سئمت ذلك التيار الذي يأخذني بعيدة عنك ،
ويجذبني نحو أضواء فارغة !
فأعود بعد رحلتي متسربلة بالألم ، أجرُّ أذيال هزائمي
فأتكوّم وحيدة في زوايا الحرمان ، أبكي انكساراتي
على جثمان حماقاتي ..
اشتقت
لحريتي وأن أنفض عن روحي غبار السنين
وألملم أشلائي المتناثرة ، وأنهض من بين رفاتي
وأجمع عزيمتي ؛ فتحلق روحي بعيدا
وأهاجرُ إليك ..
اشتقت
لأرتمي بين أحضان عفوك
فيعانقني إحسانك ..
ويدثرني عطاؤك الأزلي ..
اشتقت
أن ينبض قلبي فرحا بين يديك
وأسترد ذكرياتي ..
فتقرّ عيناي بمناجاتك كلما دنوت مني ..
اشتقت
أن تتطهر روحي من درن الآلام
وتطيب نفسي بعبير الصفح والغفران ..
اشتقت
أن تظلني غمامات لطفك
وأرتشف من زلال عطاياك
فتزهر روحي بقربك
اشتقت
أن أكون كطفلة صغيرة تبكي بين يديك
فتتحقق أمنياتي، وتُقضى حوائجي
بكرم منك
اشتقت
إلى هطول غيثك
فتحيا روحي ، وتستيقظ من سبات السنين
وتخرج من ظلمات العدم ..
اشتقت
لبَركة أنوارك ، التي أضاءت ظلمة أعماقي
فأشرق كياني بنور وجودك ..
اشتقت
الارتشاف من عيون عطائك ،
والإرتواء من نبع إحسانك
فينطفيء لهيب الحرمان لدي ..
اشتقت
لأتوه في مدائن كلماتك ،
وأغرق في بحور أسرارك
اشتقت إليك ..
رغم جهلي بلقائك ..!!
وأخيرا
اشتقت
أن تأوي روحي إليك ..!!
تعليق