أين نجد العدالة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين راجحي
    أديب وكاتب
    • 13-08-2012
    • 219

    أين نجد العدالة ؟



    جلس الأب مع أبنائه في وقت الظهيرة،

    وبدأ الحديث وهو يستهل في بداية حديثه عن إشراقه نور الإسلام وبداية بزوغه،

    وثم عرًّج في حديثه عن ملاحمٍ برزوا فيها أبطالا عظماء،

    رسموا رياح التغيير في بلاد الكفر،



    وهم يجعلون المسلم يهابه الجميع ويحسبون له ألف حساب،

    وأثناء ما كان الأب يتحدث إلا وأحد الأبناء يرفع يده وهو لا يريد المقاطعة ،

    فانتبه له الأب وقال : ماذا تريد يا ولدي ؟

    فقال الابن : يا أبي أريد الذهاب إلى زميلي في المدرسة ،

    وهو في القرية المجاورة لكي نحِلّ الواجب سويًا

    فقال الأب : اذهب ولا تدع الشمس تغيب عليك وأنت هناك،

    فقال الابن : سمعا وطاعة يا أبي ولن اتأخر.

    وذهب الولد إلى زميله في القرية المجاورة،

    وعندما انتهى من كتابة الواجب هَمَّ بالرجوع إلى قريته ،

    وفي أثناء سيره وهو عائد إلى بيته،

    سمع دويَّ انفجار فأوجس في نفسه خيفة

    بأن يكون ذلك الانفجار في قريته، أو في بيته ،

    فأسرع في خطاه والذعر والخوف قد تسلل إلى قلبه وبدأ يدعو ويقول : اللهم سَلمَّ سَلمَّ .

    وعند وصوله للقرية، وعند بيته بالتحديد

    انعقد لسانه وازداد خفقان قلبه وبدأ الاضطراب يشل من حركته،

    وهو يرى جمعًا من الناس ينتشلون الجثث من أشلاء منزله المتهالك



    فصاح وهو ينادي أفراد عائلته فردا فردا ،

    وعيناه تذرف بدموع مجنونة لا تريد أن تقف أمام المصاب العظيم،

    حينها جاء رجل مسن ليواسي الطفل المكلوم ،


    وأخرج من جيبه منديلا ليمسح دموعه، وقال له :

    يا ولدي إن مشاهد الدمار، وقصص الضحايا تتكرر يوميا على مرأى ومسمع العالم ،

    ولا حياة لمن تنادي ، يا ولدي إن الله يمهل ولا يهمل ،

    ولا تحزن إذا كان الباطل قد استفحل في هذه البلاد،

    واختفت عدالة الأرض ، فلا بد من يوم يظهر فيه الحق وتتحقق به عدالة السماء ،

    وأنا أنصحك يا ولدي بالصبر لأنه أقوى سلاح يتسلّّحُ به الإنسان المؤمن ،


    وتأكد أن الله مع الصابرين .
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين راجحي; الساعة 22-08-2012, 00:52.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين راجحي مشاهدة المشاركة


    جلس الأب مع أبنائه في وقت الظهيرة،

    وبدأ الحديث وهو يستهل في بداية حديثه عن إشراقه نور الإسلام وبداية بزوغه،

    وثم عرًّج في حديثه عن ملاحمٍ برزوا فيها أبطالا عظماء،

    رسموا رياح التغيير في بلاد الكفر،



    وهم يجعلون المسلم يهابه الجميع ويحسبون له ألف حساب،

    وأثناء ما كان الأب يتحدث إلا وأحد الأبناء يرفع يده وهو لا يريد المقاطعة ،

    فانتبه له الأب وقال : ماذا تريد يا ولدي ؟

    فقال الابن : يا أبي أريد الذهاب إلى زميلي في المدرسة ،

    وهو في القرية المجاورة لكي نحِلّ الواجب سويًا

    فقال الأب : اذهب ولا تدع الشمس تغيب عليك وأنت هناك،

    فقال الابن : سمعا وطاعة يا أبي ولن اتأخر.

