محطات
بيني وبينها
عيون نرجسية تلتقي عند منعطفات طرق قصيرة ومحيرة
و يد تمتد ملهوفة .. لعناق حذر ..وأقدام أتعبها المسير ، تخاف اللقاء ، وحسرات تختلج بها النفس تخشى الاقتراب لئلا تحترق من ضرام قلب طالما أوقدت نيرانه من سهام سهام ؛ تلك التي في بيتي , أصبحت روحي حطبا لهذه النيران ..كلما خبا لظاها أوقدتها تلك السهام ..
بيني وبينها باقة الزهر التي خنقت أنفاسها بلفافات السليفون . تلتقي الأحلام ببراءة ، أشم رائحة ذكية ، نتوسد ظلينا .. بعدما أبحرنا في ضوء الشمس طويلا ، تنعشنا أنسام ربيعية ، ننصت إلى عزف
الطبيعة وهي تسابق صوت تلك الأقدام الحديدية ، نذر وبشرى أما بداية لرحيل أو لقاء وشيك ...كل يوم بين ذهاب أو إياب
الوقت يضيع والأصوات تخفت شيئا فشيئا’ العيون التي كانت ترقبنا أتعبها الفضول , وأثقل جفونها النعاس .. لازال ليل شعرها ملتصقا على النافذة ليضيع في ظلمة الطريق ، المصابيح تلعب معنا لعبة الظل والضوء .. أغمض عيني أحاول جمع فلول شجاعتي وأنطق ولو بحرف واحد .. (ساعة واحدة على وصولنا البصرة , أيمكنني فعل شيء .. أيمكنني أن أبوح بمكنونات قلبي كلها .؟) أيمكن أن تمس يدي يدها ، أو أسرق لحظة اهتزاز أباغتها بها لتكون قدمي لصق ساقها ..
_أنت لاشيء بالنسبة ليّ .. أريد أن أعيش حياتي ..
بقيت متسمرا في ذات المكان ، حتى الصباح أجتر ألام الأمس البعيد مذ عرفتها مذ أن أقترنا أسمين في المحكمة ، بلا جسد ولا روح ولا أمل بغد جديد .. فتحت باب الغرفة الموصد نظرت إلي نظرة مبهمة ، أشعلت عود ثقاب ، أخذت نفسا عميقا من سيجارتها ، ثم نفثت دخانها بوجهي الشاحب ، لتعلن بداية حرب جديدة تتلذذ هي بعذاباتي.. أدواتها مناكفتي وصراخ وكسر للأواني .. وأدواتي حرق ما تبقى من حطب الأمس داخل تنور جسدي الموقد دوما ..
كم جميلة أنت ..كم الفارق بينك وبينها كبير.؟
رحت أرنو لعينيها بتوجس .. ففرت بنظراتها بعيدا عني متجاهلة تلك اللهفة التي في عيوني
نوازعي تمنع من أن تتقدم خطوة.لاقتحم حصونها المنيعة فأي خطوة غير محسوبة قد تودعني السجن ، أو أكون عرضة لضرب مبرح من أولئك المتحاملين عليّ ، فريق كرة القدم الذين ضج المكان بصخبهم وغنائهم وحركاتهم الجنونية ، لأداري وجهي عن عيون الحاسدين لي كوني أجلس قريبا من القمر أنا الذي فزت بأن
أشم رائحة الجنة دون عناء فكيف لا أحسد ، أ أصارحها..؟
لا , لا خيرا لي أن أعيش أمل حب.. من أن أعترف لها ، فينهار كل صرح بنيته حتى وأن بقيت العمر كله في الانتظار.. لن أخسر من سلبت لبي وأسرت قلبي في لحظة غير محسوبة ... وأسلم نفسي للأحزان والندم ، تقرفصت على الكرسي وبدأت أصغر , وأصغر حتى خلت نفسي حشرة منكمشة على نفسها تشرنقت بخيوط التردد ، تتخطاها الأقدام صدفة فتكون سببا لبقائها ، تحجرت في مكاني .. خفت أن تمتد يدي إليها دون شعور فتصرخ بأعلى صوتها ... دعيني أعيش أمل حب موهوم .. لن أقتل هذا الحب بيدي ، ربما هو بداية عمر جديد كتب لي أن أعيشه
• تسمر ت في مكاني وأنا أرى شفتيها تتحرك وثمة ابتسامة فاترة تسرق حيائها المتدثرة به مذ رأيتها صدفة .. كم من الوقت بقى لنصل المحطة ...
