العزلة لألفونس دو لامارتين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نعمة ابن حلام
    أديب وكاتب
    • 20-04-2009
    • 132

    العزلة لألفونس دو لامارتين

    العزلة




    غالبا على الجبل، تحت ظل السنديان العتيق،
    عند غروب الشمس، حزينا أجلس؛
    اعتباطا عبر السهل أجول بالنظر،
    حيث اللوحة المتغيرة عند أرجلي تَمُر.


    هنا يهدر النهر بموجه المزبد؛
    ينساب، ويغرق في بعد مظلم؛
    هناك تمد البحيرة الساكنة ماءها الناعس
    حيث نجمة المساء ترتفع في زرقة السماء.


    في قمم هذي الجبال المتوجة بالغابات الظلماء،
    يلقي الغروب شعاعا أخيرا؛
    والمركبة البخارية لملكة الظلال
    ترتفع، منيرة جوانب الأفق.


    بيد أن صوتا روحيا من السهم القديم ينطلق،
    في الأجواء يتدفق :
    يتوقف المسافر، ويَمزِجُ الجرسُ البسيط
    موسيقى قدسيةً بما يحمله آخرُ اليومِ من ضوضاء.


    لكن روحي اللامباليةَ أمام هاتي اللوحات الغَنّاء
    لاتحس لا بسحر ولا بانتشاء؛
    أتأمل الأرض مثل ظل شارد
    شمس الأحياء ما عادت تدفئ الأموات.


    من تل لتل عبثا أجول بالنظر،
    من الجنوب إلى الشمال، من الفجر إلى الغروب،
    أجوب كلَّ أطراف الفضاء المنتشر
    وأقول "ليست هناك أي سعادة تنتظر".


    ما جدوى هذي الوديان والقصور والأكواخ ؟
    لا تبدو لي سوى هباء من كل سحر خواء،
    أيتها الأنهار والصخور والغابات والعزلة العزيزة،
    إن غاب عنك شخص واحد أضحيتِ مهجورة !


    لِتَبْدَأْ دورة الشمس أو لِتَنْتَهِ،
    بعين دونما اكتراث أتابع مسارها؛
    في سماء ملبدة أوصافية، سيان غروبها أو بزوغها،
    ما جدوى الشمس؟ ما عدت أرجو شيئا من الحياة.


    حين أستطيع لحاقها في عملها الوفير،
    في كل مكان ستبصر عيناي الفراغ والقِفار :
    لا أتمنى شيئا مما تنير؛
    لا أطلب شيئا من العالم الكبير.


    لكن ربما خارج حدود مجالها،
    حيث الشمس الحقيقية تضيء سماوات أُخَر،
    لو استطعت أن أترك على الأرض جثتي،
    ما طالما حلمت به لعيني سيظهر !


    هناك سأنتشي في العين التي أرتجي؛
    هناك سأجد الحب والأمل،
    وماإليه تهفو كل روح من خير أَمْثَل،
    وليس له اسم في الحياة الأسفل !


    لو أستطيع، ممتطيا عربة الفجر،
    يا أمنيتي الغامضة، الانطلاق نحوك !
    ما جدوى بقائي في أرض منفى؟
    بيني وبين الأرض لا يوجد شيء مشترك.


    لَمَّا في المروج تسقطُ ورقةُ الغابات ،
    ترتفع ريح المساء وتنزعها من الوادي؛
    وأنا شبيه بالورق الذاوي :
    مثله خذيني يا رياح الشمال العاصفات .





    L'isolement

    Souvent sur la montagne, à l'ombre du vieux chêne,
    Au coucher du soleil, tristement je m'assieds ;
    Je promène au hasard mes regards sur la plaine,
    Dont le tableau changeant se déroule à mes pieds.

    Ici gronde le fleuve aux vagues écumantes ;
    Il serpente, et s'enfonce en un lointain obscur ;
    Là le lac immobile étend ses eaux dormantes
    Où l'étoile du soir se lève dans l'azur.

    Au sommet de ces monts couronnés de bois sombres,
    Le crépuscule encor jette un dernier rayon ;
    Et le char vaporeux de la reine des ombres
    Monte, et blanchit déjà les bords de l'horizon.

    Cependant, s'élançant de la flèche gothique,
    Un son religieux se répand dans les airs :
    Le voyageur s'arrête, et la cloche rustique
    Aux derniers bruits du jour mêle de saints concerts.

    Mais à ces doux tableaux mon âme indifférente
    N'éprouve devant eux ni charme ni transports ;
    Je contemple la terre ainsi qu'une ombre errante
    Le soleil des vivants n'échauffe plus les morts.

    De colline en colline en vain portant ma vue,
    Du sud à l'aquilon, de l'aurore au couchant,
    Je parcours tous les points de l'immense étendue,
    Et je dis : " Nulle part le bonheur ne m'attend. "

    Que me font ces vallons, ces palais, ces chaumières,
    Vains objets dont pour moi le charme est envolé ?
    Fleuves, rochers, forêts, solitudes si chères,
    Un seul être vous manque, et tout est dépeuplé !

    Que le tour du soleil ou commence ou s'achève,
    D'un oeil indifférent je le suis dans son cours ;
    En un ciel sombre ou pur qu'il se couche ou se lève,
    Qu'importe le soleil ? je n'attends rien des jours.

    Quand je pourrais le suivre en sa vaste carrière,
    Mes yeux verraient partout le vide et les déserts :
    Je ne désire rien de tout ce qu'il éclaire;
    Je ne demande rien à l'immense univers.

