تخيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    تخيل

    نظر بحسرة إلى الجموع الغفيرة التي جاءت لحضور حفل تتويجه..ثم إلى السماء بضراعة الأنبياء..
    قال لنفسه، لا أستطيع أن أكون ملكا..
    اخترق الجموع المندهشة..اقترب من رجل علاه تراب الأرض..وضع بين يديه التاج و الصولاجان..انصرف دون أن ينظر إلى ما يجري خلفه..
    أمامه وجد طيبة تبحث عن ملك..!
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم التدلاوي; الساعة 14-09-2012, 14:06.
  • فجر عبد الله
    ناقدة وإعلامية
    • 02-11-2008
    • 661

    #2
    أهلا أخي عبد الرحيم
    فيها عبق يتطاير إلى آفاق سردية رائعة
    لكن قبل الرد عليها هلا شكلت بعض الكلمات لتتضح الرؤية
    الملك = المَلِك أو المَلَك
    ملكا = مَلِكا أو مَلَكا
    شكري وتقديري

    تعليق

    • عبدالرحيم التدلاوي
      أديب وكاتب
      • 18-09-2010
      • 8473

      #3
      يا مرحبا، بالاخت الرائعة، فجر عبدالله
      الحق اني لم افكر بشكل الكلمتين، يمكنك اعتماد واحدة وفق مسار قرائي معين، و يمكنك اعتمادهما معا..
      لقد حصل لدي ارتباك حين اردت اختيار شكل محدد..
      ارجو المعذرة
      بوركت
      مودتي
      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم التدلاوي; الساعة 14-09-2012, 14:22.

      تعليق

      • فجر عبد الله
        ناقدة وإعلامية
        • 02-11-2008
        • 661

        #4
        ههه واخا .. إجابة سارد ذكي يترك للقارئ حرية اختيار مسار القصة
        طيب .. سيكون ما يتلاءم - إن شاء الله - مع مسارها الذي رأيته ولو أنها تتحمل الاثنتين لكن قلت: ربما أنك حدّدت لها شكلا معينا
        شكرا لك واصل عبد الرحيم أمامك رؤى وآفاقا واسعة لترسم ملامح هذا الفن على الساحة المغربية والعربية
        تمنياتي لك بالتوفيق

        تعليق

        • عبدالرحيم التدلاوي
          أديب وكاتب
          • 18-09-2010
          • 8473

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فجر عبد الله مشاهدة المشاركة
          ههه واخا .. إجابة سارد ذكي يترك للقارئ حرية اختيار مسار القصة
          طيب .. سيكون ما يتلاءم - إن شاء الله - مع مسارها الذي رأيته ولو أنها تتحمل الاثنتين لكن قلت: ربما أنك حدّدت لها شكلا معينا
          شكرا لك واصل عبد الرحيم أمامك رؤى وآفاقا واسعة لترسم ملامح هذا الفن على الساحة المغربية والعربية
          تمنياتي لك بالتوفيق
          اهلا بك، اختي الراقية، فجر عبدالله
          اشكرك على الاشادة المحفزة و الدعم الرائع.
          انه لشرف لي ان احظى بقراءاتك القيمة.
          بوركت
          مودتي

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
            نظر بحسرة إلى الجموع الغفيرة التي جاءت لحضور حفل تتويجه..ثم إلى السماء بضراعة الأنبياء..
            قال لنفسه، لا أستطيع أن أكون ملكا..
            اخترق الجموع المندهشة..اقترب من رجل علاه تراب الأرض..وضع بين يديه التاج و الصولاجان..انصرف دون أن ينظر إلى ما يجري خلفه..
            أمامه وجد طيبة تبحث عن ملك..!
            أخي عبد الرحيم التدلاوي دائما متفائل
            هل هناك من يترك العز والجاه " والهّلُمَّ " ..
            يتركها خلفه ويذهب ؟!
            تخيّل . هو تخيّل . لن تحصل ولو انطبقت الأرض على السماء .

