رغم الأنف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    رغم الأنف

    لا أدري لم كانت استجابتي فورية ،
    لطلب عسكري الشرطة ؟
    ألأنني رأيته يدفع رفاق الطريق بدبشك البندقية ،
    و قد نال منه الغضب حد السفاهة .
    بل أمر بعضهم بالنزول على الأرض ،
    و إبراز تصاريح أجازاتهم ومأمورياتهم ؟
    كنت على غير العادة ، ألبس ملبسا رياضيا ،
    و شعر رأسي يتهدل على وجهي -
    بشكل مثير -
    ربما أطول بكثير ، مما أسمح له ، و أنا خارج العسكرية ؛
    ولذا نفذت الأمر ، و أنا أتميز غيظا و نقمة ،
    و لساني يتمتم باللعنة ،
    على الجيش ، و على من دفع بي ، للخوض في رماله و قسوة أوامره .. كلما أفرغت دلوا ، مسحت المكان بعيني ، و بإهمال و تراخ أملأه.. لكنني حين رأيته ينظر نحوي في استهانة توقفت ، و ألقيت بالدلو جانبا : " أنت فرحان بنفسك بقى .. أعرف أنت عاوز ايه ؟ ! ".
    بدهاء :" يا سعادة الأمباشي .. الباشجاويش .. الصول .. أنت إزاي تمشي مش لابس الميري ؟ ".
    صرخت :" و نفذت لك الأمر اللي مش ميري .. عاوز إيه تاني ؟! ".
    : " لا .. لسه شوية .. لازم الزير يتملي ، و بعدين نتكلم ".
    : " يا بني آدم .. أنا في مأمورية سريعة ، و راجع المعسكر تاني ".
    : و لو .. ها تملا الزير ، و بعدين ربنا يسهل ".
    كانت صور متلاحقة تترى أمام عيني ، تطل من بين غيمة من دموع جافة ، و ألم صارخ . إحساس بالإهانة يطالني بقوة . ما يقرب من خمس سنوات في التيه و الألم ، و ضياع المستقبل ، حتى و لو كان أكتوبر ما يزال رصاصه في يدي ؛ فما هو إلا رصاص فاسد ، اغتيل باروده و ناره ، بأحلام الكبار ، ونصب شوادر الرقص ، لبهلوانات السياسة ، على جثث الشهداء ، و أحلام أجيال !
    أقيس المسافة بين الترعة و الزير ، و كشك المأمورية ، كأني أرى لأول مرة ، أمدد بصري لمعانقة الشجرة السامقة ، التي فرشت ظلها على المكان كله ، في إباء باسم .
    صاغرا عدت أملأ الزير . حين انتهيت ، نفضت يدي . و إذا بيده تمتد بالكرنيه و تصريح الإجازة ، و باستهتار عجيب : اتفضل .. مع السلامة ".
    تجمدت تماما .. تجمدت متفاجئا ، لا أدري لم ؟
    ترنحت رأسي من ثقل الأسئلة ، و القيظ الذي أنشب أظافره بروحي
    : ما كان يجب ؟
    : هذه مهانة .
    : أنت جبان .
    :كان لا بد من تلقينه درسا ، و لو وصل الأمر لقيادة الشرطة العسكرية.
    :أنت تهذي .
    :تعرف كم يفعلون من جرائم ، و الحجة تنفيذ الأوامر ، و الحفاظ على السلوك العسكري .
    :عد إليه إن كنت رجلا .
    :عد و فض اشتعالك .
    بكيت في صمت ، معطيا نفسي للطريق ، بعد أن ارتحت لخاطر أشرقته السماء بروحي ، بجدوى ما قمت به من عبث ، لعابر سبيل !
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 29-09-2012, 01:57.
    sigpic
  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2
    هذا الزمن الراكد هنا
    كمستنقع قديم
    مازال يحفر عميقا
    ويؤلمنا بالأمنيات
    ويقرع الكبرياء المشتعل
    جميل هذا الكم من المشاعر المتقدة
    كروحك الجميلة ..
    الدائمة البحث ..عن الأنسانية والرقي
    دمت جميلا
    تقديري واحترامي
    ميساء العباس
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    • محمد فطومي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 05-06-2010
      • 2433

