تويت
فصل من رواية (روناك .... دموع ودمـــاء ) بعنوان " زيارة مفاجأة"
(19)
زيارة مفاجأة
ثمةثورة تغلي في ذات مهند لابدّ من ايجاد خط لينطلق منه لمعرفة الحقيقة ، بالتأكيد لايكون ذلك الا بحديثه مع روناك مباشرة فان لم تعترف هي فبالمراوغة والتلاعب بالألفاظ ممكن جرّها الى كمين وبزلة لسان يكتشف من خلاله حقيقة ما جرى ..... اليوم الرابع على التوالي لم تأتِ روناك لزيارته ، يسأل عنها قمرية تجيب انهانائمة تعبة جدا ،لا تستطيع ان تتكلم مع أحد ،نافرة من كل شيء ، انها مجنونة ...ضاق صدره ولم يجد القدرة في نفسه على الاحتمال أكثر من ذلك ، الدكتور في تعلقاته ولمزاته وصبيحة في نظرتها اليه عند مروره بالمستوصف ينطقان بأنه الفاعل ، عليه ان يزورها في غرفة أبيها يحدثها ويقف على حقيقة الأمر ويبرئ ساحته مما لصقبه من تهمة فاجرة ليلا بعد عودته من نادي الموظفين وتأكده من أن أبا مصطفى في غرفته جاءته قمرية قال لها: ــــــــ أبلغي العائلة والوالد اني آتٍ لزيارة روناك 0كان يسير خلفها كي لا يدع للعائلة الوقت الكافي للتصرف في تغيير الواقع وما عليه روناك دخلت قمرية الغرفة و وقف مهند عند عتبةالباب ليسمع ويرى ، نادت قمرية والدها :-
ــــــ بابا ،استاذ مهند يريد يزور روناك ويسلّم عليها ، الاستاذ (واشارت بيدها الى الباب)
واذا بصوت أبي مصطفى من داخل الغرفة :- أهلا وسهلا ، تفضل استاذ ، بيتك ، البيت بيتك ابني ... خرج أبومصطفى وقاده الى داخل الغرفة 0 سلّم وردّالجميع التحية الا روناك .. أعاد تحيته موجها سلامه اليها فلم تجب ثم أردف قائلا :-
ـــــــ روناك ، كيف صحتك ؟
حاول الأب ان يعتذر لها بقوله :- اعذرها يا ابني ، هذه حالتها ........... كانت روناك في وضع يقطع نياط القلب حسرة وألما ، تلك الفتاة الجميلة البريئة أحالها القدر الىمجنونة بالفعل تعلو وجها صفرة وغبرة شعرها أشعث منفوش وقد جلست القرفصاء عيونها محدقة في سقف الغرفة، الدموع جارية على خديها كالسيل لا ينقطع ، بادر الأب قائلاكأنه يعيد اسطوانة سمعها أكثر مرة ناظرا لابنته ــــــ لسوء حظها ،(حرك يده تعبيرا عن ألمه) داست الجن وقت الغروب وهذا الذي صار ،انتهت روناك لا هي من صحتها ولا من مدرستها ..انظر الى الجراح في الرقبة والساق من أثر الوقعة ..
ـــــ اذا عادت صحتها خلال اسبوع ممكن اعادتها الى المدرسة هناك مجال ، لاحظ بعينه آثارالجراح على رقبتها وساقها – الأب صادق فيما يقول - وقد ضمدتا بلفائف طبية ،هذا مايعتقدون به وهذه جراح لاشك فيها ... بعد جلسة قصيرة آلمته عاد الى غرفته متمنيالها الشفاء والسلامة ...رمى بثقله على فراشه مرددا مع نفسه:- يا ربُّ ، بمن أصدق ، أصدق الدكتور أم أكذب عيني ؟ سقوطها من السقف تبدوحقيقة لا مجال للنقاش فيها ،الضماد على رقبتها ورجلها دليل على صدق الأب 0 هل ينكر الدكتور بعد الآن براءة روناك ؟ خسرت هذه الفتاة المسكينة العام الدراسي وهي بهذه الحالة لا يمكنها مواصلة دراستها ..... أمن المعقول أن أقف عند هذا الحد وأرضى بالتهمة الملصقة بشرفي وكرامتي لا وألف لا ثم شرع يردد بيت شعر سمعه وقرأءه :-
وأرى السكوت يضيعها......... انّ الحقـوق لهـا فـــمُ
بعد اصطراع طويل ومؤلم كان فيه هو الخاسر حيث غلبه
سلطان النوم ، نهض صباحا وفي ذهنه ان يكلم الدكتور بما رأى ثم يرى بعد ذلك رد فعل الدكتور وكيف يجمع بين الحالتين السقوطوالاسقاط .....أنهى مهند محاضراته في المدرسة وجاء المستوصف ليلتقي الدكتور ويدور بينها الحديث ،قال مهند :-ــــــــ دكتور ، زرت البارحة روناك في غرفتها 0
قاطعه الدكتور بقوله :- هل اعترفت لك بجريمتها ( أضافساخرا ) كيف وأنت المجرم؟!!
ـــــــ لا تكنقاسيا ، والله ، رأيتها في حالة مأساوية تؤلم ،لا يتحملها الرجل الشريف ،مجنونة تماما شكلا ومضمونا 0
ـــــــ (باستهزاء ) لعن الله الفاعل
ـــــــ (بثقة ) ألف مرة 0 دكتور ، الشيء الذي لفت نظري يؤيد ما قاله والدها لقد سقطت فعلا من سطح الدار، الجروح والخدوش واضحة على ساقها ورقبتها و الضماد الطبي يشدّ الرقبةوالساق باحكام 0
أطال الدكتور في صمته وشرع يقلب صفحات الماضي ثم قال :-
ـــــــ أتذكر قبل شهرين أو أقل بقليل جاءت روناكوامها وهناك جروح في رجل روناك وساقهاعالجتها هنا وأعطيتها ضمادا اضافيا لتستفيد منه في البيت 0
ــــــ حتى هذهاللحظة في نظرك انا المتهم أم ثبتت براءتي
ــــــ يا أخي ،ما علاقة التهمة بهذه الجروح ، نعم انها مصابة .. هناك دليل لا يقبل الشك اللقيط الذي رأيته بعيني والابرة التي صرفتها لاسقاطه... هذا موضوع وهذاموضوع ، لا مجال لخلط الأوراق 0
ــــــ سأحاولالمستحيل لقاء روناك والحديث معها ولو أدىبي أن أسكن الفندق من جديد .. يجب أن أعرف الحقيقة 0
ضحك الدكتور عاليا مما أثار حفيظة مهند وتركهمتألما ..
محمد السويجت
تعليق