هذه جثتي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • توفيق بن حنيش
    أديب وكاتب
    • 14-06-2011
    • 490

    هذه جثتي

    هذه جثتي
    اقتربت من الجمع الذي أحاط بالجثّة الملقاة على قارعة الطّريق وهمست في أذن زعيمهم :"هذه جثّتي " ولكنّه لم يعرني اهتماما وواصل يرفع الغطاء عنها ويتفحّص الإصابات وهو يتمتم "يا لطيف ...الله يرحمه" عاودت الاقتراب منه وهمست له ثانية :" تلك جثّتي ...", أبعدني بيده دون أن ينظر إليّ ...
    كانت الجثة مشوّهة الملامح فالحادث كان مريعا ..كان حادثا بحجم الألم أو أكثر.و كانت الدّماء تغطّي الرّأس والبطن واليدين,,,وكنت أتتبّع حركات شرطيّ المرور الذي كان يجري أبحاثه وقياساته .قلت لعون المرور : " تلك جثتي .. لكنّه نهرني واستخفّ بي واستعان برفيقه ليبعدني من جواره ...كان في الناس "دياقو" معتوه القرية ...كان واقفا عند الرّاس من الجثّة ...نظر إليّ وشخص ببصره في وجهي وجعل يصيح " هو ...هو...هو.." ثمّ أطلق ساقيه للريح واتبعه الجميع ومن خلفهم كانت سياره الإسعاف وسيارة الشرطة تصدران النّعيب الموحش ...كنت مع جثّتي لوحدنا وقد خلت الطّرقات من المارة ولزم الناس بيوتهم فما كان لنا إلاّ أن نعود إلى البيت اليد في اليد ...
    نفس الشرطيّ ولكن بزيّ مختلف ونفس الناس ولكنّهم تقدّموا في السنّ كثيرا ونفس الفضوليين ولكنّهم هذه المرّة كانوا يدخّنون ويمضغون العلكة ويقتربون أكثر من الجثّة المعلّقة في شجرة الزّيتون ...اقتربت من المسؤول المحلّي وقلت له :" هذه جثّتي" ...ابتسم لي في هزء وأشاح عنّي بوجهه فواصلت التقدّم نحو الجثّة المتدلية ...الحبل الأبيض الذي اشتريته بدينارين والعقدة التي أصررت على أن تكون ثابته والجذع القويّ الذي كنت أقدّر أنه سيحمل ثقلي ...وحينما استدرت وجدت عون الأمن مسودّ الوجه وقد أطرق في الأرض فاقتربت منه وهمست في أذنه :"لم أُعذّّب كانت ثوان قليلة انتهى بعدها كلّ شيء ..." زمجر في وجهي ودفعني بعنف وجعل يجرّني ويقذع لي في القول ...كنت على وشك الابتعاد عن مسرح الأحداث حينما صادفت "دياقو" فرأيت فيه نجاتي ,,,قلت "لدياقو":"تلك جثّتي" فأسرع ناحية اللفيف وأطال تفحّص الجثة ثمّ صاح بأعلى صوته:"هو هو هو " وتفرّق الجميع في الحقول والمزارع ولم يقو عون الأمن المتقدّم في السنّ على العودة إلى سيارته فألقى بنفسه في الوادي وغاب إلى الأبد ...ها نحن لوحدنا ... أنزلت الجثّة من الشّجرة وعانقتها ثمّ عدنا إلى البيت اليد في اليد ...
    كنت على شاطئ البحر وكان اليوم عاصفا ...وكانت جثّتي ملقاة على الرّمال تصفعها الأمواج العاتية ..انتظرت طويلا أن ينتبه الناس إلى الحادث المريع ...كانت الجثة غائصة في الرّمل ...تمنيت أن يمرّ من ينقل الخبر ولكنّ الرّيح كانت تدفع بالجميع خارج دائرة الحادث ...كانت الكوابيس تزداد حدّة وكان الشاطئ خاليا والأمواج تزداد قوّة وعنفا والشّمس كانت تميل إلى المغرب ولم يعد لي من أمل في أن يجتمع الناس حول جثّتي وأن يصيح فيهم "دياقو" :"هو هو هو "كان الطّقس باردا باردا وجثّتي كانت تتجمّد تدريجيّا وكنت أموت على الرّمل المبلّل كما تموت السّمكة المنتفضة على الشاطئ ...أطرافي تتجمّد وتتفتّت وتذوب في الرّمل وتحملها الأمواج إلى الأعماق البعيدة ...أنا أضيع... وأصبح الموج قوّة قاهرة تحول بيني وبين جثّتي ...صحت في الفراع:"تلك جثّتي" لكن هيهات ....
    توفيق بن حنيش 29أوت 2012
    التعديل الأخير تم بواسطة توفيق بن حنيش; الساعة 04-03-2013, 14:39.
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    قصّة نموذجيّة ،إنسانيّة و مشتركة و ذهنيّة جدّا.
    لا أبالغ إن قلتُ بأنّها تملك مقوّمات المرجع في كتابة القصّة القصيرة ،نصّ جمع بين البناء الأمثل و الأسلوب الأمثل في توظيف السّرد لخدمة الفكرة.

