
شئ ٌبدونكِ .. لا شئ
ليتكِ إذ تضعينَ تلكَ السماعةَ على صدرِ أسراري ، والتي تحاول أن تتسلق
جُدرَ حيائي .. تسمعينَ نبضَ عشقي ، والذي تموجُ به شراييني ، وأوردتي .
وليتكِ حين تمسكُ أناملُكِ رُسغَ أملي الوَهِنِ .. تلامسين دفقَ الأشواقِ في عروقِ صبري .
وليتكِ عندما تحدِّقين بعَينيّ المُكْتحلتينِ بالسهرِ .. تقرئين بوحَهما في
حُمرة سُهدٍ ، وتورُّمِ هَمٍّ ، وهطولِ عَبرةٍ ، وشُخوصِ سَكرةٍ .
وليتكِ تصفين اسْمكِ في الأدوية لدائي ، وتعلمين أن روحك هي
هوائي ، وشفائي ، وأنَّ مضادَّ الهموم ابتسامتُك ، وأنَّ هاضمَ الشجون نظرتُك ، ووحدَها
أنوثتُكِ تقوِّي مناعتي ، ووحدَهُ هدوؤُك يهدِّئُ روعتي .
ما أسرع دِيَمَكِ ـ طبيبتي ـ ، وما أضْناها على روضتي ، فليتكِ إذ تنثرين الحياةَ
على أَسَرَّةِ الموت من حولي .. تَبقينَ بُرهةً على أطلالَ جسدي لتدركي ـ يا طبيبتي ـ : أنني
شئٌ بدونك لا شئ ، وأكونُ بدونكِ لا أكون .
=====================================
تمت بحول الله ، والله من وراء القصد
محمد محمود محمد شعبان
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية
تحيتي
حمادة الشاعر
مشرف أدب العامية
تعليق