البله أو الجنون ،لغة جميلة تجعلك لا تعير للأخر أي اعتبار،تهيمن على الزمان والمكان،تنسج عوالم حالمة،تسافر إلى كل الأصقاع والبلدان،وتمتطي صهوة الحلم دونما استئذان ،وتسبح في شتى الشطآن دونما حاجة إلى موجه أو بوصلة،تتعرى في لحظات الجنون تلك من أرديتك المستعارة،وتتزيا بلباس الحقيقة ،فتخلف وراءك كل من يريد عتابك ،لومك،إن البله أو الجنون يجعلانك تنسى الأنا المريضة والآخر المحاصر لك في الزوايا الضيقة،إنك في غمرة الجنون والبله تصنع عوالمك الخاصة التي تنأى عن عيون الرقابة ،فلا يهمك ازدراء الأخر ،ولا تصريحاته ،في ظل البله والجنون تغادر القيود والأصفاد،تنتعش،وتنطلق لتعبر بحرية ودنما فزع،فأجمل بفصول البله والجنون!:نسيان الأخر،التيه،اللاقناع،الانكشاف أمام الذات وعدم التواري والاختباء في أقنعة الجبن..هي تلكم إذن بعض فصول الجنون والبله،فلا شك أنها مريحة للذات المريضة ،ولا سيما في ظل الأقنعة التي بات يفرضها عصرنا ،وفي غمار الضجيج الذي يلاحقنا أينما حللنا وارتحلنا،وفي ظل التباس الحقائق وغياب الوضوح.