كلـــ×ـــبش
... وفي اليوم السـابع ، اجتمع الناس من حولي .
أجمع الكل على أنـي غريب وعجيب ، و أني مخلوق لم ير مثيل لي من قبل لا من بعيد و لا من قريب ...
فمنهم من صنفني ـ أعزكم الله ـ من فصيلة الكلاب . لأنه رآني من الخلف، والرؤية من الخلف عادة حيوانية، فرأى فيما رأى ذيلا متحركا ، لايقف على اتجاه، يرتفع إلى الأعلى تارة فاتحا منفذا للريح ، وينزلق في حركة دائمة إلى الأسفل سترا للعورة ، وأن لي برازا رصاصي الشكل متقطع ، ينزلق بين رجلين متأهبتين للقفز ...
ومنهم من رمقني من الأمام والرؤية من الإمام استشراف للحظة قد تأتي و لا تأتي ، فأصر على أني كبش ، لأن لي أذنين وقرنين وعينين أملحين ، وأن على وجهي خريطة بلاد ما بين المحيطين ، و أن صوتي أقرب إلى صوت ماعز تصيح خوفا بين فجين .
وبعد حجاج حاد بين الكلباويين والكبشاويين و ما تخلله من توقفات ونقط نظام ، اتفق الجميع على أني لست مخلوقا بسيطا ، و أقروا بأنني مركب ، ومن أجل رأب صدع القبيلة ووحدة القوم ، اقترحوا لي اسما مركبا من الإسمين : كلـ × بش
قرأت الفاتحة ، وشق السكون زغرودة الاسم ، وتفرق الجمع.
لكن عندما رأيت نفسي من علو شاهق انتابتني الحيرة فلم أدر :
أخلقت لأنبح ؟
أم خلقت لأذبح ؟
تعليق