حكايات مخزية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صالح العجمي
    مفكر
    • 19-01-2009
    • 204

    حكايات مخزية

    تحياتي للجميع وكل عام وأنتم بخير الرواية اجتماعية سياسية والعنوان قد يكون مقزز عند البعض لكنه الواقع المقزز

    حكايات مخزية(1) بقلم صالح العجمي



    جلس شاحبا في الحديقة القريبة من الحي السياسي يتأمل ويخفف عن نفسه ضغوطات ساعات العمل الطويلة التي تلاحقه من الطفولة وما لبث أن ادرك حقا أن القدرفرض عليه العيش وحيدا يداعب دموعه ويتسلى بهمومه وأن الله قد يخلق الجميع في رحم واحد ويملي عليهم حتمية الفرقة والتشتت في الدنيا , تأمل قليلا في طفل صغير يتقاسم مع اخيه قطعة حلوى بيديه ويصارعه على الكرة برجليه وعائلتهم منهمكون في سواليف وضحك على حصير ناعم تحتفظ به العائلة في السيارة الفارهه لحين الخروج في نزهات واستراحات .

    كان يركز على التفاصيل الدقيقة لحد الفضول ويحاول الانخراط مع الناس حوله ولكنه يفشل وينصدم بالحقيقة انه محروم من ابتسامة حوله تشعره أنه شريك حقيقي في الحياة او بشر مثلهم واثناء حديثه مع نفسه ضرب الطفل كرة القدم فسقطت على راسه بالصدفة والطفل يهرول خلفها خوفا عليها من هذا الغريب وامسك بالكرة فتراجع الطفل ورفض ان يأخذها منه فقررالقيام والتقدم اليه وتحدث إليه ببعض المفرادات التي لم يسمعها في طفولته.. انت لاعب محترف فشعر الطفل بالامان واخذ الكرة وعاد مجددا الى المرح واللعب مع اخيه بينما جلس الى التفكير والعزلة القاتلة يحدث نفسه هل كان لي أخ في الطفولة نلعب في الحديقة؟ , هل خرجت في نزهة ولبست البوتي الرياضي وحملت كرة القدم واتخيل نفسي في برشلونه واسدد الضربات؟؟,وتذكر تلك الطفولة التعيسه في حرارة الشمس يحمل دبات الماء الثقيلة ويتلقى الضربات الموجعه كل صباح من أخيه الجاهل الذي كان يرضع من انثى الحمار في غياب أمه و يمارس الرذيلة مع جارتهم المطلقة بعد ما يفرض عليه العمل في المزرعه ساعات طويله حتى لا يثير الضجيج ويفسد عليهم متعة اللقاء في منتصف النهار , كانت الدموع تدحرج على خديه وصوت الضحكة يعلوا في ارجاء الحديقة حيث المئات من العوائل التي وقف الى جانبها القدر والقانون تلهو وتلعب وتشرب القهوة التي اعدت في البيت ورائحتها تصل إلى أنفه تذكره بقهوة جارتهم اللعينة في يوم العيد عندما جاء اليهم ليلعب مع ابناءها فغضبت منه ورشقته بفنجان قهوة من النافذة لاتزال اثار الحروق منه في يده اليسرى .

    قرر الرحيل من الحديقة والتوجه الى مقهى يرتاده منهم على شاكلته حيث الاركيلات المتنوعة والمعسلات... وغادر الى المقهى في شمال المدينة الذي تعود على ارتياده ليلا مع شباب لم تمنحهم الحياة فرصة مع أهلهم لعله يتقاسم اطراف الحديث معهم , فهم لم يتعودوا على فرفشات مليئة بالعاطفة ولم يروق لهم سماع مثل هذه الخرافات. واثناء دخوله اذا بصوت عبد الله الرويشيد في مكبرات الصوت داخل المقهى لا تغرك الضحكة ترى كلي احزان لوتضحك اعيوني ترى كلي جروح واخفي وراء عيوني من الدمع بركان ومن خلف صمتي اخفي الحزن واجروح.
    وجلس بجانب احدهم ممن نجوا من الحرب الأهليه في مناطق الصراع بين الحكومة والمتمردين والذي لم يعرف أهله وعاش وحيدا يكابد الحياة ويتسول لقمة العيش يشاهدون التلفاز في زاوية المقهى وقناة اليمن تتحدث عن الرعاية الاجتماعية التي تقدمها جمعية الصالح وجمعية الاصلاح الخيرية للأيتام.... وبداءت مداخلات الشاب اليتيم الذي عاش تحت جسر مع كلاب المدينة عشر سنوات من عمره حيث أنه لايعرف شيء عن والدته وابوه فقد قامت برعايته عجوز مسنه قذف بها الزمن لتعيش بالقرب من صندوق القمامة تتسابق مع كلاب المدينة على النفايات وكان من سوء حظه ان تلك العجوز وجدته في النفايات قبل ان يلفظ انفاسه ففرحت به لكونها حرمت من الامومة فزوجها كان ضابط لوطي ويتناول المخدرات والقات والحشيش ومات في حصار السبعين يوم في صنعاء ...ودار النقاش الحاد حول اكاذيب الجمعيات الخيرية والمنظمات الانسانية ...ولكن اثار السهر والتعب استحوذت عليهم وقرروا الرحيل بعد ما خصصوا اليوم الثاني الحضور في وقت مبكر لمشاهدة المبارة المثيرة للجدل التي تتحدث عنها كل وسائل الاعلام بين المانيا وايطاليا . .

    تحت تأثير الشيشة والضجيج داخل المقهى والذكريات المؤلمة وما يشعر به من الأستياء جراء الكذب الإعلامي الذي تبثه القنوات لتجهيل المجتمع مستغلة وضعهم المعيشي التعيس وعدم قدرتهم على الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم وحتى الحصول على ابسط الحقوق في مجتمع يعيش على حروب وصراعات طائفية وسياسية , كل هذه التنقاضات تعشعش في عقله ولم يستطيع ان يرى الطريق التي تؤديه الى غرفته الإيجار في ضواحي المدينة العاهرة خصوصا وان الكهرباء منقطعة في معظم المدن بعد تعرضها لقصف مدفعي من القبائل والعصابات التي عجزت الدولة عن ردعهم .

    وقف على الرصيف ينتظر حافلة تقله إلى الطريق الفرعي القريب من حي المتسولين والشحاذة وطوابير من الكلاب المسعورة تحيط به في وقت متأخر من الليل وحركة النقل تتوقف في ساعات مبكرة فالكثير من سائقي الحافلات يكتفي بالعمل الى فترة الظهيرة وهمه الحصول على مبلغ الغداء والقات. وفجاءة توقف بجانبه البوليس وبادره بالسؤال ماذا تفعل هنا في هذا الوقت ؟ وطلب منه هويته ولم يكتفي بذلك بل اقتاده الى المخفر وتم ايقافه ومسائلته بل أنه تم ايداعه في الزنزانة بتهمة الشبه بينه وبين احد المطلوبين من تنظيم القاعدة . وبالرغم من محاولاته المتكررة اثناء المسائلة مع ضابط القسم وقدم لهم هويته وعنوانه وعمله لكنها كانت محاولات بائسه . وتم ايداعه في الزنزانة الانفرادية في الظلام وبداء سيناريو العذاب اليومي والحرمان من الطعام و الماء كما هو روتين يومي تعسفي يعامل به المساجين على خلفيات تهم ملفقة وقضايا اخرى على ذمة المشاركة في الاحتجاجات المحتدمة في البلد ضد النظام السياسي .