    نصّ برأيي يجب أن يلقى الرّواج الذي يستحقّه.
    آنست و أمتعت أستاذي الكريم.
    فشكرا.

    تجد النصّ سيّدي في القسم العام للقصّة القصيرة حيث نصوص الأعضاء.

    محبّتي و احترامي لأدبك الرفيع.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • توفيق بن حنيش
      أديب وكاتب
      • 14-06-2011
      • 490

      #3
      أستاذي فطومي ...أخجلتني ..أخجلتني ..لك مني جزيل الشّكر ..

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
        هذه جثتي
        اقتربت من الجمع الذي أحاط بالجثّة الملقاة على قارعة الطّريق وهمست في أذن زعيمهم :"هذه جثّتي " ولكنّه لم يعرني اهتماما وواصل يرفع الغطاء عنها ويتفحّص الإصابات وهو يتمتم "يا لطيف ...الله يرحمه" عاودت الاقتراب منه وهمست له ثانية :" تلك جثّتي ...", أبعدني بيده دون أن ينظر إليّ ...
        كانت الجثة مشوّهة الملامح فالحادث كان مريعا ..كان حادثا بحجم الألم أو أكثر.و كانت الدّماء تغطّي الرّأس والبطن واليدين,,,وكنت أتتبّع حركات شرطيّ المرور الذي كان يجري أبحاثه وقياساته .قلت لعون المرور : " تلك جثتي .. لكنّه نهرني واستخفّ بي واستعان برفيقه ليبعدني من جواره ...كان في الناس "دياقو" معتوه القرية ...كان واقفا عند الرّاس من الجثّة ...نظر إليّ وشخص ببصره في وجهي وجعل يصيح " هو ...هو...هو.." ثمّ أطلق ساقيه للريح واتبعه الجميع ومن خلفهم كانت سياره الإسعاف وسيارة الشرطة تصدران النّعيب الموحش ...كنت مع جثّتي لوحدنا وقد خلت الطّرقات من المارة والتزم الناس بيوتهم فما كان لنا إلاّ أن نعود إلى البيت اليد في اليد ...
        نفس الشرطيّ ولكن بزيّ مختلف ونفس الناس ولكنّهم تقدّموا في السنّ كثيرا ونفس الفضوليين ولكنّهم هذه المرّة كانوا يدخّنون ويمضغون العلكة ويقتربون أكثر من الجثّة المعلّقة في شجرة الزّيتون ...اقتربت من المسؤول المحلّي وقلت له :" هذه جثّتي" ...ابتسم لي في هزؤ وأشاح عنّي بوجهه فواصلت التقدّم نحو الجثّة المتدلية ...الحبل الأبيض الذي اشتريته بدينارين والعقدة التي أصررت على أن تكون ثابته والجذع القويّ الذي كنت أقدّر أنه سيحمل ثقلي ...وحينما استدرت وجدت عون الأمن مسودّ الوجه وقد أطرق في الأرض فاقتربت منه وهمست في أذنه :"لم أُعذّّب كانت ثوان قليلة انتهى بعدها كلّ شيء ..." زمجر في وجهي ودفعني بعنف وجعل يجرّني ويقذع لي في القول ...كنت على وشك الابتعاد عن مسرح الأحداث حينما صادفت "دياقو" فرأيت فيه نجاتي ,,,قلت "لدياقو":"تلك جثّتي" فأسرع ناحية اللفيف وأطال تفحّص الجثة ثمّ صاح بأعلى صوته:"هو هو هو " وتفرّق الجميع في الحقول والمزارع ولم يقو عون الأمن المتقدّم في السنّ على العودة إلى سيارته فألقى بنفسه في الوادي وغاب إلى الأبد ...ها نحن لوحدنا ... أنزلت الجثّة من الشّجرة وعانقتها ثمّ عدنا إلى البيت اليد في اليد ...
        كنت على شاطئ البحر وكان اليوم عاصفا ...وكانت جثّتي ملقاة على الرّمال تصفعها الأمواج العاتية ..انتظرت طويلا أن ينتبه الناس إلى الحادث المريع ...كانت الجثة غائصة في الرّمل ...تمنيت أن يمرّ من ينقل الخبر ولكنّ الرّيح كانت تدفع بالجميع خارج دائرة الحادث ...كانت الكوابيس تزداد حدّة وكان الشاطئ خاليا والأمواج تزداد قوّة وعنفا والشّمس كانت تميل إلى المغرب ولم يعد لي من أمل في أن يجتمع الناس حول جثّتي وأن يصيح فيهم "دياقو" :"هو هو هو "كان الطّقس باردا باردا وجثّتي كانت تتجمّد تدريجيّا وكنت أموت على الرّمل المبلّل كما تموت السّمكة المنتفضة على الشاطئ ...أطرافي تتجمّد وتتفتّت وتذوب في الرّمل وتحملها الأمواج إلى الأعماق البعيدة ...أنا أضيع... وأصبح الموج قوّة قاهرة تحول بيني وبين جثّتي ...صحت في الفراع:"تلك جثّتي" لكن هيهات ....
        توفيق بن حنيش 29أوت 2012

