قراءة عروضية لقصيدة الشاعر محمد السحّار " رحماكَ ربّي "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عادل العاني
    مستشار
    • 17-05-2007
    • 1465

    قراءة عروضية لقصيدة الشاعر محمد السحّار " رحماكَ ربّي "

    قصيدة : رحماكَ ربّي

    للشاعر محمد السحّار

    [poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,6,black" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

    رُحْمَاكَ رَبّي أَنَا في حِمَاكَا=في ظُلْمَةِ الليْلِ أَرْجو نَدَاكَا
    أَشْقَانِيَ الذَنْبُ وَالذَنْبُ يُشْقِي=العَبْدُ عَبْدُكَ مَا لي سِوَاكَا
    الدَمْعُ يَغْسِلُ ذَنْباً وَيمْحي=طوبَى لِعَبْدٍ بَكَى في رِضَاكَا
    القَلْبُ يَسْمو وَيَرْجو نَجَاةً=فَاصْفَََحْ إِلََهي لِِقَلْبٍ رَجَاكَا
    إنّي عَلَى العَهْدِ مَا زلْتُ أَمْضِي=إِنْ تهْتُ دَرْبِي هَدَاني هُدَاكَا
    فَاجْعَلْ حَيَاتِي رَبيعاً وَنُوراً=وَارْزقْ فَقِيرَكَ أََعْلى رُبَاكَا
    أَنْتَ الرَحِيمُ وَمَنْ لِي سِوَاكَا=فاغْفِرْ إِلَهي لِعَبْدٍ أَتَاكَا [/poem]



    في الحقيقة أشكر الأخ محمد السحار على إتاحته هذه الفرصة لتوضيح مهم , وهو إن استحداث بحور أو دوائر عروضية ليس بالأمر الذي يخل بعروض الخليل , وإن أية دائرة لا تنطبق عليها ضوابط الخليل لا يمكن أن تنتج من مجرد نظم بأسلوب يختلف عن بحور الخليل , وفي هذه القصيدة خير برهان على إن أي بحر وأية دائرة عروضية لا يمكن أن ينتجا لمجرد الرغبة في وضعهما إن كانا يختلفان عن مبادئ الخليل.

    ومثلما تفضل الأخ محمد السحار بأن البحر الجديد هو :
    مستفعلن فاعلن فاعلاتن
    ولمعرفة إنه بحر جديد يمكن اختبار دائرته العروضية كما يلي , حيث لا يوجد بحر لا ينتظم في دائرة عروضية :

    1- الإختبار الأول : على افتراض إن مستفعلن تتكون من ( سبب + سبب + وتد )
    تن مستفعلن فاعلن فاعلا
    مفعولن فعولن فعولن فعل

    وكنتيجة لهذا فإن تفعيلة ( مفعولن ) غير واردة في تفعيلات العروض كتفعيلة تامة إضافة لظهور تفعيلة ( فعِلْ ) كتفعيلة تامة وهي أيضا غير موجودة في دوائر العروض , ولهذا لا يمكن اعتماد هذا البحر , وهذه الدائرة.

    2- افتراض إن مستفعلن تتكون من ( سبب + وتد + سبب )
    مستفع لن فاعلن فاعلاتن
    تن مستفع لن فاعلن فاعلا
    مفعولات مستفعلن فاعلن
    علن مفعولات مستفعلن فا
    مفاعيلن فاع لاتن فعولن
    لن مفاعيلن فاع لاتن فعو
    فاعلاتن مستفع لن فاعلن

    علن فاعلاتن مستفع لن فا
    فعولن فعولن مستفعلاتن
    وهنا يلاحظ ظهور تفعيلة أخرى جديدة هي ( مستفعلاتن ) وهي أيضا غير موجودة في تفعيلات الدوائر العروضية.
    وهكذا يمكن اختبار بقية الإفتراضات والتي تعتمد على بناء تفعيلة ( فاعلاتن ) أيضا , بالرغم من إن هذين الإختبارين يسقطان أية اختبارات أخرى.

