قصيدة : رحماكَ ربّي
للشاعر محمد السحّار
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,6,black" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رُحْمَاكَ رَبّي أَنَا في حِمَاكَا=في ظُلْمَةِ الليْلِ أَرْجو نَدَاكَا
أَشْقَانِيَ الذَنْبُ وَالذَنْبُ يُشْقِي=العَبْدُ عَبْدُكَ مَا لي سِوَاكَا
الدَمْعُ يَغْسِلُ ذَنْباً وَيمْحي=طوبَى لِعَبْدٍ بَكَى في رِضَاكَا
القَلْبُ يَسْمو وَيَرْجو نَجَاةً=فَاصْفَََحْ إِلََهي لِِقَلْبٍ رَجَاكَا
إنّي عَلَى العَهْدِ مَا زلْتُ أَمْضِي=إِنْ تهْتُ دَرْبِي هَدَاني هُدَاكَا
فَاجْعَلْ حَيَاتِي رَبيعاً وَنُوراً=وَارْزقْ فَقِيرَكَ أََعْلى رُبَاكَا
أَنْتَ الرَحِيمُ وَمَنْ لِي سِوَاكَا=فاغْفِرْ إِلَهي لِعَبْدٍ أَتَاكَا [/poem]
في الحقيقة أشكر الأخ محمد السحار على إتاحته هذه الفرصة لتوضيح مهم , وهو إن استحداث بحور أو دوائر عروضية ليس بالأمر الذي يخل بعروض الخليل , وإن أية دائرة لا تنطبق عليها ضوابط الخليل لا يمكن أن تنتج من مجرد نظم بأسلوب يختلف عن بحور الخليل , وفي هذه القصيدة خير برهان على إن أي بحر وأية دائرة عروضية لا يمكن أن ينتجا لمجرد الرغبة في وضعهما إن كانا يختلفان عن مبادئ الخليل.
ومثلما تفضل الأخ محمد السحار بأن البحر الجديد هو :
مستفعلن فاعلن فاعلاتن
ولمعرفة إنه بحر جديد يمكن اختبار دائرته العروضية كما يلي , حيث لا يوجد بحر لا ينتظم في دائرة عروضية :
1- الإختبار الأول : على افتراض إن مستفعلن تتكون من ( سبب + سبب + وتد )
تن مستفعلن فاعلن فاعلا
مفعولن فعولن فعولن فعل
وكنتيجة لهذا فإن تفعيلة ( مفعولن ) غير واردة في تفعيلات العروض كتفعيلة تامة إضافة لظهور تفعيلة ( فعِلْ ) كتفعيلة تامة وهي أيضا غير موجودة في دوائر العروض , ولهذا لا يمكن اعتماد هذا البحر , وهذه الدائرة.
2- افتراض إن مستفعلن تتكون من ( سبب + وتد + سبب )
مستفع لن فاعلن فاعلاتن
تن مستفع لن فاعلن فاعلا
مفعولات مستفعلن فاعلن
علن مفعولات مستفعلن فا
مفاعيلن فاع لاتن فعولن
لن مفاعيلن فاع لاتن فعو
فاعلاتن مستفع لن فاعلن
علن فاعلاتن مستفع لن فا
فعولن فعولن مستفعلاتن
وهنا يلاحظ ظهور تفعيلة أخرى جديدة هي ( مستفعلاتن ) وهي أيضا غير موجودة في تفعيلات الدوائر العروضية.
وهكذا يمكن اختبار بقية الإفتراضات والتي تعتمد على بناء تفعيلة ( فاعلاتن ) أيضا , بالرغم من إن هذين الإختبارين يسقطان أية اختبارات أخرى.
وبالعودة إلى عروض الخليل ودوائره , وما جاز في الشعر العربي , ومن البحث في أقرب بحر لما نظم عليه الأخ السحار نجد ما يلي :
مستفعلن فاعلن فاعلاتن
ويمكن إعادة تنسيق التفعيلات كما يلي :
عولن فعولن فعولن فعولن ... عولن فعولن فعولن فعولن
ومن هنا يتضح إن القصيدة هي على بحر المتقارب , مع ملاحظة خرم التفعيلة الأولى في الشطر الأول والشطر الثاني .
وقد عرف العروضيون الخرم :
بأنه قطع فاء الوتد , ولا يكون إلا في أوائل الأبيات , ولا يكون إلا في بحر أوله وتد , مثل ( فعولن وزحافها ) في الطويل و المتقارب , و ( مفاعلتن وزحافها ) في الوافر , و ( مفاعيلن وزحافها ) في الهزج , و( مفاعيل وزحافها) في المضارع .
