الماء لا يأخذ شكل الوعاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد مثقال الخضور
    مشرف
    مستشار قصيدة النثر
    • 24-08-2010
    • 5517

    الماء لا يأخذ شكل الوعاء

    الماءُ لا يأْخذُ شكلَ الوعاء !




    لِأَنـنا صدَّقنا أَنَّ الماءَ يعشقُ السقوطَ . . والاستواء
    لم نتمكن من رؤية الـتَـبَخُّـرِ . .
    ولم نفهمْ طريقةَ المطرِ في انتقاءِ المكان !

    الهروبُ انتصارٌ على البوصلة
    مللٌ جريءٌ من خطوطِ الطولِ . . وسطوةِ الشمال
    الغمامُ ماءٌ هاربٌ من الأَسرِ
    يُحدِّثُ الفضاءاتِ عن أَهوالِ الأَرضِ
    ويعودُ . . حين تناجيهِ الشتلةُ الذاوية

    الجَـزْرُ نَـدَمُ البحرِ على ما أَضاعَ من ماء !
    يستعيدُ كبرياءَهُ على السواحلِ
    ويبكي على ما يَـختـنقُ على أَطرافِهِ
    من الصغار !

    المَدُّ قطراتٌ تأْبى أَن يحتويها الملحُ
    تُـقايضُ زُرقـتـها بالعذوبةِ على حاشيةِ الأَرضِ
    وتمحو آثارنا عن الرمالِ . .
    فلا يهتدي إِليها الظامئون !

    يَتخلَّصُ التائِهُ من عُبوديَّـتهِ للمجرَّاتِ . .
    لكي يَـعـثـُر على قدميه !
    ومن أَسئلَـتِـهِ . .
    لكي يُـنكرَ أَسماءَهُ على الطريق
    لا وسيطَ بـيـنَـهُ وبينَ الأَمكنةِ . .
    سوى غمامةٍ تَتنازلُ عن شهوةِ العلوِّ
    لكي تعـثـرَ على خُطواتِهِ وسطَ الشائعات . .

    السرابُ . .
    بحيراتٌ زاخرةٌ بالظمأِ . .
    والظهيرةِ . .
    وخيباتِ الأَمل .

    صُورٌ تُـعلِّقها الشمسُ الحزينةُ على جدارِ الأَرضِ
    حين تفتقدُ البرودةَ . . والمطر

    السماءُ أُمُّ الـبُذورِ . . والـغَـرائِب
    الأَرضُ أُمُّ المسافِرِ . . والغريق
    الماءُ صُدفةٌ جميلةٌ تجمعُ بينَ الأَرضِ والسماء
    نَحنُ الصدفةُ التي تجمعُ بينَ التيهِ والطرقِ اليتيمةِ
    نُـؤَجِّـلُ موتَـنـا ، لِأَنَّـنـا لا نعرفُ . .
    كيفَ سنصعدُ إِلى أَرواحِنا . .
    والدروبُ كُـلُّـها مُمدَّدةٌ على الأَرض ؟!

    الماءُ لا يأْخذُ شكلَ الوعاءِ . .
    إِلا حينَ يحزن !
    فكلُّ حفنةٍ منهُ تعزلُـهـا الأَواني
    تَـخلُدُ إِلى ذكرياتِـها
    تنشغلُ برسمِ خيالاتِ العابرينَ
    إِلى أَن يستعيدَها الغيمُ
    أَو ينكسرَ الإِناء

    والماءُ لا يأْخذُ شكلَ الطريقِ
    إِلا حينَ يحزن
    فكلُّ دمعةٍ تذرفها المحطاتُ
    تظلُّ عالقةً على نافذةِ القطارِ
    إِلى أَن يستعيدَها الغيمُ
    أَو تنكسرَ المسافةُ بينَ الـمَـنْـبَـعـيْـن !
  • وليد مروك
    أديب وكاتب
    • 12-11-2011
    • 371

    #2
    أشكرالجمال الذي حضرهنا بقوة
    في الحقيقة أنني مندهش
    مصعوق ومبتهج
    تساميت على حدود
    اللغة الممكنة
    نقطة ثابتة
    راسخة
    كثير من الشعر
    والخيال
    أبدعت أستاذي الفاضل

    تعليق

    • محمد ثلجي
      أديب وكاتب
      • 01-04-2008
      • 1607

      #3
      المَدُّ قطراتٌ تأْبى أَن يحتويها الملحُ
      تُـقايضُ زُرقـتـها بالعذوبةِ على حاشيةِ الأَرضِ
      وتمحو آثارنا عن الرمالِ . .
      فلا يهتدي إِليها الظامئون !