(سنة ...) لا أعرف لم جاءت الكلمة هكذا ، أهي أمنية أمني بها النفس .. تطول المسافات ويبطئ الزمن ، بل يتوقف حتى تبتل عروقي بعد ظمأ السنين ، أبقى قريبا منها ، يا ابن العربي : لا أريد من حور العين إلا هذه .. (سنة بقرب الحبيب يا لسعادتي ،يا لهنائي ) سنة أتخلص بها من ثرثرة لا تنتهي .. وتذمر .. وقرف .. و ثلج لا يشعله لهيب لقاء أو بعاد.. وفراش بارد .. وحيرة أرد بها كاسفا ..كلما شدتني رغباتي المؤجلة تسقط صرعى عند باب موصد الرجاء ، لأجر خيبتي وراءي وأسأل نفسي ،لم هذا الصدود .. أليست أما لأولاد تريد ..؟
ـ ( يعطي الحلق ..للذي ليس له أذان ) يتفجر بركان من الضحك ...
كم آذان فجر مر وأنا أصلي صلاة الخذلان .. مرارة خيبة أداريها عن عيون الجدران ، عن الستائر ،والنوافذ الموصدة ،عن المرآة التي طالما رثت لحالي
أفقت من شرود غمني .. إلى تهكم آلمني .. ضحك عدد من الشباب وهم ينظرون إلي باستهزاء ، أأفعلها وألقنهم درسا لن ينسوه ..؟ وبذا أكون قد كسبت قلبها . لأكون فارسا لأحلامها . لكن أين أنا الرجل الأربعيني من هؤلاء الشباب ألمفتولي العضلات بقاماتهم الفارعة ، فريق كرة قدم مسافر بفرحه العفوي ، سيجعلونني كرة تتقاذفها الأقدام ، هم لا يكفون عن الهذيان والضحك ، وأنا أسير صمتي ،مكبلا بحيرتي
راحت حركة القطار .. تبطئ شيئا فشيئا ، الكل يتأهب للنزول ، إلا أنا فقد تجمدت قدمي وتسمرت على مقعدي .. رأيت في عينها ابتسامة جميلة .. وثمة حزن غريب
هيئ نفسك يا أحمد لقد وصلنا .؟
يا ترى كيف عرفت أسمي ..؟ ربما قرأته مكتوبا على حقيبتي.
غادرت دون أن تنبس بأي كلمة
من تكون...؟!
حركة دائبة الكل يخرج من تلك الأبواب نحو فضاء ممتد بلا حدود .. هل انتهى حلمي عند آخر محطة .. لم لا تكتمل لحظات السعادة ... لا أعرف لم ساخنة هي دموعي .. التي سقت محاجر عيني .. لا أستطيع القيام .. لم أنا متسمرا هنا .. ؟ أغمضت عيني أتطلع إلى من يعينني على النهوض
_ لقد عادت .. يا ألله .. كم أنت كريم يا رب ..
عادت ومعها شابين .. خفتهما . نظرت إليهما بذعر .المواجهة صعبة أنا مكبل بعجزي. ما لذي فعلته أنا لم أتحرش بها ..لم أقل لها شيئا طيلة تلك الرحلة . كنت أتأمل جمال العيون . تقدمت بخطى ثابتة ثم أشارت
إلي ّ كاد قلبي يفر من بين أضلعي وهم يتقدمون نحوي
_ هذا هو .. زوجي ..!!
ـ لا أنا لست زوجها .. إنها كاذبة . إنها مدعية ..
حملوني . والدهشة تعقد لساني . هناك قرب الباب و خارج القطار ..
ينتظرني كرسي متحرك ...
