رهبة!
تأخرّت مع زميلتين في المكتبة العامّة للمدينة حيث نعمل، خارج ساعات الدوام الرسمي
من أجل إعادة تصنيف وترتيب الكتب من جديد.
المكان واسع وموحش لخلوّه من مرتاديه. وجدنا أنفسنا نتبادل الحديث بصوت خافت
تحسبًّا من رجع الصّدى. همست الشابّة التي التحقت بالعمل مؤخّرا:
- أشعر بالخوف، ولا أدري ما الدّافع الّذي يجعلني أتخيّل أبطال القصص ينفلتون من
رواياتهم، فيسرحون ويمرحون بعد غلق أبواب المكتبة.
- نعم، معك حق المكان مخيف، أجبتها مواسية وأكملتُ: في مساء أحد الأيام، تأخّرتُ
بمفردي، وإذ بي أسمع وقع أقدام امرأة تنتعل الكعب العالي، هرعتُ أستجلي
الأمر، ورأيتها تتبخّر في الهواء بأمّ عينيّ.
-الأشباح حقيقة لا شكّ فيها. أضافت ثالثتنا مؤكّدة كلامي، واستطردّت:
- سأقصّ عليكما قصة حدثت فعلا مع قريبي "كريم" شخصيّا وكان برفقة صديقه.
حدّثنا فقال: رافقت صديقي "عادل" في إحدى رحلات العمل، بهدف نقل بضاعة
في شاحنته الضّخمة وتوصيلها إلى مدينته الأصليّة. قطعنا الفيافي وعبرنا صحراء
شاسعة ممتدّة من وسط البلد إلى الجنوب.
عندما حلّ الظلام، اقترحت عليه وأبدى موافقته فورا على التوقّف للتخييم عند واحة بدأت
تلوح في الأفق. إذ لا فائدة من الوصول ليلا والجميع نيام.
انعطف بنا نحو شارع فرعيّ وعر، من الواضح أنه لم يعبّد منذ زمن بعيد، وركن
الشاحنة قرب بحرة ضحلة على وشك الجفاف، والنباتات حولها متيبّسة ذابلة،
كان المكان كئيبا والأرض يباب.
تقبّلنا الأمر لكوننا متعبيْن ونصبنا الخيمة، ثم التففنا بأغطيتنا ونمنا داخلها.
لم تطل غفوتي، استيقظت لقضاء حاجتي وابتعدت عن المكان قليلا. ثمّ عدت
أدراجي، مستعينا بمصباح لإنارة طريقي، سقط نوره على عادل صديقي،
الذي فوجئت به نائما خارج الخيمة ورأسه فوق حجر امرأة مخيفة.
كانت شابّة في منتصف العشرينات، يبدو جسدها ظاهرا للعيان من خلال
أسمال ممزقة ترتديها، وقروح دّامية تغطّي مختلف أنحاء جسدها، مع
جرح ينزف دما أسود بغزارة ناحية قلبها.
شعرت بالرعب، وما استدعى دهشتي أن عادل لم يبد حراكا أو انزعاجا،
ولم يقلقه حتّى ضوء المصباح السّاقط عليه، وكان مستغرقا في نومه
طفلا وديعًا في حضنها!
وهنالك أيضا أطفال صغار، يتمسّكون بتلابيبها، تتراوح أعمارهم مابين
السّنة والخمس سنوات، يرتدون الثياب البالية كأمّهم، يجهشون في البكاء،
والدماء تنزّ من أجسادهم الصغيرة. وكانت القطرات تضمحلّ حال وصولها
الأرض.
فتحت فمي أنوي الصراخ لتنبيهه، بينما المرأة تمسّد شعره، لكنّ الخوف
ألجمني، لم أستطع التفوّه ببنت شفة. رفعتْ بصرها نحوي وكشّرت عن
أسنانها الصفراء، تصيح بصريرغريب مثل حيوان جريح.
