استشاطت غضبا . نط دانيا ، أعجز لسانها بكفه ، وهو يمسح المكان بنظرات فزعة : " أرجوك ، لا تعطيه تذكرة مجانية للنوم ".
مشهد درامي تمتزج فيه روائح التشظي ورائحة" الكأس" العنوان يتكون من كلمة واحدة .. " الكأس " وحوار شبه وحيد من طرف واحد الشخصيات : اثنتين .. رجل وامرأة لغة الحوار تتطور من الغضب للضرب للرجاء لكن ما وجدته غريبا في هذا المشهد أن يرجو من كان سلاح دفاعه الضرب ويتوسل .. كيف؟ وكان هو الأقوى بدليل أنه أخرس لسانها بصفعة نجد في هذه القصة أحداثا كثيرة ومشاهد لمسرحية من فصول عدة في بضع سطور اختزلت كل سيناريو الأحداث أجاد الأديب ربيع أن يلملم السيناريو الطويل ويجعله مضغوطا ليقول حكايا يتشظى لها المجتمع في بضع كلمات التشظي.. حالة جعلت المرأة استشاطت وانفجرت غاضبة بعدما لم تستطع تحمل المشهد الذي يتكرر أمامها كل يوم .. مشهد رجل يعاقر كأسا وتكون عالمه الذي يدور في فلكه وينسى عالمه الحقيقي ومسؤولياته التي تخلى عنها في سبيل معاقرة الكأس .. امرأة لم تستطع تحمل المشهد الوحيد الذي يتكرر والذي بدوره يتفرع لمشتهد عدة ربما تكون تراجيدية .. مشهد ربّ البيت لا همّ له سوى معاقرة الكأس الذي لا يرتشف السمّ الذي فيه لوحده بل يجعل تلك المرأة كذلك ترتشف معه سمّه الذي يقتل أنفاس البيت ويكون معولا لهدمه وربما يرتشفه أولادهما كذلك .. الكأس .. غالبا ما تكون هذه المفردة كناية عن الخمر .. لو تتبعنا أحداث القصة سنجد فعلا أن الرجل كان يعاقر كأس الخمر .. لولا هذا لما غضبت بل استشطت المرأة ولما كانت عبارة الرجل رجاءً بعدما كان في موقع القوة .. " أعجز لسانها بكفه" لطمها ، صفعها جعلها تبتلع حمم الغضب التي كان يقذفها لسانها .. استعمل القوة لكن سرعان ما تحول لموقع الضعف حين مسح مساحة الحدث ووجد الكأس في يدها وفزع لهذا .. في قرارة نفسه كان يعرف أنه ضعيف بل أضعف منها .. وظهر هذا الضعف بسرعة في توسله ورجائه أن لا ترسل الكأس وتعطيه تذكرة للنوم .. حقيقة هذه العبارة استوقفتني كثيرا واستعصت على فهمي لوقت حتى أعدت قراءتها مرارا وفككتها بمشرط إيصال ذبذباتها مع باقي كلمات القصة .. هذا الرجل يستجدي زوجته أن لا تكسر الكأس وترسله لعالم الفناء .. غالبا ما يكون النوم شوطين أو حالتين .. حالة برزخ ما بين الحياة والموت أو حالة موت أبدية .. المرأة دخلت على زوجها ووجدته يعاقر كأسه ثم غضبت وأخذت الكأس لتكسره لكنه نطّ وخاف على الكأس أن ترسله للموت الأبدي .. في الحقيقة لم يفزع على الكأس بقدر ما فزع على كسر عالمه الذي يمدّه بالمتعة – الزائفة - .. تحطيم الكأس يعني تحطيم عالم الرجل وبالتالي موت جزئي لكل ما يتعلق بعالمه الذي يضجّ بالموت فعلا .. موت يمتزج مع الموت بوركت أخي ربيع وبوركت حروفك
عذرا لو شطحت حروفي بعيدا عن مدار القصة ..
هكذا رأيتها بمشهدها الباذخ
متابعة لحرفك الوارف تقديري
التعديل الأخير تم بواسطة فجر عبد الله; الساعة 11-09-2012, 07:37.
حين قرات تعليق الاستاذة فجر، ضربت لساني بالصمت
كان تحليلها عميقا.
فشكرا لاستاذي ربيع على نصه العميق، و شكرا للاستاذة الرائعة، فجر ، على تعليقها الثر، و عودة مباركة.