            محبتي
            فوزي بيترو

            تعليق

            • عبدالرحيم التدلاوي
              أديب وكاتب
              • 18-09-2010
              • 8473

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
              أخي عبد الرحيم التدلاوي دائما متفائل
              هل هناك من يترك العز والجاه " والهّلُمَّ " ..
              يتركها خلفه ويذهب ؟!
              تخيّل . هو تخيّل . لن تحصل ولو انطبقت الأرض على السماء .

              محبتي
              فوزي بيترو
              ههههههه
              اهلا بك، اخي الكريم، فوزي سليم بيترو
              اتفق معك
              احيانا يمكن للمستحيل ان يتحقق..
              مودتي و شكري

              تعليق

              • فجر عبد الله
                ناقدة وإعلامية
                • 02-11-2008
                • 661

                #8
                عادة ما أنطلق من العنوان للولوج إلى عوالم القصة . لكن هنا في هذه ق ق ج " تخيّل " سيكون الولوج من القفلة صعودا للعنوان ..

                المشهد الأخير – القفلة – طيبة تبحث عن ملك .. طيبة تجسّدت في شكل إنسان لتبحث عن ملك طيب عادل يشفق على الناس ويَسوس أمورهم بشيء من الحلم والشفقة والطيبة .. يغدو مشفقا على حالهم ويروح عادلا مصلحا لأحوالهم .. لكن ترى هذه الطيبة وجدت ما تبحث عنه ؟