ازددتُ هلعا، أكاد أسمع وجيب قلبي، عيناها جمرتا نار تتوقّدان، شعرها
أشعث ولمّا تزل تعمل عليه بأظافرها غير المدرّمة، حتما ليست آدميّة ولا
تنتمي لجنس بشر.
اجتثّني الرعب من مكاني، فهربتُ لا ألوي على شيء حيث الشاحنة أحتمي
داخلها. وأحكمت إغلاقها من الداخل، ولعجبي غفوتُ فورا، أغلب الظنّ أنّني غبت
عن الوعي!
استيقظت على نداء عادل، وكنت أتصبّب عرقا من شمس الصّحراء. سألته وأنا
أجفّف وجهي بمنديل: أين المرأة والأطفال؟
- أيّ امرأة وأطفال؟ نحن بمفردنا في الصحراء.
- كلّا، توجد امرأة كنتَ غافيا في حضنها ليلة الأمس. نظر اليّ ساخرا:
- ما بك يا صديقي؟ هل أنّت محرور أو سكرتَ بالخفيةً عنّي؟! أجبته بحدّة:
- كلا لست مريضا ولا أشرب الخمر مطلقا وأنت تعرف هذا، هيّا بنا
نستكشف المكان.
تجوّلنا بالمحيط حولنا، فما وجدنا إلّا مقبرة قديمة تحتوي بضعة قبور
مبنيّة من طوب آجر قديم متآكل، ولا أثر للمرأة والأطفال.
لم يهتمّ عادل بالأمر كثيرا، يبدو أنه لم يصدّقني، لكنّ لم يرغب في إثارة
مشكلة معي. عدنا إلى الشاحنة وأكملنا المسير صامتيْن. عند مشارف المدينة
سمعتُ تلك الصرخة غير الآدمية من جديد. ولم يبدِ صديقي أيّ ردة فعل، من الواضح أنّه
لم يسمعها، أما أنا فارتجّ كياني، شكرت الله أنّنا أصبحنا على أهبة الوصول إلى وجهتنا.
وصلنا، وكما اتّفقنا ترجلّت قرب الجامع لأداء صلاة الظهر، أمّا هو فأكمل سيره لتسليم
الطلبيّة.
دلفتُ إلى الداخل، استقبلني شيخ الجامع بالتّرحاب وقد عرف على الفور أنّني غريب.
ثمّ صلّى بنا وبعض المحليّين. بعدها جلس متربعّا يردّ على بعض الأسئلة،
انفتح قلبي لسماحته وانتظرت لمّا انصرف كلٌّ إلى شأنه، اقتربت منه مستأذنا
وأخبرته عن امرأة البحيرة.. أصغى إليّ باهتمام دون أن يظهر دهشة أو استغرابا،
استمرّ يهزّ رأسه مشجّعا، إلى أن أتممت قصّتي دون مقاطعة منه.
ثمّ جاء دوره فأخبرني أنّه سمع بها من أجداده، الّذين تناقلوا خبر تجلّيها لبعض
الأشخاص خلال السنوات الماضية، لكنّهم يفرّون من أمامها مذعورين.
مضيفا أن قصّتها حدثت منذ زمن بعيد، حين انهار زوجها المزارع إثر الجفاف
والقحط والجوع، وأصيب بلوثة جعلته يقدم على طعن امرأته وأطفالهما الخمسة
بالخنجرثمّ بدوره انتحر، ولم يبق منهم إلّا ابن أيّام في مهده. وأضاف أنّ شارع
الواحة حيث قبورهم يتخرّب فور إصلاحه، وكان قد أصلح الأسبوع الفائت.
فكّرت بهذه الأرواح الهائمة، ومدى معاناتهم، وهم ما زالوا عالقين في الفضاء
دون راحة.
