأكبر بالأمر؟
فال رئيس الرئيس: ليس بعد. ولكن سأفعل اليوم.
ثم كتب رئيس الرئيس رسالة لرئيس رئيس الرئيس يعرض عليه الأمر.
وفي الأثناء أخذ الأُجَرَاء يقدمون أعمالاً لهم لتنشر في مجلة الإدارة، وتلقى الأجير تلك الإسهامات وقام يرتبها ويبوبها ويحررها ويراجعها، وينظمها على أبواب المجلة. ولم ينس أن يعود إلى رئيسه يخبره الخبر.
قال الرئيس: لا بأس، استمر في عملك، ولا أظن رئيس رئيسي يرفض.
قال الأجير: ما تأمر به.
واصل الأجير عمله في المجلة حتى انتظم عقدها، وبلغت الغاية في حسن التنظيم والتبويب، وثراء مادتها، وجدتها مع طرافتها إلى أن انتهى منها، وأخرجها أحسن إخراج. ثم طبع عداً من النسخ وقدمها إلى الرئيس. فأعجب بها الرئيس أيما إعجاب.
وقال للأجير: أيها الأجير، أحسنت أحسن الله إليك. ولن يضيع جهدك هذا، ولك عندنا مكافأة.
قال الأجير: لم أفعل ما فعلت لمكافأة، وإنما أردت المصلحة العامة.
أخذ الرئيس نسخة وذهب بها إلى رئيسه يحمل إليه بشرى خروج المجلة إلى النور.
فما أن رأها رئيس الرئيس حتى تغير وجهه، وقال: متى فعلتم هذا؟ وكيف فعلتموه؟ لقد كتبت إلى رئيسي بالأمر فرد بقوله: "ليس لدي من الوقت الآن لأنظر في طلبك. فاتركه إلى أن أفرغ."
قال الرئيس: ولكنك لم تخبرني بأمر هذه الرسالة منذ أن وصلتك، وقد مرت أشهر عليها، وقام الأجير بالعمل الذي أوكلته إليه.
قال رئيس الرئيس: على كل حال سأرسل برسالة استعجال ونسخة من المجلة إلى رئيسي لأرى ما يقول.
وجاء رد رئيس رئيس الرئيس على رسالة "استعجال" رئيس الرئيس التي أرفقها نسخة من المجلة التي أعطاها إياه الرئيس، وكان الرد: ألم أقل لك انتظر حتى أفرغ؟ ألم تفهم كلامي؟ كيف تكون رئيساً ولا تعرف تنفيذ الأوامر؟ لن يمر هذا الموضوع دون إجراء حازم.
فارتعدت فرائص رئيس الرئيس، وكتب إلى رئيس رئيس الرئيس إنه لم يكن له يد في الموضوع، وإنما فوجئ به مثله تماماً، فأراد أن يعرض عليه الأمر؛ لأنه لا يفعل شيئاً دون أمر منه. فرد رئيس رئيس الرئيس عليه بقوله: "قل لي من المسئول إذاً؟"
فاستدعى رئيسُ الرئيسِ الرئيسَ، وقال له: ما كان لك أن تفعل ما فعلته، لقد سفهني رئيسي، ويعتزم معاقبة من لم يطع الأوامر. وعليك أن تتصرف.
قال الرئيس: وماذا أفعل؟
قال رئيس الرئيس: تصرف.
استدعى الرئيسُ الأجيرَ وقال له: لقد حدث كذا وكذا، والرئيس الأكبر في غضب وهياج.
قال الأجير: وما ذنبي أنا؟ قلتم افعل ففعلت.
قال الرئيس: ما هذا الكلام يا أجير؟ أوَ كلما قلنا لك افعل شيئاً فعلته؟ ثم ألم يكن هذا اقتراحك أنت؟ أنت السبب في كل هذا. وأرى يا أجير أن تستقيل؛ حتى ننتهي من هذا الموضوع.