                في الجهة المقابلة هناك رجل فارّ من حفلة تتويج .. هرب من لذة الصولجان وعصمة التاج ودنيا تقدم إليه في طبق من ذهب .. هذا الرجل حين كان على خشبة مسرح تتويجه ملكا نظر ناحية الجموع الغفيرة بحسرة .. والحسرة : هي الندامة الشديدة على ما فات أو لنقل الحسرة هي مبلغ الندم .. ثم نظر إلى ناحية أخرى .. لم يكن نظره يتجه شمالا أو يمينا بل نظر مباشرة إلى السماء .. لكن هذه المرة لم تكن نظرة حسرة بل نظرات ملأى بالذل والخضوع لمولاه الله سبحانه وتعالى ولسانا لا يفتأ يدعو.. لكن ليس أي دعاء أو تضرع إنه تضرع الأنبياء .. وكلمة الأنبياء هنا أوردها الكاتب عبد الرحيم التدلاوي لتعطي معنى متعدد المعاني في وقت واحد .. معنى يجعل صورة الرجل وهواه ورغبته وهروبه ولجوءه وكلّ مافيه من نفس وخلية ونبض يتضرع لله تضرع الأنبياء ومعروف أن الأنبياء لا تهمهم الدنيا ولا يهمهم الجاه والصولجان .. بل تهمهم الدعوة لله وأن ينيروا للناس طريقهم للهداية والصلاح والفلاح ويرسموا سحابات الأمل في سماوات أيامهم لتهمي خيرا ونورا .. كلمة الأنبياء التي أوردها الكاتب تشير كذلك أن الرجل كان مصلحا وداعيا وطيبا .. كان بأخلاق الأنبياء لهذا تضرع كما يتضرعون .. ولأنه يعرف أن الإنسان لن يكون ملكا وهو ليس نبيا بل بشر نظر تجاه الجموع الغفيرة بحسرة .. وعلى لسانه : " اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون " .. هكذا رأى نفسه لا يستحق هذا التتويج هو لا يريده يرى فيه مسؤوليات لا يستطيع تحملها وربما لن يؤديها على أكمل وجه .. إنه الخوف من يوم الحساب حين تبسط الصحائف .. وهمس لنفسه:" لا أستطيع أن أكون ملكا " ثم اخترق الناس وكلمة " اخترق" دليل على أن الجموع كانت كثيرة جدا بل كانت كما جدار من البشر متراص فقام باختراقه عنوة .. فاندهشت الجموع من هذا التصرف .. كيف للرجل أن يرفض التتويج ويترك الملك ؟؟؟ لكن لمَ الدهشة لقد تضرع لله تضرع الأنبياء وكان في من قبله فعله هذا .. ألم يرفض عمر بن عبد العزيز الملك ؟ بل رفض امبراطورية .. فطلب من الناس أن يختاروا خليفة غيره .. لكن الناس أبَت إلا أن يكون هو الخليفة ..
                بعد أن اخترق بطل القصة الجموع " وجد أمامه رجلا علاه تراب الأرض "..وهذه العبارة أتقن بل تفنّن السارد المبدع عبد الرحيم في صياغتها وجعلها في مكانها الصحيح من القصة .. بلاغة سردية متميزة .. رجل علاه تراب الأرض .. لكن أتساءل هنا لماذا لم يكتفي السارد ب" علاه التراب " لأن لتراب من الأرض .. وهذا بديهي جدا .. لكن أرى – والله أعلم – أن السارد قصد هذا لأمرين : الأول : أن يشير إلى أن كلمة " الملك " تعني معنيين .. المُلك والمَلك وأنه حين رفض الملك لم يكن مَلَكا بل بشرا خاف من ذنوبه لو صار ملِكا .. إنه والرجل الذي علاه تراب الأرض من طينة واحدة من نفس الجنس بشرا .. لكن رغم أنه بشر وليس مَلَكا رفض زينة الدنيا وبهرجتها ورفض التاج والصولجان .. والثاني : أن الرجل الذي علاه تراب الأرض من عامة الناس وفقرائهم بل من الطبقة الكادحة التي تمرغ وجهها في تراب الأرض التي يحبها .. مواطن عادي لكن مواطن مخلص يدرك حقيقة تراب الوطن فلا يبيعه ويدرك تعب ومعاناة أهل الفقر الساكنين في بيوت من طيب – تراب – والآكلين من تراب وطنهم .. والعاملين البسطاء .. هذا هو الرجل المناسب .. ثيابه فيها عبق التراب ويعرف أن تراب الوطن هو عزّه ويدرك حقيقة معاناة الفقراء ويدرك الأهم أنه صائر إلى تراب فلا يبطش ولا يتجبّر ولا يسرق ويسوس الناس بفلسفة التراب .. " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" هذا الرجل البسيط الذي وضع التاج والصولجان في يده يستحق فعلا من منظور بطل القصة أن يكون ملكا عليهم .. وضع في يده حلْية المُلك وانصرف غير آبه بما يجري وراءه .. لم ينظر خلفه بل أكمل طريقه تاركا الأمور تجري كما أراد لها القدر .. وأثناء سيره وهروبه من مكان الأحداث وجد طيبة تبحث عن ملك ..
                لقطة إخراجية من زوايا متعددة رائعة استطاع السارد عبد الرحيم التدلاوي إخراجها لتكون نهاية تلك المشاهد المدهشة .. حين سلّم بطل القصة الصولجان والتاج للرجل الذي علاه تراب الأرض وتركه والجموع خلفه وجد أمامه طيبة تبحث عن ملك .. تراها تعيد إليه الصولجان والتاج وتجعله ملكا أم تتعداه لتكمل مسيرة البحث عن ملك طيب ..؟ .. هل انتهى زمن الطيبة.. والطيبة هنا كلّ ما تعنيه الكلمة من العدل والشفقة على الناس والحلم ؟
                ربما هو مجرد تخيّل .. هكذا تخيّل .. ترى من تخيّل الأمر لو كان هكذا.. الرجل أم الطيبة أم كاتب القصة ؟
                " تخيّل" عنوان رائع لهذه القصة الأروع .. عنوان يصدمنا حين نوجه نظراتنا صوبه بمجرد انتهائنا من قراءة القصة ويقول لنا .. توقفوا هذا مجرد خيال .. ليس هناك في هذا الزمان من يرفض المُلك .. ليس مَلَكا ليفعل بل بشر العصر العولمي الذي تفوح من ثنايا تفكيره شهوة الملك والرغبة في امتلاك الدنيا ..
                محض خيال أن نجد من يرفض الملك .. لكن ثمة استثناء .. العنوان يدعونا للتخيل أن نتخيل أن هذا يحدث أو سيحدث .. والخيال آفاق واسعة لا نهاية لها .. من يدري حين تتوفر شروط الممكن من الممكن أن يكون هذا .. والفاروق - رضي اله عنه - خير دليل وعمر بن عبد العزيز خير دليل وابن هارون الرشيد الذي رفض الملك خير دليل .. لنتخيّل دعوة لذيذة ترسم الأمل على مشارف اللحظات والسنين بل والقرون ربما .. الخير باق إلى يوم القيامة ..
                وهكذا تكون القفلة والعنوان جسرين كلّ منهما في اتجاه لكن ثمة نقطة أو محطة يتلقيان فيها .. إنها الحبكة الرائعة لهذه القصة المدهشة التي فعلا استطاع السارد أن يحيكها بجدارة وتفنّن سردي مبدع
                أخي عبد الرحيم تقبل مروري على وارفتك
                تقديري
                التعديل الأخير تم بواسطة فجر عبد الله; الساعة 14-09-2012, 16:45.