وقد اختلف العروضيون فيه , فالخليل أجازه في أول الأبيات فقط ( في الشطر الأول ) بينما أجازه الأخفش في الشطر الثاني أيضا لوروده في الشعر العربي , وقلة من العروضيين أجازوه في الحشو ( دون إسناد من الشعر العربي ) . وأكثر ما جاء الخرم في بحر المتقارب , لكونه بحر يحتمل النقصان في تفعيلاته أكثر من بقية البحور.
قال الشاعر ( أنشده الجوهري ) :
قدّمتُ رجلاً فإنْ لمْ ترَعْ ... قدّمتُ أخرى فنلتُ القَرارا
فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعولن
ويلاحظ الخرم في تفعيلة فعولن الأولى في الصدر وفي العجز أيضا.
وقال الأعشى ( من ديوانه ):
فموتوا كراماً بأسيافِكمْ ... والموتُ يجشمهُ منْ جشَمْ
فعولن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولُ فعولن فعلْ
* وهنا لو حذفنا الفاء من أول البيت لما اختل وزنه :
موتوا كراماً بأسيافِكمْ ... والموتُ يجشمهُ منْ جشَمْ
فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولُ فعولن فعلْ
وقال امرؤ القيس ( من ديوانه ) :
وعينٌ لها حدرةُ بدرةٍ ... شقّتْ مآقيهما من أُخَرْ
فعولن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعلْ
*وهنا أيضا يمكن أن نسقط حرف الواو من أول البيت دون خلل في وزنه :
عينٌ لها حدرةُ بدرةٍ ... شقّتْ مآقيهما من أُخَرْ
فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعلْ
** هذان التحويران أجريا فقط للتوضيح في حالة اجتماع الخرم في الشطرين
وبالطبع ليس هناك تحديد على الخرم , أقصد أنه يمكن أن يأتي في كامل القصيدة.
وكما أجازه الخليل وأجازه الأخفش يمكن أن تأتي كل تفعيلات ( فعولن ) الأولى في الشطر الأول وفي الشطر الثاني مخرومة ( عولن – التي تقلب إلى فعْلن ) كما هي في قصيدة الأخ الشاعر محمد السحار.
ويكون بحر ووزن القصيدة بالكامل :
عولن فعولن فعولن فعولن ... عولن فعولن فعولن فعولن
فعْلن فعولن فعولن فعولن ... فعْلن فعولن فعولن فعولن
ويمكن استخدام الزحافات الجائزة في بحر المتقارب جميعها , في العروض وفي الضرب وفي الحشو.
....
للشاعر محمد السحّار
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,6,black" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رُحْمَاكَ رَبّي أَنَا في حِمَاكَا=في ظُلْمَةِ الليْلِ أَرْجو نَدَاكَا
أَشْقَانِيَ الذَنْبُ وَالذَنْبُ يُشْقِي=العَبْدُ عَبْدُكَ مَا لي سِوَاكَا
الدَمْعُ يَغْسِلُ ذَنْباً وَيمْحي=طوبَى لِعَبْدٍ بَكَى في رِضَاكَا
القَلْبُ يَسْمو وَيَرْجو نَجَاةً=فَاصْفَََحْ إِلََهي لِِقَلْبٍ رَجَاكَا
إنّي عَلَى العَهْدِ مَا زلْتُ أَمْضِي=إِنْ تهْتُ دَرْبِي هَدَاني هُدَاكَا
فَاجْعَلْ حَيَاتِي رَبيعاً وَنُوراً=وَارْزقْ فَقِيرَكَ أََعْلى رُبَاكَا
أَنْتَ الرَحِيمُ وَمَنْ لِي سِوَاكَا=فاغْفِرْ إِلَهي لِعَبْدٍ أَتَاكَا [/poem]
في الحقيقة أشكر الأخ محمد السحار على إتاحته هذه الفرصة لتوضيح مهم , وهو إن استحداث بحور أو دوائر عروضية ليس بالأمر الذي يخل بعروض الخليل , وإن أية دائرة لا تنطبق عليها ضوابط الخليل لا يمكن أن تنتج من مجرد نظم بأسلوب يختلف عن بحور الخليل , وفي هذه القصيدة خير برهان على إن أي بحر وأية دائرة عروضية لا يمكن أن ينتجا لمجرد الرغبة في وضعهما إن كانا يختلفان عن مبادئ الخليل.
ومثلما تفضل الأخ محمد السحار بأن البحر الجديد هو :
مستفعلن فاعلن فاعلاتن
ولمعرفة إنه بحر جديد يمكن اختبار دائرته العروضية كما يلي , حيث لا يوجد بحر لا ينتظم في دائرة عروضية :
1- الإختبار الأول : على افتراض إن مستفعلن تتكون من ( سبب + سبب + وتد )
تن مستفعلن فاعلن فاعلا
مفعولن فعولن فعولن فعل
وكنتيجة لهذا فإن تفعيلة ( مفعولن ) غير واردة في تفعيلات العروض كتفعيلة تامة إضافة لظهور تفعيلة ( فعِلْ ) كتفعيلة تامة وهي أيضا غير موجودة في دوائر العروض , ولهذا لا يمكن اعتماد هذا البحر , وهذه الدائرة.
