[align=center]الصبية العجوز[/align]
زار المديني صديقه ابن القرية الذي أخذه إلى البرية وأنشأ يقول :
" لقد تأخرت .. لو أتيت قبل شهرين لرأيت اخضرار الروابي واستمتعت بالزهور والطيور في ظل طقس بديع وشمس حانية .. الطقس حار بعض الشيء , والعشب جاف , والأرض صارت صفراء قاحلة " ..
وتابع :
" لكن لا عليك .. تطلع إلى ذاك الوادي هناك وارخ العنان لخيالك .. هل لك أن تتصور كيف يكون شكله لو أنزل عليه الماء وفاض شلالات وغدرانا؟ وتلك الربوة هناك .. ما عليك إلا أن تسرف في الخيال , وستحلو كل هذه المناظر في عينيك " ..
ابتسم المديني في خيلاء وهو يتحسر على ربيع الأيام ..
وجاء موعد رد الزيارة ..
جاء القروي إلى صديقه في المدينة , استضافه في شقة صغيرة وقال له :
" سأتركك الآن في شقتك .. الوقت ليل , لن ترى شيئا من النافذة فالظلام دامس .. ولكن إن شئت أن تسرف في الخيال فما عليك إلا أن توهم نفسك أن ثمة شمسا , وستحلو المدينة في عينيك " ..
ابتسم القروي في تواضع جم وقال :
- بل سأنام .. المهم هو أن تأتيني بالشغالة غدا صباحا كما وعدتني .. ولابد أن تكون ظبية جميلة المحيا والقوام .
وفي الصباح رن هاتف ابن المدينة وجاءه صوت صديقه غاضبا :
- ما هذا الصباح ؟ أتأتيني بعجوز شمطاء بلغت من العمر أرذله ؟
* وماذا في الأمر يا صديقي ؟ لا عليك .. تطلع إلى ذاك الوجه المجعد وارخ العنان لخيالك .. هل لك أن تتصور كيف يكون شكله قبل ثلاثين أو أربعين سنة؟ وتلك الأخاديد والنتوءات إنما تخفي وراءها وجها كان في يوم ما نضرا جذابا .. ما عليك إلا أن تسرف في الخيال , وستحلو كل هذه الصبية في عينيك ..
زار المديني صديقه ابن القرية الذي أخذه إلى البرية وأنشأ يقول :
" لقد تأخرت .. لو أتيت قبل شهرين لرأيت اخضرار الروابي واستمتعت بالزهور والطيور في ظل طقس بديع وشمس حانية .. الطقس حار بعض الشيء , والعشب جاف , والأرض صارت صفراء قاحلة " ..
وتابع :
" لكن لا عليك .. تطلع إلى ذاك الوادي هناك وارخ العنان لخيالك .. هل لك أن تتصور كيف يكون شكله لو أنزل عليه الماء وفاض شلالات وغدرانا؟ وتلك الربوة هناك .. ما عليك إلا أن تسرف في الخيال , وستحلو كل هذه المناظر في عينيك " ..
ابتسم المديني في خيلاء وهو يتحسر على ربيع الأيام ..
وجاء موعد رد الزيارة ..
جاء القروي إلى صديقه في المدينة , استضافه في شقة صغيرة وقال له :
" سأتركك الآن في شقتك .. الوقت ليل , لن ترى شيئا من النافذة فالظلام دامس .. ولكن إن شئت أن تسرف في الخيال فما عليك إلا أن توهم نفسك أن ثمة شمسا , وستحلو المدينة في عينيك " ..
ابتسم القروي في تواضع جم وقال :
- بل سأنام .. المهم هو أن تأتيني بالشغالة غدا صباحا كما وعدتني .. ولابد أن تكون ظبية جميلة المحيا والقوام .
وفي الصباح رن هاتف ابن المدينة وجاءه صوت صديقه غاضبا :
- ما هذا الصباح ؟ أتأتيني بعجوز شمطاء بلغت من العمر أرذله ؟
* وماذا في الأمر يا صديقي ؟ لا عليك .. تطلع إلى ذاك الوجه المجعد وارخ العنان لخيالك .. هل لك أن تتصور كيف يكون شكله قبل ثلاثين أو أربعين سنة؟ وتلك الأخاديد والنتوءات إنما تخفي وراءها وجها كان في يوم ما نضرا جذابا .. ما عليك إلا أن تسرف في الخيال , وستحلو كل هذه الصبية في عينيك ..
تعليق