        الزميل القدير
        توفيق بن حنيش
        نص رائع
        نص فعلا يستحق أن يقرأ
        بلاغة التصوير جعلتني أقف مشدودة أمام النص
        صفقت له
        فرحت به
        وأسعدني أني قرأته فقد تعلمت منه رؤيا جديدة تختلف
        أحييك سيدي الكريم وأنا لا أجامل أبدا على حساب الأدب ومطلقا
        سعيدة بك وبتواجدك معنا
        ليتك تقرأ لبعض الزميلات والزملاء وتبدي الرأي حولها لأن لك رؤية مختلفة
        ودي وتحياتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • توفيق بن حنيش
          أديب وكاتب
          • 14-06-2011
          • 490

          #5
          سيّدتي : عائدة
          تقبّلي شكري وتقدري واعلمي أنّي أثق كثيرا في من يرتاد الملتقى وكلّ شهادة ستكون محفوظة في قلبي فشكرا جزيلا على تجشّمك عناء القراءة وشكرا على الكلمات الرّقيقة المعبّرة وإنّي أعتبر طلبك الاطّلاعَ والتعقيبَ على ما يكتبه أدباء هذا الفضاء أمرا واجب التنفيذ ...دمت مرشدة

          تعليق

          • ميساء عباس
            رئيس ملتقى القصة
            • 21-09-2009
            • 4186

            #6
            وتركت جثتك هنا
            التي درتُ حولها أياما كرا وفرا
            لأبتعد
            استجمعت شعري وانتفضت
            أهاجم جثتك التي فتقت المعاني
            بأسلوب رائع
            جميييل
            تلك السخرية المبطنة بهمسك كل شارع :هذه جثتي
            كانت ماكرة
            تجعلني أضحك بصمت
            لتجرني
            إلى فكرة قاسية
            توفيق
            مرحبا أديبنا الجميل
            أظنني لأول مرة أقرأ لك
            فرحت بك
            بحرفك المميز
            طاب لي الحكايات معك
            لأقول لك
            هناك مكان بعد
            لم تضع جثتك
            جثتي به
            هناك حيث السماء حمراء
            أثبتها
            هو هو هو
            هي هي هي
            كل الود
            أنتظر جديدك بشغف
            كما أنتظر مشاركاتك
            ميســـــــــاء العباس
            مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
            https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

            تعليق

            • شيماءعبدالله
              أديب وكاتب
              • 06-08-2010
              • 7583

              #7
              نص حقا راقي
              حين قرأت شدني وحتى الخاتمة أحزنني
              كأنك وصفت العالم بتخبطه وعدوانيته وهمجيته
              وهو مغيب تماما عن الحقيقة الماثلة أمام كل من فيه ..
              وهذا العالم لا يمنح سوى الويلات
              أردت مواساة نفسي وبعد القراءة أيقنت لا شيء يواسيني سواي وربما لا شيء ......!!!
              الأستاذ القدير توفيق شكرا على هذا العطاء
              تحية تليق مع فائق التقدير

