صباح
سيكون مثل كل صباح,
الشاي الساخن و قطعة صغيرة من الخبز و الجبن العربي و كذا حبة الدواء, هو فطوركَ اليومي. لن نتأخر على موعدنا, الشمس لا زالت خلف البيوت القديمة, و العصفور الحبيس لا زال ينتظر الضياء. ما زلتَ أنتَ تحلق لحيتكَ أمام المرآة, و عطركَ الذي ملأ الدار, تسحب الكرسي لتجلس في مكانك المعتاد, ترمقني بنظرة محبة و ابتسامة رضا, هي سلامكَ لي كما كل نهار.
سأصِل متأخرة مِثل كل يوم, أنتَ تدير مُحرك السيارة و تنتظر, لا عتب و لا لوم, أصعدُ أنا بسرعة أتأكد من أوراقي و حقيبتي, تقود أنتَ بكل حذر, يَمرُ الوقت دون كلمات وحدها فيروز تصدح بأغانيها الجميلة.
انتبهي عند عبوركِ الطريق و سلام, أجري بسرعة إلى مَدرستي, الباب لا زال مفتوحا لم اتأخر غير الدقائق الخمس كما البارحة. دروس و ضحكات البنات, أحلام و أمنيات, دموع فشل و نجاح, يوم مثل كل الأيام, و تمر السنوات.
ما أطول هذا الصباح,
الشاي الساخن و قطع الخبز و الجبن لكن دون حبة الدواء, الشمس ارتفعت في كبدِ السماء و القفص خالي من عصفوره الصغير. المرآة تنتظر و قنينة العطر. المكان شاغر من نظرة جميلة و ابتسامة أمل.
لمَ التأخير سيدتي؟! هذا ما قاله السائق, لا بأس هو يومنا الأخير في المدرسة, يقودُ السيارة بسرعة و المذياع مجنون بأخبار الموت و الدمار, نفير السيارات المكتظة يَصمُ الآذان, سأتوقف هنا سيدتي و عليكِ أن تكملي المسير.
وصلت متأخرة كما كل يوم, اصطفت الطالبات يحملن زهورا و هدايا و تكريم جميل من زميلات المهنة, سنشتاق إليكِ يا مربية الأجيال.
متى يأتي الصباح,
صمت و سكون, فقط بضعة أغصان تضرب شباك النافذة القريبة. ترتجف مع أنها ملتحفة بغطاء سميك, ممسكة بقنينة عطر عتيقة, سأراكَ هذه الليلة فقد اشتقتُ إليكَ, أغمضت عينيها و استسلمت للبرد و العتمة.
ما أجمل هذا الصباح,
الدفء و النور غمرا البيت كله. عبق المكان بعطرهِ المميز, تسرع هي إلى حيث تعودا الجلوس. كل شيء كما كان, الخبز و الشاي الساخن و تغريد العصفور العذب. هو كان واقفا ينتظر بابتسامة جميلة و نظرة اشتياق, يمد يده إليها و يخاطبها برفق, متأخرة أنتِ كالمعتاد عزيزتي.
تحياتي – شاكرين السامرائي
سيكون مثل كل صباح,
الشاي الساخن و قطعة صغيرة من الخبز و الجبن العربي و كذا حبة الدواء, هو فطوركَ اليومي. لن نتأخر على موعدنا, الشمس لا زالت خلف البيوت القديمة, و العصفور الحبيس لا زال ينتظر الضياء. ما زلتَ أنتَ تحلق لحيتكَ أمام المرآة, و عطركَ الذي ملأ الدار, تسحب الكرسي لتجلس في مكانك المعتاد, ترمقني بنظرة محبة و ابتسامة رضا, هي سلامكَ لي كما كل نهار.
سأصِل متأخرة مِثل كل يوم, أنتَ تدير مُحرك السيارة و تنتظر, لا عتب و لا لوم, أصعدُ أنا بسرعة أتأكد من أوراقي و حقيبتي, تقود أنتَ بكل حذر, يَمرُ الوقت دون كلمات وحدها فيروز تصدح بأغانيها الجميلة.
انتبهي عند عبوركِ الطريق و سلام, أجري بسرعة إلى مَدرستي, الباب لا زال مفتوحا لم اتأخر غير الدقائق الخمس كما البارحة. دروس و ضحكات البنات, أحلام و أمنيات, دموع فشل و نجاح, يوم مثل كل الأيام, و تمر السنوات.
ما أطول هذا الصباح,
الشاي الساخن و قطع الخبز و الجبن لكن دون حبة الدواء, الشمس ارتفعت في كبدِ السماء و القفص خالي من عصفوره الصغير. المرآة تنتظر و قنينة العطر. المكان شاغر من نظرة جميلة و ابتسامة أمل.
لمَ التأخير سيدتي؟! هذا ما قاله السائق, لا بأس هو يومنا الأخير في المدرسة, يقودُ السيارة بسرعة و المذياع مجنون بأخبار الموت و الدمار, نفير السيارات المكتظة يَصمُ الآذان, سأتوقف هنا سيدتي و عليكِ أن تكملي المسير.
وصلت متأخرة كما كل يوم, اصطفت الطالبات يحملن زهورا و هدايا و تكريم جميل من زميلات المهنة, سنشتاق إليكِ يا مربية الأجيال.
متى يأتي الصباح,
صمت و سكون, فقط بضعة أغصان تضرب شباك النافذة القريبة. ترتجف مع أنها ملتحفة بغطاء سميك, ممسكة بقنينة عطر عتيقة, سأراكَ هذه الليلة فقد اشتقتُ إليكَ, أغمضت عينيها و استسلمت للبرد و العتمة.
ما أجمل هذا الصباح,
الدفء و النور غمرا البيت كله. عبق المكان بعطرهِ المميز, تسرع هي إلى حيث تعودا الجلوس. كل شيء كما كان, الخبز و الشاي الساخن و تغريد العصفور العذب. هو كان واقفا ينتظر بابتسامة جميلة و نظرة اشتياق, يمد يده إليها و يخاطبها برفق, متأخرة أنتِ كالمعتاد عزيزتي.
تحياتي – شاكرين السامرائي
تعليق