                تعليق

                • عبدالرحيم التدلاوي
                  أديب وكاتب
                  • 18-09-2010
                  • 8473

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فجر عبد الله مشاهدة المشاركة
                  عادة ما أنطلق من العنوان للولوج إلى عوالم القصة . لكن هنا في هذه ق ق ج " تخيّل " سيكون الولوج من القفلة صعودا للعنوان ..

                  المشهد الأخير – القفلة – طيبة تبحث عن ملك .. طيبة تجسّدت في شكل إنسان لتبحث عن ملك طيب عادل يشفق على الناس ويَسوس أمورهم بشيء من الحلم والشفقة والطيبة .. يغدو مشفقا على حالهم ويروح عادلا مصلحا لأحوالهم .. لكن ترى هذه الطيبة وجدت ما تبحث عنه ؟

                  في الجهة المقابلة هناك رجل فارّ من حفلة تتويج .. هرب من لذة الصولجان وعصمة التاج ودنيا تقدم إليه في طبق من ذهب .. هذا الرجل حين كان على خشبة مسرح تتويجه ملكا نظر ناحية الجموع الغفيرة بحسرة .. والحسرة : هي الندامة الشديدة على ما فات أو لنقل الحسرة هي مبلغ الندم .. ثم نظر إلى ناحية أخرى .. لم يكن نظره يتجه شمالا أو يمينا بل نظر مباشرة إلى السماء .. لكن هذه المرة لم تكن نظرة حسرة بل نظرات ملأى بالذل والخضوع لمولاه الله سبحانه وتعالى ولسانا لا يفتأ يدعو.. لكن ليس أي دعاء أو تضرع إنه تضرع الأنبياء .. وكلمة الأنبياء هنا أوردها الكاتب عبد الرحيم التدلاوي لتعطي معنى متعدد المعاني في وقت واحد .. معنى يجعل صورة الرجل وهواه ورغبته وهروبه ولجوءه وكلّ مافيه من نفس وخلية ونبض يتضرع لله تضرع الأنبياء ومعروف أن الأنبياء لا تهمهم الدنيا ولا يهمهم الجاه والصولجان .. بل تهمهم الدعوة لله وأن ينيروا للناس طريقهم للهداية والصلاح والفلاح ويرسموا سحابات الأمل في سماوات أيامهم لتهمي خيرا ونورا .. كلمة الأنبياء التي أوردها الكاتب تشير كذلك أن الرجل كان مصلحا وداعيا وطيبا كذلك .. كان بأخلاق الأنبياء لهذا تضرع كما يتضرعون .. ولأنه يعرف أن الإنسان لن يكون ملكا وهو ليس نبيا بل بشر نظر تجاه الجموع الغفيرة بحسرة .. وعلى لسانه : " اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون " .. هكذا رأى نفسه لا يستحق هذا التتويج هو لا يريده يرى فيه مسؤوليات لا يستطيع تحملها وربما لن يؤديها على أكمل وجه .. إنه الخوف من يوم الحساب حين تبسط الصحائف .. وهمس لنفسه:" لا أستطيع أن أكون ملكا " ثم اخترق الناس وكلمة " اخترق" دليل على أن الجموع كانت كثيرة جدا بل كانت كما جدار من البشر متراص فقام باختراقه عنوة .. فاندهشت الجموع من هذا التصرف .. كيف للرجل أن يرفض التتويج ويترك الملك ؟؟؟ لكن لمَ الدهشة لقد تضرع لله تضرع الأنبياء وكان في من قبله فعله هذا .. ألم يرفض عمر بن عبد العزيز الملك ؟ بل رفض امبراطورية .. فطلب من الناس أن يختاروا خليفة غيره .. لكن الناس أبَت إلا أن يكون هو الخليفة ..
                  بعد أن اخترق بطل القصة الجموع " وجد أمامه رجلا علاه تراب الأرض "..