كما الأهرامُ قدْ طاولتِ مجداً
ألا يا مِصــــــــــــــــرُ يا أمَّ البلادِ
وباستمـــــرارِ ثورَتِكم بنــــــودٌ
من الإيمانِ، تَرْهَبُها الأعـادي
ألا والله في (التحريرِ) جمـعٌ
تُقَضُّ لهُ مدجَّجـــــــــــةُ العَتادِ
وأعلامٌ تـــرِفُّ بخـــــير نســــــرٍ
أشمٍّ أكــــــرمٍ عالٍ وصـــــادي
وحقِّ اللهِ في الأبدانِ خفْقٌ
يواكِبُ خفقَ راياتِ السَّدادِ
فمصرُ اليومَ أمُّ العُرْبِ جمعاً
بأوراسٍ وأنجــــــــــادٍ ووادي
وها قد رفرفتْ رايـــاتُ عزٍّ
بأيديهِمْ، فيا خيرَ الأيـــادي
نعمْ، عادتْ عُروبَتُهم وعادوا
لألــوية العروبةِ في اقتــــــيادِ
وتونُسُ في المقامِ لها مقــامٌ
بصدرِ الناسِ لا يدنوهُ غادي
فتلك النارُ للثُّوار أضـــــحت
مشاعلَ ثورةٍ ضدَّ الفســـــــــادِ
تلألأ نورُهـــا في كلِّ شِعْـبٍ
ولَفْحُ لهيبِـــها في كلِّ وادي
وللحرية الحمـــــــــــراء بابٌ
ألا هبُّـــوا إليـــها بالتنـــــادي
مدادُ الثورةِ الحمرا خِضـاب
وما أنقــــاهُ لـــــــوناً للمِـــدادِ
دمــــاءٌ غاليـــــاتٌ من شبــابٍ
ولكنْ أرخصوها في الجهــادِ
تبارَوا يعلنــونَ: كفى خنــوعاً
كفى نهــــــــباً وســـلباً للعِبــــادِ
عدا التنكيلَ بالأطفالِ عمداً
وأظفـــارٍ إذا تُنْـــزعْ تنــــادي
بغــــاةٌ لا يردُّهُــــــمُ ضميـــــرٌ
ودينُهُمُ التَّطاولُ والتَّمــادي
كأنَّ الشَّعبَ عندَهمُ قطـــــيعٌ
من الأنعامِ أو قَشُّ الحصــــادِ
توهَّمْنـــــا بأنَّهُـــــمُ أســــــــودٌ
وإذ بهمُ الذِئاب بلا عِهـــــــادِ
أتى للمجلسِ المهزوزِ يزجي
بتلويـــــحٍ وضـــــمٍّ بالأيـــادي
كأنَّ الأمرَ لا يعنيــــهِ شيــــــــئاً
فوافى ضاحكاً رُغمَ الشِّـــدادِ
وقد حفُّوهُ بالتصفيـــــــقِ حتى
حسبناهُ الغضنفَرُ في التهــادي
ألم تخجلْ .. ألم تعتَرَّ خـــزياً؟
وقد سالــــتْ دِماءٌ في الصِّهادِ
ولو أزمعتَ أن تجـــتثَّ شــــرَّاً
لواجَهتَ الحقيـــقةَ باعتـــــدادِ
وأرســيتَ العـدالة في قَصــاصٍ
يريحُ الغاضبـــــــينَ من السَّــواد
ولكنْ زادَتِ البلـــــــوى بــــلاءً
وعاثتْ في الورى هَمَجُُ الجِّيادِ
وكُرِّبَتِ النفوسُ بــــــعاتيـــــــاتٍ
سَطَونَ على الحواضِرِ والبوادي
فلاقـــــــاها الشـــــــبابُ بلا سـلاحٍ
فعُريُ الصَّــــــــدرِ أنجَـــعُ من زنادِ
وبذْلُ النَّـــــــفْسِ والأولادِ شَــرعٌ
تُقِــــرُّ بـــــــهِ جهـــــابِذةُ السَّـــــداد
وليـــــــسَ يُذَلُّ منْ للفخرِ وســـمٌ
وليـــــــسَ يُهانُ محمودُ العــــــنادِ
ففي ســـــــــوريةَ الأمجــادُ غَرْسٌ
قديمٌ مُغـــــــرِقٌ كالشَّــمسِ بادي
ولولا تُنصَـــــــبُ الأفــراحُ طَــــرَّاً
لمصرَ وتونُـــــــسٍ عـــرضَ البلادِ
ألمْ نَكُ نرفَعُ الراياتِ حمــــــــراً
لِنُسْقِطَ كامبِ ديفيدَ والأعادي؟
أمِ الإعلانُ للدنيـــــــــــــا خِلافٌ
وتحتَ الظِّلِّ نســـــعى بالوداد؟
حســــــــــــــــــبناكمْ نصيراً للأشقَّا
ءِ بمصــــرَ و تونـــسٍ نصرَ الردادِ
ولكِـــــــنَّا بُهِـــــــتنا إذ رأيـــــــــنا..
..ــكـُمُ تـَـذُرُّونَ المآقيَ بالرمــادِ
فلمَّا هبَّـــــتِ الأريـــــاحُ غــــــرباً
إلى ليبيا حسبــــــناها الغــوادي
إذا بكمُ صمَتُّم صَمْـــــــــتَ غدرٍ
وصمتُ الغدرِ أشـــــــبَهُ بالحِداد
فحِرْصُُكمُ على زنديق ليبـــــــــيا
يُراعُ لهُ المُحايدُ والمُفـــــــــادي
ومرحى إذ مُعَمَّـــرُهم صـــــديقٌ
ألا بئــــسَ المُــصِرُّ على العِنـــادِ
صحيحٌ أنَّ مـــــــطلبَنا عســــــــيرٌ
ولكنَّ العـــــــــــزائِمَ في اشتدادِ
سنُســــــقِطُكم وإنْ نزفــتْ دِماءُ
ولو قيدَ الجَّحيـــــمُ على المهادِ
فخيرُ الناسِ من ناسٍ ســــواكم
وخيرُ الأرضِ، إذ تنــأوا، بلادي
25/5/2011
تعليق