      اخي المبدع الشاعر محمد الخضور
      أعجبتني رؤياك العميقة وبصيرتك النافذة للواقع الذي نعيش
      كنت هنا محلقاً وعلى قدر كبير من الشعرية والتحليق
      دمتم بخير
      ***
      إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
      يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
      كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
      أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
      وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
      قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
      يساوى قتيلاً بقابرهِ

      تعليق

      • مالكة حبرشيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 28-03-2011
        • 4544

        #4
        والماءُ لا يأْخذُ شكلَ الطريقِ
        إِلا حينَ يحزن
        فكلُّ دمعةٍ تذرفها المحطاتُ
        تظلُّ عالقةً على نافذةِ القطارِ
        إِلى أَن يستعيدَها الغيمُ
        أَو تنكسرَ المسافةُ بينَ الـمَـنْـبَـعـيْـن !

        ها نحن نصنع أسرة
        من قش الابجدية
        نرسم خرائط الحلم المصادر
        نجسر الحديث عن الظلمات
        كيما نقع في اغراءات الهروب
        نحو المد

        أستاذ محمد ....
        أحييك على غيثك المتميز والمختلف دائما
        لا تشبه احدا ....غير الماء الذي لا يتخذ شكل الاناء
        شكرا ايها الشاعر الجميل على المتعة التي منحتنا هنا

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          وحدها اللآلئ
          من تحدد شكلها
          و ربما درجات بريقها و لوعتها
          لكن الماء لا يأخذ شكل الوعاء
          إلا إن كان سجينا
          أو ميتا
          إما لو كان بكامل روعته و جنونه و فيضه فلن يأخذ إلا شكل الفراغ في الأرض
          و ربما أرهقنا نصبا في تحديد ما لا يحدد
          فلا بد أن نسد أمامه و نشوطئه
          بل و نعلى ما يحول بينه و المدى

          آسف على تلك المداخلة الجافة الخالية من الكلمة الشاعرة
          لأنني ربما مازلت حائرا بين رحى الماء و الأشياء .. و ربما الريح !

          محبتي أيها الشاعر الكبير
          sigpic

          تعليق

          • حسين يعقوب الحمداني
            أديب وكاتب
            • 06-07-2010
            • 1884

            #6
            الأستاذ محمد متّقال الخضور
            هي اللوحه التي لم يتم رسمها بعد ,ذلك هو الرسم بالكلمات ‘ندما اندفع لهذة الكتابه
            أفرغ من آخر سطر أجد المطلع يعاتبني لإامحو كلماتي وأبتلع الفكره .ز
            هنا وجدتني سعيد بين كلماتكم رغم وحشة بعضها رغم
            سطوع اللون وبروز الكلمات في أنتمائها لذات الحياه
            أعجبت بالسراب والتشبيه ب هذة الصورة العطشى في مشور الحس عندكم

            أعجبتني جدا

            تعليق

            • آمال محمد
              رئيس ملتقى قصيدة النثر
              • 19-08-2011
              • 4507

              #7
              .
              .

              تداعيات تآلفت وعميق معناها

              تسرح الدنيا بمزمور عارف

              فإذ القطرة تحوي الدنيا ...تفسرها بمخزون التجربة

              تفيض

              وعلى جانبيها نفس تواقة

              تفتح الأسئلة على أمل أن تجيب

              الشاعر القدير محمد الخضور

              تنبت اللغة وتفيض جمالا بحسك الشعري المتدفق

              تقديري

              تعليق

              • عبد الرحيم عيا
                أديب وكاتب
                • 20-01-2011
                • 470

                #8
                عزيزي محمد
                تدفق ماؤك الشعري حتى أني لم أعد أعرف أيهما أمسك: الماء ، أم الإناء؟
                سأستعير من نتشه بعض كلماته وأقول * هكذا تكلم الخضور*، وأمسك عن الكلام.
                أحييك على هذه القدرة في قراءة الأشياء من زاوية خاصة وتحميلها رؤية متفردة.
                أبدعت وأمتعت.

                تعليق

                • حكيم الراجي
                  أديب وكاتب
                  • 03-11-2010
                  • 2623

                  #9
                  أستاذي وصديقي الغالي / محمد الخضور
                  أغرقتنا صور الماء التي داعبت فينا كل خلجة ومازجت الجوارح ظاهرها وباطنها ..
                  نحتاج هذه الرؤيا العميقة لتعيد الذائقة بعض حساباتها المؤجلة ..
                  صاحبة السيادة ( قصيدة النثر ) تميد مزهوّة رائقة حين تضعها أناملك على عرش الكلم ..
                  أحييك أيها الماهر المبدع ...
                  محبتي وأكثر ...