مودتي
قصة رغم حبكتها وصيغتها في السرد
الا وأننا أحسسنا حزنها الدفين وكأنها وليدة اللحظة
وجدت البعد الدلالي والروعة والعمق لكن ماشدني أكثر
هو احساسي العميق والحزين بهذه الكأس التي أتلفت كل جميل حولها
ربما ما يكتب من القلب لا يصل الا القلب
قصة ممتازة ...أستاذي القدير ربيع عبد الرحمن
كن بخير دائما .
كلمة ( كأس )
أخذت منها دورانها ، و انقلابها بين الناس
كلمة كأس ليس معناها ( الخمر )
فهناك كأس للضنى
و كأس للفشل
و كأس للخيبة
و كأس للندامة
و كأس .................................................. ........ز
و عدوا ما تشاءون من كؤوس
كأنها خطى الوقت علينا و على أقدارنا !
هذا ما أحببت توضيحه .. لأن واقع القصة أن بها ثلاثة أبطال
هو هي .. و هو البعيد القريب الذي لا ينام !!
كلمة ( كأس )
أخذت منها دورانها ، و انقلابها بين الناس
كلمة كأس ليس معناها ( الخمر )
فهناك كأس للضنى
و كأس للفشل
و كأس للخيبة
و كأس للندامة
و كأس .................................................. ........ز
و عدوا ما تشاءون من كؤوس
كأنها خطى الوقت علينا و على أقدارنا !
هذا ما أحببت توضيحه .. لأن واقع القصة أن بها ثلاثة أبطال
هو هي .. و هو البعيد القريب الذي لا ينام !!
توضيح رائع أستاذي ربيع
فعلا هناك كؤوس عدة وكأس الأيام المرير الذي تتناقله اللحظات على الناس
ليرتشفوا منه كل على حسب مقدار الآلام والمحن التي تمر به
لكن اعذر حرفي أن رأى القصة تصور مشهد " كأس " على أنها كأس خمر ..
لأن مثل هذه الكأس تكون سبب للخيبة والدمار والبؤس والفشل والندم تمتزج فيه كل ألوان العذاب والقهر والضياع
ويبقى لكل قصة أبواب عدة يلج منها القارئ وقصتك راااائعة فعلا تحتمل عدة قراءات وعدة تأويلات
وتوضيحك رائع جدا كشف لنا زوايا أخرى
بورك حرفك
تقديري
هو كاس الندامة، الذي يتجرعه من وراء شاشة حاسوبه،
هي زوجته الذي يسكتها وتريد أن تنتقم بصب ماء
الكاس على حاسوبه كي تنيمه نومة ابدية
بسبب غضبها منه..
وهو يرجو ان تكف عنه...
هكذا رايت نصك المفتوح للتاويل...
شكرا لك، مودتي واحترامي وتقديري.
التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 12-09-2012, 08:50.
استشاطت غضبا . نط دانيا ، أعجز لسانها بكفه ، وهو يمسح المكان بنظرات فزعة : " أرجوك ، لا تعطيه تذكرة مجانية للنوم ".
اغضبها خوفه الكبير وتردده بالنزول من على السور الى صحن الدار ، وتحت الحاحها نط دانيا منها .
النط في اللغة تعني الذهاب بعيدا ، او الشد ..، وفي اللغة ايضا تعني القفز ، المهم ان العشيق صار الان في الدار ، ولانه خائف من اية همسة كمم فمها بكفه ، لا يريدها ان تتفوه بحرف واحد قد يوقظ زوجها ، اباها ، او اخاها ، المستغفل ، ثم اخذ يمسح المكان " الغرفة " بعينيه مفزوعا فرآه يغط في نوم عميق ، وادرك انها قد وضعت له تذكرة من المخدر ، فصحا ضميره فجاة ونط امامه مباشرة : "مش عيب عليك تستغفل الرجال ، بتحب مرتك او اختك تعمل معك هيك ، روح يا شيخ ربنا يهدك "، فحزن على نفسه كثيرا ، وقال لها والرعب يملؤ قلبه : ارجوك لا تخدريه مرة ثانية ليذهب في مثل هذا النوم العميق .. حرام عليك .
الى هنا انتهت محاولتي حل هذا اللغز المكين ، واسال بعدها : اين القصة استاذ ربيع ، اين الامتاع ، ام ان الاستسهال في الادب اصبح سمة هذا المكان .
تحيتي لك
التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم شحدة; الساعة 11-09-2012, 23:47.
استشاطت غضبا . نط دانيا ، أعجز لسانها بكفه ، وهو يمسح المكان بنظرات فزعة : " أرجوك ، لا تعطيه تذكرة مجانية للنوم ".