    دخل الغيبوبة جراء التعذيب والاهانات لانتزاع اعترافات وبعد يوم من الغيبوبة استفاق يسأل عن ماء وقليل من الطعام ولكنه استفاق على صراخ وعويل في الزنزانات المجاورة وهراوات الجنود تطالهم وعصي الكهرباء تجبرهم على قول مالم يرتكبوه من جرم وقدم له الحارس قليل من الماء مع كدمه يابسه واخبره ان هذا طعامك ليومين فلدينا ازمة عالمية ولا يوجدغذاء كافي للمجرمين .

    تواصل الشباب تلفونيا ببعضهم للتوجه للمقهى لمتابعة المباراة ولكن تلفون عبد الوهاب كان مغلقا واثناء سيرهم في الطريق إلى المقهى في الحافلة كانت الطريق مزدحمة جدا و أمام إشارة المرور التفت جميل من زجاج الحافلة الى السيارة الفارهه الواقفة بجانبها والتي يتعالي منها اصوات الاغاني الغربية والروك الغريبة على ثقافة المجتمع تفاجأ ان صاحبها هو زميل الدراسة الذي كان يرتاد بيته يوميا لكي يساعده في مادة التفاضل والتكامل في مرحلة الثانوية العامة وصرخ باعلى صوته وائل التفت وائل مندهشا وإذا به يرى جميل يناديه الحق بنا انا جميل فلحق به الى موقف الحافلات واثناء المصافحة الحارة كان يبدو كل منهم مشغولا بامر ما وفي حالة استعجال وحين ذلك بادر وائل بالسؤال ما بكم مستعجلين ؟ فرد عليه نحن في عجلة لنشاهد مبارة كرة القدم بين المانيا وايطاليا في مقهى شعبي في شمال المدينة ولكن وائل اصر عليه ان يذهب معه لمشاهدة المباراة في المقهى السياحي الذي لا يرتاده الا الطبقة المترفة تراجع جميل قليلا خجلا من دفع الفاتورة حيث انه لا يمتلك في جيبه الا اجرة الحافلة عند العودة وبعد الحاح شديد من وائل على دعوته له واصدقائة للذهاب معه الى هذا المقهى تشاور جميل مع اصدقائه واقنعهم بالذهاب .
    وانطلق بهم وائل بسيارته واثناء سيرهم في الطريق تحدث جميل مع وائل عن ايام الدراسة وذكرياتهم ولم يتجاهل كيف اصبح الفرق بينهم فهو لا يزال صعلوكا مشردا في الشارع ولم يحصل على فرصة عمل بعد بينما وائل الذي كان مستواه الدراسي متدني أصبح من أثريا المدينة فلم يتردد أن سأله كيف وصلت إلى هذا المستوى من الثراء ؟ فقهقه وائل .. والتفت إليه في غرور ألم أقل لك ونحن في المدرسة أن المستقبل في هذا البلد ليس لإصحاب العلم وإنما لذوي النفوذ والسلطة ؟ وطأطأ جميل رأسه حزينا .. ولكنه ضبط نفسه وقال للأسف كنت أصدق ما يردده المعلمون عن مستقبل التعليم والمتعلمين خصوصا معلم التربية الوطنية الفاسق الذي اكتشفت أنه كان له علاقة بأحد قيادات في جهاز الاستخبارات يدير له ماخور دعارة في المساء ويتأخر عن الدوام لهذا السبب الذي كنا نجهله , انفجر وائل ضاحكا ألم تكتشف إلا حقيقة معلم التربية الوطنية المسكين ؟ التفت جميل مستغربا! وهل يوجد هناك قذارة أكثر من حقيقة معلم المراقص هذا ؟ تفاخر وائل بما لديه من فضائح كان يعرفها منذ زمن طويل عن مدير المدرسة ايضا الذي كان يجبر الطلاب على الحضور قبل الدوام بساعة ويجمعهم في حوش المدرسة لترتيل القرأن الكريم جماعيا . التفت جميل إلى وائل مندهشا لا أصدق ما تقوله !!.. كف عن هذا ولكن وائل امسك بيده قائلا ياصديقي لا يوجد أحد نبيل في عصر العولمة . جميل .. وهل عصر العولمة عصر الإنحطاط الخلقي لا يعقل هذا!! . وائل بل إنه أكثر مما تتوقع .
    هل تعلم أن المدير الذي منحك شهادة السيرة والسلوك وشهادة التفوق لم يحمل الشهادة التي حصلت عليها وكان مدير مدرسة لإن والده كان مقرب من محافظ المحافظة وخلال الإجازة الصيفية كان يسافر بإسم المدرسة لحضور دورات تدريبة في الازهر الشريف واحيانا يدعي انه خرج الى دماج في رحلة مع رجال الدين وذات يوم كنت مريضا ولم اجد العلاج في مستشفيات البلد واضطر والدي أن ينقلني إلى الخارج لإجراء عملية صمام القلب وخلال إقامتي في المستشفى في أحد البلدان ذات يوم خلال فترة الزيارة دخل والدي ووجهه مكفهر وتبدوعليه ملامح الحزن والغضب وبالرغم من وضعي الصحي السيء سألت والدي ما بك ؟ ولكنه قال لي بعد أن تخرج من المستشفى سوف اقول لك . وكانت في يديه جريدة الحدث المصرية وسألني عن حالتي وابلغني السلام من أمي وجاءت الممرضة تخبره بانتهاء وقت الزيارة فخرج والدي ونسي الصحيفة على الطاولة التي كانت بجانبي.
    ولمعرفتك ياجميل بأنني لا احب القراءة لكن الملل وشدة المرض اجباراني على أن اتسلي بالصحيفة وكانت الفاجعة فقد كانت صورة مدير المدرسة في الصفحة الأولى من الجريدة وهو عار مع نساء اجنبيات في ملهى ليلي وقد القت القبض عليه الجهات المختصة بعد خروجه في الشارع في حالة سكر شديدة وتم ترحيله إلى البلد كما ورد في الجريدة فطلبت من الممرضة أن تتصل بوالدي ولكنها رفضت وناولتني جرعة منومة .
