((( أشواقٌ )))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع بن المدني السملالي
    • 09-08-2011
    • 4

    ((( أشواقٌ )))

    ((( أشواقٌ )))

    بقلم / ربيع بن المدني السملالي


    في خِضَمّ بحر هائج من الهموم والأحزان ، حيث تهبّ رياحُ الصّمت القاتل في هذه الوحدة المضنية واللّيل الطّويل بما لا تشتهي نفسي التي ألِفَتْ كلامك ، صمتك ، ابتساماتك ، عطرك ، وكلّ شيء من أشيائك الصغيرة والكبيرة ..
    بدأتُ أعيد شريطَ ذكريات تلك الأيّام الطّافحة بالسّرور والحبور والهناء التي قضيناها سويّاً قبل رحيلك . إذ كنّا نتفيأ ظلال المحبة صباح مساء ، ننعم بنسيمها الرّطب وهو يهفو بين حنايانا كالنّسيم ، مستشعرين عذوبتها كالماء النّمير منساباً في أعماق عطشان في حمّارة القيظ .. وها قد مرّت كوميض برق لاح في الأفق فجأةً ..لأجدَ نفسي وحيداً ، ضائعاً ، ومنقطعا عن كلّ ما يمتّ إليّ وإليك بسبب ،...إنّني أذكر كلّ شيء الآن وأنا مُنزوٍ في غربتي القاتمة وغرفتي السوداوية ، وقلبي الجريحُ يئنُّ ويحنّ إلى تلك اللحظات الذّاهبة ..مُستسلماً لمغازلة الألم الجاثم على هدوئه ، راحته ، واطمِئْنانه ...
    لا أطيقُ العيشَ بدونك صدّقيني ، ولن أستطيع مع الوحدة القاسية صبراً ، فهل لكِ من عودةٍ حتّى أقولَ مسافرة ولابد لها من أوبةٍ تقرّ بها العين ، وتسعدُ لها النّفس ، وتسمو بها الرّوح ؟
    لا تتركيني للحنين يفتكُ بي ، للملل يدُوسني ، وللشّوق الحارقِ يستبدّ بي ويفترسُني ..فأنا بحاجة إليكِ حاجتي إلى الطعام والشّراب أو أكثر ..بل الطّعام والشّراب قد أحتاجه مرتين أو ثلاثاً في اليوم أمّا أنتِ فبِعدد الأنفاس..
    ضاقت بي رقعةُ الأرض في غُربتي المفترسة حتى إنّني لم أوفق لبلوغ مآرِبي على نحو ما كنتُ أشتهي ، طرقت مضاجعي الهموم ، وكبّلتني الأيّام بمآسيها .. فأنا لا أكادُ أنتفع بنفسي ، ولا أشعر بوجودي بدونك ..
    وصدقاً أقول إنّكِ مذ غاب نجمُك عن سماء حياتي لم أعد أجد قراراً في مكان ، ولا جمالاً في طبيعة ، ولا وضوحاً في تفكير ..فقط أشعر بالحنين صارخاً في كلّ ركن من أركاني ..
    فكلّ ما أتمنّاه الآن وأرجوه هو أن تعود أمواهنا إلى مجاريها ، ونسعد سعادة أزلية يخرّ لها الحزنُ الذي كبّلنا صعِقاً ...

    08 / 08 / 2012

  • غسان إخلاصي
    أديب وكاتب
    • 01-07-2009
    • 3456

    #2
    أخي الكريم ربيع المحترم
    مساء الخير
    هلا وغلا بك على الدوام .
    لقد كانت أشواقك مترعة بالهيام الطاهر ، والأماني المترفة الرقيقة .
    فهل وقعت بالحب حقيقة .......... أم هي من بنات الخيال التي تتغلغل بين حناياك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ننتظرك على الدوام ، فرأيك يهمنا كثيرا .
    تحياتي وودي لك .
    (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

    تعليق

    • محمد محمود محمد شعبان
      أديب وكاتب
      • 09-02-2012
      • 504

      #3
      الله الله
      ما أروع ما نلاقيه ونصافحه كلما قرأنا لك أديبنا الفاضل
      دمت بكل إبداع

      تحاياي


      حمادة الشاعر
      مشرف أدب العامية
      وكــــــان لـــــــي صـــــــــديق

      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        #4
        أديبنا المكرم ربيع بن المدني
        نص ينضح عذوبة وإبداع
        نبض راقي يشدنا لآخر رمق
        سلمت وهذا البوح الدافئ
        دام إبداعك
        ونتحين مزيدك
        وبانتظار خطواتك ما بين رد وحضور وجميل نثر

        تحيتي وتقديري

        تعليق

        يعمل...
        X