عاد عادل لموافاتي، فقام الشيخ الصالح الجليل الخبير بالرقيّة، وعمد إلى رقيّ
الشاحنة، وذلك بقراءة أدعية طويلة وذكرًا حكيمًا، يهدف إلى إراحة الأرواح
المعذّبة ليرقدوا في سلام. بعد لحظات رأينا المرأة المخيفة تنسلّ من الشاحنة
ومعها أطفالها. وأخذت تغذّ السير في نفس الاتجاه الّذي قدمنا منه،
لا بد أنّ هدفها المقبرة حيث دفنوا.
أحسستُ يد عادل تشدّ بقوّة على كتفي وكان يتابعها فزعا، مصفرًّا
يكاد يقع مغشيّا عليه من هول الصدمة، لا يصدّق أنّه سلم بعد أن بات
في حضنها دون أن تمسّ شعرة من رأسه، غالبا هو من صلب
طفلها الباقي الوحيد، لهذا تجلّت لنا.
سكتت الفتاة لبرهة ثمّ سألتهما: هذه قصة قريبي ما رأيكما بها؟!
ردّت الصغرى:
- وقف شعر لحمي، لو ظهرت تلك المرأة لي أنا لمتُّ خوفا.
- نعم، أخاف أن نكون قد أثرنا الأشباح وهيّجناهم علينا. قلت هذا
وأنا أتلفّت حولي، وقد اقشعرّ جسدي.
وإذ بدويّ هائل صوت يصمّ الآذان. لم نتوقّف للبحث عن السبب،
بل رحنا نجري إلى خارج المكتبة نتخبّط ببعضنا بعضا هلعًا.
هناك في مكتب المدير وقف عامل النظافة مذهولا لدى رؤيته
رفّا كبيرا ينهار بما عليه من مجلّدات ضخمة، وتحف زجاجيّة
تحطّمت شظايا بصوت مجلجل وكانّها صرخة حيوان جريح.
بعدما هبّت ريح قويّة داخل الغرفة بلا تفسير!
مع تحيتي: ريما ريماوي.
تأخرّت مع زميلتين في المكتبة العامّة للمدينة حيث نعمل، خارج ساعات الدوام الرسمي
من أجل إعادة تصنيف وترتيب الكتب من جديد.
المكان واسع وموحش لخلوّه من مرتاديه. وجدنا أنفسنا نتبادل الحديث بصوت خافت
تحسبًّا من رجع الصّدى. همست الشابّة التي التحقت بالعمل مؤخّرا:
- أشعر بالخوف، ولا أدري ما الدّافع الّذي يجعلني أتخيّل أبطال القصص ينفلتون من
رواياتهم، فيسرحون ويمرحون بعد غلق أبواب المكتبة.
- نعم، معك حق المكان مخيف، أجبتها مواسية وأكملتُ: في مساء أحد الأيام، تأخّرتُ
بمفردي، وإذ بي أسمع وقع أقدام امرأة تنتعل الكعب العالي، هرعتُ أستجلي
الأمر، ورأيتها تتبخّر في الهواء بأمّ عينيّ.
-الأشباح حقيقة لا شكّ فيها. أضافت ثالثتنا مؤكّدة كلامي، واستطردّت:
- سأقصّ عليكما قصة حدثت فعلا مع قريبي "كريم" شخصيّا وكان برفقة صديقه.
حدّثنا فقال: رافقت صديقي "عادل" في إحدى رحلات العمل، بهدف نقل بضاعة
في شاحنته الضّخمة وتوصيلها إلى مدينته الأصليّة. قطعنا الفيافي وعبرنا صحراء
شاسعة ممتدّة من وسط البلد إلى الجنوب.
عندما حلّ الظلام، اقترحت عليه وأبدى موافقته فورا على التوقّف للتخييم عند واحة بدأت
تلوح في الأفق. إذ لا فائدة من الوصول ليلا والجميع نيام.
