كان أبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    كان أبي

    قادَني أبي...إلى قبرِه

    كان صائِماً...كعادةِ الأموات

    لم يحفظ في عظامِه قليلاً من التَّمر

    توسَّدَ الوصايا

    ثمَّ قام يحمل قطعةً من شمس

    كي يراني

    كنتُ بين فكَّي الرَّحيل

    هادِئاً كالدَّهشَة

    عارِياً...كالأحياء ساعة الغروب

    أو حين يلبَسونَ المرايا

    خِفتُهُ...رغم تمتَمَةٍ أعرِفُه بها

    أيقظتُ وعدَه لي

    فرمقني...مشيراً إليه في المهد

    مشيراً إليها تَلِدُني

    قبلَ يدِ الموت

    قبل غثَيانِ الوقت

    فَقَبَّلتُه.....

    كان بارداً كفجوةِ الرّيح

    يبتَعِدُ كلَّما اقترَبتُ

    لا يكفُّ عن تمتَمَةٍ أعرِفُهُ بها

    قال لي بعد مغيب الوقت:أي بُني أنت النَّبي بعدي إن استطعت

    يا أبت....ما استطعت

    يا أبت كلُّ ما في السَّماء لله

    الأرض ساحةٌ للحرب

    بين أفعى وأفعى

    كنتُ ميتاً فلِمَ لم تأخذن؟

    ها هو العيدُ في يدِ الطفل

    ها هي ما زالت تلدُ ناراً

    ليتك خبَّأتني

    في قميصكَ المقدودِ من دبُر

    سأصلّي ريثما آتيك...منتَحِلاً اسمكَ الخالدَ في بقايا الشَّوك

    سأقطف جمرةً

    من فاكهة الشِّتاء

    كي أراك
    التعديل الأخير تم بواسطة زياد هديب; الساعة 21-08-2012, 08:14.
    هناك شعر لم نقله بعد
  • سميرة رعبوب
    أديب وكاتب
    • 08-08-2012
    • 2749

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة زياد هديب مشاهدة المشاركة

    يا أبت كلُّ ما في السَّماء لله

    الأرض ساحةٌ للحرب

    بين أفعى وأفعى

    كنتُ ميتاً فلِمَ لم تأخذن؟

    ها هو العيدُ في يدِ الطفل

    ها هي ما زالت تلدُ ناراً

    ليتك خبَّأتني

    في قميصكَ المقدودِ من دبُر

    سأصلّي ريثما آتيك...منتَحِلاً اسمكَ الخالدَ في بقايا الشَّوك

    سأقطف جمرةً

    من فاكهة الشِّتاء

    كي أراك

    هل تُراها تعود لبراءة المهد ؟!
    هل تحيا من جديد بعد توسد الأمل أضرحة الحرب ؟!
    هل تشعل جمرة فاكهة الشتاء أنوار الأرض كي تراه ؟!

    تحفة أدبية سامقة تستحق الانتهال منها وقطف ثمارها البلاغية البديعة
    راقت لي كثيراً دام يراعك سامقا
    شاعرنا الأديب زياد هديب ،
    وكل عام وأنت بخير ~
    رَّبِّ
    ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




    تعليق

    • كمال بن محمد
      أديب
      • 12-12-2010
      • 127

      #3
      أخي زياد..
      قادك شوقك فقُدنا جميعا معك...
      قدتنا إلى هناك..
      قدتنا بسلاسلة سطور و عبارات...
      قدتنا لنحمل معك نفس الحمل...
      و نحن صائمون عن العودة...
      قائمون على السطر و الحرف...
      كنت بين فكّي الرحيل..
      و وضعتنا بين فكّي الألم...
      و البوح الجميل..
      ثمّ خبّأتنا بين سطورك..
      و ألحفتنا إبداع يمينك..
      حتّى رويتنا عذب شجونك...
      فقطعنا تذكرة سفر لكل رحلاتك و قصائدك...
      علّنا ننعم بإبداع أكثر..

