سأعود ... مرغما أو مغرما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • القلم الحر
    عضو الملتقى
    • 03-05-2008
    • 24

    سأعود ... مرغما أو مغرما

    بسم الله الرحمان الرحيم

    تحية طيبة الى كل القراء الأعزاء وطابت أوقاتكم


    ..................


    سأعود ... مرغما أو مغرما


    مسكت بيدي .. فوجل فؤادي .. وارتعش لنظراتها الحزينة خدي .. فارتعدت
    شفتيها .. وتلعثم صوتها .. وسقطت دمعة كحصى تدحرجت من أعلى مقلتيها
    ثم انحت برأسها في خجل وحياء .. وقالت الى اللقاء ...

    منعها الدمع ؛ أن تنطق بكلمة الوداع ... وحاصرها الخجل والحياء فبدلتها
    بعبارة اللقاء ...

    مواقف يتعرض اليها المرء في خضم هده الحياة السائرة الى فناء .....
    مواقف تبقى راصخة في لب البال ؛ تتحول مع مرور الأيام الى ضرب من
    الخيال ... وكأنها بعيدة كل البعد عن واقع حقيقي الحال ....

    ولو تمنيت اعادة تركيبته و اجترار محيط شريطه ولو من باب الخيال ؛ لتعدر
    عليك تقمص لحظة دات الحال في واقع لم يعد لك فيه شيء يستحق أن يبقى
    دخيرة للمستقبل ....

    فهل أصبح الغزال منغمصا في الوحل .. أم أن نفوسنا افتقدت ما هو أفضل ؟
    أم أصبحت الرومانسية شبيهة بالميتافيزيقية ... فمن اقتحم عالمها ضل السبيل
    ولم يطل من سحرها سوى سواد الليل ..؟

    فهل العيب في روحنا المشحونة بظل دي شعب لا يغني من نار ولهب ...؟ أم
    أن العيب في الكون البارد الدي حول الانسان الى شيطان مارد ....

    فادا كان لابد للتاريخ من جغرافية ... ولابد للأحاسيس من مقاييس ... ولابد
    للنفس من وسوسة ابليس ... ولابد من القلب للحب ... أفلا يخلو الغرام من
    كلام ..؟ وان كان لابد له من خصام ولو بطريقة الفطام ... فلابد للأشواق
    من اختراق للأعماق ... وبعدها فالتختنق النفوس بدخان الاحتراق ......
    ليستقيم ميزان المنطق الداعي بأن لكل لقاء لابد له من فراق ...........

    قد يقول قائل ... أنا مهما حييت فلابد لي من الموت ... وسيموت معي كل
    شيء ... أفلا يحق لي أن أحيا كما أحب ..؟ أم أعيش على الهامش ..؟

    طيب ... فادا حيل بينك وبين من تحب ..؟ ووضعت أمامك الحواجز التعجيزية بينك وبين من ترغب .. فهل منه تهرب ..؟

    علما بأنك لن تستطيع عليه صبرا ... ولن تقدر أن تتمكن منه قربا ... ولن
    تقوى على طي الحواجز طيا ...؟

    فادا كان لابد لسؤال من جواب ..؟ فمن ينقدني من هدا العداب ..؟ تفضل ان
    كنت تملك الجواب ...؟ أليس هدا بالعقاب ...؟

    فلا أقول لا تتركيني فوق الرصيف فقد تعبت بنظرات المارة المتعاقبة علي
    مثل الصفوف ......

    ولا أقول انتظريني .. فقد مللت تعاقب المواسيم .. ورماني برد الخريف الى
    حر الصيف .......

    ولا أقول سهرت من أجلك الليالي حتى صاحبتني النجوم ... وغدت الكواكب
    تعرفني مثل أصحاب الكهف والرقيم ......

    وانما أقول ... سامحيني أيتها الريشة حين فاض قلبي بما فيه فهو لم يستأدني
    وفاجأني بالقيء ولم أقدر على غلق فاه .. فشأنه خارج عن ملكي رغم أن
    صدري يتبناه ؛ فلكل منهما شأن يغنيه وعقلي اكتفى بترجمة حروفه ولم يسلم
    من الأدى ؛ واحتار في تجادبهما ولا أحد يرضيه ....

    مثلث الرعب حين يحتدم الصراع بين الصدر والقلب والعقل في مسألة واحدة
    ولم يستطيعوا أن يخرجوا بحل موحد .. فتتشتت القضية ؛ تركن النفس وكأنها
    ليست معنية .. وكثيرا ما تنكوي الجوارح من صعوبة البلية ,, والطامة أن
    الجدال والجهد في سلة مهملات مجهولة الهوية ....

    فمن يا ترى أوقد فتيل الحمية ..؟ وكلنا يتكلم بلغة العصبية .. لا العقل حكم ؟
    ولا القلب فهم ..؟ ولا الصدر رحم ..؟ وتاهت النفس والجوارح بينهم في
    غياهب جب مثلث الهم والوهم ....

    والغريب أن لا أحد منهم استسلم .. والقلم تسمر بين الأنامل وتكلم .. وأنا لا
    أطلب شيء سوى أفهم .. ما الدي حدث فالكل يتألم ؟؟ وتمزقت الدات وأصبحت تتفلسف وتستعلي وتتعمق في التفهم والتقسم .. وكل جزء يناشد
    ليلاه .. وليلهم جميعا مظلم ...؟

    عجبا لمن تمكنت من تمزيق الدات بتشردم
    ينسل اليها العقل وبي لا يهثم .. يسافر لها القلب دون أن يترك خبر أو علم
    والصدر يجتر مرارة التأزم .. ويحاول عبثا التأقلم .. والقلم لم يعد يفهم سواها
    حتى هو الآخر انقسم واستعصم .......

    بحت بالهم فانقلب علي الغم .. أصبحت أطلب الوحدة واستقرار الجسم ....
    فلم يعد لي شيء عليه أندم ... فكل داتي تمزقت ولست أدري من المتأخر ومن
    المتقدم .....

    كسيف عرف كيف يطوف بلا خوف
    حول الخريف الى صيف
    وانغرس في أعماقي بعنف
    ينزف الدم بين حديه ويعود الى جزيرة المكتشف
    يبشر عاشقة الغموض بنهاية سرمدية الوجود

    أفلا يحق لي أن أتساءل كسؤال الحائط اد قال للمسمار لمادا تهشني .. فأجاب
    اسأل من يدقني ..؟

    وسألت نفسي .. لمادا تزيدي في متاهتي
    فقالت اسأل من ضيع ضالتي .. فقلت يا حقيقتي ما سر حيرتي .. فقالت هده
    صراحتي فأجبني عن مسألتي ... أتتحول ريشتي الى سهم يصيب هامتي ..؟

    فها أنا دا أجثو على ركبتي .. فمن المسؤول عن عثرتي ..؟
    ومن يتحمل فضح سريرتي .. ومن دا الدي يتحكم في صرختي بمزيد من
    اللامبالاتي ...

    أفلا يحق لي أن أغادر موطن الكتاباتي ...؟

    فمن كان له أصبع من دهب ظل يشير بها .. وان كان بها شلل ظل يواريها
    لكن لي ريشة من دهب .. فهي مفخرة لكل العرب .. حاصرتني ومنعتني من
    الهرب .. ومن أجل قلبها الطيب عدت أنشد الحب المغترب وأقول بصوت
    الوعد المقترب ..... سأعود رغم هجرك الموعود سأعود ....

    ... سأعود مرغما .. أو مغرما .. فأحلامها .. مرا ,, لكنني حتما سأعود .



    تحيات ×× القلم الحر ××
يعمل...
X