2- افتراض إن مستفعلن تتكون من ( سبب + وتد + سبب )
مستفع لن فاعلن فاعلاتن
تن مستفع لن فاعلن فاعلا
مفعولات مستفعلن فاعلن
علن مفعولات مستفعلن فا
مفاعيلن فاع لاتن فعولن
لن مفاعيلن فاع لاتن فعو
فاعلاتن مستفع لن فاعلن
علن فاعلاتن مستفع لن فا
فعولن فعولن مستفعلاتن
وهنا يلاحظ ظهور تفعيلة أخرى جديدة هي ( مستفعلاتن ) وهي أيضا غير موجودة في تفعيلات الدوائر العروضية.
وهكذا يمكن اختبار بقية الإفتراضات والتي تعتمد على بناء تفعيلة ( فاعلاتن ) أيضا , بالرغم من إن هذين الإختبارين يسقطان أية اختبارات أخرى.
وبالعودة إلى عروض الخليل ودوائره , وما جاز في الشعر العربي , ومن البحث في أقرب بحر لما نظم عليه الأخ السحار نجد ما يلي :
مستفعلن فاعلن فاعلاتن
ويمكن إعادة تنسيق التفعيلات كما يلي :
عولن فعولن فعولن فعولن ... عولن فعولن فعولن فعولن
ومن هنا يتضح إن القصيدة هي على بحر المتقارب , مع ملاحظة خرم التفعيلة الأولى في الشطر الأول والشطر الثاني .
وقد عرف العروضيون الخرم :
بأنه قطع فاء الوتد , ولا يكون إلا في أوائل الأبيات , ولا يكون إلا في بحر أوله وتد , مثل ( فعولن وزحافها ) في الطويل و المتقارب , و ( مفاعلتن وزحافها ) في الوافر , و ( مفاعيلن وزحافها ) في الهزج , و( مفاعيل وزحافها) في المضارع .
وقد اختلف العروضيون فيه , فالخليل أجازه في أول الأبيات فقط ( في الشطر الأول ) بينما أجازه الأخفش في الشطر الثاني أيضا لوروده في الشعر العربي , وقلة من العروضيين أجازوه في الحشو ( دون إسناد من الشعر العربي ) . وأكثر ما جاء الخرم في بحر المتقارب , لكونه بحر يحتمل النقصان في تفعيلاته أكثر من بقية البحور.
قال الشاعر ( أنشده الجوهري ) :
قدّمتُ رجلاً فإنْ لمْ ترَعْ ... قدّمتُ أخرى فنلتُ القَرارا
فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعولن
ويلاحظ الخرم في تفعيلة فعولن الأولى في الصدر وفي العجز أيضا.
وقال الأعشى ( من ديوانه ):
فموتوا كراماً بأسيافِكمْ ... والموتُ يجشمهُ منْ جشَمْ
فعولن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولُ فعولن فعلْ
* وهنا لو حذفنا الفاء من أول البيت لما اختل وزنه :
موتوا كراماً بأسيافِكمْ ... والموتُ يجشمهُ منْ جشَمْ
فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولُ فعولن فعلْ
وقال امرؤ القيس ( من ديوانه ) :
وعينٌ لها حدرةُ بدرةٍ ... شقّتْ مآقيهما من أُخَرْ
فعولن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعلْ
*وهنا أيضا يمكن أن نسقط حرف الواو من أول البيت دون خلل في وزنه :
عينٌ لها حدرةُ بدرةٍ ... شقّتْ مآقيهما من أُخَرْ
فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعلْ
** هذان التحويران أجريا فقط للتوضيح في حالة اجتماع الخرم في الشطرين
وبالطبع ليس هناك تحديد على الخرم , أقصد أنه يمكن أن يأتي في كامل القصيدة.
وكما أجازه الخليل وأجازه الأخفش يمكن أن تأتي كل تفعيلات ( فعولن ) الأولى في الشطر الأول وفي الشطر الثاني مخرومة ( عولن – التي تقلب إلى فعْلن ) كما هي في قصيدة الأخ الشاعر محمد السحار.
ويكون بحر ووزن القصيدة بالكامل :
عولن فعولن فعولن فعولن ... عولن فعولن فعولن فعولن
فعْلن فعولن فعولن فعولن ... فعْلن فعولن فعولن فعولن
ويمكن استخدام الزحافات الجائزة في بحر المتقارب جميعها , في العروض وفي الضرب وفي الحشو.
....
تعليق