انعطف بنا نحو شارع فرعيّ وعر، من الواضح أنه لم يعبّد منذ زمن بعيد، وركن
الشاحنة قرب بحرة ضحلة على وشك الجفاف، والنباتات حولها متيبّسة ذابلة،
كان المكان كئيبا والأرض يباب.
تقبّلنا الأمر لكوننا متعبيْن ونصبنا الخيمة، ثم التففنا بأغطيتنا ونمنا داخلها.
لم تطل غفوتي، استيقظت لقضاء حاجتي وابتعدت عن المكان قليلا. ثمّ عدت
أدراجي، مستعينا بمصباح لإنارة طريقي، سقط نوره على عادل صديقي،
الذي فوجئت به نائما خارج الخيمة ورأسه فوق حجر امرأة مخيفة.
كانت شابّة في منتصف العشرينات، يبدو جسدها ظاهرا للعيان من خلال
أسمال ممزقة ترتديها، وقروح دّامية تغطّي مختلف أنحاء جسدها، مع
جرح ينزف دما أسود بغزارة ناحية قلبها.
شعرت بالرعب، وما استدعى دهشتي أن عادل لم يبد حراكا أو انزعاجا،
ولم يقلقه حتّى ضوء المصباح السّاقط عليه، وكان مستغرقا في نومه
طفلا وديعًا في حضنها!
وهنالك أيضا أطفال صغار، يتمسّكون بتلابيبها، تتراوح أعمارهم مابين
السّنة والخمس سنوات، يرتدون الثياب البالية كأمّهم، يجهشون في البكاء،
والدماء تنزّ من أجسادهم الصغيرة. وكانت القطرات تضمحلّ حال وصولها
الأرض.
فتحت فمي أنوي الصراخ لتنبيهه، بينما المرأة تمسّد شعره، لكنّ الخوف
ألجمني، لم أستطع التفوّه ببنت شفة. رفعتْ بصرها نحوي وكشّرت عن
أسنانها الصفراء، تصيح بصريرغريب مثل حيوان جريح.
ازددتُ هلعا، أكاد أسمع وجيب قلبي، عيناها جمرتا نار تتوقّدان، شعرها
أشعث ولمّا تزل تعمل عليه بأظافرها غير المدرّمة، حتما ليست آدميّة ولا
تنتمي لجنس بشر.
اجتثّني الرعب من مكاني، فهربتُ لا ألوي على شيء حيث الشاحنة أحتمي
داخلها. وأحكمت إغلاقها من الداخل، ولعجبي غفوتُ فورا، أغلب الظنّ أنّني غبت
عن الوعي!
استيقظت على نداء عادل، وكنت أتصبّب عرقا من شمس الصّحراء. سألته وأنا
أجفّف وجهي بمنديل: أين المرأة والأطفال؟
- أيّ امرأة وأطفال؟ نحن بمفردنا في الصحراء.
- كلّا، توجد امرأة كنتَ غافيا في حضنها ليلة الأمس. نظر اليّ ساخرا:
- ما بك يا صديقي؟ هل أنّت محرور أو سكرتَ بالخفيةً عنّي؟! أجبته بحدّة:
- كلا لست مريضا ولا أشرب الخمر مطلقا وأنت تعرف هذا، هيّا بنا
نستكشف المكان.
تجوّلنا بالمحيط حولنا، فما وجدنا إلّا مقبرة قديمة تحتوي بضعة قبور
مبنيّة من طوب آجر قديم متآكل، ولا أثر للمرأة والأطفال.
لم يهتمّ عادل بالأمر كثيرا، يبدو أنه لم يصدّقني، لكنّ لم يرغب في إثارة
مشكلة معي. عدنا إلى الشاحنة وأكملنا المسير صامتيْن. عند مشارف المدينة
سمعتُ تلك الصرخة غير الآدمية من جديد. ولم يبدِ صديقي أيّ ردة فعل، من الواضح أنّه
لم يسمعها، أما أنا فارتجّ كياني، شكرت الله أنّنا أصبحنا على أهبة الوصول إلى وجهتنا.