تشمئز له النفوس
بيني وبينها
عيون نرجسية تلتقي عند منعطفات طرق قصيرة ومحيرة
و يد تمتد ملهوفة .. لعناق حذر ..وأقدام أتعبها المسير ، تخاف اللقاء ، وحسرات تختلج بها النفس تخشى الاقتراب لئلا تحترق من ضرام قلب طالما أوقدت نيرانه من سهام سهام ؛ تلك التي في بيتي , أصبحت روحي حطبا لهذه النيران ..كلما خبا لظاها أوقدتها تلك السهام ..
بيني وبينها باقة الزهر التي خنقت أنفاسها بلفافات السليفون . تلتقي الأحلام ببراءة ، أشم رائحة ذكية ، نتوسد ظلينا .. بعدما أبحرنا في ضوء الشمس طويلا ، تنعشنا أنسام ربيعية ، ننصت إلى عزف
الطبيعة وهي تسابق صوت تلك الأقدام الحديدية ، نذر وبشرى أما بداية لرحيل أو لقاء وشيك ...كل يوم بين ذهاب أو إياب
الوقت يضيع والأصوات تخفت شيئا فشيئا’ العيون التي كانت ترقبنا أتعبها الفضول , وأثقل جفونها النعاس .. لازال ليل شعرها ملتصقا على النافذة ليضيع في ظلمة الطريق ، المصابيح تلعب معنا لعبة الظل والضوء .. أغمض عيني أحاول جمع فلول شجاعتي وأنطق ولو بحرف واحد .. (ساعة واحدة على وصولنا البصرة , أيمكنني فعل شيء .. أيمكنني أن أبوح بمكنونات قلبي كلها .؟) أيمكن أن تمس يدي يدها ، أو أسرق لحظة اهتزاز أباغتها بها لتكون قدمي لصق ساقها ..
_أنت لاشيء بالنسبة ليّ .. أريد أن أعيش حياتي ..
بقيت متسمرا في ذات المكان ، حتى الصباح أجتر ألام الأمس البعيد مذ عرفتها مذ أن أقترنا أسمين في المحكمة ، بلا جسد ولا روح ولا أمل بغد جديد .. فتحت باب الغرفة الموصد نظرت إلي نظرة مبهمة ، أشعلت عود ثقاب ، أخذت نفسا عميقا من سيجارتها ، ثم نفثت دخانها بوجهي الشاحب ، لتعلن بداية حرب جديدة تتلذذ هي بعذاباتي.. أدواتها مناكفتي وصراخ وكسر للأواني .. وأدواتي حرق ما تبقى من حطب الأمس داخل تنور جسدي الموقد دوما ..
كم جميلة أنت ..كم الفارق بينك وبينها كبير.؟
رحت أرنو لعينيها بتوجس .. ففرت بنظراتها بعيدا عني متجاهلة تلك اللهفة التي في عيوني
نوازعي تمنع من أن تتقدم خطوة.لاقتحم حصونها المنيعة فأي خطوة غير محسوبة قد تودعني السجن ، أو أكون عرضة لضرب مبرح من أولئك المتحاملين عليّ ، فريق كرة القدم الذين ضج المكان بصخبهم وغنائهم وحركاتهم الجنونية ، لأداري وجهي عن عيون الحاسدين لي كوني أجلس قريبا من القمر أنا الذي فزت بأن
أشم رائحة الجنة دون عناء فكيف لا أحسد ، أ أصارحها..؟
لا , لا خيرا لي أن أعيش أمل حب.. من أن أعترف لها ، فينهار كل صرح بنيته حتى وأن بقيت العمر كله في الانتظار.. لن أخسر من سلبت لبي وأسرت قلبي في لحظة غير محسوبة ... وأسلم نفسي للأحزان والندم ، تقرفصت على الكرسي وبدأت أصغر , وأصغر حتى خلت نفسي حشرة منكمشة على نفسها تشرنقت بخيوط التردد ، تتخطاها الأقدام صدفة فتكون سببا لبقائها ، تحجرت في مكاني .. خفت أن تمتد يدي إليها دون شعور فتصرخ بأعلى صوتها ... دعيني أعيش أمل حب موهوم .. لن أقتل هذا الحب بيدي ، ربما هو بداية عمر جديد كتب لي أن أعيشه
• تسمر ت في مكاني وأنا أرى شفتيها تتحرك وثمة ابتسامة فاترة تسرق حيائها المتدثرة به مذ رأيتها صدفة .. كم من الوقت بقى لنصل المحطة ...
