ربّما لم يمرَّ بخاطرك أنّ هنالك شاعرا مبدعا صاحب باع كبير في ميدان القصائد يسمّى ابنَ خفاث،والآكَدُ أنّك ما قرأت له بيتا من قبل،هي فرصة نتيحها لك إن كنت ممّن يعشق الكلام الموزون،ويتذوّق إيقاع المعاني لتسبر معنا أغوار شخصيّة فذّة تحتجب غير مرغمة ولا مكرهة عن الأضواء؛ فالشّاعر برأي ابن خفاث إذا امتزج بالجمهور أصبح مقيّدا بذوقهم نسّاجا للقصائد على مقاسهم فإن قالوا أطال قصّر وإن قالوا قصّر أطال وما أغناه عن هذا كلّه، أمّا إذا أخلى ذهنه من نظريّة العرض والطّلب كان طبيعيّ الإنتاج صافي القصد بيّنه،مشرق النّظم ليّنه.
ولد الشّاعر المغمور ابن خفاث في بادية العاصية من أعمال سُخانةَ في فترة ازدهار الأمة،تربى في أسرة متواضعة الحال،كان والده يمتهن الزّراعة،وهو رابع إخوته،نشأ وسط هذا الجوّ العائليّ المتوازن،وكان عزيزا عند والديه،محبوبا بين إخوته؛فقد اكتشفوا شاعريّته مبكّرا وراحوا يطالبونه بأن يمدحهم ويصفهم بما يحبّون،فيجتهد على صغر سنّه وينسج من جمل صغيرة وألفاظ معهودة كلاما صحيح الوزن طبيعيّ التّركيب، تلقّى الشّاعر العلم منذ صباه،وأحبّ الشّعر بل وشغف به حتّى لم يكن يتحدّث إلاّ على بحور الشّعر،وكان يرهق أقرانه من الشّعراء حين يجبرهم على مجاراته وهم يتجوّلون في أنحاء البادية،ولقد أغرم ابن خفاث بشعراء الجاهليّة وجعلهم في مصافّ الأوائل إلى جانب المحدثين.
كان حاضر البديهة،غزير الملكة،وافر العبارة،طيّع النسج،عجيب التركيب،يصنع القصيدة من أعماق فكره،فتصنعه من أعماق معانيها،ولا يبالي في أحايين كثيرة من غرابة الفكرة أو خروجها عن نطاق الذّوق العامّ،إذ هو يمزج بين فكرة راقية برداء لفظيّ صعب القبول،وأخرى جذّابة بحلّة لفظيّة سامية.
وأكثرُ ما أرهقَ ابنَ خفاثٍ هو ذلك الزّخم الوافر من القصائد الّتي تزعجه بين الحين والحين،فتجبره على أن يدوّنها فيأبى لملاله منها ومن عيادتها له دون سابق موعد،ولهذا يكون الشّاعر قد بخل علينا بأجمل ما عنده حين وقف عصيّا يعاند سحابة الوحي ويحرمها حتّى من البكاء.
وأخيرا أضع بين يديك هذه المخطوطات الحصرية هنا من خلالها تكتشف بنفسك هذه الشّخصيّة الّتي يراها الكثير من النّقّاد أكثر الشّخصيات غرابة.
قال ابن خفاث يفتخر بشجاعة قومه وهي قصيدة على البحر الطويل كتبت أبياتها مسترسلة



وقال ابن خفاث يخاطب مروانا المنصوري وهو أحد بني سامان ،يصف شجاعة قومه وتخاذل بني سامان


وقال ابن خفاث فيما يشهد له بعلمه وإلمامه بالرياضيات وهي قصيدة لخص فيها قوانين التكامل










ومن منثورات ابن خفاث صورة صفحة أخذت من مخطوطه ( السيوف المواضي في إعراب الفعل الماضي )،وهي من شواهد سعة علمه




أخوكم إبراهيم بشوات بعد بحث مضن في مكتبات العالم
أرجو أن تفيدونا بمعلومات عن ابن خفاث وأظنكم ستجدون صعوبة في البحث عنها خارج هذه الصفحة
لكم خالص تحياتي