لا أدري لم كانت استجابتي فورية ،
لطلب عسكري الشرطة ؟
ألأنني رأيته يدفع رفاق الطريق بدبشك البندقية ،
و قد نال منه الغضب حد السفاهة .
بل أمر بعضهم بالنزول على الأرض ،
و إبراز تصاريح أجازاتهم ومأمورياتهم ؟
كنت على غير العادة ، ألبس ملبسا رياضيا ،
و شعر رأسي يتهدل على وجهي -
بشكل مثير -
ربما أطول بكثير ، مما أسمح له ، و أنا خارج العسكرية ؛
ولذا نفذت الأمر ، و أنا أتميز غيظا و نقمة ،
و لساني يتمتم باللعنة ،
على الجيش ، و على من دفع بي ، للخوض في رماله و قسوة أوامره .. كلما أفرغت دلوا ، مسحت المكان بعيني ، و بإهمال و تراخ أملأه.. لكنني حين رأيته ينظر نحوي في استهانة توقفت ، و ألقيت بالدلو جانبا : " أنت فرحان بنفسك بقى .. أعرف أنت عاوز ايه ؟ ! ".
بدهاء :" يا سعادة الأمباشي .. الباشجاويش .. الصول .. أنت إزاي تمشي مش لابس الميري ؟ ".
صرخت :" و نفذت لك الأمر اللي مش ميري .. عاوز إيه تاني ؟! ".
: " لا .. لسه شوية .. لازم الزير يتملي ، و بعدين نتكلم ".
: " يا بني آدم .. أنا في مأمورية سريعة ، و راجع المعسكر تاني ".
: و لو .. ها تملا الزير ، و بعدين ربنا يسهل ".
كانت صور متلاحقة تترى أمام عيني ، تطل من بين غيمة من دموع جافة ، و ألم صارخ . إحساس بالإهانة يطالني بقوة . ما يقرب من خمس سنوات في التيه و الألم ، و ضياع المستقبل ، حتى و لو كان أكتوبر ما يزال رصاصه في يدي ؛ فما هو إلا رصاص فاسد ، اغتيل باروده و ناره ، بأحلام الكبار ، ونصب شوادر الرقص ، لبهلوانات السياسة ، على جثث الشهداء ، و أحلام أجيال !
أقيس المسافة بين الترعة و الزير ، و كشك المأمورية ، كأني أرى لأول مرة ، أمدد بصري لمعانقة الشجرة السامقة ، التي فرشت ظلها على المكان كله ، في إباء باسم .
صاغرا عدت أملأ الزير . حين انتهيت ، نفضت يدي . و إذا بيده تمتد بالكرنيه و تصريح الإجازة ، و باستهتار عجيب : اتفضل .. مع السلامة ".
تجمدت تماما .. تجمدت متفاجئا ، لا أدري لم ؟
ترنحت رأسي من ثقل الأسئلة ، و القيظ الذي أنشب أظافره بروحي
: ما كان يجب ؟
: هذه مهانة .
: أنت جبان .
:كان لا بد من تلقينه درسا ، و لو وصل الأمر لقيادة الشرطة العسكرية.
:أنت تهذي .
:تعرف كم يفعلون من جرائم ، و الحجة تنفيذ الأوامر ، و الحفاظ على السلوك العسكري .
:عد إليه إن كنت رجلا .
:عد و فض اشتعالك .
بكيت في صمت ، معطيا نفسي للطريق ، بعد أن ارتحت لخاطر أشرقته السماء بروحي ، بجدوى ما قمت به من عبث ، لعابر سبيل !
لطلب عسكري الشرطة ؟
ألأنني رأيته يدفع رفاق الطريق بدبشك البندقية ،
و قد نال منه الغضب حد السفاهة .
بل أمر بعضهم بالنزول على الأرض ،
و إبراز تصاريح أجازاتهم ومأمورياتهم ؟
كنت على غير العادة ، ألبس ملبسا رياضيا ،
و شعر رأسي يتهدل على وجهي -
بشكل مثير -
ربما أطول بكثير ، مما أسمح له ، و أنا خارج العسكرية ؛
ولذا نفذت الأمر ، و أنا أتميز غيظا و نقمة ،
و لساني يتمتم باللعنة ،
على الجيش ، و على من دفع بي ، للخوض في رماله و قسوة أوامره .. كلما أفرغت دلوا ، مسحت المكان بعيني ، و بإهمال و تراخ أملأه.. لكنني حين رأيته ينظر نحوي في استهانة توقفت ، و ألقيت بالدلو جانبا : " أنت فرحان بنفسك بقى .. أعرف أنت عاوز ايه ؟ ! ".
بدهاء :" يا سعادة الأمباشي .. الباشجاويش .. الصول .. أنت إزاي تمشي مش لابس الميري ؟ ".
صرخت :" و نفذت لك الأمر اللي مش ميري .. عاوز إيه تاني ؟! ".
: " لا .. لسه شوية .. لازم الزير يتملي ، و بعدين نتكلم ".
: " يا بني آدم .. أنا في مأمورية سريعة ، و راجع المعسكر تاني ".
: و لو .. ها تملا الزير ، و بعدين ربنا يسهل ".
كانت صور متلاحقة تترى أمام عيني ، تطل من بين غيمة من دموع جافة ، و ألم صارخ . إحساس بالإهانة يطالني بقوة . ما يقرب من خمس سنوات في التيه و الألم ، و ضياع المستقبل ، حتى و لو كان أكتوبر ما يزال رصاصه في يدي ؛ فما هو إلا رصاص فاسد ، اغتيل باروده و ناره ، بأحلام الكبار ، ونصب شوادر الرقص ، لبهلوانات السياسة ، على جثث الشهداء ، و أحلام أجيال !
أقيس المسافة بين الترعة و الزير ، و كشك المأمورية ، كأني أرى لأول مرة ، أمدد بصري لمعانقة الشجرة السامقة ، التي فرشت ظلها على المكان كله ، في إباء باسم .
صاغرا عدت أملأ الزير . حين انتهيت ، نفضت يدي . و إذا بيده تمتد بالكرنيه و تصريح الإجازة ، و باستهتار عجيب : اتفضل .. مع السلامة ".
تجمدت تماما .. تجمدت متفاجئا ، لا أدري لم ؟
ترنحت رأسي من ثقل الأسئلة ، و القيظ الذي أنشب أظافره بروحي
: ما كان يجب ؟
: هذه مهانة .
: أنت جبان .
:كان لا بد من تلقينه درسا ، و لو وصل الأمر لقيادة الشرطة العسكرية.
:أنت تهذي .
:تعرف كم يفعلون من جرائم ، و الحجة تنفيذ الأوامر ، و الحفاظ على السلوك العسكري .
:عد إليه إن كنت رجلا .
:عد و فض اشتعالك .
بكيت في صمت ، معطيا نفسي للطريق ، بعد أن ارتحت لخاطر أشرقته السماء بروحي ، بجدوى ما قمت به من عبث ، لعابر سبيل !
تعليق