الحيوانات تثور
كان يا مكان فى عصر الامال ذلك العصر حيث اختفى المستحيل وانكسرت القيود ورفعت الحواجز...حيث تدور أحداث قصتنا...
حيث تعيش الحيوانات فى احدى حدائق الحيوان الأشهر والأجمل
مختلفة الأنواع معا،لذا يأتى الكثير من الناس لزيارتها ليشاهدوا شتى أنواع الحيوانات.
على كلٍ فليس وصف جمال وبهاء أوحتى اتساع تلك الحديقة هو ما تدور حوله أحداث قصتنا، وانما تدور قصتنا حول حيوانات قررت أن تثور،دعونا لا نضيع الوقت فى هذا الكلام وهيا بنا لأقص عليكم قصة أصدقائنا الحيوانات...ولنحكى القصة من البداية...
فى تلك الحديقة التى تحدثنا عنها يعيش قرد يدعى دوم دوم وهو قرد شاب يعيش مع والديه وكذلك مع باقى الحيوانات فى الحديقة
وفى أحد الليال جلس دوم دوم وحده يفكر فى حاله يفكر فى حاله ويقول لنفسه: لماذا لا أفعل ما أريد؟ لماذا على دوما أن أكل ما يقدمونه لى حتى لو كنت لا أحبه أو أرغب فى غيره؟ لم أنا مجبر على تحمل زيارات الناس لى يومياً وتعاملهم معى على أننى بهلوان؟ أليس لى حق فى بعض الخصوصية؟! هل أنا مجبر على عيش بقية حياتى هكذا؟ بهذه الطريقة؟؟!
ثم فكر فى اجابات تلك الأسئله التى طرحها على نفسه، وعاد يحدث نفسه قائلاً: ولم أعتقد أنى مجبر على طاعتهم وفعل كل ما يريدونه منى، لقد قرأت فى أحد كتب القرد الكاتب والناشط السياسى سنسون وهذا الكتاب بعنوان حياة الانسان أن الانسان يقوم بالثورات حين يتعرض للظلم والقمع، وهكذا نحن..هذا ما نحن نتعرض اليه، فلماذا لا نقوم نحن أيضا بثورة؟؟!
امممممممم يالى من عبقرى انها فكرة رائعة غدا عندما يرحل العمال سوف أحدث سكان الحديقة بالأمر.
ومن ثمَ ذهب دوم دوم للنوم وهو يفكر فيما سيفعله هو وأصدقاؤه الحيوانات.
وفى اليوم التالى،وبعد أن رحل العمال وبقى الحراس الذين هم عادة نائمون فى وقت حراستهم، اجتمع دوم دوم مع بقيه أصدقائه من الحيوانات فى الحديقة وحدثهم عما يفكر فيه وما يريد أن يفعله وطلب منهم أن يبدوا بآرائهم فى الموضوع.
فقال الفيل فلفول: لربما أنت فعلا على حق، ولكن كيف يمكننا أن نثور ونعترض ونظهر رغباتنا وهم لا يفهمون لغتنا يا عبقرى؟؟!
فأجابه دوم دوم قائلا:اوه لا! لقد فكرت فى كل شىء ولكن فاتنى التفكير فى ذلك الجزء، ماذا نفعل الأن؟؟
فقاطعتهم الغزالة دودى محذرة وقالت: أخفضوا أصواتكم حتى لا يستيقظ الحراس فأنت تصدرون الكثير من الصخب.
فابتسم دوم دوم وقال: ياااه يا دودى لقد ألهمتنى بفكرة رائعة يمكننا غدا أن نستمر بالصراخ واصدار الأصوات العالية حتى يلتفت الينا العاملون بالحديقة وكذلك الزوار، وبعد ذلك نحدثهم عن مطالبنا.
فصرخ فلفول فى وجهه قائلا: يا ملك العباقرة كيف سنتمكن من محادثتهم بشأن مطالبنا وهم لا يفهموننا؟؟! هل حماسك جعلك تتوقف عن التفكير بعقلانيه؟؟؟
فقال دوم دوم: اممممممم فاتنى هذا...
فعقبت والدة دوم دوم السيدة جميلة قائلة: يبدو أن هنالك الكثير من الأشياء التى فاتتك اليوم يا بنى.
فتحدث والد دوم دوم عم جمعة وقال: التصرفات الهمجية لن تجدى نفعا علينا أن نتصرف بحكمة.