    وحين العودة للوطن كنت اتوقع انه في السجن وقد تم استبدال مدير المدرسة ولكن بحكم علاقاته تم التستر على فضيحته بل لقد استقبله في المطار اثناء وصوله مدير مكتب التربية ومدير المركز التعليمي ومعهم اعداد كبيرة من طلاب المدارس و كان بيتنا قريبا من المدرسة و في الصباح إذا بصوته الجهورفي الميكرفون يلقي كلمة طابور الصباح عن الأخلاق الفاضلة وحب الوطن وكأن شيء لم يحدث .
    قاطعهم عارف قائلا ياشباب الآن المبارة سوف تبدأ بعد قليل واتجه الجميع بسرعة لكي يحجزوا لهم مكان في المقهى السياحي قبل الأزدحام و تقدمهم وائل وحجز لهم مكان بناء علاقته مع فؤاد الذي كان يدير المقهى.
    وبالرغم من أن المباراة قد بدأت لكن جميل وعارف لم ينتبهوا لذلك لما ادهشهم في المقهى من مغريات وحداثة بداية بالديكورات الباهضة الثمن ورائحة المسكرات ناهيك عن الإختلاط الغير مألوف في البلد فلا يكاد يكون هناك طاولة إلا وفيها صديق مع صديقته وحينها التفت إليهم وائل وقال لهم أنه على موعد مع احداهن واضاف بإمكانكم الجلوس وطلب لهم القهوة والاركيلة وسدد الفاتورة ثم توجه إلى طاولته المعتادة في الجلسات الخاصة حيث كانت صديقته تنتظرة فنهضت من الطاولة غاضبة توجه له اللعنات والشتائم قائلة له لقد خدعتني يا حقير لقد أوهمتني بأنك من عائلة راقية وأنك من مشائخ اليمن ومن مستواي الأجتماعي واليوم تأتيني وانت برفقة متسولين من حثالة المجتمع فحاول تهدأتها ولكن كان صوتها يرتفع لحد أنها لفتت انتباه المتواجدين مما استثار غضبه وحميته فصاح في وجهها اسكتي يا حقيرة انت في هذا المكان لانك بنت شيخ له نفوذ ولكن غيرك من المواطنات الشريفات في بيوتهن و لكنها تمادت في غرورها وتوجيه المزيد من الشتائم ما اضطره أن يصفعها أمام الحاضرين فصرخت واستغاثت فهب مجموعة من عدة طاولات وانهالوا عليه ضربا مبرح ما حدى بعارف وجميل للتدخل مباشرة في العراك وتفاقم الوضع إلى أن استخدم وائل المسدس الذي كان بحوزته واطلق النار وفي اثناء العراك كان فؤاد قد اتصل بالشرطة والتي حضرت بعد فوات الاوان وقد اردى وائل احدهم قتيلا .
    القت الشرطة القبض عليهم الثلاثة وجميع من اشترك في العراك واقتادوهم الى قسم الشرطة بينما داست صديقة وائل على الدماء واتجهت الى الركن الثاني من المقهى وكأن شيء لم يحدث وبدأت تنظر يمين وشمال وتتصفح احيانا البلاك بيري وتارة الاي باد واحيان الاي فون لعلها ترى من يشاركها الجلوس في الطاولة التي تعكس الدماء من أرضية المقهى وإذا بأحدهم يغمز لها وكان شاب وسيم يبدو عليه أنه رجل أعمال وما يحظى به من إهتمام ملفت من العاملين في المقهى بالإضافة إلى أنه دخل أحد الضباط بالميري يبحث عن طاولة وبالصدفة جلس في الطاولة المقابلة لذلك الشاب وما لبث أن جلس وهرع إليه النادل إلا وإذا به ينهض من الكرسي ويتقدم الى امام طاولة ذلك الشاب ويؤدي له التحية العسكرية فتغيرت وجهة نظرها وبدأت تركز عليه وبدالته النظرات ومن ثم بعثت له رقم الجوال عبر البلوتوث واتصل بها فأخبرته أنها سيدة أعمال ولديها شركة خاصة وأبوها شيخ تربطه علاقات بدول اجنبيه وأنها مطلقة بعد ما زوجها والدها من رجل أعمال أجنبي أثناء إقامته في اليمن وسافرت معه إلى الدار البيضاء و له أعمال تجارية هناك وكان يخرج إلى العمل في النهار ويعود لها في المساء لمدة شهر ثم خرج ولم يعود واغلق تلفونه وبعد أن انتظرته عدة أيام تواصلت مع والدها وكانت الفاجعة أنه قد اتصل به وطلقها فعادت الى الوطن على أول رحلة ولم يغيب عنها عنوان مسرحية محمد عبد الولي التي كانت في مقرر كتاب الأدب في مرحلة الثانوية والتي كانت سبب في فشلها عاد وليته لم يعد ومن ذلك اليوم لم يتقدم لخطبتها أحد وأخبرها سامي أن والده وزيرا وذلك بعد ما كان سفيرا في عدة دول عربية واجنبية وأنه في زيارة لليمن قصيرة فهو لايعيش في اليمن وإنما يأتي بحكم العمل والمصالح ويعود فورا إلى مقر إقامته في باريس وأنه لم يتزوج وذلك لأن والده لم يقبل بفكرة زواجه إلا بعد ما يكمل الجامعة وهولايحب التعليم وتخرج من الثانوية بمعدل 60% وميوله تجارية ولكن والده اجبره على الدخول كلية الطب ولم يقدر على التخرج منذ تسع سنوات .



