سفر ... بلا جواز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • القلم الحر
    عضو الملتقى
    • 03-05-2008
    • 24

    سفر ... بلا جواز

    بسم الله الرحمان الرحيم

    تحية طيبة الى كل القراء الأعزاء

    وطابت أوقاتكم


    ............................

    سفر ... بلا جواز

    جن الليل .. وأسدل ستائر ظلامه .. ولبس الكون السواد .. فوجدت نفسي
    تعلن الحداد .. على ضياع حقيقة الوجود بين العباد .. سمر ومجون وجحود
    وعناد .. تلكم هو القاسم المشترك في كل بلاد ..

    أختلي بوحدتي .. أعيد حساباتي في عزلتي .. أنزوي في ركن سطح بيتي ..
    أهرب من الضيق الدي يخيم على نفسيتي .. الى فضاء تتقلب فيه دات اليمين
    ودات الشمال مقلتي ....

    لمادا يتسع الفضاء من فوقي ويضيق صدري ...؟
    لمادا يشع الأعلى لؤلؤا وأنغمس في الأسفل سوءا ...؟

    سماء تعرج اليها نبضاتي .. تطير روحي بجناح تسبيحاتي .. أستكين بعدما
    انزاح الضيق وولى في صمتي .. سفر بلا جواز الى قدسية الملكوتي .. هنا
    لا مست يقين حقيقتي .. حتى نظراتي تلتقط درر الحسناتي .. من وسط بحر
    فضاء الآياتي .. لعمري تلك هي طريق النجاتي في زمن لبس قطعا من الفتن
    الحالكاتي ...

    رحلتي في ملكوت السماواتي صقلت سريرتي .. وصفت لطهرها نيتي .. واطمأن القلب حتى تمنى لحظتها لو كانت ساعة نهايتي .. لينعم بحسن الخاتمتي
    التي أرقت كبار السلف في عز الوحي والنبوءتي ...

    هيهات .. هيهات .. أن أحرص على أجمل أمنيتي .. في زمن ألبسوا الباطل
    ظهر الحقيقتي .. .. وتزيفت صورة البيضاء الحنفيتي من قبل المتخصصين في
    لوي عنق الآياتي .. لعمري كيف يحلو العيش وقد أقبروا الحكم بأم الكتاب
    والسبع المثاني ....؟ ولا أمل في شباب جيلي وأشبال جنسيتي في احياء كنوز
    آبائي ومجد أجدادي .. ورثناها خاوية على عروشها .. وسنورثها كالمغشي
    عليه من الموت .....

    كل شيء من حولي تغير .. ومازلت مصرا على قبض الجمر .. أنهكني الصبر
    في مقتبل العمر .. كلما علق بثوبي نجسا أو وسخا من تراب الأرض التي ضاقت درعا بما رحبت بالانحلال والفساد الا هرولت الى فضاء السماء ألتمس
    الصفاء وأشكو الى ملأها آهاتي وسط اهتزاز صدري من التنهيداتي ....

    قد يوجد في البحر ما لا يوجد في النهر ... وشعور سماء الليل مفقود في أرض
    النهار حتى ولو كان مبصرا ... وحرارة الشمس قد تحرق الاحساس وتديب
    الهمس .. بينما نور القمر لا يحتاج الى دليل بقدر ما يحتاج الى رجال ....

    بحتث عن مفهوم الرجولة في كل الأعراف والقواميس ... فوجدت أهل الأرض يختلفون في وصفة مقاديرها .. الكل يعرفها على حسب هواه و عصارة مخيلته. وبحتث عنها في القرآن فوجدتها لا تمث الى دنيا الناس بصلة.. لان الذي وصفهم هو الدي خلقهم و يعلم خبايا وسوسة صدورهم..

    كنت أود أن أتشبه بهم لعلي أنال بهم شفاعة.. فوجدت نفسي تصطدم بخشب مسندة تخفي وراءها أشباه القردة .. يتطاولون ظلما و جهلا كأنهم بقايا دعاة الردة .. فكيف بربك الجمع بين نقيضين في جوف دوي الأفئدة ..

    أيصير المسجد معبد .. أم يفتل الحديد البارد .. أيصهل الجواد و الفم مقيد .. أم يصبح الحجر كبد.. أيشقى السعيد و يسعد العبيد أم يشب المشيب و يشيب الوليد .. أترفرف الأعلام المستنسخات عاليا و لواء علي محظور و التبشير بالصليب المغرور أضحى مسرور ووأد المبادىء أمسى مشكور ..

    ماذا قدمت لحياتي ان لم أقتفي أثر خاتم النبوتي .. وأتحسر على تعطيل الحكم
    بالآياتي .. ان لم تكن تلك هي حقيقتي قبل معانقة المنيتي .. فما يضرني أن
    أشعل شمعة وفاتي بعود ثقاب دمعاتي وأحتفل في خلوتي مع مخيلتي بعيد ميلاد
    خسارتي ....

    عجبا .. كيف ماتت عزيمتي بسهام شهوتي .. ورحلت غيرتي مع سرب الطيور
    المهاجرتي .. واستوطن الوهن نفسيتي تماما كما استوطنت البوارج الحربية كل
    وطن هويتي .....

    هده دنيتي أخبط فيها خبط عشواء .. كالحمار يحمل أسفارا .. يتحسس ثقلها
    يشمها ولا يكاد يستسيغها .. يدوس بقدميه رحيق الزهر وعينيه شاخصة على
    بقايا حطب الفناء .. يلهث وراء كل جارية يخيل اليه من فتنتها أنها تضاهي سحر حورية .. وشتان بين الثرى والثريا ولكن من لازم المنام لا يرى سوى
    الأحلام ...

    أخشى أن يضيع منا القنديل ولا أحد يملك الفتيل .. نتحسس بعضنا البعض في
    جنح ظلام الليل ونتجسس على الهمس .. نجيد لغة الاختلاف بميزة جيد جدا ..
    فأصبح جدع النخلة يظل أسدا .. والعرين يحضن قردا .. والقطط تمشي انتفاخا
    تحكي صولة فهدا ..

    فهل سيصبح التراب دات يوم زمردا .. خبروني فلم أعد أفهم ..؟
    أهدا هدي الفؤاد أم تمرد نفس بلا قيودا ...

    سفر ... بلا جواز ..


    تحيات ×× القلم الحر ××
  • عمارية كريم
    صهيل اللغة العربية
    • 10-03-2008
    • 109

    #2
    الخير والشر موجود في كل زمان ومكان ، لكن المهم هو أن تبقى الفوارق بينها نابضة في الضمائر حتى لاتضيع الحقيقة ٌ قد يطغى الشر لكنه لن يسود ،داك وعد السماء ..وما علينا سوى عمل الخير بكل ما نقدر عليه ..
    الشعر ساعة فاجعله راحة وطاعة
    ammariat@maktoob.com

    تعليق

    • القلم الحر
      عضو الملتقى
      • 03-05-2008
      • 24

      #3
      تحية طيبة ... أخي الكريم عمارية كريم ... وأهلا وسهلا ببوحك الجميل

      أشكرك على هدا المرور الميمون ... وعلى هده النصائح المباركة والغالية جدا

      وأتمنى صادقا أن نكون من أهل الخير .. ومن الدالين عليه ... ودمت مميز...



      وشكرا لمرورك العطر .. ولا حرمني الله من وصلك ..

      تعليق

      يعمل...
      X