وهذه العبارة أتقن بل تفنّن السارد المبدع عبد الرحيم في صياغتها وجعلها في مكانها الصحيح من القصة .. بلاغة سردية متميزة .. رجل علاه تراب الأرض .. لكن أتساءل هنا لماذا لم يكتفي السارد ب" علاه التراب " لأن لتراب من الأرض .. وهذا بديهي جدا .. لكن أرى – والله أعلم – أن السارد قصد هذا لأمرين : الأول : أن يشير إلى أن كلمة " الملك " تعني معنيين .. المُلك والمَلك وأنه حين رفض الملك لم يكن مَلَكا بل بشرا خاف من ذنوبه لو صار ملِكا .. إنه والرجل الذي علاه تراب الأرض من طينة واحدة من نفس الجنس بشرا .. لكن رغم أنه بشر وليس مَلَكا رفض زينة الدنيا وبهرجتها ورفض التاج والصولجان .. والثاني : أن الرجل الذي علاه تراب الأرض من عامة الناس وفقرائهم بل من الطبقة الكادحة التي تمرغ وجهها في تراب الأرض التي يحبها .. مواطن عادي لكن مواطن مخلص يدرك حقيقة تراب الوطن فلا يبيعه ويدرك تعب ومعاناة أهل الفقر الساكنين في بيوت من طيب – تراب – والآكلين من تراب وطنهم .. والعاملين البسطاء .. هذا هو الرجل المناسب .. ثيابه فيها عبق التراب ويعرف أن تراب الوطن هو عزّه ويدرك حقيقة معاناة الفقراء ويدرك الأهم أنه صائر إلى تراب فلا يبطش ولا يتجبّر ولا يسرق ويسوس الناس بفلسفة التراب .. " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" هذا الرجل البسيط الذي وضع التاج والصولجان في يده يستحق فعلا من منظور بطل القصة أن يكون ملكا عليهم .. وضع في يده حلْية المُلك وانصرف غير آبه بما يجري وراءه .. لم ينظر خلفه بل أكمل طريقه تاركا الأمور تجري كما أراد لها القدر .. وأثناء سيره وهروبه من مكان الأحداث وجد طيبة تبحث عن ملك ..
                  لقطة إخراجية من زوايا متعددة رائعة استطاع السارد عبد الرحيم التدلاوي إخراجها لتكون نهاية تلك المشاهد المدهشة .. حين سلّم بطل القصة الصولجان والتاج للرجل الذي علاه تراب الأرض وتركه والجموع خلفه وجدت أمامه طيبة تبحث عن ملك .. تراها تعيد إليه الصولجان والتاج وتجعله ملكا أم تتعداه لتكمل مسيرة البحث عن ملك طيب ..؟ .. هل انتهى زمن الطيبة.. والطيبة هنا كلّ ما تعنيه الكلمة من العدل والشفقة على الناس والحلم ؟
                  ربما هو مجرد تخيّل .. هكذا تخيّل .. ترى من تخيّل الأمر لو كان هكذا.. الرجل أم الطيبة أم كاتب القصة ؟
                  " تخيّل" عنوان رائع لهذه القصة الأروع .. عنوان يصدمنا حين نوجه نظراتنا صوبه بمجرد انتهائنا من قراءة القصة ويقول لنا .. توقفوا هذا مجرد خيال .. ليس هناك في هذا الزمان من يرفض المُلك .. ليس مَلَكا ليفعل بل بشر العصر العولمي الذي تفوح من ثنايا تفكيره شهوة الملك والرغبة في امتلاك الدنيا ..
                  محض خيال أن نجد من يرفض الملك .. لكن ثمة استثناء .. العنوان يدعونا للتخيل أن تخيل أن هذا يحدث أو سيحدث .. والخيال آفاق واسعة لا نهاية لها .. من يدري حين تتوفر شروط الممكن من الممكن أن يكون هذا .. والفاروق خير دليل وعمر بن عبد العزيز خير دليل وابن هارون الرشيد الذي رفض الملك خير دليل .. لنتخيّل دعوة لذيذة ترسم الأمل على مشارف اللحظات والسنين بل والقرون ربما .. الخير باق إلى يوم القيامة ..
                  وهكذا تكون القفلة والعنوان جسرين كلّ منهما في اتجاه لكن ثمة نقطة أو محطة يتلقيان فيها .. إنها الحبكة الرائعة لهذه القصة المدهشة التي فعلا استطاع السارد أن يحيكها بجدارة وتفنّن سردي مبدع
                  أخي عبد الرحيم تقبل مروري على وارفتك
                  تقديري
                  ماذا عساي اقول، و انا اقرا هذا الجمال و العمق في التحليل ؟
                  كل كلمات الشكر لن تفيك، اختي الراقية، فجر عبدالله، حقك.قراءتك القيمة اغنت النص حيث تناولته من كل جوانبه.
                  انت رائعة و ستبقين رائعة.
                  بوركت
                  مودتي و تقديري
                  فعلا، انا سعيد جدا بق
                  التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم التدلاوي; الساعة 14-09-2012, 16:38.