    وبالعودة إلى عروض الخليل ودوائره , وما جاز في الشعر العربي , ومن البحث في أقرب بحر لما نظم عليه الأخ السحار نجد ما يلي :

    مستفعلن فاعلن فاعلاتن
    ويمكن إعادة تنسيق التفعيلات كما يلي :
    عولن فعولن فعولن فعولن ... عولن فعولن فعولن فعولن
    ومن هنا يتضح إن القصيدة هي على بحر المتقارب , مع ملاحظة خرم التفعيلة الأولى في الشطر الأول والشطر الثاني .
    وقد عرف العروضيون الخرم :
    بأنه قطع فاء الوتد , ولا يكون إلا في أوائل الأبيات , ولا يكون إلا في بحر أوله وتد , مثل ( فعولن وزحافها ) في الطويل و المتقارب , و ( مفاعلتن وزحافها ) في الوافر , و ( مفاعيلن وزحافها ) في الهزج , و( مفاعيل وزحافها) في المضارع .
    وقد اختلف العروضيون فيه , فالخليل أجازه في أول الأبيات فقط ( في الشطر الأول ) بينما أجازه الأخفش في الشطر الثاني أيضا لوروده في الشعر العربي , وقلة من العروضيين أجازوه في الحشو ( دون إسناد من الشعر العربي ) . وأكثر ما جاء الخرم في بحر المتقارب , لكونه بحر يحتمل النقصان في تفعيلاته أكثر من بقية البحور.

    قال الشاعر ( أنشده الجوهري ) :
    قدّمتُ رجلاً فإنْ لمْ ترَعْ ... قدّمتُ أخرى فنلتُ القَرارا
    فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعولن

    ويلاحظ الخرم في تفعيلة فعولن الأولى في الصدر وفي العجز أيضا.

    وقال الأعشى ( من ديوانه ):
    فموتوا كراماً بأسيافِكمْ ... والموتُ يجشمهُ منْ جشَمْ
    فعولن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولُ فعولن فعلْ
    * وهنا لو حذفنا الفاء من أول البيت لما اختل وزنه :
    موتوا كراماً بأسيافِكمْ ... والموتُ يجشمهُ منْ جشَمْ
    فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولُ فعولن فعلْ

    وقال امرؤ القيس ( من ديوانه ) :
    وعينٌ لها حدرةُ بدرةٍ ... شقّتْ مآقيهما من أُخَرْ
    فعولن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعلْ

    *وهنا أيضا يمكن أن نسقط حرف الواو من أول البيت دون خلل في وزنه :
    عينٌ لها حدرةُ بدرةٍ ... شقّتْ مآقيهما من أُخَرْ
    فعْلن فعولن فعولن فعلْ ... فعْلن فعولن فعولن فعلْ

    ** هذان التحويران أجريا فقط للتوضيح في حالة اجتماع الخرم في الشطرين

    وبالطبع ليس هناك تحديد على الخرم , أقصد أنه يمكن أن يأتي في كامل القصيدة.
    وكما أجازه الخليل وأجازه الأخفش يمكن أن تأتي كل تفعيلات ( فعولن ) الأولى في الشطر الأول وفي الشطر الثاني مخرومة ( عولن – التي تقلب إلى فعْلن ) كما هي في قصيدة الأخ الشاعر محمد السحار.
    ويكون بحر ووزن القصيدة بالكامل :

    عولن فعولن فعولن فعولن ... عولن فعولن فعولن فعولن
    فعْلن فعولن فعولن فعولن ... فعْلن فعولن فعولن فعولن

    ويمكن استخدام الزحافات الجائزة في بحر المتقارب جميعها , في العروض وفي الضرب وفي الحشو.


    ....
  • محمد سمير السحار
    شاعر
    • 16-05-2007
    • 1067

    #2
    [align=center]أخي الحبيب وأستاذي الشاعر الكبير عادل العاني
    أشكركَ على هذه الدراسة النقدية لقصيدتي " رحماكَ ربّي "
    لكَ نظرة ثاقبة ومختلفة دائماً أستاذنا الجليل " ما شاء الله "
    وأجد أن الأخ الحبيب والشاعر القدير إكرامي قورة وافقكَ في كون القصيدة على بحر المتقارب تقريباً
    وسوفَ ألفت نظره إلى هذه الدراسة الرائعة وإن كانَ لي تحفظ على البحر وسوف أنشر هذا الرأي بعد أن يفضي الإخوة الشعراء برأيهم
    وإلى الملتقى إن شاء الله
    خالص تقديري ومحبتي على الدوام
    أخوك
    محمد سمير السحار
    [/align]

    تعليق

    • محمد سمير السحار
      شاعر
      • 16-05-2007
      • 1067

      #3
      [align=center]إخواني الأساتذة الأفاضل حفظكم الله
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أرجو أن يسع لي صدركم في هذا الرد الهام والذي أسميته( البحث عن الحقيقة) وذلك للبحث عن حقيقة البحر الذي جاءت عليه قصيدتي هذه
      وقد قمتُ في بحثي هذا متجرّداً من العاطفة لكوني أنا من كتب القصيدة مع أخذ بعين الاعتبار ما تفضّل به أساتذتي الأفاضل الكرام جزاهم الله كل الخير