    بينما جلس بقية رفاق وائل وجميل وعارف في الجلسة يتابعون الاخبار الرياضية لعلهم يعرفون النتيجة حيث أن العراك اربكهم وتحدث رامي إليهم علينا أن نرحل الوقت متأخرا ولكن طارق رفض واصر على البقاء حتى الصباح فهو يرى انها فرصة استثنائية ولم يكن قادر على دخول هذا المكان لولا أن وائل سدد الفاتورة.
    واتفق الجميع مع طارق واضطر رامي للجلوس معهم رغم شعورة بالملل فهو شاب تحت البطالة بعد أن تخرج من قسم الهندسة المدنية ولولا أن القدر والحظ بأن تم قبوله من بين زملائه حيث انه اجتاز امتحان القبول وتم اختياره من قبل دكتوراجنبي في لجنة القبول والذي تم طرده في ذلك العام لرفضه تنفيذ أوامر شيخ متنفذ في قبول ابنه في الكلية ومر عليه عامين وذاق المر خلال دراسته الجامعية فقد توفي اباه وهو في السنة الأولى في الجامعة الذي كان يقف الى جانبه ويزوده بالمال وكان لديه محل خضروات وفواكه وتم اغلاقه من قبل البلدية لكونه محل متنقل عبارة عن خيمة متنقلة وسط الاسواق ما اضطر رامي للعمل والدراسة واتجه للعمل في بوفية خلال المساء ويذهب الى الجامعة في الصباح كما أنه فقد أخيه الذي كان عسكري في الأمن المركزي في التفجير الإرهابي الذي تعرض له الجنود في كمين نصب لهم أثناء قيامهم بمهمة أمنيه في ضواحي المدينة ولديه ولدان وبنت وقد تحمل رامي مسؤولية النفقة عليهم في حين أن راتب والدهم تم ايقافه من قائد الكتيبة التي ينتمي اليها أخيه وذهب رامي الى البريد يسأل عنه ولكن للأسف لم يحصل على شيء وقيل له أن معظم الشهداء يستلم رواتبهم جهات عليا لا يمكن مسائلتهم عن ذلك .
    بعد اقتياد وائل وجميل وعارف إلى مقر الشرطة تم التحقيق معهم وزج بهم في السجن وفي الصباح خرج عبد الوهاب الى ساحة السجن واذ بجميل نائم على التراب في حرارة الشمس فأيقضة من النوم وتصافح الجميع وبداء عبد الوهاب يشتكي لهم عن الظلم والمعاناة والمأساة التي تعرض لها في السجن وكان جميل شخصية نبيلة ولديه من الذكاء ما مكنه ان تخرج من كلية العلوم ولكنه كان متذمرا من هذا التخصص فقد اجبر على الدخول كلية العلوم حيث أن الفرص في كلية الطب والهندسة وتخضع لسياسة النفوذ والوجاهة الاجتماعية .
    التعديل الأخير تم بواسطة صالح العجمي; الساعة 02-09-2012, 21:14.
  • صالح العجمي
    مفكر
    • 19-01-2009
    • 204

    #2
    توجه عبد الوهاب الى الحارس وطلب منه شاهي و لم يكن لديه فلس ....ادرك جميل ذلك من ملامح عبدالوهاب واقسم عليه إلا أن يأخذ مائة ريال التي لم تصل إليها يد الشرطي الذي فتشهم واخذ كل ما معهم من هوياتهم إلى المال القليل الذي كان بحوزتهم وكان جميل مدمن سجائر فتوجه إلى وائل الذي كان في مكالمة هاتفية لم تنقطع منذ دخوله الى السجن وأخذ سيجارتين من العلبة التي كانت بجانبه وعاد إلى عبد الوهاب , وسأله عن سبب تواجده في السجن وأنه اتصل به حسب موعدهم لمشاهدة المبارة في المقهى الشعبي ولكن تلفونه كان مغلق وبدأ الحديث عن وائل و ما جرى له في المقهى السياحي . وإذا بصوت بواب السجن ينادي وائل ومعه التوجيه بإطلاق سراحه بعد تدخل أبوه مع الجهات المختصة وخرج وائل بعدما ودعهم .