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
                هذه جثتي

                اقتربت من الجمع الذي أحاط بالجثّة الملقاة على قارعة الطّريق وهمست في أذن زعيمهم :"هذه جثّتي " ولكنّه لم يعرني اهتماما وواصل يرفع الغطاء عنها ويتفحّص الإصابات وهو يتمتم "يا لطيف ...الله يرحمه" عاودت الاقتراب منه وهمست له ثانية :" تلك جثّتي ...", أبعدني بيده دون أن ينظر إليّ ...
                كانت الجثة مشوّهة الملامح فالحادث كان مريعا ..كان حادثا بحجم الألم أو أكثر.و كانت الدّماء تغطّي الرّأس والبطن واليدين,,,وكنت أتتبّع حركات شرطيّ المرور الذي كان يجري أبحاثه وقياساته .قلت لعون المرور : " تلك جثتي .. لكنّه نهرني واستخفّ بي واستعان برفيقه ليبعدني من جواره ...كان في الناس "دياقو" معتوه القرية ...كان واقفا عند الرّاس من الجثّة ...نظر إليّ وشخص ببصره في وجهي وجعل يصيح " هو ...هو...هو.." ثمّ أطلق ساقيه للريح واتبعه الجميع ومن خلفهم كانت سياره الإسعاف وسيارة الشرطة تصدران النّعيب الموحش ...كنت مع جثّتي لوحدنا وقد خلت الطّرقات من المارة والتزم الناس بيوتهم فما كان لنا إلاّ أن نعود إلى البيت اليد في اليد ...
                نفس الشرطيّ ولكن بزيّ مختلف ونفس الناس ولكنّهم تقدّموا في السنّ كثيرا ونفس الفضوليين ولكنّهم هذه المرّة كانوا يدخّنون ويمضغون العلكة ويقتربون أكثر من الجثّة المعلّقة في شجرة الزّيتون ...اقتربت من المسؤول المحلّي وقلت له :" هذه جثّتي" ...ابتسم لي في هزؤ وأشاح عنّي بوجهه فواصلت التقدّم نحو الجثّة المتدلية ...الحبل الأبيض الذي اشتريته بدينارين والعقدة التي أصررت على أن تكون ثابته والجذع القويّ الذي كنت أقدّر أنه سيحمل ثقلي ...وحينما استدرت وجدت عون الأمن مسودّ الوجه وقد أطرق في الأرض فاقتربت منه وهمست في أذنه :"لم أُعذّّب كانت ثوان قليلة انتهى بعدها كلّ شيء ..." زمجر في وجهي ودفعني بعنف وجعل يجرّني ويقذع لي في القول ...كنت على وشك الابتعاد عن مسرح الأحداث حينما صادفت "دياقو" فرأيت فيه نجاتي ,,,قلت "لدياقو":"تلك جثّتي" فأسرع ناحية اللفيف وأطال تفحّص الجثة ثمّ صاح بأعلى صوته:"هو هو هو " وتفرّق الجميع في الحقول والمزارع ولم يقو عون الأمن المتقدّم في السنّ على العودة إلى سيارته فألقى بنفسه في الوادي وغاب إلى الأبد ...ها نحن لوحدنا ... أنزلت الجثّة من الشّجرة وعانقتها ثمّ عدنا إلى البيت اليد في اليد ...
                كنت على شاطئ البحر وكان اليوم عاصفا ...وكانت جثّتي ملقاة على الرّمال تصفعها الأمواج العاتية ..انتظرت طويلا أن ينتبه الناس إلى الحادث المريع ...كانت الجثة غائصة في الرّمل ...تمنيت أن يمرّ من ينقل الخبر ولكنّ الرّيح كانت تدفع بالجميع خارج دائرة الحادث ...كانت الكوابيس تزداد حدّة وكان الشاطئ خاليا والأمواج تزداد قوّة وعنفا والشّمس كانت تميل إلى المغرب ولم يعد لي من أمل في أن يجتمع الناس حول جثّتي وأن يصيح فيهم "دياقو" :"هو هو هو "كان الطّقس باردا باردا وجثّتي كانت تتجمّد تدريجيّا وكنت أموت على الرّمل المبلّل كما تموت السّمكة المنتفضة على الشاطئ ...أطرافي تتجمّد وتتفتّت وتذوب في الرّمل وتحملها الأمواج إلى الأعماق البعيدة ...أنا أضيع... وأصبح الموج قوّة قاهرة تحول بيني وبين جثّتي ...صحت في الفراع:"تلك جثّتي" لكن هيهات ....

