دمشق : عاصمة الحواجز؟!!!....
بقلم محمد زعل السلوم
لم يكن في بلادي حواجز كما تحولت اليوم لبلاد الحواجز ولم نكن لنُخرج هوياتنا الشخصية أبداً ولم يكن ليطلُبها أحد منّا بل كانت بلاداً مدنية آمنة تسرح وتمرح بها كما تريد فلا أحد يسألك ولا أحد يقترب منك أينما كنت وبأيّ وقت ، تلك الرفاهية البسيطة افتقدنا إليها اليوم فلم يعد آمنا أن تخرج من منطقتك السكنية حتى بعد الخامسة بعد الظهر وكأنك في حظر تجول طوعي فليس مرغوبا المغامرة والخروج بعد غروب الشمس لأن هذا يعني أنك تحمل روحك على كفك وعلى مسؤوليتك الشخصية ، فللذهاب لمدرستي علي عبور ستة وعشرين حاجزاً أخرج هويتي فيها 22 مرة على الأقل فضلا عن الزمن المضاعف الذي يمكنك قضاءه ومستوى درجة الخطورة على حياتك فمن الممكن حصول اشتباك أو قصف أو تفتيش وتنقيب لسيارة تسبقك ، فكل شيء وارد بالحرب ، وإن كنت في حافلة أو في سيارة قد تتعرض للإنزال من سيارتك وتفتيشك وتفتيش حقيبتك التي تحمل أوراقك فيها ، وعليك أن تكون مطيعا هيّناً ليّناً حتى لا يغضب عليك مجند لم يحصل بعد على الكفاءة أو الاعدادية والمهم أنه يقرأ الأسماء ويتفحص قوائم المطلوبين ، في هذا الجو النفسي عليك أن تذهب لوظيفتك وتتحمل مشقة التنقل وتعمل على تبريد شحنات عواطفك قدر الإمكان على مبدأ مفاعل فوكوشيما المنصهر وأن ترمي بالبحر كما يذكر المثل العامي وإن لم يعجبك فبلّط البحر ، التأخير والشعور بالإذلال والترقب ومحاولة عدم التفرس لعيني المجند الذي بالكاد يفك الحرف ليقرأ اسمك ، وكل ما يثير الحفيظة لديك ، فأي غلطة أو بالأحرى سوء فهم قد تكلفك حياتك ، ومع ذلك والحق يقال كان هناك درجة كبيرة من الوعي لدى جنود الحواجز وكذلك من السائقين والركاب فالناس كالجنود يريدون سلتهم بلا عنب بمعنى كل الناس تريد الخروج من هذه الكوارث بخير وسلامة مالها وما عليها ، بتنا نشتاق للأيام الخوالي وليالي الشام الوادعة بمظهرها الأخاذ العامرة بكل ما ترنو إليه النفوس . تلك الشامة العظيمة على وجه الأرض أما آن لها أن تعود كما كانت كلها خير وبركة وتنبض حياة وآمال وطموحات بلا حدود لتلحق بركب العالم والكون الفسيح ولتضع بصمتها الإنسانية بلا حدود ، فمتى يا عاصمة الأمويين عاصمة الإمبراطورية التي لم تكن الشمس لتغيب عنها ذات يوم لتحولي لحارات وأزقة تملؤها الحواجز وخرائب مدينة شبه خاوية وآثار الدمار فيك والحزن العام يملأ قلوب عشاقك ؟.. الأماني تتحقق إن وجدنا الإرادات .
بقلم محمد زعل السلوم
لم يكن في بلادي حواجز كما تحولت اليوم لبلاد الحواجز ولم نكن لنُخرج هوياتنا الشخصية أبداً ولم يكن ليطلُبها أحد منّا بل كانت بلاداً مدنية آمنة تسرح وتمرح بها كما تريد فلا أحد يسألك ولا أحد يقترب منك أينما كنت وبأيّ وقت ، تلك الرفاهية البسيطة افتقدنا إليها اليوم فلم يعد آمنا أن تخرج من منطقتك السكنية حتى بعد الخامسة بعد الظهر وكأنك في حظر تجول طوعي فليس مرغوبا المغامرة والخروج بعد غروب الشمس لأن هذا يعني أنك تحمل روحك على كفك وعلى مسؤوليتك الشخصية ، فللذهاب لمدرستي علي عبور ستة وعشرين حاجزاً أخرج هويتي فيها 22 مرة على الأقل فضلا عن الزمن المضاعف الذي يمكنك قضاءه ومستوى درجة الخطورة على حياتك فمن الممكن حصول اشتباك أو قصف أو تفتيش وتنقيب لسيارة تسبقك ، فكل شيء وارد بالحرب ، وإن كنت في حافلة أو في سيارة قد تتعرض للإنزال من سيارتك وتفتيشك وتفتيش حقيبتك التي تحمل أوراقك فيها ، وعليك أن تكون مطيعا هيّناً ليّناً حتى لا يغضب عليك مجند لم يحصل بعد على الكفاءة أو الاعدادية والمهم أنه يقرأ الأسماء ويتفحص قوائم المطلوبين ، في هذا الجو النفسي عليك أن تذهب لوظيفتك وتتحمل مشقة التنقل وتعمل على تبريد شحنات عواطفك قدر الإمكان على مبدأ مفاعل فوكوشيما المنصهر وأن ترمي بالبحر كما يذكر المثل العامي وإن لم يعجبك فبلّط البحر ، التأخير والشعور بالإذلال والترقب ومحاولة عدم التفرس لعيني المجند الذي بالكاد يفك الحرف ليقرأ اسمك ، وكل ما يثير الحفيظة لديك ، فأي غلطة أو بالأحرى سوء فهم قد تكلفك حياتك ، ومع ذلك والحق يقال كان هناك درجة كبيرة من الوعي لدى جنود الحواجز وكذلك من السائقين والركاب فالناس كالجنود يريدون سلتهم بلا عنب بمعنى كل الناس تريد الخروج من هذه الكوارث بخير وسلامة مالها وما عليها ، بتنا نشتاق للأيام الخوالي وليالي الشام الوادعة بمظهرها الأخاذ العامرة بكل ما ترنو إليه النفوس . تلك الشامة العظيمة على وجه الأرض أما آن لها أن تعود كما كانت كلها خير وبركة وتنبض حياة وآمال وطموحات بلا حدود لتلحق بركب العالم والكون الفسيح ولتضع بصمتها الإنسانية بلا حدود ، فمتى يا عاصمة الأمويين عاصمة الإمبراطورية التي لم تكن الشمس لتغيب عنها ذات يوم لتحولي لحارات وأزقة تملؤها الحواجز وخرائب مدينة شبه خاوية وآثار الدمار فيك والحزن العام يملأ قلوب عشاقك ؟.. الأماني تتحقق إن وجدنا الإرادات .
تعليق