      #3
      لا أدري لمَ علينا دائما أن نخسر بعضنا كلّما أطردنا مُغتصبا؟ألم نكن على الأقلّ إخوة في الإهانة و القهر؟
      لا أدري لمَ نرثُ "رغم الأنف " هذه بعد كلّ ثورة؟
      صرتُ بالفعل أشكّ أنّ هناك حسابات نائمة ،مُؤجّلة يُضمرها أبناء الوطن لأبناء الوطن إلى حين نصير بمفردنا.
      كم هو باهض ثمن الحرّيّة إن كان لابدّ من "رغم الأنف" على أيّة حال.
      عشوائيّة الأشكال ككومة قشور لوز يابس حياة المرء وسط شعب جوعه للّعب أكبر.

      كنتُ معك هنا أستاذ ربيع بكثير من الانتباه و بالقليل المتبقّي لديّ من ضرورة التّأمّل .

      محبّتي الخالصة أستاذي.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد فطومي; الساعة 29-09-2012, 17:51.
      مدوّنة

      فلكُ القصّة القصيرة

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
        هذا الزمن الراكد هنا
        كمستنقع قديم
        مازال يحفر عميقا
        ويؤلمنا بالأمنيات
        ويقرع الكبرياء المشتعل
        جميل هذا الكم من المشاعر المتقدة
        كروحك الجميلة ..
        الدائمة البحث ..عن الأنسانية والرقي
        دمت جميلا
        تقديري واحترامي
        ميساء العباس
        شكرا أستاذة ميساء على مرورك الرائع
        و قراءة هذا النص
        الذي كان لا بد أن يكتب بطريقة الكوميديا السوداء
        و ربما أفعل
        راقني ما كتبت

        تقديري و احترامي
        sigpic

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #5
          كانت صور متلاحقة تترى أمام عيني ، تطل من بين غيمة من دموع جافة ، و ألم صارخ . إحساس بالإهانة يطالني بقوة . ما يقرب من خمس سنوات في التيه و الألم ، و ضياع المستقبل ، حتى و لو كان أكتوبر ما يزال رصاصه في يدي ؛ فما هو إلا رصاص فاسد ، اغتيل باروده و ناره ، بأحلام الكبار ، ونصب شوادر الرقص ، لبهلوانات السياسة ، على جثث الشهداء ، و أحلام أجيال !

          كم من احلام داستها خطوة الواجب
          كم من قهر ابتلعه المرء عن طيب خاطر من اجل قيم
          كانت بالنسبة للامر مجرد عصى تحسن توجيه القطيع
          وكنا بعضا من القطيع اخوة في الاهانة والقهر كما قال الاستاذ
          ولم نبلغ من الارتياح عتيا ....ولا كسبنا الرضى ولا احترمنا انفسنا
          فمن اجل ماذا كان كل ذاك................؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          رائع استاذ ربيع ومازالت الذاكرة تختزن الكثير الكثير
          مما يجب ان نكشف عنه فربما ننير عتمة الاتي

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
            لا أدري لمَ علينا دائما أن نخسر بعضنا كلّما أطردنا مُغتصبا؟ألم نكن على الأقلّ إخوة في الإهانة و القهر؟
            لا أدري لمَ نرثُ "رغم الأنف " هذه بعد كلّ ثورة؟
            صرتُ بالفعل أشكّ أنّ هناك حسابات نائمة ،مُؤجّلة يُضمرها أبناء الوطن لأبناء الوطن إلى حين نصير بمفردنا.
            كم هو باهض ثمن الحرّيّة إن كان لابدّ من "رغم الأنف" على أيّة حال.
            عشوائيّة الأشكال ككومة قشور لوز يابس حياة المرء وسط شعب جوعه للّعب أكبر.

            كنتُ معك هنا أستاذ ربيع بكثير من الانتباه و بالقليل المتبقّي لديّ من ضرورة التّأمّل .

            محبّتي الخالصة أستاذي.
            جندي الشرطة العسكرية اقرب إلي جندي الأمن المركزي
            صاغرا يعيش بالأوامر , وربما عبدا لها .. حتى لو اغتالت انسانيته
            لذا لا يعد في القتال رفيقا
            و إن حمل ببعض المهام التأمينية

            شكرا كثيرا على زيارتك محمد
            سررت بوجودك هنا كثيرا !