                  تعليق

                  • سما الروسان
                    أديب وكاتب
                    • 11-10-2008
                    • 761

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
                    نظر بحسرة إلى الجموع الغفيرة التي جاءت لحضور حفل تتويجه..ثم إلى السماء بضراعة الأنبياء..
                    قال لنفسه، لا أستطيع أن أكون ملكا..
                    اخترق الجموع المندهشة..اقترب من رجل علاه تراب الأرض..وضع بين يديه التاج و الصولاجان..انصرف دون أن ينظر إلى ما يجري خلفه..
                    أمامه وجد طيبة تبحث عن ملك..!

                    هي اسطورة الملك لايوس والخوف من المعرفة التى ادت باوديب الى عقدة تلاحقه الى يومنا هذا

                    وذلك الرجل الذي اعتراه تراب الارض ذكره بمصير من يضع التاج والصولجان في عهد الثورات

                    فآثر الرفض ومضى وترك طيبة تبحث عن ملك !

                    الاستاذ عبد الرحيم هو تخيل اشارك فيه ربما اصبت وربما تخيل خائب

                    محبتي

                    تعليق

                    • عبدالرحيم التدلاوي
                      أديب وكاتب
                      • 18-09-2010
                      • 8473

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سما الروسان مشاهدة المشاركة
                      هي اسطورة الملك لايوس والخوف من المعرفة التى ادت باوديب الى عقدة تلاحقه الى يومنا هذا

                      وذلك الرجل الذي اعتراه تراب الارض ذكره بمصير من يضع التاج والصولجان في عهد الثورات

                      فآثر الرفض ومضى وترك طيبة تبحث عن ملك !