    تواصل سامي مع منتهى في اليوم التاني واتجهوا الى كوفي شوب في الحي السيا سي وكل اتجه في سيارته واستطاعت منتهى ان تؤثر على سامي فهي الفتاة الجميلة المدلله العصرية وفكر سامي أن يعرض عليها فكرة الزواج فقلبت بالصفقة بشرط أن تستمر الصداقة بينهم وقت كافي لتتعرف عليه أكثر وتفكر في الموضوع من نواحي كثيرة وتقنع والدها
    وافق سامي على شروطها و عرض عليها العشاء فتناولا وجبة العشاء وحرص على أن يقدم لها عشاء من اطباق متنوعة وفاخرة وبالفعل انجذبت اليه تدريجيا لما رأته من كرمه وبذخه والذي طالما حلمت أن ترتبط بشاب لديه ثروة ونفوذ يحقق طموحها واصبح سامي على علاقة وثيقة بمنتهى حيث تواعده وتخرج معه معظم الوقت إلى أن قرر سامي أن يتقدم لخطبتها فطلب منها رقم تلفون والدها فأعطته وتواصل بوالدها الذي سأله مباشرة عن وضعه المادي فقد كان همه الأول والاخير هو أن يزوج بنته من رجل أعمال وصاحب نفوذ والإ فإن مصيرها سيكون مثل أختها الكبيرة الطبيبة التي عمرها خمسه و اربعين سنه ولم تتزوج فقد حرمها ابوها من الزواج لإنه لم يتقدم لها شاب غني ومن أسرة ذات نفوذ بالرغم أن زميلها في كلية الطب تقدم لها ولكن أبوها لم يقبل من زواجها منه .
    فكر سامي كثيرا في الزواج من هذه الفتاة التي تعرف عليها في كوفي شوب ولايعرف شيء عن عائلتها والمجتمع لا يقبل بمثل هذا النوع من الزواج والذي يطلق عليه غالبية الناس زواج الشارع وكيف سيواجه والده بأنه يرغب في الزواج من فتاة بهذا الشكل وكل إخوانه واقاربه ملتزمين دائما بزواج الأقارب .
    وتذكر أن أبن عمه تزوج زميلته في الجامعة و كانت ردة فعل العائلة قاسية فقد امتنعت العائلة عن حضور مراسم زفافة ولم تقف إلى جانبه واضطر أن يعتمد على ذاته في ترتيب مراسم الزواج والمهر لكي يدافع عن حبه حيث أنها فتاة من عائلة فقيرة وتذكر كيف أن والد تلك الفتاة لم يحمل ولد عمه تكاليف كبيرة وقد فتح له غرفة في بيته المتواضع لحين يرتب اوضاعه ويحصل على وظيفه .. وتراجع سامي كثيرا خوفا مما سيلحق به ولكنه قراء الفرق بين الموقفين فتلك العائلة كانت فقيرة بينما هذه الفتاة غنيه ووالدها شيخ معروف.
    و بعد فترة من التردد قرر ان يباغت والده برغبته بالزواج منها واسهب في الشرح لوالده عن منتهى ومن تكون وكان والده يتظاهر انه مشغول واحيانا يقاطع الكلام بالخروج من المنزل بداعي ان لديه مكالمة هاتفية ولكن سامي اصر على ذلك والح عليه كثيرا وذات يوم امسك والده بيده ودخل معه غرفته الخاصة وكانت المفاجأة أن قال له أنه قد طلب يد بنت عمته له منذ خمس سنوات وهي لاتزال منتظرة في بيت ابوها لحين تخرجه من الجامعة وعمرها قد تجاوز سته وعشرين عام . انصدم سامي مما سمع !! وأخبر والده أن بنت عمته أخته من الرضاعة كما تقول أمه . قام والده من جلسته واتجه الى غرفة أمه متشجنا يناديها بأعلى صوته وكان سامي يحاول تهدأته ولكن لم يقدر وخرجت أمه من الغرفة مفزوعة ماذا يجري ؟ قال لها هل صحيح ما أسمع عن بنت أختي هديل ؟؟ تغييرت ملامحها من الخوف حيث انه لم يتبادر إلى ذهنها قضية الرضاعة والزواج وقالت بصوت ملئه الخوف والوجل ماذا حصل لها ؟ ولكنه لم يرد... واقتربت منه وهي تصيح ماذا حصل لها ؟ بعد ما كاد ان يغمى عليها من الخوف ..... قال لها هل تتجرأي على إرضاع هديل بدون إذن مني ؟؟ وحاولت تهدأته ولكنه صرخ في وجهها هل صحيح أنها اخت سامي من الرضاعة ؟؟ قالت له نعم وهل نسيت أن أختك توفيت من حمى الضنك ولم يكن هناك من يرضعها إلا أنا وزوجة اخي ؟
    كان يرتعش من الغضب ودخل غرفته وصرع الباب خلفه بينما جلس سامي بجوار امه وشكرها على ماقامت به وكاشفها بما حصل له مع الده من فترة حيث انه يريد الزواج من فتاة تعرف عليها من عائلة غنيه ومكانة اجتماعية ... وقام يقبل امه على راسها ولكن والدته اخبرته انها قد رتبت لزواجه من بنت أختها نوال والتي و الدها مدير عام في وزارة السياحة وتخرجت من كلية اللغات قبل سنه ودخلت في التفاصيل الدقيقة حيث كشفت له أنها تحبه و دائما تسأل متى يتخرج من كلية الطب .
    تشتت سامي وطوقتة الحيرة بين مايجرى داخل أسرته بدون علمه ودخل غرفته يفكر ما في ما وصلت إليه الأمور وأنه غير قادر على اتخاذ قراره بنفسه وكانت إجازته الصيفية قد قاربت على الإنتهاء فقرر أن يسافر باريس وقام بترتيب حقائبه وتواصل مع زميله في الخطوط اليمنية يحجز له على أول رحلة متجه الى باريس , وفي الصباح خرج من غرفته يتناول الفطور مع والديه بعد ما امر الخادمة أن تحمل حقائبه الى السيارة وتعذر لوالديه بأن أحد الدكاترة أتصل به واجبره على السفر حيث أنه في سنة الأمتياز وعليه الحضور للمشاركة في عمليات جراحية أسمه من ضمن زملائه الطلاب في المشاركة ولم يكن عليهم إلأ القبول بذلك وأما أبوه فقد فرح فرحا شديدا حيث أنه معارض لزواجه قبل التخرج .

