المسكين و المغفل . بقلم م. زياد صيدم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • م. زياد صيدم
    كاتب وقاص
    • 16-05-2007
    • 3505

    المسكين و المغفل . بقلم م. زياد صيدم

    المسكين
    صعد سلم الطائرة وأجلسته المضيفة على أحد مقاعد الدرجة الأولى التى اضطر لها لعدم وجود أماكن أخرى شاغرة كان المقعد لأحد الشخصيات الغنية وقد حجزه أحدهم وبقى اسمه لآخر لحظة كالمعتاد فلم يتمكن من الوصول نتيجة لطارئ أصابه ... و في الطرف الثاني من المطار بقى اسمه عالقا في كمبيوتر القادمين فقد سقط سهوا على موظفة الشركة استبداله في اللحظات الأخيرة.
    هبطت الطائرة وكان في استقباله وفد رفيع المستوى في عالم التجارة والمال والشركات...لم يفهم ما يقولون أحضروا له مترجمة جميلة ومهذبة وعربة فخمة من نوع جاغوار كانت بالانتظار لتقله إلى أفخم المطاعم داخل فندق راقي تم حجز جناح كامل له.

    لم يدرى ولم يستوعب ما جرى ويجرى تماما كما هم أيضا !! فقد اعتقد بأنهم في البلاد الناطقة بغير العربية أكثر احتراما وتقديرا للفقراء والبسطاء من أمثاله...فانفرجت أساريره وقال تحيى بلاد الضباب ...!! سأل أين يمكنني تعلم لغتكم عرفانا منى لكم و حتى أتبحر في حسن الضيافة وهذا الكرم الفائض بلا تفسير عندنا نحن الغلابة والمساكين..ردت عليه المترجمة باستهجان من طريقة كلامه وامتعاض على وجهها المزيف بطبقات من الماكياج لم تستطع دبلوماسيتها إخفائه قائلة لا أعلم عن أي شيء تتحدث ولكن أتريد تعلم اللغة فورا ؟؟ وهل تريد لي أن أموت من الجوع هنا أو انتهى على الرصيف بائعة هوا يا سيدي !!

    استيقظ صباحا على صوتها الصاخب حاد النبرات وبصحبتها رجلي شرطة ...أنت موقوف بتهمة انتحال شخصية مهمة ، يحق لك استدعاء محاميك الخاص !أو ستقوم المحكمة باستدعائه لك هكذا ترجمت ما قاله الشرطي باستحقار وشماتة !!.

    ***
    المغفل

    مر عليه أكثر من شهران وهو يعيش نشوة حب ماس نجرى على الطريقة الحديثة لاسيما ونحن الربع الأول من القرن الحادي والعشرون..دخل عليه صديقه بعد منتصف الليل كالعادة و بدأ في تحويل كلمات وجمل في العشق والهيام ترسلها له إحدى هاويات التسلية وقضاء أوقات الفراغ الليلية فيضحكان معا ويستمتعان كلاهما...

    وفجأة انتبه إلى تلك الجمل المرسلة من صديقه فأصابه اصفرار في الكبد !! ظهر على تقاسيم وجهه وللتأكد أرسل لها عبارة جديدة من كلماته الساحرة مع رمز جديد كان قد أعده خصيصا لها وانتقل إلى صفحة صديقه فوجد عبارته هي نفسها وبالرمز المرسل إليها أيضا محولة كما هي إليه من صديقه مقهقها....انتظر الصديق أن يرد عليه مقهقها كما يفعل دوما دون فائدة...

    مضت عدة دقائق على ذهوله ولما استعاد توازنه قام بحذفها فورا من قائمة الأصدقاء وانتقل إلى صديقه مرسلا له رمزا لطفل يبكى ! و إشارة لقهقهات طويلة هستيرية.

    إلى اللقاء.
    أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
    http://zsaidam.maktoobblog.com
  • وائل عبد السلام محمد
    عضو أساسي
    • 25-02-2008
    • 688

    #2
    ( 1 )
    وعلى جانب مدرج الطائرات ( هناك ) كان يقف بملابسه الممزقه ينتظرتذكرة (إحساناََ ).
    ( 2 )
    كلما أراد إستعمال هذه الآله الصغيره ردت عليه ( ليس هنا مكانك أيها القادم من العصر الأيوسى ) ...... هذه رساله مسجله .
    دمتم بخير م/ زياد
    تحياتى
    وائل عبد السلام محمد

    تعليق

    • م. زياد صيدم
      كاتب وقاص
      • 16-05-2007
      • 3505

      #3
      الرائع والاديب وائل عبد السلام..

      المشاركة الأصلية بواسطة وائل عبد السلام محمد مشاهدة المشاركة
      ( 1 )
      وعلى جانب مدرج الطائرات ( هناك ) كان يقف بملابسه الممزقه ينتظرتذكرة (إحساناََ ).
      ( 2 )
      كلما أراد إستعمال هذه الآله الصغيره ردت عليه ( ليس هنا مكانك أيها القادم من العصر الأيوسى ) ...... هذه رساله مسجله .
      دمتم بخير م/ زياد
      تحياتى
      وائل عبد السلام محمد
      ===============
      اشكر اثرائك للقص بفهم عال وادراك لاديب فذ حقا ومتمكن.
      اسعدنى مرورك الجميل.
      رمضان كريم
      أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
      http://zsaidam.maktoobblog.com

      تعليق

      يعمل...
      X