


بالأمسِ بَعْدَ رُجُوعِ الطَّيْرِ عَاشِقَةٌ.........................
عِنْدَ المَسَاءِ تراءَتْ تُطْلِقُ البَصَرَا
إِلَى الغُرُوْبِ وَ عَيْنُ الشَّمْسِ غَارِقَةً.....................
خَلْفَ المَدَارِ تُوَارِي البَحْرَ وَ الجُزُرَا
قَدْ غَابَ طَيْفُ الرَّواسي عِنْدَ شَاطِئِهَا....................
عَنِ العُيُونِ وَخَفَّ الضَّوءُ وَانْحَسَرَا
فَوقَ العُبَابِ تزيَّا المَوجُ حُمْرَتَهُ...........................
وَفَاضَ سِحْرَاً عَلى الآفَاقِ وَانْتَشَرا
وَلاحَ غَيْمٌ أَمَامَ الشَّمْسِ ذُروَتُهُ............................
لَوْحُ الحَدِيْدِ أَثَارَ النَّارَ فانْصَهَرا
وَمَشْهَدُ الشَّفَقِ الألحَاظُ يَأسُرُهَا...........................
وَقَلْبُ عَاشِقَتِي مِنْ حُسْنِهِ انْفَطَرا
وَ الليْلُ حَطَّ على الوادي بعَتْمَتِهِ..........................
فَلَاحَ بَرْقٌ إِلَيْهَـــــا يَحْمِلُ المَطَرَا
قَامَتْ تَلُمُّ إِزَارَ الثَّوبِ فَارْتَعَشَتْ...........................
مِنْ نَسْمَةٍ تُبْرِئُ الوَلْهَانَ إِنْ سُحِرَا
فَصَاحَ مِنْ حَوْلِهَا زَهْرُ الرُّبَى خَجِلاً.......................
رَبَّاهُ منْ مُنشِئٌ في رَوْضِنَا قَمَرا
نَرَاهُ يَرْجُفُ خَوْفَاً وَالنَّدَى رَطِبٌ...........................
فَكَيْفَ لمَّا تهامى الغَيْمُ وَامْتطَرَا
رَدَّتْ وَ مِنْهَا شِفَاهُ الثَغْرِ بَاسِمَةٌ...........................
أَهْلاً بِمُزْنٍ أتَى للرَوضِ وَانْهَمَرا
وَقَدُّهَا راقصٌ وَ الطّيرُ عَازِفَةٌ.............................
أَنْغَامَ حُبٍّ تَهُزُّ القَوْسَ وَ الوَتَرَا
فَرُحْتُ أُصْغِي إِلَى الألْحَانِ عَنْ كَثَبٍ.......................
وَ زَفْرَتِي تُوقِظُ الأغْصَانَ وَ الشَّجَرَا
مِنْهَا إليَّ رَسُوْلُ الحُبِّ تُرْسِلُهُ.............................
سِرَّاً فَمِنْهُ عَرَفْتُ السِّرَّ وَ الخَبَرَا
تعليق