تكلمي يا زرقاء
إلهام إبراهيم أبوخضير
هذا الوداع
وآخر ما فاض من الدمع
بأي وجه استقبل عصف الحياة
وكيف شاءت الأقدار ترمي بي
على مرافيء هجرتها السفن
باي حبرٍ أرسم ريشة الرحيل
بأجنحة الرياح المغادرة
وإلى أيّ مقبرة
ما عادت الأخبار تحمل في أكفّها الأفراح
ولا قَطَفَت الأيدي من التين
في ساحة الصيف ثَمَرة
خلف البعد تجود بالحنين
تعبث بالحروف والكلمات
تنشد
كم كانت لنا الديار مفخرة !
يا ساقي الأرواح
من لذيذ الموت
هب لي قليلاً
من شذى الأحلام
اسقِ روحي بعضا من البقاء
ولو آخر قطرة
أنا يا صاح
وموت الروح
ما مللتُ العزيمة
ما انتصر الليل الغريب
على وقْع أقدامي
ما امتلئت دفاتري
من آخر ما تبقى
من رذاذ المحبرة
وإن تكسرت كل الأشرعة
أمام خيانة الرياح
فصمودي
بذوره في الصخر باقية
هذا الفراق
وآخر الكلام
على رصيف الحياة
لكنّي في زهر البقاء
أكبر
في سفوح النداء
صدى الأيام
خطواتي
مزهرة ....
تعليق