موت إمام
**
نجم هوى وتوارى وانطوى علم
وغاب عن أفقنا العلامة العلم
ومات من كانت الدنيا تعيش به
فى عالم النور لما طمّت الظلم
وسالت الأدمع الحرّى تشيّعه
واحمرّ يوم النوى إن الدموع دم
الكل فى دهشة . الوجه مكتئب
والنفس ذاهلة قد هدّها الألم
-
مات الإ مام ولكن ذكره أبدا
باق على الدهر محمود ومحترم
الجهبذ الفرد شمس العارفين ومن
إليه فى مُعضل الأحكام نحتكم
ومن تناهى إليه علم من سبقوا
ومن هو الفصل عند الخُلف والحكم
في كل نازلة ضاق الشيوخ بها
للشيخ فى فقهها ياصاحبى قدم
لسان صدق إذا ما قال أسمعنا
وانساب كا السحر فى أعماقنا الكلم
وأحرف النور ما خّطت أنامله
الفهم والذوق والتحقيق والحكم
الذ كر والسنة الغراء منهله
فى كل ماقاله أوخطه القلم
هذى تصانيفه تحيى بوابلها
ميْت القلوب كما تحيى الثرى الديم
-
مات الإمام وخلف النعش أفئدة
تمزقت حزَََََنا هيهات تلتئم
تبكيه في مشرق الدنيا ومغربها
أرض وتندبه فى حسرة أمم
السيد المرتضى سبط الرسول ومن
بجاهـه تدفع البلواء والنقم
( محمد علوى ) من علا شرفا
والوارث النبوىّ الملهم الفهم
غيث جرى فى فجاج الأرض صيّبه
وقمة فى حماها تخشع القـمم
حباه عزّ ُالتقى جاها وألبسه
تاجَ الملوك سموُّ النفس والشيمُ
وحُلة الفضل تعلوه ولحمتها
وفاؤه وسداها الجود والكرم
يمشى ومن خلفه الدنيا وزخرفها
وجاهها وبنوا أيامها خدم
ربوعه قبلة الأنظارعامرة
يؤمها المسلمون العرب والعجم
وداره كعبة القصاد آهـلة
وساحه إن سطا جيش الهوى حرم
ووجهه الغوث للعانى وراحته
ركن يقبل فى شـوق ويستلم
-
مات الإمام مربينا وقدوتنا
وكم تربت على منهاجه نسم
من راح يدعو إلى المولى بسيرته
وحاله فاستجابت تسبق الهمم
كهف الحقائق طور النور نظرته
تحى الرميم وتشفى من به سقم
فمن يديه عطاء الله يغمرنا
وعنده تقْسم الخيرات والنعم
-
مات الإمام وحاشا أن تموت له
ذكرى على وجنات الكون ترتسم
تعليق