زمن التبلد
فأجئتنى احدى صديقاتى بهذا التعليق
لايوجد شيء اصبح يخضع لقاعدة المنطق حتى ان الاولويات في الحياة تداخلت مع الكماليات و اصبح لكل فئة او حتى شخص مزاجه في ترتيب غرائزه
فنجد مثلا من ياخذ قرضا من البنك من اجل عطلة و سفر و لا ياخذه من اجل العلاج
يقتني هاتفا نقالا مزودا باحدث امكانيات الاتصال و لا يدفع اجرة سكنه
و هذا ليس استثناء بل هو فكر و فلسفة جديدين في الحياة و اصل هذا الانقلاب هو الارتباك الحاصل في القيم و العقيدة و بالتالي المشاعر ثم العلاقات
فقلت لها :
لا نستطيع ان نطلق عليه فكر او فلسفة و لكن انها
(( فلسفة الاعقلانية ))
فكيف لانسان عاقل واعى مدرك صاحب فكر او فلسفة ان تكون اولاوياتة الهاتف النقال و الرحلات السياحية
و يهمل العلاج و السكن اى فكر او فلسفة فى هذا التصرف
ان الانسان يعيش الان فى حالة من (( التبلد )) بكل مستوياته
و هذا التبلد الحسى و الادراكى له الكثير من العوامل الاساسية مثل :
1- المجازر و اعنى حقا هذه الكلمة التى يشاهدها الانسان يوميا على وسائل الاعلام المختلفة فى بادئ الامر كان يبكى و يثور و يتفاعل معها و لكن مع تكرارها بشكل بشع و شعور الانسان بتحكم القوى الخفية و الطرف الثالث و كل هذه القوى الخفية التى يصدرها لنا الغرب ليتمكن من السيطرة على العقول و بث الخوف فى النفوس و قهر الانسان نفسيا ليدور فى حلقات مفرغة
2- تحويل البلاد الى بلاد استهلاكية و القضاء على الانتاج لفرض القيود الاقتصادية و التحكم بها لانها لا مفر من لجوئها الى البنوك الدولية للاستدانة و بيع ثرواتها الطبيعية بارخص الاسعار الى هذه البلاد
3- بث الفتن و النزاعات الداخلية بالبلاد عن طريق اثارة الفتن الطائفية و العنصرية بين كل الطوائف
4- نشر المخدرات بكل اشكالة و انواعة ليغيب الوعى و العقل و الادراك
5- سياسة الاحتكار و التحكم و اختفاء الطبقة المتوسطة و هذا احدث خلل كبير فى النظام الاجتماعى فاما فقر مدقع و اما غنىء فاحش و هذا ادى الى وجود العداء و البغض و الكره فى نفوس الطبقات الفقيرة ضد الطبقات الغنية
6- انتشار الجهل و عدم الاهتمام بالتعليم و الثقافة و البحث العلمى
7- البعد عن الاديان و انتشار الطوائف و الاحزاب و التفكك و اختلاف الاراى و التشدد و اظهار الدين بمظهر السياف الذى يقطع الرقاب و انتشار الشبهات و لغة الخطاب الدينى الذى هو بعيد كل البعد عن الترغيب و يستعمل اما لتحقيق اغراض شخصية او قومية او لنشر فكر او اتجاة مغاير لطبيعة الدين الحقه
هذه بعض الاسباب و ليس كل التى ادت الى فقدان الانسان بالامل و يقينة لمدة طويلة بأنة لا يوجد حل و انه لا حول له و لا قوة مما ادى الى تضخم الاحساس بالتبلد و فقدان النخوة و التفاعل
و لنلتمس العذر للانسان فأنه و لزمن طويل طريح الفراش يتنفس اليأس و القهر و يتغذى قلة الحيلة
و الان زمن ((( الثورات )))
انها ليست فقط ثورات سياسية بل عقلية و فكرية و اقتصادية
ان العالم كله ثأئر الان على الظلم و القهر و القمع و السيطرة و التحكم
و لو نظرنا الى الدول العربية اظن كلنا نعرف حالها
اما الدول الاوربية فحدث و لا حرج فالمظاهرات تملاء المانيا و امريكا كوريا و الصين حتى اسرائيل نفسها يحرق الشباب انفسهم احتجاجا على سياسة بلادهم
ان العالم يتغير
نعم التغيير قادم قادم لا محال
العالم يتغير مناخيا و بيئيا و اقتصاديا و سياسيا
و انا كلى تفاؤل
حتى و لو كان الظاهر يوحى بالتخبط و الفضوى و الانفلات
و لكنها خطوة على الطريق
لتحرير الفكر و انتشال الانسان من زمن التبلد
الى زمن التفاعل
ليتخبط و يقع و ينهض ليعلوا صوته او ينخفض
لكنة فى النهاية سوف يتعلم
انه هو صاحب القرار
ليتنسم رحيق الحرية
مع تحياتى
عبير حسنين سيد