    تعليق

    • أمنية نعيم
      عضو أساسي
      • 03-03-2011
      • 5791

      #3
      انهيت الجزء الاول
      اتابع غداً بأذن الله تأخر الوقت
      استمتعت هنا ...بوركت
      [SIGPIC][/SIGPIC]

      تعليق

      • صالح العجمي
        مفكر
        • 19-01-2009
        • 204

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة امنيه نعيم مشاهدة المشاركة
        انهيت الجزء الاول
        اتابع غداً بأذن الله تأخر الوقت
        استمتعت هنا ...بوركت
        هلا استاذه شكرا لحضورك

        تعليق

        • صالح العجمي
          مفكر
          • 19-01-2009
          • 204

          #5
          يتبع ......

          وصل سامي الى باريس وحالته النفسية متدهورة وتراوده افكار التخلص مما يفرض عليه ابوه وأمه في ضوء العادات والتقاليد والاعراف التي تتحكم في حياة الناس واثناء إقامته في باريس تعرف على زميله في المستشفى من تونس وذات يوم كان سامي جالسا في صالة الاستراحة بمفرده بينما زملائه في الجانب الثاني يتبادلون الأحاديث والبعض منهم مع زميلته يناقشون مواضيع في تخصصهم ودخلت رهف وشعرت ان سامي يعاني من مشاكل خاصة فرضت عليه هذا التوحد والانطوائية فجلست بجانبه ولم ينتبه لها فبادرته سامي التفت اليها مرحبا رهف ... قالت حالتك غير طبيعية ! هل تخفي عني شيء يزعجك؟ منذ تعرفت عليك وانا الاحظك تسرح في تفكيرغير طبيعي .... سامي لا لا ما عليك لا يوجد شيء وانما كنت استرخي واحاول استراجع بعض المعلومات ... لكنها قالت أرجوك ان كان لديك مشاكل افصح عنها لعلي اساعدك فنحن في الغربة جميعا ونحتاج ان نساعد بعضنا البعض . سامي : ليس هناك أي شيء عزيزتي و انما بعض الامور ليست مهمة ولااريد ان اشاركك مشاكلي واشغلك في ما لا يعنيك . وحين ذلك اقسمت عليه إلا أن يخبرها ... فكر سامي قليلا وقال لها في وقت ثاني سوف أخبرك اوكي ونهض من مكانه واخبرها أنه ينتظر الدكتور فلديه موعد معه لمناقشة بحث طالما انتظر لحظة الخلاص منه . فإذا بالدكتور يدخل من البوابة وتبعه سامي الى غرفته واوعزت رهف له بعدما تنتهي من النقاش اتصل على هاتفي واشر لها سامي برأسه أ وكي .
          خرج سامي ورهف لاتزال جالسه هناك فتوجه اليها وكانت مع احدى زميلاتها فقامت واستأذنت منها وذهبت معه . عرض عليها سامي أن يوصلها بسيارته الى سكنها الجامعي حيث انها كانت تسكن مع مجموعة من زميلاتها فوافقت واثناء الطريق بداء يتحدث لها عن المشاكل التي يواجه مع اسرته وانه يرغب في الزواج منها . وتفاجأت رهف مما قال لها سامي وفورا قالت له انا مخطوبة من ولد عمي وانا اسفه جدا . كان جوابها صدمة لسامي اوقف السيارة ونظر إليها هل هذا حظي التعيس يلاحقني في كل مكان ؟ ولكنها قالت انشاء الله تجد الزوجة التي تسعدك هز سامي رأسه قائلا ليس لي حظ وواصل السير الى سكن رهف وعرضت عليه ان يتناول معها وجبة الغداء لكنه رفض بحجة انه على موعد مع احد زملائه للحضور في حفل السفارة اليمنية التي تقيمة بمناسبة عيد الوحدة الوطني .
          توجه سامي الى غرفته يستعد للذهاب الى مقر السفارة حيث سيقام الحفل الوطني وفتح التلفاز فإذا باليمن يتصدر أخبار القنوات الفضائية خصوصا قناة الجزيرة عن خروج مظاهرات في الجنوب منددة بالإحتلال اليمني للجنوب وترفع أعلام دولة الجنوب قبل الوحدة وكانت هناك مواجهات عنيفة مع قوات الأمن وسقط العديد من القتلى واتصل سامي لأحد زملائه المبتعثين وكان من محافظة عدن وتحدثا عن الوضع المأساوي في البلد وقال لسامي الدحابشة نهبوا ارضنا وثرواتنا ولم يعد هناك وحده فقد انتهت في حرب صيف 94.
          وتطرق عبد السميع الى القول هل تعلم أن والدي قتل في تلك الحرب الظالمة ولاتنسى أن القبائل دخلت تنهب وتنتهك الأعراض بفتوى من علماء تلك الفترة والذين لايزال بعضهم على قيد الحياة يصدر الفتاوي بقتل اليمنيين في الشمال والجنوب وما حدث في شمال اليمن صورة أخرى لما حدث لنا في الجنوب. وقاطعه سامي ياخي عبدالسميع نحن كلنا نعاني من الفقر والفساد وعلينا أن نناضل ونكون صفا وتحت سقف الوحده حتى تردالمظالم ويسود العدل ولم يتجاهل دعوته للحضور معه الى مقر السفارة لحضور حفل الاحتفال بعيد الوحدة ولكن عبد السميع رفض ذلك وقال له سوف نخرج في احتجاجات مضادة الى السفارة نطالب بالاستقلال بعدالعصر واغلق الجوال .
          كان الجميع يتألم لما يجري وما وصلت اليه البلد من مشاكل تعصف بها من الشمال الى الجنوب وخرج سامي في سياراته واخذ معه زميله ناصر الذي كان يدرس قانون وتعرف عليه في السنة الثانية في المطار أثناء رحلتهم الى باريس وحين اقترب من الشارع المؤدي الى مقر السفارة اليمنية تفاجأ بوجود سيارات البوليس والحضور الأمني تواجه مئات المحتجين أمام السفارة ورافعين اعلام الجنوب ومطالبين بالاستقلال.
          توجه الى قاعة الاحتفال وكان النشيد الوطني قد بداء فوقف في الباب إلى ان انتهى النشيد الوطني وتوجه الى مقعد هناك وإذا بالكثير من الجالية المقيمة متواجدين والفرقة الفنية التي قدمت من اليمن للمشاركة في الحفل وكأن الوضع مستتب ولا يوجد أي مشاكل . وقدم سفير اليمن هناك كلمة الحفل وعرضت الكثير من الرقصات الشعببية والاناشيد الوطنية . وبعد الحفل تم دعوتهم الى العشاء الذي اعدته السفارة وجلس بجانب أحدهم وكان يبدو أنه شخصية دبلوماسية فقرر التقرب اليه والتحدث معه واخبره انه طالب طب في باريس وأشار الى ناصر قائلا وهذا زميلي ايضا يدرس قانون .
          وكان وضع ناصر المادي صعب وهو من منطقة نائية في الريف وكان طالب ذكي وقد اشتهر بين ابناء منطقته بعبقريته وحبه للتعليم ولذلك تقرب منه شيخ القبيله المرشح للحزب الحاكم اثناء الانتخابات والذي تجاوز عمره خمسين عام وفاز بعضوية مجلس النواب ثلاث مرات جدا بالرغم انه لا يمتلك مؤهل الابتدائية ولا يعرف يكتب اسمه و ر اضطرناصر ان يقف معه اثناء الحملة الانتخابيه بعد تخرجه من الثانوية العامة بمعدل مرتفع جدا واستغل الشيخ وضعه ووعده بمنحه دراسية مع ولده حيث وسافر بعد الانتخابات برفقة ولده الذي لم يدخل المدرسة الا ايام الاختبارات وكان يدخل الاختبار بالسلاح والمرافقين وفشل في دراسته في الخارج في السنة الأولى واشترى شهادة من جامعة خاصة بينما ناصر لم تصرف له مستحقاته المالية ولايزال يترددعلى السفارة اسبوعيا ويتابع في وزارة التعليم العالي وقد اضطرته ظروفه المالية الصعبة الى ايقاف القيد مدة عام والبحث عن عمل لكي يسدد الديون المتراكمة عليه ويكمل دراسته .
          تدخل ناصر وهمس لسامي ليتحدث معه عن وضعه وبالفعل سامي أخبره عن حالتهم ووضع بعض الطلاب في الجامعات الفرنسية وسأله عن سبب تأخير صرف منحهم المالية وبادره شريف بالقول كل الطلاب اليمنيين في جميع انحاء العالم يواجهون نفس المشكلة ولدينا أزمة اقتصادية طاحنة فالحكومة عجزت عند دفع رواتب المدرسين في المدارس الحكومية .. ألم تشاهد المظاهرات في عواصم المحافظات الاسبوع الماضي التي قام بها المدرسون احتجاج على تأخير دفع رواتبهم .. حتى عمال النظافة مضربين عن العمل والشوارع مكتظة بالقمامة ولم تلاقي احتجاجاتهم استجابة ..
          تدخل ناصر وقال له يا سيادة المدير ولكن البعض تصرف لهم والبعض لا فنحن هنا بعض الطلاب تصرف لهم بحكم انهم من عوائل لهم نفوذ وعلاقة مباشرة مع وزير المالية والبعض بحكم انه مواطن بسيط لا يجد من يقف الى جانبه وعندما نأتي اليكم في السفارة يقولون لنا أن الوزارة لم تقر المنح المالية لحد الآن في حين أن ابناء المسؤولين في دفعتنا اقرت منحهم المالية ويتقاضون مستحقاتهم شهريا . رن تلفون شريف حيث أنه كان ينتظر كيف يتخلص منهم فرد علي التلفون وغادر المكان الى الداخل ولم يعود بينما خرج سامي برفقة ناصر وتوجهوا الى السكن .