                      الاستاذ عبد الرحيم هو تخيل اشارك فيه ربما اصبت وربما تخيل خائب

                      محبتي
                      اختي الرائعة، سما الروسان
                      شكرا لك على القراءة القيمة. فتحت بابا اخر للنص..وجهة نظر جيدة.
                      بوركت
                      مودتي

                      تعليق

                      • أمنية نعيم
                        عضو أساسي
                        • 03-03-2011
                        • 5791

                        #12
                        هل استطاع أن يقدم لوالده ما استحق من جزاء
                        ربما قناعته ب نعم أتته على هيئة الطيبة
                        وربما البحث ما يزال في نفسه قائماً عن مملكته ...؟
                        ربما
                        استمتع جداً يقراءة القصص القصيره هنا واتمنى لو أستطيع ادراك معانيها
                        لديك حس الباحث عن اللؤلؤ في الأعماق استاذنا التدلاوي ...بورك الحس
                        [SIGPIC][/SIGPIC]

                        تعليق

                        • عبدالرحيم التدلاوي
                          أديب وكاتب
                          • 18-09-2010
                          • 8473

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة امنيه نعيم مشاهدة المشاركة
                          هل استطاع أن يقدم لوالده ما استحق من جزاء
                          ربما قناعته ب نعم أتته على هيئة الطيبة
                          وربما البحث ما يزال في نفسه قائماً عن مملكته ...؟
                          ربما
                          استمتع جداً يقراءة القصص القصيره هنا واتمنى لو أستطيع ادراك معانيها
                          لديك حس الباحث عن اللؤلؤ في الأعماق استاذنا التدلاوي ...بورك الحس
                          اختي العزيزة، امينه نعيم
                          اشكرك على حرفك المضيء هنا، و تفاعلك القيم.
                          امتعتني قراءتك..تابعي
                          ممتن لك الاشادة الرقيقة
                          بوركت
                          مودتي

                          تعليق

                          • نجود الحموري
                            أديب وكاتب
                            • 26-06-2012
                            • 111

                            #14
                            ليست خيالا رأيتها تحدث ولكن في مواقع أدنى من الملك
                            يترك الأمين المكان لعلمه بثقل المسؤولية
                            فيستولي عليه الرويبضة ويعيث في الأرض فسادا
                            لعل الثورات العربية تضع حدا لمثل هذا
                            اعجبتني القفلة
                            وجاء في بالي المثل الشعبي
                            المنحوس منحوس ولو علقوا له فانوس
                            دمت مبدعا

                            تعليق

                            • عكاشة ابو حفصة
                              أديب وكاتب
                              • 19-11-2010
                              • 2174

                              #15
                              أكثر ما شدني في هذه الومضة هو ذلك الحوار الذي جمع ما بين القاص و المبدعة فجر عبد الله .
                              يشهد الله كم أحب مثل هذه المناقشات إنها تعطي نكهة خاصة للنص القصصي وهو ما نفتقده هنا مع الأسف الشديد .دائما أسأل أين نقاذ القصة القصيرة جدا ؟؟؟ كيف يمكننا أنقفز خطوات كبيرة في هذا المجال ونحن نكتفي برد لا يفي بالغرض على الإطلاق .أين أنتم أيها المهتمون بهذا المجال؟ نحن ننتظر وبفارغ الصبر. متى يحتك القاص مع الناقذ ؟؟؟ ونكون حلقة متكاملة نستفيذ منها جميعا .
                              هذا ما خطر ببالي وأنا أتصفح الردود التي واكبت الومضة** تخيل **وكما جاء في رد المبدعة فجر يمكن للتشكيل أن يغير مسار الومضة .
                              شكرا وإلى اللقاء .
                              [frame="1 98"]
                              *** حفصة الغالية أنت دائما في أعماق أعماق القلب, رغم الحرمان...فلا مكان للزيارة ما دمت متربعة على عرش القلب.
                              ***
                              [/frame]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X