فأجئتنى احدى صديقاتى بهذا التعليق
لايوجد شيء اصبح يخضع لقاعدة المنطق حتى ان الاولويات في الحياة تداخلت مع الكماليات و اصبح لكل فئة او حتى شخص مزاجه في ترتيب غرائزه
فنجد مثلا من ياخذ قرضا من البنك من اجل عطلة و سفر و لا ياخذه من اجل العلاج
يقتني هاتفا نقالا مزودا باحدث امكانيات الاتصال و لا يدفع اجرة سكنه
و هذا ليس استثناء بل هو فكر و فلسفة جديدين في الحياة و اصل هذا الانقلاب هو الارتباك الحاصل في القيم و العقيدة و بالتالي المشاعر ثم العلاقات
فقلت لها :
لا نستطيع ان نطلق عليه فكر او فلسفة و لكن انها
(( فلسفة الاعقلانية ))
فكيف لانسان عاقل واعى مدرك صاحب فكر او فلسفة ان تكون اولاوياتة الهاتف النقال و الرحلات السياحية
و يهمل العلاج و السكن اى فكر او فلسفة فى هذا التصرف
ان الانسان يعيش الان فى حالة من (( التبلد )) بكل مستوياته
و هذا التبلد الحسى و الادراكى له الكثير من العوامل الاساسية مثل :
1- المجازر و اعنى حقا هذه الكلمة التى يشاهدها الانسان يوميا على وسائل الاعلام المختلفة فى بادئ الامر كان يبكى و يثور و يتفاعل معها و لكن مع تكرارها بشكل بشع و شعور الانسان بتحكم القوى الخفية و الطرف الثالث و كل هذه القوى الخفية التى يصدرها لنا الغرب ليتمكن من السيطرة على العقول و بث الخوف فى النفوس و قهر الانسان نفسيا ليدور فى حلقات مفرغة
2- تحويل البلاد الى بلاد استهلاكية و القضاء على الانتاج لفرض القيود الاقتصادية و التحكم بها لانها لا مفر من لجوئها الى البنوك الدولية للاستدانة و بيع ثرواتها الطبيعية بارخص الاسعار الى هذه البلاد
3- بث الفتن و النزاعات الداخلية بالبلاد عن طريق اثارة الفتن الطائفية و العنصرية بين كل الطوائف
4- نشر المخدرات بكل اشكالة و انواعة ليغيب الوعى و العقل و الادراك
5- سياسة الاحتكار و التحكم و اختفاء الطبقة المتوسطة و هذا احدث خلل كبير فى النظام الاجتماعى فاما فقر مدقع و اما غنىء فاحش و هذا ادى الى وجود العداء و البغض و الكره فى نفوس الطبقات الفقيرة ضد الطبقات الغنية
6- انتشار الجهل و عدم الاهتمام بالتعليم و الثقافة و البحث العلمى
7- البعد عن الاديان و انتشار الطوائف و الاحزاب و التفكك و اختلاف الاراى و التشدد و اظهار الدين بمظهر السياف الذى يقطع الرقاب و انتشار الشبهات و لغة الخطاب الدينى الذى هو بعيد كل البعد عن الترغيب و يستعمل اما لتحقيق اغراض شخصية او قومية او لنشر فكر او اتجاة مغاير لطبيعة الدين الحقه
هذه بعض الاسباب و ليس كل التى ادت الى فقدان الانسان بالامل و يقينة لمدة طويلة بأنة لا يوجد حل و انه لا حول له و لا قوة مما ادى الى تضخم الاحساس بالتبلد و فقدان النخوة و التفاعل
و لنلتمس العذر للانسان فأنه و لزمن طويل طريح الفراش يتنفس اليأس و القهر و يتغذى قلة الحيلة
و الان زمن ((( الثورات )))
انها ليست فقط ثورات سياسية بل عقلية و فكرية و اقتصادية
ان العالم كله ثأئر الان على الظلم و القهر و القمع و السيطرة و التحكم
و لو نظرنا الى الدول العربية اظن كلنا نعرف حالها
اما الدول الاوربية فحدث و لا حرج فالمظاهرات تملاء المانيا و امريكا كوريا و الصين حتى اسرائيل نفسها يحرق الشباب انفسهم احتجاجا على سياسة بلادهم
ان العالم يتغير
نعم التغيير قادم قادم لا محال
العالم يتغير مناخيا و بيئيا و اقتصاديا و سياسيا
و انا كلى تفاؤل
حتى و لو كان الظاهر يوحى بالتخبط و الفضوى و الانفلات
و لكنها خطوة على الطريق
لتحرير الفكر و انتشال الانسان من زمن التبلد
الى زمن التفاعل
ليتخبط و يقع و ينهض ليعلوا صوته او ينخفض
لكنة فى النهاية سوف يتعلم
انه هو صاحب القرار
ليتنسم رحيق الحرية
مع تحياتى
عبير حسنين سيد
تعليق