                  للتثبيـــــــت
                  [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

                  أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
                  بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



                  تعليق

                  • سليمى السرايري
                    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                    • 08-01-2010
                    • 13572

                    #10


                    هنا قصيدة التفاصيل بلا أدنى شك .

                    هذه التي يلامسنا مستواها اللغوي المتدفّق بغزارة الماء في دقّة متناهية جعلتنا نعيش تلك التفاصيل الصغيرة فتحلّق القصيدة عاليا جدا بما تنطوي عليه من أساليب بناء ، خلق، وتصوير ماتع.
                    مكونات يمتزج فيها الشاعر بالواقع ليمضي في أرض القصيدة يضيء جوانبها ،ليفتح للقارئ شبابيك و مساحات على لوحات تشكيليّة هادئة الألوان ، عميقة المعنى ، شديدة الشفافيّة، متدفّقة العفويّة.



                    شكرا على هذا الجمال المنسكب ماءا و مرايا
                    من اختياراتي لبرنامج:
                    'اختيـــــــارات ادبيّـــة وفنّيّــــــة "
                    الأثنين 17-9-2012

                    الرابط


                    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                    تعليق

                    • إيمان عبد الغني سوار
                      إليزابيث
                      • 28-01-2011
                      • 1340

                      #11
                      أيها المتشرد
                      إلا من عطف الماء
                      هل توقفت إشارة الرجوع؟
                      كلنا عابرين وعقلنا اهليجي
                      كالأرض ,ننزوي عن الشمس
                      حين نجد الظلام
                      نلعن انكسارات الألف !
                      لكن النبضات تومضُ بالدعاء
                      والمطر يصقل
                      نشيدنا بأكثر من قطرة !


                      تشكلنا كثيراً وكنا في الأرض
                      مرة وكالأرض مرات ..

                      سلمت أستاذي القدير
                      ليس بغريب أن تذهلنا دائماً

                      تحيتي:
                      التعديل الأخير تم بواسطة إيمان عبد الغني سوار; الساعة 17-09-2012, 07:19.
                      " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
                      أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

                      تعليق

                      • زياد هديب
                        عضو الملتقى
                        • 17-09-2010
                        • 800

                        #12
                        كثيرة هي الأشياء التي بحاجة إلى إعادة تعريفها
                        الماء لا يأخذ شكل الإناء!!!
                        حقيقة تنفي ما نراه فكأننا لا نرى أو لم ...
                        إن فلسفة كهذه تمنح القارئ مهلة للعبور إلى الضفة الأخرى ...فكأن بينهما نهر يجري
                        فنعيد تعريفه كي نمنح الأشياء صفة أخرى نحسها قبل أن نراها
                        كنت -كعادتك- قريباً جميلا
                        هناك شعر لم نقله بعد

                        تعليق

                        • المختار محمد الدرعي
                          مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
                          • 15-04-2011
                          • 4257

                          #13
                          كنت أكثر عمقا
                          و حلقت بنا عاليا هذه المرة
                          حد الدهشة
                          شكرا أستاذنا محمد الخضور
                          على هذه الروعة المتجددة في قصائدكم
                          محبتي و تقديري
                          [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
                          الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



                          تعليق

                          • محمد مثقال الخضور
                            مشرف
                            مستشار قصيدة النثر
                            • 24-08-2010
                            • 5517

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة وليد مروك مشاهدة المشاركة
                            أشكرالجمال الذي حضرهنا بقوة
                            في الحقيقة أنني مندهش
                            مصعوق ومبتهج
                            تساميت على حدود
                            اللغة الممكنة
                            نقطة ثابتة
                            راسخة
                            كثير من الشعر
                            والخيال
                            أبدعت أستاذي الفاضل



                            الأستاذ العزيز
                            وليد مروك

                            أشكرك أخي الفاضل على مرورك اللطيف
                            تعلم كم اعتز برأيك الغالي
                            وأسعد كثيرا بحضورك البهي

                            لك التقدير والاحترام

                            تعليق

                            • الهام ابراهيم
                              أديب وكاتب
                              • 22-06-2011
                              • 510

                              #15
                              هطلت علينا كالماء الذي يرفض ان يغادر الارض فيمكث فيها حتى تهتز وتربو
                              وغزوت معالم المفاهيم بشكلك الخاص وقالبك الجميل
                              تعرف دوما كيف تشكل الحروف في صور جميلة المعنى وتهب اللغة ثروة جديدة وغزيرة من المعاني
                              دمت اخي



                              بك أكبر يا وطني

                              تعليق

                              يعمل...
                              X