تكبرهُ ببضعةِ سنين، لكنهُ يشعرُ أحياناً أنها تحملُ عينَ أبيهِ
وقلب أمّه، تزوّجتهُ رغم فارق العمرِ ، ضاربةً عُرض الحائط
بنصائح الأقرباء والغرباء .
وبِجرّة قلمٍ ، أصبح رئيس مجلس إدارة الشركة التي كان يعمل فيها
تحت رئاستها .
منحتهُ كلّ ما يمكن لإمرأة عاشقةٍ أن تمنح شريك العمر الذي تعشق ،
إلاّ الثقة ...تلك الوحيدة التي حجبتها عن وسامتهِ وجاذبيتهِ التي لا تُقاوَم ..!
وحرمتهُ من التمتعِ بها ، رغم استماتتهِ في طلبها .
ذاتَ صباحٍ فاجئها صغيرها ذو الخمسة أعوام بسؤال ساذج :
-- ماما..هم السكيرتيرات بيطيروا...؟؟
تلقّت السؤال بدهشةٍ باسمة..ثم قالت وهي تركع أمامهُ تعقدُ رباط حذائه :
-- لآ طبعاً ...ليه يا حبيبي ؟؟
-- وبنفس البراءةِ ..ألقى الصغيرُ قنبلتهُ في وجهها غير عابيء بما يفعل :
-- أنا امبارح سمعت بابا بيقول في التلفون للسكرتيرة :
( بسرعة يا عصفورة قلبي ، طيري على الشركة قبل ما يوصل الموظفين ، أنا
طاير وراكي على طول ..!)
صغّرَتْ عينيها كأنها تمنع دخان القنبلة من دخولهما ، ثم ضيّقتْ بين حاجبيها
مُقطّبةً جبينها وكزّتْ على شفتها السفلى هازّةً رأسها إلى اليمين واليسار هاتفةً
في نفسها : (طيّبْ يا ذَنَب الكلب الأعوج ...)
ثم لانت ملامحها وهي تخاطب ذلك المخبر الصغير قائلة:
-- ولا يهمك يا حبيبي ..بكرا الصبح أنا حطَيَّرها لك ، وبعدين َحطيّر لك بابا
وراها ..!
وفي طريقهِ إلى مائدة الصباح ، وصلتهُ جملتها الأخيرة ...فهوى قلبه بين الضلوع
وهو يهتف :( ستْرَك يا كريم) ...!!
لكنهُ تماسك ، واسْتلّ وردةً من زهريّةٍ قريبة ..ثم وقف أمامها ومطّ إبتسامتهُ قدْر
المستطاعِ ، منحنياً أمامها في حركةٍ مسرحيةٍ رافعاً الوردة بيمناهُ
طاوياً اليسرى خلف ظهره ، فبدا كفارس من العصور الوسطى ، أو كبطلٍ لمسرحية
من مسرحيات شكسبير ..وهو يهتف :
good moorning my fair lady )
ثم أكمل : شو هالطَّلَه اللي بطَّيِّر العقل يا روحي أنا ، والله صدق اللي قال :
( الحلو حلو ولو قايم من النوم ..أَنو حلاوة هاي ؟؟، أي والله العسل بيغار منها ...)
نظرتْ إليهِ من بين رموشها وقد حرفت إبتسامتها الصفراء إلى زاوية فمها اليسرى
وهي تهتف باستهزاءٍ مُتوَعِّد: أنا برضُه اللي بطيّر العقل ..يا بتاع العصافير ؟؟؟
هوى قلبهُ مرة أخرى ولكنهُ رفعُهُ بسرعة ..محيطاً خصرها بذراعيهِ مُصرّاً على
المُضيّ في تخفيف دمهِ أكثر، ثم قال وهو ينظر داخل عينيها ..كأنهُ قيسُ ليلى
بُعِث فجأة :
--أيْ والله ...بتطيّري عقلي وعقل اللي أكبر مني كمان ، امبارح صديق قديم زارني
في الشركة وقاللي شيء ..بس والله زعّلني شوية منه :
قالت بنفس اللهجة المستهزأة : وشو قال لك هذا القديم إن شاء الله ؟؟
-- قال لي يا ستي : والله كبرت يا عبد الله ..شو هالصبيّة الأمّورة اللي بطَّيّر العقل اللي
كانت معك قبل يومين ..؟ ما شاء الله ..هاي بنتك ؟؟
قالت وهي تداري ابتسامتها : لا يا شيخ ..هو هيك قاللك ؟
-- طبعاً يا روحي هو أنا يعني مبسوط إنه قال عني كبرت وإنتي صْغِرْتي ؟؟!!
تملَصتْ من بين ذراعيهِ وهي تتهادى بدلالٍ نحو المقعد ، وهو خلفها رافعاً كفيهِ للسماء
بالحمد متنفساً الصّعداءَ ، وجلس قبالتها مُثبتاً قلبهُ في مكانهِ ، بعد أن أعياهُ الهّوِيُّ نحو الأسفل
والصعود إلى الأعلى ..!!،
طالَعَتْها صورتها عبرَ زجاج خزانةٍ قريبةٍ ..فابتسَمتْ لها قائلةً لا بأس ..، فَلنُعطهِ فرصةً أخرى ..!
-- تفضل يا حبيبي ..! قالتها وهي تقدّم لهُ كوب الشاي ..وقد عقدتْ
العزم في داخلها ..على تأجيلِ رحلة ( الطيران والتطيير) إلى إشعارٍ آخر ..!!!



