مسرحية هزلية وسيوف خشبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الفاضل
    أديب وكاتب
    • 21-12-2011
    • 208

    مسرحية هزلية وسيوف خشبية

    مسرحية هزلية وسيوف خشبية – محمد الفاضل


    في سباق محموم وجو هستيري ممانع لايخلو من مفارقة مضحكة تجري الاستعدادات على قدم وساق لتهيئة موقع التصوير حيث يقوم المخرج ومساعدوه بإعطاء التعليمات الصارمة للكادر الفني والتقني بضرورة حفظ أدوارهم وتقمص الدور بشكل احترافي في محاولة يائسة لخطف الأضواء وصرف أنظار المشاهدين العرب عن متابعة المسرحيات الإقليمية المندسة ، والأجندات الخفية للقنوات المغرضة المنافسة للسوق المحلي ! تم رصد ميزانية ضخمة لإنجاح العمل المسرحي على أمل كسر الاحتكار وتحقيق أعلى الإيرادات في شباك التذاكر . بذل خبراء المعارك ومصممي الملابس والمكياج وطاقم العمل جهداً غير عادي لإضفاء لمسة واقعية على العمل وذلك بنصب صواريخ الممانعة الكلامية في عدة مواقع للإطلاق ، بشكل يوحي للجمهور بجدية المواجهة وذلك لبث الرعب في قلوب الأعداء ومحوهم من الخارطة .

    يروق لحكامنا بين الفينة والأخرى ممارسة هوايتهم الأثيرة في إطلاق صواريخ الردع والردح الثوري العابرة للقارات ومختلف صنوف الأسلحة والمشادات الكلامية ، والخطابات الحماسية الساخنة ، وإطلاق الرصاصات الخلبية فوق خشبة مسرح الدمى في محاولة مستميتة لشد وجذب المشاهد العربي الذي أضحى يحفظ السيناريو عن ظهر قلب في مشهد درامي لايخلو من كوميديا سوداء تبعث على الضحك حد البكاء .

    فجأة قرر الحاكم أن يظهر مواهبه الفنية في الإخراج المسرحي مستعيناً بطاقم العمل الممانع من نجوم صف أول وصف ثاني ، وكومبارس ومهرجين ومطبلين وعازفين . ولأن حكامنا مولعون بعالم الشهرة والأضواء حد الهوس ، فانهم لا يتركون فرصة أو مناسبة للظهور إلا واغتنموها في محاولة مريضة للبقاء فوق خشبة المسرح وتحت الأضواء أطول فترة ممكنة !


    وعلى الرغم من الأداء الغير مقنع للممثلين ، يصر المخرج على المضي قدماً في عرضه المسرحي المتفرد غير عابئ بعبارات الاستهجان والصفير التي تعالت خلف الكواليس وفي أوساط المشاهدين . نحن أمام مشهد درامي ملئ بالتناقضات ، يحمل في طياته الواقع الأليم والمر لحجم المأساة والهموم التي ينوء تحت وطأتها جمهور اعتاد على التهميش طيلة عقود.
    وفي مشهد يحاكي شخصية (دون كيشوت)للكاتب الأسباني سرفانتس ، وهو يحارب طواحين الهواء ، ظهر الممثلون ببزاتهم العسكرية ونياشينهم القصديرية التي توزعت فوق صدورهم بحجم خارطة الوطن ! وهم يرقبون المناورات العسكرية الهزلية في مشهد كوميدي يبعث على القرف والبصاق .
    وفي نهاية العرض خيم على المكان صمت مطبق وأسدل الستار والجمهور في حالة وجوم وذهول من كم المشاهد المضحكة مقارنة مع حجم القمع والقتل اليومي خارج خشبة المسرح ، مع فارق أن الدماء التي تسيل هي دماء واقعية وليست فنية ، والرصاص الذي ينهمر فوق رؤوس المندسين الذين لم يعجبهم العرض هو رصاص حي ، ممانع بامتياز وليس خلبي !!!!


    مسرحية هزلية وسيوف خشبية – محمد الفاضل
    sigpic

    روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    المسرحية تفتقد للحبكة
    فمن يا تراه الفها و اخرجها
    حوت كل شي الا السلام و الابتسام
    مشهد الدم كان له نصيب الاسد
    ننتظر نهايتها السعيدة
    كمعظم الافلام العربية
    اخي الفاضل / محمد الفاضل
    نصك عالي المتعة
    تمتعت بمسرحية العميقة
    و رمزيتها الجميلة
    تقديري و جل احترامي



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • ليندة كامل
      مشرفة ملتقى صيد الخاطر
      • 31-12-2011
      • 1638

      #3
      السلام عليكم
      سدي القدير بأسلوب قريب الى السخرية من واقع طالت ايامه والستار لم يسدل رغم تصفيقات الجمهور ورميهم بالطماطم
      واللافتاة إلا أن المخرج يعشق سيلان الماء
      قريبة هذه الخاطرة الى القص السردي أكثر
      أحيك على ه ذا القلم البديع
      احتراماتي
      http://lindakamel.maktoobblog.com
      من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

      تعليق

      • محمد الفاضل
        أديب وكاتب
        • 21-12-2011
        • 208

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
        المسرحية تفتقد للحبكة
        فمن يا تراه الفها و اخرجها
        حوت كل شي الا السلام و الابتسام
        مشهد الدم كان له نصيب الاسد
        ننتظر نهايتها السعيدة
        كمعظم الافلام العربية
        اخي الفاضل / محمد الفاضل
        نصك عالي المتعة
        تمتعت بمسرحية العميقة
        و رمزيتها الجميلة
        تقديري و جل احترامي
        في عصر الردح والعهر السياسي والنمور الورقية والشخصيات الكرتونية تتحول كل الهزائم إلى انتصارات وفتوحات عظيمة في ظل القيادة الحكيمة!! ويتحول بائعو الأوطان إلى رموز وطنية مقدسة.

        الأخ القدير قصي يسعدني وجودك هنا
        ودي ومحبتي مع باقة بنفسج
        sigpic

        روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

        تعليق

        • محمد الفاضل
          أديب وكاتب
          • 21-12-2011
          • 208

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ليندة كامل مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم
          سدي القدير بأسلوب قريب الى السخرية من واقع طالت ايامه والستار لم يسدل رغم تصفيقات الجمهور ورميهم بالطماطم
          واللافتاة إلا أن المخرج يعشق سيلان الماء
          قريبة هذه الخاطرة الى القص السردي أكثر
          أحيك على ه ذا القلم البديع
          احتراماتي

          في زمن العهر والفجور تتنكر الغربان بزي النسور، ويذبح شعب صبور باسم المقاومة! يا سادة، هل أضحت العمالة والخيانة فضيلة في زمن الانحطاط والرذيلة؟ تباً لحكام يدعون البطولة وهم ناقصو رجولة! يا سادة، الوطنية لا تحتاج إلى ندوة حزبية أو وصفة طبية، هي ليست كبسولة فيتامين أو شراب طاقة! حب الأوطان يولد مع الإنسان ولا يحتاج إلى قرار من السلطان!

          الأخت القديرة ليندة
          شاكر لك عاطر الثناء والمرور الجميل
          مع خالص التقدير
          باقة أقحوان
          sigpic

          روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

          تعليق

          يعمل...
          X