      وإليكم ما توصلتُ إليه

      البحث عن الحقيقة
      الاحتمال الأول وهو الاعتقاد الأرجح لدى الأستاذين الفاضلين سليمان أبو ستة والدكتور عمر خلوف أن تكون القصيدة على وزن ( الموفور ) كما سمته الشاعرة نازك الملائكة رحمها الله أو اللاحق كما اختار الدكتور عمر خلوف له هذه التسمية

      مستفعلن فاعلن فاعلن
      مستفعلن فاعلن فاعلن

      ومع زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع ( الترفيل ) على كل من العروض والضرب تتحول تفعيلة (فاعلن ) إلى ( فاعلاتن ) وهذا رأيٌ قوي برأيي ويناسب ما جاءت عليه القصيدة

      مستفعلن فاعلن فاعلاتن
      مستفعلن فاعلن فاعلاتن


      إلا أنّ الأستاذ الجليل سليمان أبو ستة لم يطمئن إلى ظهور علة الترفيل في ( فاعلاتن ) عروضاً وقالَ إنّ ذلك سيغير من شخصية البحر الموفور أو اللاحق مما جعلني أبحث عن احتمالات أخرى مع تكرار تفعيلة واحدة في الشطر الواحد على الأقل مرتين

      الاحتمال الثاني أن تكون القصيدة وهي تامة على وزن

      مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن
      مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن

      وهذا احتمالٌ مرفوض جملةً وتفصيلاً لأنّ علة الحذف تحول (فاعلاتن) إلى (فاعلن) في الحشو مرفوض

      الاحتمال الثالث أن تكون القصيدة وهي تامة على وزن

      مستفعلن فاعلاتن مستفعلن
      مستفعلن فاعلاتن مستفعلن

      ومثال هذا البحر قولي
      وهذا محاولة فقط منّي لتبيان كيفَ سيكون الوزن عملياً فاعذروني على هذه المحاولة


      يا ساكناً في فؤادي أنتَ المنى
      أنْتَ الحبيبُ المُجافي أنْتَ الأسى

      على أن يعتري التفعيلة (مستفعلن) في كل من العروض والضرب
      أولاً القطع فتصيرمستفعل (مفعولن )ثمّ الخبن فتصير: مُتَفْعِلْ ( فعولن )
      وهذا الاحتمال أرى أنّه يجب الأخذ فيه لأنّه يناسب الوزن الذي جاءت عليه القصيدة
      مستفعلن فاعلاتن فعولن
      مستفعلن فاعلاتن فعولن

      وهذا ما يقود إلى ما أعتقدتُ أنّ القصيدة على بحر جديد وقديم بنظري

      فلا يمكن أن يكون الخليل رحمه الله قد استطاع معرفة وحصر وجمع جميع ما نظمَ عليه العرب منذ قرون

      الاحتمال الرابع وهو رأي أستاذي الفاضل عادل العاني أنّ القصيدة هي على بحر المتقارب , مع ملاحظة خرم التفعيلة الأولى في الشطر الأول والشطر الثاني
      وأنا أختلف مع أستاذي الغالي عادل في هذا الرأي لاستخدامي الخبن في القصيدة ومع أخذ العلم أنّ الخبن يدخل في عشرة أبحر هي الرجز،البسيط،الرمل،المنسرح،السريع،المديد،المقتضب،ا لخفيف،المجتث،المتدارك

      ولا نرى أنّه يدخل في بحر المتقارب
      لذلك أستبعدُ هذا الرأي

      ومن خلال الدراسة السابقة في البحث عن الحقيقة أساتذتي الأفاضل
      وما أنا إلا مجتهدٌ ولستُ عالماً
      أرى أنّ الاحتمالين الأول والثالث هما يمثلان جزءً من الحقيقة التي أنشدها
      والله أعلم العالمين
      وتقبّلوا خالص التقدير والاحترام
      أخوكم
      محمد سمير السحار
      [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد سمير السحار; الساعة 25-06-2007, 23:18.

      تعليق

      • د.مصطفى عطية جمعة
        عضو الملتقى
        • 19-05-2007
        • 301

        #4
        الأستاذ / عادل العاني
        دراسة جيدة ، في وقت ندرت فيه هذه الدراسات ، ولكنها تعود لتؤسس وعيا نقديا بأهمية الموسيقى ، ودلالات البحور ، وترشد الشاعر إلى بنيته الموسيقية .
        تحياتي وأهلا بهذا اللون الغائب عن ساحتنا .

        تعليق

        يعمل...
        X