                توفيق بن حنيش 29أوت 2012
                الزميل القدير
                توفيق بوحنش
                عدت لها مرة أخرى
                كمجرم يعود لموقع جريمته
                بحثت عن جثتي
                وجدتني ملقاة هناك حيث لا مكان بعد
                تسائلت
                أين أحبتي
                لم نسوا أني كنت هنا
                أم أن الجثث أصبحت مثل الهم على القلب لا تعد ولاتحصى
                عدت لجسدي مهمومة
                لأني عرفت
                أن لاعزاء اليوم للموتى
                فالكل على الطريق آتون
                قريبون اكثر مما مضى
                أغلقت الكيس حولي.. وقلت
                الحمد لله أني وجدت من ( كيسني .. وسيدفنني)
                ابتسمت مرتاحة لنهايتي
                لأني أعرف أنها جثتي
                وليست جثة غيري. بإسمي
                ومعذرة منك أني تطفلت على نصك كثيرا
                ودي وتحياتي وصباح الحياة لك
                غفوة عمر! صحوت فزعة أبحث قربي, تتلمس يداي كلّ شيء قريب منها, وتتفحّصه عيناي دون أن تفقه كنهه! جمرات الخيبة أضنتني, حين فتحت (محمولي) الخالي من كلّ التنبيهات, فرميته بحنق. - أي جهاز هذا الذي لا يجدي نفعاً ؟!.. تبّاً له. مسحت رسائل خائبة . محوت أسماء ... ومضيت أبحث عن رسالة.. كلمة.. ومضة.. أو حتى نكزة! تهاويت وبكيت كل سنيّ عمري
                التعديل الأخير تم بواسطة عائده محمد نادر; الساعة 03-09-2012, 03:13.
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #9
                  رائع ما قد قرأته هنا من وصف... رائع هذا الانتقال الإنسيابي الرشيق،
                  في أوضاع الجثة المختلفة الثلاث... فكرة فلسفية رائعة لكنها حزينة...
                  أتمنى نجد من يتكفل بنا حين نموت ولسنا نحن من نتكفل بنا...

                  أهلا وسهلا بعودتك الميمونة وهذه القصة القوية المبهرة..

                  تقبل خالص احترامي وتقديري.

                  تحيتي.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    فعلا نص يستحق أن يلتفت إليه النقّاد ..
                    بما يحمله من أفكار و أيضا طريقة البناء .
                    تحيتي للأخ توفيق بن حنيش .
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • حورالعربي
                      أديب وكاتب
                      • 22-08-2011
                      • 536

                      #11

                      قلبت الجثة لأتأكد هل هي جثة البطل أم جثة جني كان في صورته
                      لكن إلحاح البطل على أنها جثته جثتي ، تلك جثتي
                      جعلني أزيل الشك من ذهني.

                      نص ممتع ورائع برؤيته الفلسفية
                      الضياع الروحي

                      شكرا لكم أستاذنا توفيق حنيش على هذا الإمتاع
                      تحياتي

                      تعليق

                      • أم عفاف
                        غرس الله
                        • 08-07-2012
                        • 447

                        #12
                        كم مرّة نموت ؟
                        كل مرّة تخطئنا المنية تكتب لنا ميتة أخرى .
                        جميل ما أثارته القصة فيّ ،الأجمل أنها تحمل فكرة بكرا فهنيئا لكاتبها .
                        كلّ الودّ.

                        تعليق

                        • توفيق بن حنيش
                          أديب وكاتب
                          • 14-06-2011
                          • 490

                          #13
                          أيّها الأحبة ...تقبّلوا منّي التقدير أجلّه ...كانت ردودكم ممتعة ورشيقة وكنتم قارئين عارفين بما تقرأون ..أنتم أضفيتم على النصّ حلّة الجمال بما تفضّلتم به من صائب الآراء ..دمتم قرّاء ممتعين ...

                          تعليق

                          يعمل...
                          X