فسألت الزرافة زيزى: اذا ماذا نفعل؟
فأجابها عم جمعة قائلا: يمكننا أن نظهر لهم ما نحن معترضون عليه وما نرغب فيه.
فسأل دوم دوم؟ كيف مثلا؟
فأجابه عم جمعة: هنا يأتى دور أرنوب الرسام.
فسأل أرنوب: ماذا على أن أفعل؟
فأجابه عم جمعة قائلا: يمكننا الاستفادة من براعتك الشديدة وموهبتك الرائعة فى الرسم والتى يعرف بها كل من فى الحديقة حتى العمال والتى من أجلها منحوك أقلام التلوين وأوراق الرسم.
فسأل أرنوب: وكيف يمكننا الاستفادة من هذا الأمر؟
فأجابه عم جمعة قائلا: سوف اخبرك يمكنك استخدام أوراق الرسم والألوان وتقوم برسم ما يود كل منا تناوله من الطعام، وفى الغد حين يتم تقديم الطعام المعتاد لنا نرفض تناوله ونرفع صور الطعام الذى نريده والتى سوف ترسمها لنا.
ثم أكمل دوم دوم على حديث أبيه وقال: وكذلك حين يأتى الناس لزيارتنا واللعب معنا نقوم باللعب معهم ولكن فقط ما نريد نحن من الألعاب، ونستمر فى اللعب معهم لفترة معقولة نحددها معا وحين تنتهى تلك الفترة نذهب جميعا الى بيوتنا الموجودة داخل الأقفاص ونتركهم وحدهم ونرفض الخروج، كاشارة الى أنه قد حان وقت الرحيل وأننا نريد وقتا خاصا بنا وحدنا فى النهار، ونستمر على هذا المنوال حتى يفهم العاملون بالحديقة وكذلك الزوار ما نريده، وعلينا ألا نستسلم أبدا، وألا نفعل أى شىء الا عن رضا وقناعة.
سر الجميع بهذا الكلام واعجبوا بالفكرة.
فحدثهم دوم دوم قائلا: إذا اتفقنا؟
فأجابه الجميع فى صوت واحد: اتفقنا.
وفى صباح اليوم التالى..استيقظت الحيوانات ووصل العمال وفتح باب الحديقة للزائرين، واستعدت الحيوانات لتنفيذ خطتها، وقد جهز أرنوب الرسومات.
وفى وقت تقديم الطعام تمردت الحيوانات ورفع كل منها رسمة الطعام الذى تريده.
ذهل العامون بالحديقة ذهولا شديدا وكبيرا ولكنهم لم يأخذوا هذا التصرف على محمل الجد ولم يفهموه،وعندما وصل الزوار الى الحديقة نفذت الحيوانات مع الزوار ما اتفقوا عليه فى اليوم السابق.
لكن وللأسف الرسالة لم تصل لأى من العاملين بالحديقة أو الزوار، ولكن ومع ذلك فان الحيوانات لم تستسلم قط وصممت على اتمام ما بدأته.
واستمروا فى فعل هذا لمدة خمسة أيام كاملة، يمتنعون عن تناول الطعام ويقللون من وقت الجلوس مع الزوار.
حتى رأى العاملون بالحديقة أنه ومؤكد ما يحدث فى الحديقة ليس أمرا طبيعيا بالمرة، وعندما فكروا أخيرا فى الأمر وحللوا تصرفات الحيوانات فهموا أخيرا الرسالة، وقرروا الاسراع فى الاستجابة لمطالب الحيوانات بفعل الآتى.....
اولا: تقديم الطعام الذى تريده الحيوانات وكذلك تنويع ذلك الطعام.
ثانيا:تقصير فترة الزيارة، وكذلك معاقبة كل من يتعامل مع الحيوانات على كأنها بهلوانات وألعاب بأن يطرد من الحديقة ويحرم من دخولها حتى يحسن سلوكه وتصرفاته.
وبهذا تمت الاستجابة لمطالب الحيوانات، وقطفوا ثمارجهدهم وصبرهم وعزيمتهم.
وأقاموا حفلة كبيرة فى الوقت المخصص لهم يحتفلون فيها بنجاح ثورتهم.
وهذه كانت نهاية قصة أصدقائنا الحيوانات أو لربما
هى لم تكن فقط الا البداية....
