قادَني أبي...إلى قبرِه
كان صائِماً...كعادةِ الأموات
لم يحفظ في عظامِه قليلاً من التَّمر
توسَّدَ الوصايا
ثمَّ قام يحمل قطعةً من شمس
كي يراني
كنتُ بين فكَّي الرَّحيل
هادِئاً كالدَّهشَة
عارِياً...كالأحياء ساعة الغروب
أو حين يلبَسونَ المرايا
خِفتُهُ...رغم تمتَمَةٍ أعرِفُه بها
أيقظتُ وعدَه لي
فرمقني...مشيراً إليه في المهد
مشيراً إليها تَلِدُني
قبلَ يدِ الموت
قبل غثَيانِ الوقت
فَقَبَّلتُه.....
كان بارداً كفجوةِ الرّيح
يبتَعِدُ كلَّما اقترَبتُ
لا يكفُّ عن تمتَمَةٍ أعرِفُهُ بها
قال لي بعد مغيب الوقت:أي بُني أنت النَّبي بعدي إن استطعت
يا أبت....ما استطعت
يا أبت كلُّ ما في السَّماء لله
الأرض ساحةٌ للحرب
بين أفعى وأفعى
كنتُ ميتاً فلِمَ لم تأخذن؟
ها هو العيدُ في يدِ الطفل
ها هي ما زالت تلدُ ناراً
ليتك خبَّأتني
في قميصكَ المقدودِ من دبُر
سأصلّي ريثما آتيك...منتَحِلاً اسمكَ الخالدَ في بقايا الشَّوك
سأقطف جمرةً
من فاكهة الشِّتاء
كي أراك
تعليق