    Mais peut-être au-delà des bornes de sa sphère,
    Lieux où le vrai soleil éclaire d'autres cieux,
    Si je pouvais laisser ma dépouille à la terre,
    Ce que j'ai tant rêvé paraîtrait à mes yeux !

    Là, je m'enivrerais à la source où j'aspire ;
    Là, je retrouverais et l'espoir et l'amour,
    Et ce bien idéal que toute âme désire,
    Et qui n'a pas de nom au terrestre séjour !

    Que ne puîs-je, porté sur le char de l'Aurore,
    Vague objet de mes voeux, m'élancer jusqu'à toi !
    Sur la terre d'exil pourquoi resté-je encore ?
    Il n'est rien de commun entre la terre et moi.

    Quand là feuille des bois tombe dans la prairie,
    Le vent du soir s'élève et l'arrache aux vallons ;
    Et moi, je suis semblable à la feuille flétrie :
    Emportez-moi comme elle, orageux aquilons !

    Alphonse de lamartine
    التعديل الأخير تم بواسطة نعمة ابن حلام; الساعة 27-09-2012, 22:15.
  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    #2
    الأستاذة المترجمة القديرة
    نعمة ابن حلام

    تشرف ملتقى الترجمة بحرفك الجميل الرائع

    ترجمة في الحقيقة راقية جدا

    لشاعر الاحلام لامارتين

    شكرااا من الاعماق لهذا التميز

    و مرحبا بك اهلا و سهلاااااا

    تحياتي و باقات الياسمين سيدتي

    تعليق

    • غالية ابو ستة
      أديب وكاتب
      • 09-02-2012
      • 5625

      #3




      الاستاذة منيرة الفهري
      الاستاذة نعمة بن أحلام

      وانا أرحب بكلتيكما-----صديقتي منيرة رئسة قسم الترجمة
      والاخت المترجمة الشاعرة نعمة بن أحلام
      هنيئاً لقسم الترجمة بك أخت أحلام
      قصيدة جميلة -----استمتعت بقصيدة الفونس دي لا مارتين
      الشاعر الفرنسي الرقيق------أحب كل كلمة منه --شكراً
      الشاعرة نعمة بن أحلام --شكراً على الترجمة التي أمتعتني
      التعديل الأخير تم بواسطة نايف ذوابه; الساعة 28-09-2012, 09:50.
      يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
      تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

      في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
      لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



      تعليق

      • نعمة ابن حلام
        أديب وكاتب
        • 20-04-2009
        • 132

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
        الأستاذة المترجمة القديرة

        نعمة ابن حلام


        تشرف ملتقى الترجمة بحرفك الجميل الرائع

        ترجمة في الحقيقة راقية جدا

        لشاعر الاحلام لامارتين

        شكرااا من الاعماق لهذا التميز

        و مرحبا بك اهلا و سهلاااااا

        تحياتي و باقات الياسمين سيدتي
        بل أنا من تشرفت بتواجدي هنا معكم من جديد. شكرا من الأعماق أستاذتي الراقية منيرة الفهري على ترحيبك بي
        وشكرا على قراءتك لترجمتي وما خلفت بها من ورود ورياحين.
        تقبلي سيدتي فائق امتناني واحترامي.

        تعليق

        • نعمة ابن حلام
          أديب وكاتب
          • 20-04-2009
          • 132

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة



          الاستاذة منيرة الفهري
          الاستاذة نعمة بن أحلام

          وانا أرحب بكلتيكما-----صديقتي منيرة رئسة قسم الترجمة
          والاخت المترجمة الشاعرة نعمة بن أحلام
          هنيئاً لقسم الترجمة بك أخت أحلام
          قصيدة جميلة -----استمتعت بقصيدة الفونس دي لا مارتين
          الشاعر الفرنسي الرقيق------أحب كل كلمة منه --شكراً
          الشاعرة نعمة بن أحلام --شكراً على الترجمة التي أمتعتني
          الأستاذة الفاضلة غالية أبو ستة،
          أسعدني جدا أن استمتعت بما قرأت، فشكرا لك على المرور وشكرا لك على الترحيب الصادق.
          مودتي واحترامي.

          تعليق

          • المختار محمد الدرعي
            مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
            • 15-04-2011
            • 4257

            #6
            مرحبا أستاذة نعمة ابن حلام
            أنرت ملتقى الترجمة بهذا الحضور المتميز
            قصيد رائع و ترجمة أروع
            سعداء جدا أن تكوني هنا
            و أن نرى إبداعاتك
            لك خالص ودي و تقديري
            [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
            الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



            تعليق

            • نعمة ابن حلام
              أديب وكاتب
              • 20-04-2009
              • 132

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
              مرحبا أستاذة نعمة ابن حلام

              أنرت ملتقى الترجمة بهذا الحضور المتميز
              قصيد رائع و ترجمة أروع
              سعداء جدا أن تكوني هنا
              و أن نرى إبداعاتك
              لك خالص ودي و تقديري

              شرف كبير لي أستاذ المختار محمد الدرعي أن تنال ترجمتي المتواضعة استحسانك. شكرا لك على جميل المرور ولطيف التعليق، وشكرا لك على حسن الترحيب.
              بارك الله بك وفيك.
              التعديل الأخير تم بواسطة نعمة ابن حلام; الساعة 30-09-2012, 21:46.

              تعليق

              • منيره الفهري
                مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                • 21-12-2010
                • 9870

                #8
                الرائعة أستاذتي المترجمة القديرة

                نعمة ابن حلام

                مازلنا ننتظر رحيق إبداعاتك سيدتي

                فلا تبخلي علينا بها

                احترامي و باقات الياسمين

                تعليق

                يعمل...
                X