قصة: الحيوانات تثور
من تأليفى.gif)

كان يا مكان فى عصر الامال ذلك العصر حيث اختفى المستحيل وانكسرت القيود ورفعت الحواجز...حيث تدور أحداث قصتنا...
حيث تعيش الحيوانات فى احدى حدائق الحيوان الأشهر والأجمل
مختلفة الأنواع معا،لذا يأتى الكثير من الناس لزيارتها ليشاهدوا شتى أنواع الحيوانات.
على كلٍ فليس وصف جمال وبهاء أوحتى اتساع تلك الحديقة هو ما تدور حوله أحداث قصتنا، وانما تدور قصتنا حول حيوانات قررت أن تثور،دعونا لا نضيع الوقت فى هذا الكلام وهيا بنا لأقص عليكم قصة أصدقائنا الحيوانات...ولنحكى القصة من البداية...
فى تلك الحديقة التى تحدثنا عنها يعيش قرد يدعى دوم دوم وهو قرد شاب يعيش مع والديه وكذلك مع باقى الحيوانات فى الحديقة
وفى أحد الليال جلس دوم دوم وحده يفكر فى حاله يفكر فى حاله ويقول لنفسه: لماذا لا أفعل ما أريد؟ لماذا على دوما أن أكل ما يقدمونه لى حتى لو كنت لا أحبه أو أرغب فى غيره؟ لم أنا مجبر على تحمل زيارات الناس لى يومياً وتعاملهم معى على أننى بهلوان؟ أليس لى حق فى بعض الخصوصية؟! هل أنا مجبر على عيش بقية حياتى هكذا؟ بهذه الطريقة؟؟!
ثم فكر فى اجابات تلك الأسئله التى طرحها على نفسه، وعاد يحدث نفسه قائلاً: ولم أعتقد أنى مجبر على طاعتهم وفعل كل ما يريدونه منى، لقد قرأت فى أحد كتب القرد الكاتب والناشط السياسى سنسون وهذا الكتاب بعنوان حياة الانسان أن الانسان يقوم بالثورات حين يتعرض للظلم والقمع، وهكذا نحن..هذا ما نحن نتعرض اليه، فلماذا لا نقوم نحن أيضا بثورة؟؟!
امممممممم يالى من عبقرى انها فكرة رائعة غدا عندما يرحل العمال سوف أحدث سكان الحديقة بالأمر.
ومن ثمَ ذهب دوم دوم للنوم وهو يفكر فيما سيفعله هو وأصدقاؤه الحيوانات.
وفى اليوم التالى،وبعد أن رحل العمال وبقى الحراس الذين هم عادة نائمون فى وقت حراستهم، اجتمع دوم دوم مع بقيه أصدقائه من الحيوانات فى الحديقة وحدثهم عما يفكر فيه وما يريد أن يفعله وطلب منهم أن يبدوا بآرائهم فى الموضوع.
فقال الفيل فلفول: لربما أنت فعلا على حق، ولكن كيف يمكننا أن نثور ونعترض ونظهر رغباتنا وهم لا يفهمون لغتنا يا عبقرى؟؟!
فأجابه دوم دوم قائلا:اوه لا! لقد فكرت فى كل شىء ولكن فاتنى التفكير فى ذلك الجزء، ماذا نفعل الأن؟؟
فقاطعتهم الغزالة دودى محذرة وقالت: أخفضوا أصواتكم حتى لا يستيقظ الحراس فأنت تصدرون الكثير من الصخب.
فابتسم دوم دوم وقال: ياااه يا دودى لقد ألهمتنى بفكرة رائعة يمكننا غدا أن نستمر بالصراخ واصدار الأصوات العالية حتى يلتفت الينا العاملون بالحديقة وكذلك الزوار، وبعد ذلك نحدثهم عن مطالبنا.
فصرخ فلفول فى وجهه قائلا: يا ملك العباقرة كيف سنتمكن من محادثتهم بشأن مطالبنا وهم لا يفهموننا؟؟! هل حماسك جعلك تتوقف عن التفكير بعقلانيه؟؟؟
فقال دوم دوم: اممممممم فاتنى هذا...
فعقبت والدة دوم دوم السيدة جميلة قائلة: يبدو أن هنالك الكثير من الأشياء التى فاتتك اليوم يا بنى.
فتحدث والد دوم دوم عم جمعة وقال: التصرفات الهمجية لن تجدى نفعا علينا أن نتصرف بحكمة.
