يحملني الغروبُ إليكَ
رمادا يتناثرُه التيهُ
على جدارِ صمتك
يضع أوزارَه
وما قصم ظهرَ المسافاتِ
من غيابٍ
على شاشة الأفق
يرسم خارطةَ وعدٍ
أثقلتْهُ القيودُ
فخرَّ راكعا
عند أقدام الاستسلام
أوتارُ الريح
تعزفُ سمفونية انتهاء
القلبُ طائرٌ مذبوح
يرقصُ في جوفِ الفراغ
يا كلي البعيد
ها أنا بين الغَمامِ
أبحثُ في ركامِ المدى
عن زاوية تحفظُ عبقَ الحلم
تُخبئ جدائلَ فرحةٍ
قصَّها الوجعُ
حزنًا على عمرٍ ضاعَ
بين الرغبةِ في الذهاب
وقوةِ الجاذبية نحو الإياب
أنا الآن بين الأرضِ والسماء
أُقشّرُ الحروفَ
لأبلغَ لبَّ الحكاية
أتسلقَ قمةَ لُغزِك
المفتوحِ على لا نهائية
التأويل والتهويل
علِّي أستشرفُ أمسًا
يستدرجُ الزمنَ
إلى رابيةِ الوعد!
لا شعرَ يسترُ عورةَ الامتداد
بعدما لَمَّ الجَزرُ تلابيبَ البلاغة
كشفَ عجزَ القريحة
عن مجاراةِ سلسبيل القحط
لا نثرَ يُغذي جوعَ الانحسار
وقد صار الورقُ
متيمًا بالمداد
اليراعُ فارسًا مهزوما
على أعتابِ اللحن
تدفق الحلمُ مرارا
مثل الندى المندوف
لكن الشفةَ ما قاربتْهُ... ولا
انتابتها رغبةُ الارتواء
حتى توزعتهُ غربانُ الوقت
لحمًا ميتا ..
عافته طيورُ التوحش
ما دُفن كما شهداءِ العشق
في صحراءِ الصمت
الليلُ حزينٌ ...حزين
الظهيرةُ حملتْ بياضَها
كفنًا لفجرٍ توفته المنيةُ
قبل الشروقِ بكثير
يحنُّ الوجعُ اليومَ
إلى أغنيةٍ على صدرِها
لفظَ الصبرُ آخرَ نفسٍ
بين نوتاتها
دفن الجسدُ جذوته
ويظل الفؤادُ يرددُ تراتيلَ
ترفعُ العشقَ نحو السماء
مهما وزعَ الليلُ نجومه
على لحظاتِ الأرق
ليدخلنا بحرَ اللهيب
يا قبيلة...
ولّتْ غدرَها مشرقَ الروح
لتمتصَ ريقَ الشوقِ
كيف أحاكيك بصيغة الآني
وقد حكمتِ بغيابي
مذ دخلتُ لا نهائيةَ الوجع
حيث الصراعُ قائمٌ
بين المداعبةِ والخنقِ
هناك قضيتُ أحلامي
أتقلبُ على جمرِ السعير
وأنا أرددُ شهادتي المرفوضةَ
بصوتٍ خفيض
كيما أغيضُ الفوضى من حولي
بما يعجُ به القلبُ من حنينٍ
كيما تلمعُ عيناي
وسطَ الظلام الكاسح
فتسقطني رصاصةٌ طائشة
كسقط المتاع
ترى .....
متى يعطي القدرُ إشارته
لأربك رمالَ الصحراء
أقدّ شوكَ الورد
بمقص الود
ليخرج النهرُ من كآبته
تفرد الطيورُ المسجونة أجنحتها
وقد أطلق المدى أسرابه
حضنا ودودا يحتويها ؟
تعليق