          تعليق

          • صالح العجمي
            مفكر
            • 19-01-2009
            • 204

            #6
            عاد سامي الى السكن وجلس على جهازه المحمول كعادته يتصفح ويقرأ ويتواصل مع اصدقائه في الفيس بوك وكان مهوس بالعلاقات العاطفية على الفيس بوك وبعث طلب صداقه مع احداهن والتي تسمى نفسها بنت الاكابر فقبلت طلب الصداقة وبداء يتحدث إليها وأخبرها أنه من اليمن ولكنه في باريس للدراسة وعمره 28 عام ولم يتزوج ومع الأيام تعلقت به بنت الأكابرالى درجة أن معظم اوقاتهم في الدردشة الخاصة وبعدها وافقت تدخل مع سامي على الاسكايب وتمكن سامي من اقناع بنت الاكابر بفتح الكام لكي يحظى برؤيتها ولشدة جمالها وما تحظى به من ثقافة عالية لكونها من عائلة مترفة وتخرجت من قسم الفلسفة وعلم النفس في كلية الأداب استحوذت على عقل سامي لدرجة انه اصبح شاعر مما زادها اعجابا به فقد كانت زوجة شيخ قبيلة كبيرالسن وعقيم غصبها والدها بالزواج منه لما له من مكانه اجتماعية وما لديه من ثروات طائله وقد تزوج اكثر من عشر نساء ولم يكن له نصيب في الأولاد وبعد تخرجها من الجامعة تقدم لها هذا الشيخ من ابوها تاجر السيارات المعروف فزوجه .
            وذات يوم سألها سامي هل أنتي مع احداث الشغب التي تجري في البلاد ؟ فقالت له نعم التغيير قادم ولا خيار امامنا الا التغيير بدايةمن البيت الى الوزارة والمدرسة لكن سامي قال لها تغييرت وجهة نظري كثير بعد تدخل جهات اخرى من الارهابيين في البلد ومن يشارك في هذه الاحداث ممن كانوا سبب الفساد في البلاد ونهبوا خيراتها فهذه لا يمكن ان تغيير فلا يوجد قيادات سياسية بل ستتتحول البلد االى بحيرة دماء .
            بنت الاكابر : الارهابيين لا وجود لهم في اليمن نحن موجودين على ارض الواقع و نعرف من زمان هذه الكذبة فقط المنطقة التي تنادي بالحرية تقصف وانا اخرج زيارة الى بعض المناطق وارى انها نقصف لهذا السبب . رد عليها سامي قائلا : لكن أين الأفضل الامس او اليوم؟ صحيح ان الوضع الاقتصادي صعب والحياة قاسية لكن الان الوضع ازداد سوء والأمن تدهور والعصابات وحمل السلاح انتشرفي كل مدينة والجنوب تحت سيطرة القاعدة وصعده تحت قبضة الحركة الحوثية وحزب الاصلاح الإسلامي يخوض حروب طائفية معهم في الجوف وحجه ولانعلم اين تصل البلد ربما الى حروب طائفية وأهلية . بنت الأكابر قاطعته وقالت اتجه الشباب لحمل السلاح كان سببه الريئسي حماية الاعراض لان ما تسمعوه و تروه اقل بكثير من الواقع وكان الجيش يقمع الحريات ويضظهد ابناء المحافظات ويكمم الأفواه والضغط يولد الأنفجار .... وارجوك يكفي ما فيني اخرجنا من السياسة وقذاراتها وتكلم في مواضيع اخرى.شعر سامي أنه اقحمها في مواضيع حساسة جدا وفورا سألها هل تشتغلي ؟ لا اشتغل لا يوجد عمل في هذا البلد وانا لا احتاج العمل وكل ما يلزمني متوفر .... قالت له وانت ماذا تعمل ؟ قال لها انا دكتور فاشل واحيانا اهرب من الطب واكتب الشعر واحيانا افقد التفكير . قالت له كل شيء الا التفكير واستطرق الحديث معها طويلا عن الدراسة وايام الجامعة واخبرته انها ولدت في اليمن وانها تحب اليمن حب جنوني واقترح عليها فكرة كتابة الشعر وان يكتبوا الشعر قصيدة شعرية مع بعض فردت عليه ما بقدر اكتب الشعر الا اذا كنت حزينة ما بعرف ليش ؟ سامي
            انت افتحي السطر وانا احط النقطة والعنوان ونتشارك في قصائد عاطفية لا يعرفها قصتها احد الا انتي وسور بيتكم وسحاب متسللة فوق صنعاء تسرق النظر اليك . قالت دام انت بهذه القدرة الأدبية فأنا ولاشيء امامك !! سامي لا تقولي هذا الكلام انتي مخزن ثقافي انت خريجة قسم الفلسفة وعلم النفس اعطي نفسك فرصة فقط تمسك بالقلم وتمطر الحبر على الورق وحينها تغرق في السعادة . قالت ،: اول مره كتبت الشعر يوم تزوجت من هذا الشيخ العجوز. سامي وهل كنت حزينة يوم تزوجت من هذا العجوز ؟ قالت نعم لقد دمر والدي كل احلامي وشبابي وارغمني على الزواج من مسن يزيد عمره عني ثلاثين سنه . سامي وانت كتبت الشعر لأنه يفجر فينا السعادة عندما نعبر عن مشاعرنا ....ولكن نحتاج من يفهم حروفنا ويمتطيها كما يمتطي الفارس الحصان ويجري بها الى عمق التفكيروحينها ننسى ما حولنا من آلم ونعيش في ثوب السعادة نتردد على تلك الحروف كل لحظة ونعشقها لكوننا نرضع حلماتها الحياة التي سلبها مننا الواقع المزري قالت له سوف أحاول مجددا اكتب معك فأنت تختصر المسافات انا ماذا اعمل أما انت حتى كلامك شعر واما انا احتاج ا فكر ليطلع الشعر واقول لك الشعر موهبة قال لها لم اكتب الشعر إلا معك الان ربما ان الشعر عدوى ينتقل . ..... استرخي قليلا وسوف تقولي شعرا
            عندما نريد ان نكتب نحتاج ان نسترخي ونترك الدم يتحرك بهدوء وناخذ نفس عميق ولا نخجل من قول ما يخطر على البال. لإن الشعر جراءة في البداية ومصداقية مع النفس.و لكوننا بشر ولدينا احساسيس ونحب ونكره وحين نورد على النهرونحن في شدةالعطش اذا لم نستخدم ايدينا ونغرف من النهر يجب علينا ان ننبطح ونقترب من وجه الماء ونشرب مباشرة حتى نطفيء الضماء. ردت عليه بالعامية انت تشرشر شعر خلاص انا قررت اجمع كلامك وارتبه قصيدة . ضحك سامي من قولها وقال صحيح الناس تقول اذا انجرح انسان يقولوا يشرشر دمه واحيانا الانسان يشرشر حب وحين تشرتشر حب تشعر بالسعادة . ردت عليه وهي تتنهد والله كلامي معك ريحني كتير لاني كنت مكتئبة جدا . اتمنى ان ترتاحي فنحن بشر ونحتاج من نرتاح معه وانا ايضا مرتاح معك واهداها اغنية اليسا أسعد وحده .
            استمتعت كثيرا بالأغنية وقالت له الله يخليك ويخلي كل أحبابك وانا والله منبسطة كثيرا اني وجدت صديقا مثلك ولكن انا لازم اذهب لأني اخاف اعطلك عن شغلك . سامي: وانا ايضا مبسوط جدا واعتقد انت متعبة أما أنا فقد نمت في الليل وأنا الان مرتاح . ردت عليه وانا نمت لكن مابدي أعطلك عن عملك. رد عليها : ما عندي مشكلة انا جالس اتكلم مع روحي ليس عندي عمل . ردت عليه اوكي نحكي ونسولف ما عندي مشكلة قال لها احكي وانا اسمعك وكانت ايام العيد فتذكر الطعام في البلد وقال لها انا والله مشتاق كثير للسلتة والفحسة والمعصوب والعريكة والسبايا والمندي انا خلاص زهقت من الوجبات السريعة ردت عليه كثير من الناس يعتقد أن السفر الى الخارج والاكل في مطاعم الخارج افضل من الاكلات الشعبية في بلده ولكن في الحقيقة انت تعرف نحن الأغنياء كل يوم عيد و كل شيء متوفر وما ينقصنا هو السعاده وراحة البال .
            رد عليها سامي : وهل انت في البيت لوحدك ؟ قالت نعم واشعر بالملل واقوم بزيارة اهلي في كل خميس وجمعة و أنام عندهم ... الحياة هنا صارت صعبة كثيرا والخروج للشارع خوف اختطافات وتحرش وقلة حياء ولذلك نجلس في البيت . سامي : الحياة بدون أولاد مملة لكن عندما نتأقلم مع نفوسنا ونطنش وكما قلت لك نسترخي كثير نعيش سعداء وفي الحياة ابواب كثيرة ندخلها ونشوف العالم الجميل وننسى الزعل بداخلنا وقراءة تجارب الاخرين والقصص الجميلة تضفي على يومياتنا سعادة لا تنتهي . ردت عليه : احيانا اشعر اني تاقلمت و احيانا اشعر بحنين كبير و خصوصا ان حياتي كانت سعادة كثيرا ومليانه حب . سامي : كلنا بحاجة الى الترفيه عن النفس من خلال طلعة على جوء طبيعي او حديث مع من يستوعبنا ويفهمنا وهذا الشعور يراودنا جميعا , احيانا نكون مع ناس لا يفهمونا بالرغم نحن معهم ولا نجد سعادتنا معهم.
            السعادة لا تكمن في ناس حولك ولكن ناس تفهمك . ردت عليه : اهلي غالبا حولي ويهتمون بي لكني اشعر بالحزن . سامي : أنا أحيانا اشعر بالحزن . ردت عليه : لماذا ؟ ليس انت لوحدك وصعب تجد نفسك سعيد دائما هذا طبع الانسان لان التغيير في الحياة يكسر الملل والتغيير ليس سهل يحتاج الى وقت وامكانيات . ردت عليه: يمكن لإنك طبيب وفي غربة وايضا شاعر . سامي : انا احب الهدوء وحين اسمع ضجيح اشعر بالحزن و الملل . انت الان استرخي وقولي قصيدة جميلة وانا بساعدك حتى تكتمل صورتها فأنااشعر ان داخلك حكايات كثيرة تحتاج بحار وانا بحاول ابحر معك واشم الزهرة الجميلة الملتوية بين ضلوعك تشعر بالحزن.... نحن بحاجة الى ضجيج مشاعر تغطي ما بداخلنا مشاعر حزن و تحترف رسم الجمال و التقاط حبات المطر في وسط السماء.