(سنة ...) لا أعرف لم جاءت الكلمة هكذا ، أهي أمنية أمني بها النفس .. تطول المسافات ويبطئ الزمن ، بل يتوقف حتى تبتل عروقي بعد ظمأ السنين ، أبقى قريبا منها ، يا ابن العربي : لا أريد من حور العين إلا هذه .. (سنة بقرب الحبيب يا لسعادتي ،يا لهنائي ) سنة أتخلص بها من ثرثرة لا تنتهي .. وتذمر .. وقرف .. و ثلج لا يشعله لهيب لقاء أو بعاد.. وفراش بارد .. وحيرة أرد بها كاسفا ..كلما شدتني رغباتي المؤجلة تسقط صرعى عند باب موصد الرجاء ، لأجر خيبتي وراءي وأسأل نفسي ،لم هذا الصدود .. أليست أما لأولاد تريد ..؟
ـ ( يعطي الحلق ..للذي ليس له أذان ) يتفجر بركان من الضحك ...
كم آذان فجر مر وأنا أصلي صلاة الخذلان .. مرارة خيبة أداريها عن عيون الجدران ، عن الستائر ،والنوافذ الموصدة ،عن المرآة التي طالما رثت لحالي
أفقت من شرود غمني .. إلى تهكم آلمني .. ضحك عدد من الشباب وهم ينظرون إلي باستهزاء ، أأفعلها وألقنهم درسا لن ينسوه ..؟ وبذا أكون قد كسبت قلبها . لأكون فارسا لأحلامها . لكن أين أنا الرجل الأربعيني من هؤلاء الشباب ألمفتولي العضلات بقاماتهم الفارعة ، فريق كرة قدم مسافر بفرحه العفوي ، سيجعلونني كرة تتقاذفها الأقدام ، هم لا يكفون عن الهذيان والضحك ، وأنا أسير صمتي ،مكبلا بحيرتي
راحت حركة القطار .. تبطئ شيئا فشيئا ، الكل يتأهب للنزول ، إلا أنا فقد تجمدت قدمي وتسمرت على مقعدي .. رأيت في عينها ابتسامة جميلة .. وثمة حزن غريب
هيئ نفسك يا أحمد لقد وصلنا .؟
يا ترى كيف عرفت أسمي ..؟ ربما قرأته مكتوبا على حقيبتي.
غادرت دون أن تنبس بأي كلمة
من تكون...؟!
حركة دائبة الكل يخرج من تلك الأبواب نحو فضاء ممتد بلا حدود .. هل انتهى حلمي عند آخر محطة .. لم لا تكتمل لحظات السعادة ... لا أعرف لم ساخنة هي دموعي .. التي سقت محاجر عيني .. لا أستطيع القيام .. لم أنا متسمرا هنا .. ؟ أغمضت عيني أتطلع إلى من يعينني على النهوض
_ لقد عادت .. يا ألله .. كم أنت كريم يا رب ..
عادت ومعها شابين .. خفتهما . نظرت إليهما بذعر .المواجهة صعبة أنا مكبل بعجزي. ما لذي فعلته أنا لم أتحرش بها ..لم أقل لها شيئا طيلة تلك الرحلة . كنت أتأمل جمال العيون . تقدمت بخطى ثابتة ثم أشارت
إلي ّ كاد قلبي يفر من بين أضلعي وهم يتقدمون نحوي
_ هذا هو .. زوجي ..!!
ـ لا أنا لست زوجها .. إنها كاذبة . إنها مدعية ..
حملوني . والدهشة تعقد لساني . هناك قرب الباب و خارج القطار ..
ينتظرني كرسي متحرك ...
تشمئز له النفوس
تعليق