في بيتنا أرنب
استيقظت زوجة صاحبنا وقد ركبها ستين عفريت لأنها كانت عل وشك الدخول
في حلم رومانسي .
كان الوقت قبل الفجر بقليل . ما الذي أيقظها ؟ نباح كلب الجيران ، أم صياح ديكهم ؟
لا هذا ولا ذاك . إنه نميم فأر ، وربما قد شطَّب على خزين الشتاء لديها .
أين القط الذي دفعت له الغالي والنفيس كي يقوم بالقبض على الفأر
أو طرده من البيت ؟ في سابع نومة يتمطّع كالتيوس .
يا شماتة والت ديزني فينا !
لا لا ، إنها أصوات قرقعة أمعائها الخاوية . فعلا هو كذلك ، لقد نامت صاحبتنا
ولم تتناول عشاءها مع سبعها بسبب المشاهد التي تسد النفس . المشاهد
التي لا يكل ولا يمل الإعلام عن بثها ليل نهار لما يجري في فلسطين
والعراق وسوريا وليبيا وعن تسونامي الربيع الذي لا يرحم ولا يسمح لرحمة
ربنا أن تنزل !
لا أظن أنها أصوات قرقعة أمعاء . إنها فرقعة غازات . إذ لا يحلوا لبعلها تناول
البصل والثوم والفجل إلاّ ليلا وقبل النوم كي يقرفها عيشيتها وتبتعد عنه متقزِزة .
فلا لوم يقع عليه بالتقصير أو البرود الجنسي لينطبق عليه المثل القائل :
ــ راح على الجامع كي يصلي ، وجد بابه مقفلا فقال , أجت منك ما أجت مني .
وجدتها وجدتها قالها أرخميدس ، وها أنا أكررها وراءه بعدما حزرت السبب
الرئيس لإيقاظ زوجة صاحبنا من النوم .
إنها أصوات قهقهات وحوارات زميلات وزملاء زوجها في الغرفة الصوتية للملتقى
الملتصق به التصاق القراد بكلب ، وفي الأغلب هي دندنات عود أو تأوهات شاعر مكلوم .
صفنت الزوجة المسلوبة حقوقها لثوانٍ تسترجع ذكرياتها مع زوجها يوم كان غضنفرا
يوم كان يسوج الطرقات وتقف له السابلة احتراما ورهبة .
يوم كان يتربع فوق كرسيه بمقهى الحي يوزع كراماته بالتهديد والوعيد لمن تسول له نفسه تحدّيه
وبالترغيب لمن يستجيب لنزواته . كان عملاقا ، فائض الحيوية ، قوي العضلات .
كيف تنكرت له الكاريزما بيوم وليلة ؟
أهمل عمله وانقطع عن ممارسة هواياته . في أغلب الأوقات تجده سارحا في ملكوت الله .
تكلمّه ، تناغشه ... وهو لا حياة لمن تنادي .
قال لها ذات يوم :
ــ لماذا نشقى ونتعب ننتفض ونثور وفي غفوة من الزمن يأتي من يسرق وينهب مجهودنا وأحلامنا
بحجج واهية ، والمصيبة يجب أن نبصم بالعشرة ونلطع قبلاتنا على جباههم وأياديهم وأرجلهم ،
وإلا بتنا في عداد من يكفر بالحق الذي يمتلكونه وحدهم ؟
أشعر وكأن كياني قد تبهدل وتبدَّل .
الصوت يصدر من ناحية زوجها .
التفتت نحوه . فرأته ممسكا بجزرة ، أسنانه تقضم وتفرم وعيناه مغمضتان .
استيقظت زوجة صاحبنا وقد ركبها ستين عفريت لأنها كانت عل وشك الدخول
في حلم رومانسي .
كان الوقت قبل الفجر بقليل . ما الذي أيقظها ؟ نباح كلب الجيران ، أم صياح ديكهم ؟
لا هذا ولا ذاك . إنه نميم فأر ، وربما قد شطَّب على خزين الشتاء لديها .
أين القط الذي دفعت له الغالي والنفيس كي يقوم بالقبض على الفأر
أو طرده من البيت ؟ في سابع نومة يتمطّع كالتيوس .
يا شماتة والت ديزني فينا !
لا لا ، إنها أصوات قرقعة أمعائها الخاوية . فعلا هو كذلك ، لقد نامت صاحبتنا
ولم تتناول عشاءها مع سبعها بسبب المشاهد التي تسد النفس . المشاهد
التي لا يكل ولا يمل الإعلام عن بثها ليل نهار لما يجري في فلسطين
والعراق وسوريا وليبيا وعن تسونامي الربيع الذي لا يرحم ولا يسمح لرحمة
ربنا أن تنزل !
لا أظن أنها أصوات قرقعة أمعاء . إنها فرقعة غازات . إذ لا يحلوا لبعلها تناول
البصل والثوم والفجل إلاّ ليلا وقبل النوم كي يقرفها عيشيتها وتبتعد عنه متقزِزة .
فلا لوم يقع عليه بالتقصير أو البرود الجنسي لينطبق عليه المثل القائل :
ــ راح على الجامع كي يصلي ، وجد بابه مقفلا فقال , أجت منك ما أجت مني .
وجدتها وجدتها قالها أرخميدس ، وها أنا أكررها وراءه بعدما حزرت السبب
الرئيس لإيقاظ زوجة صاحبنا من النوم .
إنها أصوات قهقهات وحوارات زميلات وزملاء زوجها في الغرفة الصوتية للملتقى
الملتصق به التصاق القراد بكلب ، وفي الأغلب هي دندنات عود أو تأوهات شاعر مكلوم .
صفنت الزوجة المسلوبة حقوقها لثوانٍ تسترجع ذكرياتها مع زوجها يوم كان غضنفرا
يوم كان يسوج الطرقات وتقف له السابلة احتراما ورهبة .
يوم كان يتربع فوق كرسيه بمقهى الحي يوزع كراماته بالتهديد والوعيد لمن تسول له نفسه تحدّيه
وبالترغيب لمن يستجيب لنزواته . كان عملاقا ، فائض الحيوية ، قوي العضلات .
كيف تنكرت له الكاريزما بيوم وليلة ؟
أهمل عمله وانقطع عن ممارسة هواياته . في أغلب الأوقات تجده سارحا في ملكوت الله .
تكلمّه ، تناغشه ... وهو لا حياة لمن تنادي .
قال لها ذات يوم :
ــ لماذا نشقى ونتعب ننتفض ونثور وفي غفوة من الزمن يأتي من يسرق وينهب مجهودنا وأحلامنا
بحجج واهية ، والمصيبة يجب أن نبصم بالعشرة ونلطع قبلاتنا على جباههم وأياديهم وأرجلهم ،
وإلا بتنا في عداد من يكفر بالحق الذي يمتلكونه وحدهم ؟
أشعر وكأن كياني قد تبهدل وتبدَّل .
الصوت يصدر من ناحية زوجها .
التفتت نحوه . فرأته ممسكا بجزرة ، أسنانه تقضم وتفرم وعيناه مغمضتان .
تعليق