وصلنا، وكما اتّفقنا ترجلّت قرب الجامع لأداء صلاة الظهر، أمّا هو فأكمل سيره لتسليم
الطلبيّة.
دلفتُ إلى الداخل، استقبلني شيخ الجامع بالتّرحاب وقد عرف على الفور أنّني غريب.
ثمّ صلّى بنا وبعض المحليّين. بعدها جلس متربعّا يردّ على بعض الأسئلة،
انفتح قلبي لسماحته وانتظرت لمّا انصرف كلٌّ إلى شأنه، اقتربت منه مستأذنا
وأخبرته عن امرأة البحيرة.. أصغى إليّ باهتمام دون أن يظهر دهشة أو استغرابا،
استمرّ يهزّ رأسه مشجّعا، إلى أن أتممت قصّتي دون مقاطعة منه.
ثمّ جاء دوره فأخبرني أنّه سمع بها من أجداده، الّذين تناقلوا خبر تجلّيها لبعض
الأشخاص خلال السنوات الماضية، لكنّهم يفرّون من أمامها مذعورين.
مضيفا أن قصّتها حدثت منذ زمن بعيد، حين انهار زوجها المزارع إثر الجفاف
والقحط والجوع، وأصيب بلوثة جعلته يقدم على طعن امرأته وأطفالهما الخمسة
بالخنجرثمّ بدوره انتحر، ولم يبق منهم إلّا ابن أيّام في مهده. وأضاف أنّ شارع
الواحة حيث قبورهم يتخرّب فور إصلاحه، وكان قد أصلح الأسبوع الفائت.
فكّرت بهذه الأرواح الهائمة، ومدى معاناتهم، وهم ما زالوا عالقين في الفضاء
دون راحة.
عاد عادل لموافاتي، فقام الشيخ الصالح الجليل الخبير بالرقيّة، وعمد إلى رقيّ
الشاحنة، وذلك بقراءة أدعية طويلة وذكرًا حكيمًا، يهدف إلى إراحة الأرواح
المعذّبة ليرقدوا في سلام. بعد لحظات رأينا المرأة المخيفة تنسلّ من الشاحنة
ومعها أطفالها. وأخذت تغذّ السير في نفس الاتجاه الّذي قدمنا منه،
لا بد أنّ هدفها المقبرة حيث دفنوا.
أحسستُ يد عادل تشدّ بقوّة على كتفي وكان يتابعها فزعا، مصفرًّا
يكاد يقع مغشيّا عليه من هول الصدمة، لا يصدّق أنّه سلم بعد أن بات
في حضنها دون أن تمسّ شعرة من رأسه، غالبا هو من صلب
طفلها الباقي الوحيد، لهذا تجلّت لنا.
سكتت الفتاة لبرهة ثمّ سألتهما: هذه قصة قريبي ما رأيكما بها؟!
ردّت الصغرى:
- وقف شعر لحمي، لو ظهرت تلك المرأة لي أنا لمتُّ خوفا.
- نعم، أخاف أن نكون قد أثرنا الأشباح وهيّجناهم علينا. قلت هذا
وأنا أتلفّت حولي، وقد اقشعرّ جسدي.
وإذ بدويّ هائل صوت يصمّ الآذان. لم نتوقّف للبحث عن السبب،
بل رحنا نجري إلى خارج المكتبة نتخبّط ببعضنا بعضا هلعًا.
هناك في مكتب المدير وقف عامل النظافة مذهولا لدى رؤيته
رفّا كبيرا ينهار بما عليه من مجلّدات ضخمة، وتحف زجاجيّة
تحطّمت شظايا بصوت مجلجل وكانّها صرخة حيوان جريح.
بعدما هبّت ريح قويّة داخل الغرفة بلا تفسير!
مع تحيتي: ريما ريماوي.
تعليق