            . ردت عليه احيانا بشعر اني بحاجة للضجيج حتى اتخلص مما افكر به . ما شاء الله على كلامك قلت لك انت تشرشر شعر والله ما ني قدك . سامي : احتاجك تشرشري على وجهي وسوف يثمرذلك اجمل قصيدة تنبت من خصرك و تقلب موا زين العزلة والصمت الى ضجيج عاطفي ننام ونصحو عليه..... صمتت قليلا وهي تقرأ ما يكتبه وترتجف وكتبت له : لا اقدر ما في عندي لكن بتعلم منك . سامي : سوف اعطيك المفاتيح... استرخي قليلا واختاري فكرة تكتبي عنها واعطيني العنوان وانا امطر على سطورك المفردات واسقيك الحبر الرمادي حتى تكتمل القصيدة وتمتلي صفحاتك بما يجول في خاطرك . ردت عليه الهجر مثلا ... بتعرف انا يكفيني اني اسمعك
            كلامك مريح جدا. سامي : لكن احتاج ان اسمع بعضك حتى اشعر بوجودك معي وتحركاتك على رؤؤس اناملي وهذا ما يقودني الى صيد السمك واشرب موجك الصامت على الشاطيء . ردت عليه : حيرتني انت حيرتني سامي اني متعبة . سامي : لا تحتاري فأنا عبارة تقودها الريح والتطمت في هذا الصباح بشفتيك وسمعت اجابة من اجاباتك واستندت اليها لتكون بين اناملها وعلى اظافرها لون رمادي يتسلل الى شفتيك على غفله وانت تمسكي بها من البرد وتساقط الثلوج
            تتقمصها بعض مخابيئك الانثوية ذات الحزن والفرح والوان العسل في اطباق العيد. ردت عليه وأناملها ترتعش : أنا اتصارع مع... ما بعرف مع مين بدي اتصارع . سامي : تصارعي مع شعيرات صدري انها تهتز وتكتب الشعر . لا تقول ما حاولت لازم اقرا شعرك لاتعلم منك شوي سامي: استمري في المحاولة فانا على طرف النهر ان كنت تشعري اترقب امواجك وهي تتقدم صوبي بخجل اكسري الخجل وحينها سنكتب المستحيل ...اغريني بحروفك واتركيها تتحرك صوبي بشهوة وحينها لن يكون للهجران طريق ويغادر ساحاتك المقيدة في وهم الماضي ردت عليه : الماضي الذي لا ازال اشتم رائحته من بعيد .
            سامي : سوف اقود اليك الماضي بثوب جديد وعيون جديدة ترى في عيونك ما لم يراه الماضي وتغرف من شفتيك احلا قبل لم يصطادها الماضي وانتظرت لحين قدومي كما اشاهدها .ردت عليه رائع اكمل جنونك .... سامي : اكمليها ابصقي عليها انها ضامئة امسكي بها سوف تتفجر خيالاوتتطاير الى جدار غرفتك تغطي الغبار والماضي القديم ووتذبح خروف العيد بين قدميك .
            بنت الأكابر : أتشاهدني من وراء ستاري؟؟ سامي فتح علبة السجائر واشعل سيجارة وتلفونه يرن ولن يلتفت إليه ... اشاهدك وارى نزيف بعضك وتساقط الشهد من مجرى نهركاني ا توق ان اشرب حبات مطرك المتساقطة في صباحي المخملي . قامت تغلق الباب ورجعت ترد عليه : لماذا تحرك أمواجا كانت هادئة . وأغلقت الكمبيوتر وقامت تفتح الباب فإذا به زو جها العجوز بعد عودته من مجلس الشورى ورحبت به اهلا حبيبي فأخبرها أن لديه ضيوف وقد طلب لهم الغداء من المطعم وهم في المجلس وما عليها الا أن تنادي الخاذدمة تقدم لهم القهوة وغادر فورا الى مجلس الضيوف .

            تعليق

            • صالح العجمي
              مفكر
              • 19-01-2009
              • 204

              #7
              قرر ناصر الذهاب في اليوم الثاني الى السفارة للمطالبة بمستحقاته المالية حيث أن تجاهل عبدالسميع وتهربه عن الاستماع لشكواه خلال جلوسه معه بالصدفة كان له أثر سلبي على نفسيته وكان يحدث نفسه ربما أن الوقت كان غير مناسب لطرح قضيته خلال الحفل . وفكر في الذهاب الى مبنى السفارة يسأل عن مكتبه ويذكره بما دار بينهم فربما يحصل أقل شيء على مساعده فورية .
              وعند وصولة الى مبنى السفارة سأل عن مكتب شريف في الاستعلامات فكان الرد أنه غير متواجد في مكتبه وليس له علاقة بالمحلقية الثقافية فهو معني بالعلاقات العامة . وترجى ناصر الموظف في الاستعلامات ان يعطيه رقم تلفون المحلق الثقافي ولكنه اعتذر وقدم له رقم السكرتارية اخذ ناصر الرقم وتوجه الى صالة الانتظار يتواصل مع السكرتارية فردت عليه احدى الموظفات هناك وقالت له ان الملحق الثقافي تم نقله الى دولة اخرى ولم يصل الملحق الجديد والمعاملات موقفه حتى وصوله .
              عاد ناصر حزينا الى السكن مجددا وفكر في الاستمرار في العمل حيث كان يعمل مع احدى المؤسسات الصحفية في توزيع الصحف داخل المدينة وفي المساء اجتمع مع زملائه بعد انتهاء ساعات الدوام وتحدث معهم عن أوضاعهم السيئة والتي تزاد سوء وما يجري في الملحقية الثقافية من تغييرات مفاجأة عرقلت معاملاتهم .
              وكان رشيد من الشباب ناشط في المعارضة السياسية في الخارج ويكتب في عدة صحف يمنية ومواقع اجنبيه وقد تعرض للأعتقال مرات عديدة اثناء المرحلة الثانوية عندما كان يخرج في بداية إندلاع المظاهرات المنددة بالظلم وعسكرة المدن و المطالبة بفتح المجال للحريات .
              واستغل ناصر الموقف قائلا أن التغيير مسؤوليتنا وعلينا التحرك والخروج في مظاهرة احتجاجية إلى مقر السفارة ومناشدة رئيس الحكومة النظر في قضيتنا. كان ناصر يختلف كثيرا مع رشيد في رؤيته وما يكتبه في الصحف بالمناداة بثورة تغيير شاملة في البلاد ومواجهة الفاسدين . ولكن ما واجهه في السفارة غير قناعاته جذريا ووافق على اقتراح رشيد وتحركوا فورا للتواصل مع جميع الطلاب اليمنيين في الجامعات الفرنسية للخروج في مظاهرة احتجاجية الى مبنى السفارة
              قوبلت الدعوة بصدى واسع واستجاب الأغلبية منهم وحدد رشيد يوم الثلاثاء يوم استثنائي يجتمع فيه الطلاب في شارع السفارة وخرج الطلاب في الموعد المحدد رافعين لافتات تناشد الحكومة بالنظر في مأساتهم فالكثير من الطلاب عاد الى البلد بعد عامين من الدراسة لظروفه المالية الصعبة , وواصل الطلاب اعتصامهم لمدة يومين داخل مبنى السفارة وتعهدوا بعدم المغادرة الى ان تحل مشاكلهم واضظر ذلك مدير مكتب السفير للخروج اليهم وتعهد لهم البت في موضوعهم خلال اسبوع بالكثير وتواصل مباشرة مع وزير التعليم العالي في اليمن.
              مر اسبوع وليس هناك أي مؤشر على ما تعهد به مدير مكتب السفير وكان ناصر في حالة نفسية يرثى لها ومر الشهر تلو الشهر الاخر ولا زالت الامور معقدة وكان ناصر وهو من محافظة صنعاء على تواصل مع ثلاثة من زملائه في القسم عبد اللطيف من محافظة مارب و نبيل من محافظة اب و حاشد من محافظة عمران واتفقوا على العودة الى اهلهم واتجهوا للخطوط الجوية اليمنية واعينهم تفيض من الدمع لما وصلت اليه الاوضاع و ضياع مستقبلهم و فاجعة اهلهم بعودتهم الذين بذلوا كل ما لديهم وباعوا مواشيهم وابقارهم لدعمهم . وما أن وصلوا الى مطار صنعاء وكانت اسماءهم ضمن قائمة المطلوبين أمنيا لمشاركتهم في الأعمال المثيرة للشغب وبناء على تلك التهم تم اقتيادهم الى السجن المركزي . .

              تعليق

              • أم عفاف
                غرس الله
                • 08-07-2012
                • 447

                #8
                مع أن الإنسان يكتب، يكتب كل ما يراه يستحق أن يقرأ حتّى وإن كانت حكايات مخزية .
                لكن لو أن فعل الكتابة سهل على هذا النحو .......
                أستاذ صالح لابد أن تتعب أكثرلتقنع القارئ بالبقاء هنا
                ربّما قصدت أن يكون ما تكتبه صورة من الواقع الذي تتحدّث عنه ،لكن يبقى شرط ما نكتبه دائما أن يكون نقيا ،واضحا ،وجميييلا ومقنعا في ترابطه وسلاسته
                عذرا لأنّني لم أجاملك .

                تعليق

                يعمل...
                X