            تقديري و احترامي
            التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 01-10-2012, 07:16.
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
              كانت صور متلاحقة تترى أمام عيني ، تطل من بين غيمة من دموع جافة ، و ألم صارخ . إحساس بالإهانة يطالني بقوة . ما يقرب من خمس سنوات في التيه و الألم ، و ضياع المستقبل ، حتى و لو كان أكتوبر ما يزال رصاصه في يدي ؛ فما هو إلا رصاص فاسد ، اغتيل باروده و ناره ، بأحلام الكبار ، ونصب شوادر الرقص ، لبهلوانات السياسة ، على جثث الشهداء ، و أحلام أجيال !

              كم من احلام داستها خطوة الواجب
              كم من قهر ابتلعه المرء عن طيب خاطر من اجل قيم
              كانت بالنسبة للامر مجرد عصى تحسن توجيه القطيع
              وكنا بعضا من القطيع اخوة في الاهانة والقهر كما قال الاستاذ
              ولم نبلغ من الارتياح عتيا ....ولا كسبنا الرضى ولا احترمنا انفسنا
              فمن اجل ماذا كان كل ذاك................؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
              رائع استاذ ربيع ومازالت الذاكرة تختزن الكثير الكثير
              مما يجب ان نكشف عنه فربما ننير عتمة الاتي
              نعم أستاذة .. هناك الكثير و الكثير
              ربما أتى طوعا في يوم ما
              و ربما أكلته ذئاب الذاكرة و لم تترك منه إلا صورا لا تعطي شيئا
              شكرا كثيرا على زيارتك لهذا المشهد الذي استدعى الضحك و لكنه أبكى !

              تقديري و احترامي
              sigpic

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                سؤال بريء وله علاقة بشكل النص من ناحية
                علامات الترقيم ، والمخاطِب والمُخاطَب ابتداءا من :
                و ألقيت بالدلو جانبا : " أنت فرحان بنفسك بقى .. أعرف أنت عاوز ايه ؟ ! ".
                إلى :
                :عد و فض اشتعالك .
                الحوار أربكني . عدت لقراءة النص أكثر من مرّة
                حتى أفك الإشتباك وأعرف أن هذه الفقرة تخص
                بطل القصة ، وتللك لعسكري الشرطة ، والأخرى
                لصديق بطل القصة .
                أيرضيك هذا يا ربيعنا الجميل ؟!

                رغم الأنف العنوان جاء موفقا وعبّر عن شعور البطل
                بالمهانة وقلّة الحيلة .


                تحياتي ومحبتي
                فوزي بيترو

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                  سؤال بريء وله علاقة بشكل النص من ناحية
                  علامات الترقيم ، والمخاطِب والمُخاطَب ابتداءا من :
                  و ألقيت بالدلو جانبا : " أنت فرحان بنفسك بقى .. أعرف أنت عاوز ايه ؟ ! ".
                  إلى :
                  :عد و فض اشتعالك .
                  الحوار أربكني . عدت لقراءة النص أكثر من مرّة
                  حتى أفك الإشتباك وأعرف أن هذه الفقرة تخص
                  بطل القصة ، وتللك لعسكري الشرطة ، والأخرى
                  لصديق بطل القصة .
                  أيرضيك هذا يا ربيعنا الجميل ؟!

                  رغم الأنف العنوان جاء موفقا وعبّر عن شعور البطل
                  بالمهانة وقلّة الحيلة .


                  تحياتي ومحبتي
                  فوزي بيترو
                  أهلا دكتور فوزي
                  و أهلا بزيارتك التي دائما ما تأتي حاملة الكثير
                  بالنسبة للحوار الأول فكان مع جندي الشرطة
                  أما الآخر فهو حوار النفس ( الذات ) و دواخلها
                  و لذا جاء فصيحا
                  شكرا أستاذ على زيارتك
                  أرسلت لك رسالة لتلك ترد عليها
                  فهذه من المرات النادرة التي أرسل فيها لزميل أو زميلة

                  شكرا جزيلا
                  sigpic

                  تعليق

                  يعمل...
                  X