فسألت الزرافة زيزى: اذا ماذا نفعل؟
فأجابها عم جمعة قائلا: يمكننا أن نظهر لهم ما نحن معترضون عليه وما نرغب فيه.
فسأل دوم دوم؟ كيف مثلا؟
فأجابه عم جمعة: هنا يأتى دور أرنوب الرسام.
فسأل أرنوب: ماذا على أن أفعل؟
فأجابه عم جمعة قائلا: يمكننا الاستفادة من براعتك الشديدة وموهبتك الرائعة فى الرسم والتى يعرف بها كل من فى الحديقة حتى العمال والتى من أجلها منحوك أقلام التلوين وأوراق الرسم.
فسأل أرنوب: وكيف يمكننا الاستفادة من هذا الأمر؟
فأجابه عم جمعة قائلا: سوف اخبرك يمكنك استخدام أوراق الرسم والألوان وتقوم برسم ما يود كل منا تناوله من الطعام، وفى الغد حين يتم تقديم الطعام المعتاد لنا نرفض تناوله ونرفع صور الطعام الذى نريده والتى سوف ترسمها لنا.
ثم أكمل دوم دوم على حديث أبيه وقال: وكذلك حين يأتى الناس لزيارتنا واللعب معنا نقوم باللعب معهم ولكن فقط ما نريد نحن من الألعاب، ونستمر فى اللعب معهم لفترة معقولة نحددها معا وحين تنتهى تلك الفترة نذهب جميعا الى بيوتنا الموجودة داخل الأقفاص ونتركهم وحدهم ونرفض الخروج، كاشارة الى أنه قد حان وقت الرحيل وأننا نريد وقتا خاصا بنا وحدنا فى النهار، ونستمر على هذا المنوال حتى يفهم العاملون بالحديقة وكذلك الزوار ما نريده، وعلينا ألا نستسلم أبدا، وألا نفعل أى شىء الا عن رضا وقناعة.
سر الجميع بهذا الكلام واعجبوا بالفكرة.
فحدثهم دوم دوم قائلا: إذا اتفقنا؟
فأجابه الجميع فى صوت واحد: اتفقنا.
وفى صباح اليوم التالى..استيقظت الحيوانات ووصل العمال وفتح باب الحديقة للزائرين، واستعدت الحيوانات لتنفيذ خطتها، وقد جهز أرنوب الرسومات.
وفى وقت تقديم الطعام تمردت الحيوانات ورفع كل منها رسمة الطعام الذى تريده.
ذهل العامون بالحديقة ذهولا شديدا وكبيرا ولكنهم لم يأخذوا هذا التصرف على محمل الجد ولم يفهموه،وعندما وصل الزوار الى الحديقة نفذت الحيوانات مع الزوار ما اتفقوا عليه فى اليوم السابق.
لكن وللأسف الرسالة لم تصل لأى من العاملين بالحديقة أو الزوار، ولكن ومع ذلك فان الحيوانات لم تستسلم قط وصممت على اتمام ما بدأته.
واستمروا فى فعل هذا لمدة خمسة أيام كاملة، يمتنعون عن تناول الطعام ويقللون من وقت الجلوس مع الزوار.
حتى رأى العاملون بالحديقة أنه ومؤكد ما يحدث فى الحديقة ليس أمرا طبيعيا بالمرة، وعندما فكروا أخيرا فى الأمر وحللوا تصرفات الحيوانات فهموا أخيرا الرسالة، وقرروا الاسراع فى الاستجابة لمطالب الحيوانات بفعل الآتى.....
اولا: تقديم الطعام الذى تريده الحيوانات وكذلك تنويع ذلك الطعام.
ثانيا:تقصير فترة الزيارة، وكذلك معاقبة كل من يتعامل مع الحيوانات على كأنها بهلوانات وألعاب بأن يطرد من الحديقة ويحرم من دخولها حتى يحسن سلوكه وتصرفاته.
وبهذا تمت الاستجابة لمطالب الحيوانات، وقطفوا ثمارجهدهم وصبرهم وعزيمتهم.
وأقاموا حفلة كبيرة فى الوقت المخصص لهم يحتفلون فيها بنجاح ثورتهم.
وهذه كانت نهاية قصة أصدقائنا الحيوانات أو لربما
هى لم تكن فقط الا البداية....
قصة: الحيوانات تثور
من تأليفى
.gif)

تعليق