قال الأجير: ولماذا أستقيل أنا ولا تستقيلون أنتم؟ لماذا تحملونني نتيجة أفعالكم وقد قمت بعمل فوق عملي.
قال الرئيس: هذا ما لدي.
قال الأجير: ما تأمر به.
وقدم الأجير استقالته للرئيس. فرفعها الرئيس إلى رئيس الرئيس وأرفق معها تقريراً بأن الأجير الذي أخطأ هو صاحب الاستقالة، فرفع رئيس الرئيس الاستقالة والتقرير إلى رئيس رئيس الرئيس ومعهما تقرير آخر بأن المخطئ قد قدم استقالته.
ولما وصلت الاستقالة والتقارير إلى رئيس رئيس الرئيس قال: ليس هذا بعقاب، بل نرفض استقالته ونقيله، ولا يكون له حق عندنا في شيء من مرتب أو مكافأة نهاية خدمة أو بدلات أو حتى تذاكر سفر، ونضعه في القائمة السوداء فلايعمل في هذه الهيئة ثانية أبداً.
وبين عشية وضحاها وجد الأجير نفسه في الشارع.
**********
وبعد فترة وقعت عين رئيس رئيس الرئيس على المجلة، ولم يكن التفت إليها من قبل، فأعجبته، فراسل رئيس الرئيس وقال: وجدت في مكتبي مجلة إدارتكم، ويبدو منها أنها جميلة المنظر والمخبر، فحسناً فعلتم.
قال رئيس الرئيس: أشكرك يا سيدي، (وبعد تلعثم قال) لقد تعبنا في عملها والإشراف عليها كثيراً، أنا و"الرئيس".
قال رئيس رئيس الرئيس: إذاً ينبغي مكافأتكما.
ووقع رئيس رئيس الرئيس على قرار بمكافأة رئيس الرئيس والرئيس على إصدار مجلة الإدارة التي يرأسانها؛ لأن مكافأة من يقوم بعمله على أكمل وجه من حسن الشيم، ومن باب تقدير الكفاءة في العمل. وأرسل رئيس رئيس الرئيس رسالتين لرئيس الرئيس وللرئيس صدَّرها بقوله: "لقد علَّمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نقول للمحسن أحسنت."
ودمتم ...
قال الرئيس: معك حق، وأيم الله؛ فلا يصح ألا يكون لإدارة كإدارتنا مجلة أو نشرة تعكس نشاطها، وخاصة أن بيننا حملة ماجستير ودكتوراه، وأهل خبرة وطَوْل.
قال الأجير: إذاً نبدأ على بركة الله، وإن شئتَ قمتُ أنا بجميع ما يلزم من اتصال ببقية الأُجَرَاء، وتلقي مقالاتهم وإسهاماتهم، وأقوم على تحريرها وتنظيمها، ثم طباعة المجلة. سأقوم بكل ما يلزم من الألف إلى الياء.
قال الرئيس: لا بأس، ولكن دعني أتحدث إلى رئيسي أولاً، وأستطلع رأيه.
قال الأجير: ما تأمر به.
ومرت عدة أيام، ولم يسمع الأجير شيئاً، ثم التقى قَدَرًا برئيس رئيسه، فقال له: يا سعادة رئيس الرئيس عرضت منذ بضعة أيام على الرئيس أمراً فقال سيطلعك عليه، ولا زلت أنتظر الرد.
قال رئيس الرئيس: لم يطلعني الرئيس على شيء، فما الأمر؟
فقام الأجير وعرض اقتراحه ثانية على رئيس الرئيس.
فقال رئيس الرئيس: لا مانع عندي بشرط ألا يكلفنا هذا فلساً واحداً.
قال الأجير: لن يتكلف شيئاً فيما عدا أوراق تصوير المجلة بالأبيض والأسود على آلة تصوير المستندات بإدارتنا. فهل نبدأ في التنفيذ؟
قال رئيس الرئيس: لا، انتظر على أُطْلِع رئيسي على مقترحك، فإن رد بالقبول شرعنا على بركة الله.