      أخي زياد لست أدري ما أقول أمام هذا القصيد الشامخ الكامل
      فعلا شدّني جدّا بنيانه و كلّ سكّانه..
      كل من سكن ببوحك من حرف و سطر...
      و كل ما جاء فيه من معاني و صور...
      كل الشكر و الإمتنان...
      تقبّل مروري و تقديري..
      التعديل الأخير تم بواسطة كمال بن محمد; الساعة 21-08-2012, 13:29.
      كن واقفا كالنّخل
      فلا يستطيع أحد أن يركب على ظهرك إلا إذا كنت منحنيا
      و لا تكن متكبّرا
      فإنّ
      المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغارا و يرونه صغيرا

      تعليق

      • آمال محمد
        رئيس ملتقى قصيدة النثر
        • 19-08-2011
        • 4507

        #4
        .
        .

        فرادة أمام الموت
        تناول آخر لأبوة حملت الشمس وأهدتها لطفل ما زال يسأل

        قصيدة جميلة معبرة

        عبرت من الموت ببلاغة أدانت الحياة

        تقديري

        تعليق

        • حكيم الراجي
          أديب وكاتب
          • 03-11-2010
          • 2623

          #5
          أستاذي وصديقي الغالي / زياد هديب
          رؤيا فاتنة وتخريجات خلابة أجفلت الذائقة وتداعت مستسلمة لهذا الفيض البتول ..
          نص يعد من المعرفيات التي نعشقها ..
          دام نبضك سديد اليراع ..
          محبتي وأكثر ...
          [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

          أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
          بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



          تعليق

          • زياد هديب
            عضو الملتقى
            • 17-09-2010
            • 800

            #6
            هل تُراها تعود لبراءة المهد ؟!
            هل تحيا من جديد بعد توسد الأمل أضرحة الحرب ؟!

            هل تشعل جمرة فاكهة الشتاء أنوار الأرض كي تراه ؟!

            تحفة أدبية سامقة تستحق الانتهال منها وقطف ثمارها البلاغية البديعة
            راقت لي كثيراً دام يراعك سامقا
            شاعرنا الأديب زياد هديب ،
            وكل عام وأنت بخير ~

            الأديبة سميرة رعبوب
            هل طاقة ورد تكفي؟
            كل الشكر لك على هذا الثناء
            هناك شعر لم نقله بعد

            تعليق

            • محمد مثقال الخضور
              مشرف
              مستشار قصيدة النثر
              • 24-08-2010
              • 5517

              #7
              لعل هذا من روائع ما قرأت في حياتي

              أستاذي الجميل
              زياد هديب

              نتعلم منك الكثير

              لك التقدير والاحترام

              تعليق

              • جمال سبع
                أديب وكاتب
                • 07-01-2011
                • 1152

                #8
                نص فيه من الدهشة و الجمال ما يفتن التجلي هذا الزمن .
                دوما تأسرنا بنثرياتك أستاذ زياد .
                تحياتي و تقديري .
                عندما يسألني همسي عن الكلمات
                أعود بين السطور للظهور

                تعليق

                • مالكة حبرشيد
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 28-03-2011
                  • 4544

                  #9
                  كنتُ بين فكَّي الرَّحيل

                  هادِئاً كالدَّهشَة

                  عارِياً...كالأحياء ساعة الغروب

                  أو حين يلبَسونَ المرايا

                  خِفتُهُ...رغم تمتَمَةٍ أعرِفُه بها

                  أيقظتُ وعدَه لي

                  فرمقني...مشيراً إليه في المهد

                  مشيراً إليها تَلِدُني

                  قبلَ يدِ الموت

                  قبل غثَيانِ الوقت

                  أضم صوتي الى الشاعر الجميل محمد الخضور لأقول =
                  ان هذا النص من اروع ما قرات في حياتي
                  ربما لانه هطل عاريا كقطع الليل
                  ثم انغرس قامات على امتداد صمتنا الرهيب
                  شكرا استاذ زياد هديب وحدك تعرف كيف
                  ترسم الدهشة المثلومة بالوان الغسق

                  تعليق

                  • غالية ابو ستة
                    أديب وكاتب
                    • 09-02-2012
                    • 5625

                    #10
                    إن ما في السماء لله
                    وفي الأرض الحروب
                    حقاً مدهش
                    حياتتي ----------وكل عام وأنتم بخير
                    يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                    تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                    في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                    لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                    تعليق

                    • بثينة هديب
                      أديبة وكاتبة
                      • 11-09-2011
                      • 82

                      #11
                      نردد تمتمات أهل القبور.... نوقظهم من صحوتهم...بعد أن أطبقت النار على النار وألقت حطبها وتخلت.... زيادهل أزفت الآزفة الى ما لم تقله بعد؟؟

                      تعليق

                      • سليمى السرايري
                        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                        • 08-01-2010
                        • 13572

                        #12
                        أستاذي الشاعر زياد هديب

                        نص يستحق التثبيت

                        حبستُ أنفاسي و دموعي
                        لو تعرف ماذا فعل فيّ هذا الحزن العميق..................

