صَبْرا
الآنَ مِيلادُ ذِكرى
فَهَلْ َيْذُكرُ القاتِلُ قَبْرا
لِأحبابٍ عانَقَتْ أشْلاؤُهُمُ لَيْلا
الآنَ مِيلادُ ذِكرى
فَهَلْ َيْذُكرُ القاتِلُ قَبْرا
لِأحبابٍ عانَقَتْ أشْلاؤُهُمُ لَيْلا
صَبْرا
عُيونُ القاتِلينَ فِي اللَيلِ تَأْتي
رَصاصٌ يُسابِقُهُ رَصاصٌ
سِكِّينٌ تَهْمِسُ لِسِكِّينٍ
فَجاءَ لَيْلُهُم غَدْرا
صَبْرا
وَكَمْ صَبْرا وشاتيلا مُمَدَدَةً عَلى صَدْري
رَأَيْتُها فِي الحُلْمِ
كَمْ عَيْنٍ رَأَتْني حامِلاً وَجَعا بَيْنَ اليَدَيْن
مُتَعَثِراً فِي دَمِي أَمْشي
وَكُلُّ الطُرُقاتِ دَم
هَذا جَسُدُ رفيقي خَليلٍ
مَزَقَتْهُ أَنْيابُ الذِّئَاب
وَهَذي لَمياءُ أختي
نَزَعُوا نورَ عَيْنَيْها
وما زالَتْ أَصَابِعُهُم عَلى الخَدَّيْن
لا صوتاً يحمل ترانيمها
لا وتراً
تلْكَ أُمِّي بِشاهِدِها
تَرْتَجي وَجْهَ السَّماء
صدى صوتها يبكي
بعينيها قد رَوتْ سَطْرا
تلْكَ يَدٌ قَطَّعُوها إِلى الكَتِفَيْن
وساقٌ تقتفي لأختها سَفرا
وهذا الّذي لا اسْمَ لَهُ
اجْتَثُوهُ مِنْ رَحْمِ أُمِّه
شَقُّوا بمخالبهم بَطْنَها
داسُوا رُموشَ العَينِ
شَرِبُوا رُوحَهَ
فهل كانَ هذا اللَحْمُ لُغما
آه يا حَريْقَ القَلبِ ...
نارٌ يا دُمَوعَ العَيْن
لكننا لَنْ نُعْدَمَ الفَجْرا
صَبْرا
لا أَمْلِكُ نَشيدَ الانْتِصار
لَكِنَّني رَأيْتُ نَهْراً مِنْ دِماء
فجئْتُ أعيدُ أَحْبابي مِنَ المَوتِ
جِئْتُ حامِلاً زَهْرا
رَأتْ عَينايَ قتَّالَكِ .. لَئِيمَ الْعَيْنِ
قَتَلُوا كُلَّ أَبْنائِك
لَمْ يُرْفَعِ الآذانُ لَيْلتَها
لَمْ تَحْلُمْ بِنْتٌ بِلُعْبَتِها
وَهَا أَنا مِنَ المَوتِ عُدْتُ
طالِباً ثَأْرا
صَبْرا...
رأيتُهم
قاتِلٌ يَهْمِسُ فِي أُذُنِ القَتيلِ:
نَمْ، لا تُحَدِّقْ
وشَهيدٌ يُوصي أَخاه
هاتَ يديكَ واحْمِلْني إِلى أَرْضي
لأغفو في ظلها عصرا
ذبيحٌ عَلى جَسَدِ الذبيح
يَصيح
يُخبرُهُ عَنْ سَماءٍ
كانَتْ بعيدةً
قَدْ هَوَتْ أَرْضا
يَهْمِسُ إِلى الْقَتلى عَنْ وَطَنٍ
وأمنياتٍ يُخدِّرُ جُرحَهُ فِيها
وَأَنَّهُ يَرى مَطَرا
سَفَّاحٌ عَلى يَدَيْهِ الدَّم
حاقْدٌ يُكَتِّمُ الأَنْفاسَ
سِكِيْنٌ تُحَدِّقُ فِي كُلِّ الجِهاتِ
تَقْتَنِص أَثَرا
رَأَيْتُهُم هنا
رَأَيْتُهُم هناك
رَأَيْتُهُمُ مِنْ قَلبي يَشْرَبُونَ الدَّم
يَبْحَثُونَ تَحْتَ الثَّرى عَنِ الأَحياء
يَنْبِشُونَ قُبُوراً مُهَدَّمَةً :
قُمْ لنقتلَكَ ثانيةً
يَعِضُّونَ بِأَقْدامِهم العَظْم
رَأَيْتُ أَشْبَاحاً تَخْتَطِف قَمَرا
وَأَرواحاً ممدَّدةً تَبْصِقُ فِي عُيُونِهم
تحتَ الشَّمْسِ تَفضَحُهُم
تُحِيلُ يَوْمَهم خَطَرا
[flash=http://alaq-alnada.com/flash/21.swf]width=1height=1[/flash]
تعليق