ياللكؤوس التي تدفع بالرجال للنوم على قارعة الطريق أو
في أي مكان
حتى لو قرب مكب للنفايات
نص قوي ربيع جدا
مذاقه مر لكنه حقيقي
ودي وشتائل شوق لك سيدي الكريم
نص جميل،شربت نخب جماله بمحبة من خلال قراءته وقراءة الردود التي أثرته، ...ورد الربيع لا تكفي لتحية الربيع، فلعبيرك قلبي وأكثر،مودتي، أيها الربيع الجليل.
مشهد درامي تمتزج فيه روائح التشظي ورائحة" الكأس" العنوان يتكون من كلمة واحدة .. " الكأس " وحوار شبه وحيد من طرف واحد الشخصيات : اثنتين .. رجل وامرأة لغة الحوار تتطور من الغضب للضرب للرجاء لكن ما وجدته غريبا في هذا المشهد أن يرجو من كان سلاح دفاعه الضرب ويتوسل .. كيف؟ وكان هو الأقوى بدليل أنه أخرس لسانها بصفعة نجد في هذه القصة أحداثا كثيرة ومشاهد لمسرحية من فصول عدة في بضع سطور اختزلت كل سيناريو الأحداث أجاد الأديب ربيع أن يلملم السيناريو الطويل ويجعله مضغوطا ليقول حكايا يتشظى لها المجتمع في بضع كلمات التشظي.. حالة جعلت المرأة استشاطت وانفجرت غاضبة بعدما لم تستطع تحمل المشهد الذي يتكرر أمامها كل يوم .. مشهد رجل يعاقر كأسا وتكون عالمه الذي يدور في فلكه وينسى عالمه الحقيقي ومسؤولياته التي تخلى عنها في سبيل معاقرة الكأس .. امرأة لم تستطع تحمل المشهد الوحيد الذي يتكرر والذي بدوره يتفرع لمشتهد عدة ربما تكون تراجيدية .. مشهد ربّ البيت لا همّ له سوى معاقرة الكأس الذي لا يرتشف السمّ الذي فيه لوحده بل يجعل تلك المرأة كذلك ترتشف معه سمّه الذي يقتل أنفاس البيت ويكون معولا لهدمه وربما يرتشفه أولادهما كذلك .. الكأس .. غالبا ما تكون هذه المفردة كناية عن الخمر .. لو تتبعنا أحداث القصة سنجد فعلا أن الرجل كان يعاقر كأس الخمر .. لولا هذا لما غضبت بل استشطت المرأة ولما كانت عبارة الرجل رجاءً بعدما كان في موقع القوة .. " أعجز لسانها بكفه" لطمها ، صفعها جعلها تبتلع حمم الغضب التي كان يقذفها لسانها .. استعمل القوة لكن سرعان ما تحول لموقع الضعف حين مسح مساحة الحدث ووجد الكأس في يدها وفزع لهذا .. في قرارة نفسه كان يعرف أنه ضعيف بل أضعف منها .. وظهر هذا الضعف بسرعة في توسله ورجائه أن لا ترسل الكأس وتعطيه تذكرة للنوم .. حقيقة هذه العبارة استوقفتني كثيرا واستعصت على فهمي لوقت حتى أعدت قراءتها مرارا وفككتها بمشرط إيصال ذبذباتها مع باقي كلمات القصة .. هذا الرجل يستجدي زوجته أن لا تكسر الكأس وترسله لعالم الفناء .. غالبا ما يكون النوم شوطين أو حالتين .. حالة برزخ ما بين الحياة والموت أو حالة موت أبدية .. المرأة دخلت على زوجها ووجدته يعاقر كأسه ثم غضبت وأخذت الكأس لتكسره لكنه نطّ وخاف على الكأس أن ترسله للموت الأبدي .. في الحقيقة لم يفزع على الكأس بقدر ما فزع على كسر عالمه الذي يمدّه بالمتعة – الزائفة - .. تحطيم الكأس يعني تحطيم عالم الرجل وبالتالي موت جزئي لكل ما يتعلق بعالمه الذي يضجّ بالموت فعلا .. موت يمتزج مع الموت بوركت أخي ربيع وبوركت حروفك
عذرا لو شطحت حروفي بعيدا عن مدار القصة ..
هكذا رأيتها بمشهدها الباذخ
متابعة لحرفك الوارف تقديري
كانت دراسة وافية تليق بالكبار أستاذة فجر
و قد اشتقنا كثيرا لمثل هذه البسالة في اقتحام النصوص
و كشف أغوارها
و التعامل معها بكل هذا الحرص و الدقة
شكرا كثيرا على ما أضفت لي بسخاء روحك و ذوقك الرفيع
تعليق