                        سيّدي الشاعر زياد هديب،
                        تنزف كلماتك وتترك أثرا في نفس كلّ من فقد والده
                        ذلك الذي كان الظهر والسند وقت الضيق
                        جاءت القصيدة دليلا آخر يقول ، أن الشعر يُخلق و يولد من رحم الشاعر .
                        وهنا كانت ولادة جديدة لقصيدة ستسكننا طوييييييييييلا.

                        رحم الله آبائنا
                        24-08-2012
                        تحياتي
                        التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 26-08-2012, 13:03.
                        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                        تعليق

                        • ابراهيم شحدة
                          محظور
                          • 28-08-2010
                          • 154

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة زياد هديب مشاهدة المشاركة
                          قادَني أبي...إلى قبرِه

                          كان صائِماً...كعادةِ الأموات

                          لم يحفظ في عظامِه قليلاً من التَّمر

                          توسَّدَ الوصايا

                          ثمَّ قام يحمل قطعةً من شمس

                          كي يراني

                          كنتُ بين فكَّي الرَّحيل

                          هادِئاً كالدَّهشَة

                          عارِياً...كالأحياء ساعة الغروب

                          أو حين يلبَسونَ المرايا

                          خِفتُهُ...رغم تمتَمَةٍ أعرِفُه بها

                          أيقظتُ وعدَه لي

                          فرمقني...مشيراً إليه في المهد

                          مشيراً إليها تَلِدُني

                          قبلَ يدِ الموت

                          قبل غثَيانِ الوقت

                          فَقَبَّلتُه.....

                          كان بارداً كفجوةِ الرّيح

                          يبتَعِدُ كلَّما اقترَبتُ

                          لا يكفُّ عن تمتَمَةٍ أعرِفُهُ بها

                          قال لي بعد مغيب الوقت:أي بُني أنت النَّبي بعدي إن استطعت

                          يا أبت....ما استطعت

                          يا أبت كلُّ ما في السَّماء لله

                          الأرض ساحةٌ للحرب

                          بين أفعى وأفعى

                          كنتُ ميتاً فلِمَ لم تأخذن؟

                          ها هو العيدُ في يدِ الطفل

                          ها هي ما زالت تلدُ ناراً

                          ليتك خبَّأتني

                          في قميصكَ المقدودِ من دبُر

                          سأصلّي ريثما آتيك...منتَحِلاً اسمكَ الخالدَ في بقايا الشَّوك

                          سأقطف جمرةً

                          من فاكهة الشِّتاء

                          كي أراك
                          الاخ ابو رامي ، شكرا لما نسج قلبك .

                          تعليق

                          • رشا السيد احمد
                            فنانة تشكيلية
                            مشرف
                            • 28-09-2010
                            • 3917

                            #14

                            الرائع الأستاذ زياد

                            هنا فاض القلب بوجعه شفقية أوجعت قلوبنا
                            نسيج رهام أوجعته معزوفة الموت واشتكت الحياة
                            من ألمها

                            كنت رائعاً في هذا النزف الموجع

                            لوالدك الرحمة ولك طول العمر

                            تحاي تليق بالإبداع

                            .
                            https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                            للوطن
                            لقنديل الروح ...
                            ستظلُ صوفية فرشاتي
                            ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                            بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                            تعليق

                            • ليندة كامل
                              مشرفة ملتقى صيد الخاطر
                              • 31-12-2011
                              • 1638

                              #15
                              السلام عليكم
                              نص بديع
                              متى سنقطف تمرا من رحم الجمر
                              وسعادة من خصر الحرب
                              تقديري
                              http://lindakamel.maktoobblog.com
                              من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

                              تعليق

                              يعمل...
                              X