قال الأجير: ما تأمر به.
ومرت أيام، ولم يتلق الأجير رداً. فعاد إلى مقابلة رئيسه؛ ليسأله عما حدث.
قال الرئيس: أشكرك على تذكيري، ولكنني حتى الآن لم أتحدث مع رئيسي في الأمر، فأمهلني بعض الوقت.
قال الأجير: لقد تحدثت مع رئيسك بالفعل عندما التقيته منذ بضعة أيام، وأخبرته بالأمر.
قال الرئيس: وماذا قال لك؟
قال الأجير: قال سيكلم رئيسه، ثم يأتينا بالرد.
قال الرئيس: إذا انتظرنا رد رئيس رئيسي فلن يتحقق شيئاً. اسمع، اكتب لي ما تريد، وسأقوم بتوقيعه وتعميمه ونبدأ في التنفيذ دون انتظار رد من أحد.
قال الأجير: ما تأمر به.
كتب الأجير التعميم باسم الرئيس، وأعطاه إياه، فوقعه وعممه بنفسه على جميع الأُجَرَاء.
ووصلت رئيس الرئيس نسخة من تعميم الرئيس، فاستدعى الرئيس وقال له: كيف تفعل هذا دون موافقتي؟
قال الرئيس: قال الأجير إنه حدثك، وإنك قلت ستراجع رئيسك، وانتظرت ولم يحدث شيئاً. فهل كتبتَ للرئيس الأكبر بالأمر؟
فال رئيس الرئيس: ليس بعد. ولكن سأفعل اليوم.
ثم كتب رئيس الرئيس رسالة لرئيس رئيس الرئيس يعرض عليه الأمر.
وفي الأثناء أخذ الأُجَرَاء يقدمون أعمالاً لهم لتنشر في مجلة الإدارة، وتلقى الأجير تلك الإسهامات وقام يرتبها ويبوبها ويحررها ويراجعها، وينظمها على أبواب المجلة. ولم ينس أن يعود إلى رئيسه يخبره الخبر.
قال الرئيس: لا بأس، استمر في عملك، ولا أظن رئيس رئيسي يرفض.
قال الأجير: ما تأمر به.
واصل الأجير عمله في المجلة حتى انتظم عقدها، وبلغت الغاية في حسن التنظيم والتبويب، وثراء مادتها، وجدتها مع طرافتها إلى أن انتهى منها، وأخرجها أحسن إخراج. ثم طبع عداً من النسخ وقدمها إلى الرئيس. فأعجب بها الرئيس أيما إعجاب.
وقال للأجير: أيها الأجير، أحسنت أحسن الله إليك. ولن يضيع جهدك هذا، ولك عندنا مكافأة.
قال الأجير: لم أفعل ما فعلت لمكافأة، وإنما أردت المصلحة العامة.
أخذ الرئيس نسخة وذهب بها إلى رئيسه يحمل إليه بشرى خروج المجلة إلى النور.
فما أن رأها رئيس الرئيس حتى تغير وجهه، وقال: متى فعلتم هذا؟ وكيف فعلتموه؟ لقد كتبت إلى رئيسي بالأمر فرد بقوله: "ليس لدي من الوقت الآن لأنظر في طلبك. فاتركه إلى أن أفرغ."
قال الرئيس: ولكنك لم تخبرني بأمر هذه الرسالة منذ أن وصلتك، وقد مرت أشهر عليها، وقام الأجير بالعمل الذي أوكلته إليه.
قال رئيس الرئيس: على كل حال سأرسل برسالة استعجال ونسخة من المجلة إلى رئيسي لأرى ما يقول.