وقلب أمّه، تزوّجتهُ رغم فارق العمرِ ، ضاربةً عُرض الحائط
بنصائح الأقرباء والغرباء .
وبِجرّة قلمٍ ، أصبح رئيس مجلس إدارة الشركة التي كان يعمل فيها
تحت رئاستها .
منحتهُ كلّ ما يمكن لإمرأة عاشقةٍ أن تمنح شريك العمر الذي تعشق ،
إلاّ الثقة ...تلك الوحيدة التي حجبتها عن وسامتهِ وجاذبيتهِ التي لا تُقاوَم ..!
وحرمتهُ من التمتعِ بها ، رغم استماتتهِ في طلبها .
ذاتَ صباحٍ فاجئها صغيرها ذو الخمسة أعوام بسؤال ساذج :
-- ماما..هم السكيرتيرات بيطيروا...؟؟
تلقّت السؤال بدهشةٍ باسمة..ثم قالت وهي تركع أمامهُ تعقدُ رباط حذائه :
-- لآ طبعاً ...ليه يا حبيبي ؟؟
-- وبنفس البراءةِ ..ألقى الصغيرُ قنبلتهُ في وجهها غير عابيء بما يفعل :
-- أنا امبارح سمعت بابا بيقول في التلفون للسكرتيرة :
( بسرعة يا عصفورة قلبي ، طيري على الشركة قبل ما يوصل الموظفين ، أنا
طاير وراكي على طول ..!)
صغّرَتْ عينيها كأنها تمنع دخان القنبلة من دخولهما ، ثم ضيّقتْ بين حاجبيها
مُقطّبةً جبينها وكزّتْ على شفتها السفلى هازّةً رأسها إلى اليمين واليسار هاتفةً
في نفسها : (طيّبْ يا ذَنَب الكلب الأعوج ...)
ثم لانت ملامحها وهي تخاطب ذلك المخبر الصغير قائلة:
-- ولا يهمك يا حبيبي ..بكرا الصبح أنا حطَيَّرها لك ، وبعدين َحطيّر لك بابا
وراها ..!
وفي طريقهِ إلى مائدة الصباح ، وصلتهُ جملتها الأخيرة ...فهوى قلبه بين الضلوع
وهو يهتف :( ستْرَك يا كريم) ...!!
لكنهُ تماسك ، واسْتلّ وردةً من زهريّةٍ قريبة ..ثم وقف أمامها ومطّ إبتسامتهُ قدْر
المستطاعِ ، منحنياً أمامها في حركةٍ مسرحيةٍ رافعاً الوردة بيمناهُ
طاوياً اليسرى خلف ظهره ، فبدا كفارس من العصور الوسطى ، أو كبطلٍ لمسرحية
من مسرحيات شكسبير ..وهو يهتف :
good moorning my fair lady )
ثم أكمل : شو هالطَّلَه اللي بطَّيِّر العقل يا روحي أنا ، والله صدق اللي قال :
( الحلو حلو ولو قايم من النوم ..أَنو حلاوة هاي ؟؟، أي والله العسل بيغار منها ...)
نظرتْ إليهِ من بين رموشها وقد حرفت إبتسامتها الصفراء إلى زاوية فمها اليسرى
وهي تهتف باستهزاءٍ مُتوَعِّد: أنا برضُه اللي بطيّر العقل ..يا بتاع العصافير ؟؟؟
هوى قلبهُ مرة أخرى ولكنهُ رفعُهُ بسرعة ..محيطاً خصرها بذراعيهِ مُصرّاً على
المُضيّ في تخفيف دمهِ أكثر، ثم قال وهو ينظر داخل عينيها ..كأنهُ قيسُ ليلى
بُعِث فجأة :
--أيْ والله ...بتطيّري عقلي وعقل اللي أكبر مني كمان ، امبارح صديق قديم زارني
في الشركة وقاللي شيء ..بس والله زعّلني شوية منه :
قالت بنفس اللهجة المستهزأة : وشو قال لك هذا القديم إن شاء الله ؟؟
-- قال لي يا ستي : والله كبرت يا عبد الله ..شو هالصبيّة الأمّورة اللي بطَّيّر العقل اللي
كانت معك قبل يومين ..؟ ما شاء الله ..هاي بنتك ؟؟
قالت وهي تداري ابتسامتها : لا يا شيخ ..هو هيك قاللك ؟
-- طبعاً يا روحي هو أنا يعني مبسوط إنه قال عني كبرت وإنتي صْغِرْتي ؟؟!!
تملَصتْ من بين ذراعيهِ وهي تتهادى بدلالٍ نحو المقعد ، وهو خلفها رافعاً كفيهِ للسماء
بالحمد متنفساً الصّعداءَ ، وجلس قبالتها مُثبتاً قلبهُ في مكانهِ ، بعد أن أعياهُ الهّوِيُّ نحو الأسفل
والصعود إلى الأعلى ..!!،
طالَعَتْها صورتها عبرَ زجاج خزانةٍ قريبةٍ ..فابتسَمتْ لها قائلةً لا بأس ..، فَلنُعطهِ فرصةً أخرى ..!
-- تفضل يا حبيبي ..! قالتها وهي تقدّم لهُ كوب الشاي ..وقد عقدتْ
العزم في داخلها ..على تأجيلِ رحلة ( الطيران والتطيير) إلى إشعارٍ آخر ..!!!



تعليق