    وذهب الولد إلى زميله في القرية المجاورة،

    وعندما انتهى من كتابة الواجب هَمَّ بالرجوع إلى قريته ،

    وفي أثناء سيره وهو عائد إلى بيته،

    سمع دويَّ انفجار فأوجس في نفسه خيفة

    بأن يكون ذلك الانفجار في قريته، أو في بيته ،

    فأسرع في خطاه والذعر والخوف قد تسلل إلى قلبه وبدأ يدعو ويقول : اللهم سَلمَّ سَلمَّ .

    وعند وصوله للقرية، وعند بيته بالتحديد

    انعقد لسانه وازداد خفقان قلبه وبدأ الاضطراب يشل من حركته،

    وهو يرى جمعًا من الناس ينتشلون الجثث من أشلاء منزله المتهالك



    فصاح وهو ينادي أفراد عائلته فردا فردا ،

    وعيناه تذرف بدموع مجنونة لا تريد أن تقف أمام المصاب العظيم،

    حينها جاء رجل مسن ليواسي الطفل المكلوم ،


    وأخرج من جيبه منديلا ليمسح دموعه، وقال له :

    يا ولدي إن مشاهد الدمار، وقصص الضحايا تتكرر يوميا على مرأى ومسمع العالم ،

    ولا حياة لمن تنادي ، يا ولدي إن الله يمهل ولا يهمل ،

    ولا تحزن إذا كان الباطل قد استفحل في هذه البلاد،

    واختفت عدالة الأرض ، فلا بد من يوم يظهر فيه الحق وتتحقق به عدالة السماء ،

    وأنا أنصحك يا ولدي بالصبر لأنه أقوى سلاح يتسلّّحُ به الإنسان المؤمن ،


    وتأكد أن الله مع الصابرين .

    الزميل القدير
    حسين راجحي
    رأيت النص يستحق أن يكون لأدب الطفل والنشأ الجديد لأن فيه لغة قريبة منه
    أدب الأطفال أدب صعب ويحتاج لروحية متعمقة كي تصل لروحية ونفسية الأجيال التي تحتاج مثل تلك الطريق
    نص جميل أحييك عليه لأن فيه الكثير مما حدث لأطفالنا الذين أخذت الإنفجارات والقنابل أحبائهم وذزيهم
    ودي ومحبتي لك سيدي الكريم
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • حنين حمودة
      أديب وكاتب
      • 06-06-2010
      • 402

      #3
      الأستاذ حسين الراجحي،
      لغة قوية،سلسلة جميلة..
      لكني أحسست أنك تتعجل الأحداث لتتداخل، ولا تعطيها حقها من الإسترسال.
      كان الأب يتحدث حديثا عميقا يستحق النقاش. كان يتحدث عن هيبة المسلم ووددت لو أنه استرسل فوصف ما أورثه هذه الهيبة من اقتران القوة في احقاق الحق ليثبت العدل وينشر المحبة.
      إلا أن الطفل لم يكن منصتا للحديث، وكان يفكر في واجب مدرسي عليه أن يحله بمساعدة صديقه..
      كم أكره هذه الواجبات! كان الطفل أمام نبع من علم عليه ان ينهل منه، لكنه.. لا.. تركه وهب إلى صديقه!!

      عاد إلى بيت لم يعد موجودا.. دخلنا في قصة ثالثة دون ان ندخل..
      لامسنا سطحها ومضينا..

      أستاذي،
      لديك الكثير..
      لديك فكرة، ولديك سكب جميل..
      لكنك تبدأ.. تشدنا.. ثم يدركك النهار.

      شكرا لجمال روحك

      تعليق

      • حسين راجحي
        أديب وكاتب
        • 13-08-2012
        • 219

        #4
        فلما أدركه الصباح........... عن الكلام المباح

        ذكرتيني بشهريار
        وشهرزاد

        المهم

        الفلاش السريع

        له تأثير قوي على النفس

        حتى أنه لا يفيق

        إلا وقد أدركه النهار

        فشكراا لك على إضافتك الرائعة


        ودمت بود

        تعليق

        يعمل...
        X