وجاء رد رئيس رئيس الرئيس على رسالة "استعجال" رئيس الرئيس التي أرفقها نسخة من المجلة التي أعطاها إياه الرئيس، وكان الرد: ألم أقل لك انتظر حتى أفرغ؟ ألم تفهم كلامي؟ كيف تكون رئيساً ولا تعرف تنفيذ الأوامر؟ لن يمر هذا الموضوع دون إجراء حازم.
فارتعدت فرائص رئيس الرئيس، وكتب إلى رئيس رئيس الرئيس إنه لم يكن له يد في الموضوع، وإنما فوجئ به مثله تماماً، فأراد أن يعرض عليه الأمر؛ لأنه لا يفعل شيئاً دون أمر منه. فرد رئيس رئيس الرئيس عليه بقوله: "قل لي من المسئول إذاً؟"
فاستدعى رئيسُ الرئيسِ الرئيسَ، وقال له: ما كان لك أن تفعل ما فعلته، لقد سفهني رئيسي، ويعتزم معاقبة من لم يطع الأوامر. وعليك أن تتصرف.
قال الرئيس: وماذا أفعل؟
قال رئيس الرئيس: تصرف.
استدعى الرئيسُ الأجيرَ وقال له: لقد حدث كذا وكذا، والرئيس الأكبر في غضب وهياج.
قال الأجير: وما ذنبي أنا؟ قلتم افعل ففعلت.
قال الرئيس: ما هذا الكلام يا أجير؟ أوَ كلما قلنا لك افعل شيئاً فعلته؟ ثم ألم يكن هذا اقتراحك أنت؟ أنت السبب في كل هذا. وأرى يا أجير أن تستقيل؛ حتى ننتهي من هذا الموضوع.
قال الأجير: ولماذا أستقيل أنا ولا تستقيلون أنتم؟ لماذا تحملونني نتيجة أفعالكم وقد قمت بعمل فوق عملي.
قال الرئيس: هذا ما لدي.
قال الأجير: ما تأمر به.
وقدم الأجير استقالته للرئيس. فرفعها الرئيس إلى رئيس الرئيس وأرفق معها تقريراً بأن الأجير الذي أخطأ هو صاحب الاستقالة، فرفع رئيس الرئيس الاستقالة والتقرير إلى رئيس رئيس الرئيس ومعهما تقرير آخر بأن المخطئ قد قدم استقالته.
ولما وصلت الاستقالة والتقارير إلى رئيس رئيس الرئيس قال: ليس هذا بعقاب، بل نرفض استقالته ونقيله، ولا يكون له حق عندنا في شيء من مرتب أو مكافأة نهاية خدمة أو بدلات أو حتى تذاكر سفر، ونضعه في القائمة السوداء فلايعمل في هذه الهيئة ثانية أبداً.
وبين عشية وضحاها وجد الأجير نفسه في الشارع.
**********
وبعد فترة وقعت عين رئيس رئيس الرئيس على المجلة، ولم يكن التفت إليها من قبل، فأعجبته، فراسل رئيس الرئيس وقال: وجدت في مكتبي مجلة إدارتكم، ويبدو منها أنها جميلة المنظر والمخبر، فحسناً فعلتم.
قال رئيس الرئيس: أشكرك يا سيدي، (وبعد تلعثم قال) لقد تعبنا في عملها والإشراف عليها كثيراً، أنا و"الرئيس".
قال رئيس رئيس الرئيس: إذاً ينبغي مكافأتكما.
ووقع رئيس رئيس الرئيس على قرار بمكافأة رئيس الرئيس والرئيس على إصدار مجلة الإدارة التي يرأسانها؛ لأن مكافأة من يقوم بعمله على أكمل وجه من حسن الشيم، ومن باب تقدير الكفاءة في العمل. وأرسل رئيس رئيس الرئيس رسالتين لرئيس الرئيس وللرئيس صدَّرها بقوله: "لقد علَّمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نقول للمحسن أحسنت."
ودمتم ...
تعليق