شيدت قلعة في قلب البحر ووضعت في أعلاها علما أبيضا، لا أدري لماذا إخترت البياض لأثث قلعتي و ملاذي الأخير، وجدت المكان المناسب لأحيك فيه نهايتي ،رجل في الضفة المجاورة يخيط الحزن بإتقان و يتفانى في نسج خيوطه المرصعة بالذهب .مشكلته أنه يطيل إنجاز مهامه لأنه لم يعتد بعد عن المكوث بقرب البحر لينال منه الدوار و لكنه يتفنن في إتقان العمل إلى حد الإدمان وضعت أجراسا تدق مرتين في اليوم الأولى عند بزوغ الفجر و الثانية عند غروب الشمس ستائري سوداء و أقلامي سوداء أيضا.أمضي وقتي في إحتساء فناجين القهوة، جدراني خليط من البلور و الزجاج . لم أحظى بزيارة أحد و كيف لي أن أوجه دعوات إلى أناس يستعبدون الخرافة و يعرضون عن إقامة السلام مع ذواتهم فهم يفلحون فقط في إقتسام تعاسة البشر كما أني لم أجازف في ترك عنواني لأحد و كيف لهم أن يعثروا على مكاني و أنا التي أقمت مملكتي في قلب البحر أستمتع بالتجوال على قارب خشبي يلفه التواضع و تداعبه الألفة و البساطة فقد أحببته قبل أن أركبه. أعود إلى منزلي لأمضي باقي يومي في توظيب غرفه و تحضير العشاء لم أتمكن من تشغيل جهاز التلفاز فإكتفيت بمراجعة أرشيف الجرائد و المجلات علني أستفيد أكثر ، كلما ضجرت من وحدتي و إعتزمت الرجوع ينتابني شعور بالتيه لأتأمل الأشياء من حولي لأجدني قد عثرت على نفسي في هذا المكان. تعرفت إلى من تبنى أفكاري ورضيت به صديقا بعد أن عرض علي مساعدته ليزودني في كل نهاية أسبوع بمستلزمات البيت الضرورية. يميل رفيقي إلى إرتداء الأبيض و ما أثار إستغرابي هو إستقالته من الحياة بشكل نهائي ليقيم علاقة ترابطية متوحدة مع اللامكان ليرتدي لباس الحداد و يعتنق الوحدة. في جيبه قاموس و ساعة من الفضة. إهتمامه بي مرده أنه رأف و راق قلبه لحالي بالرغم من أن وضعي لا يستدعي كل هذا القلق و هذا ما يدفعه كل مرة لأن ينهال علي بوابل من الأسئلة و هو الذي لم يكن ليجيب بكلمةعلى تساؤلاتي في البداية فصمتي المشبوه يوحي له بأني قد تبنيت حياة أخرى منسلخة عن الوجود يخيل إليه أنني في حالة بحث دائمة عن شيء مجهول لذا أجده يحاول البحث دائما عن أجوبة شافية. ضاع منه ذات يوم قاموسه فوجدته بعد عملية بحث طويلة و بعد أن غادر منهكا لكثرة البحث عثرت على هذا الكنز الذي لم أكن لأتعرف على محتواه إلى أن وقع بين يدي فتصفحت أوراقه الأولى لأجده مكتوب بخط يده و لم أكن قبل لأكتشف الأمر و أتبين الحقيقة لولا فعل الصدفة لأجد مفاهيم مركبة لم أتمكن من فك طلاسمها لذا لم أرغب في مواصلة القراءة بالرغم من فضولي الزائد و في هذه الأثناء أفقت من الهذيان الذي يصيبني كلما تماديت في التخمين لأخرج إلى ساحة الحديقة لأجد زهوري قد أصابها الظمور فالمناخ غير ملائم و كيف لها أن تنبت و أنا أحيانا أسقيها بماء البحر دون أن أنتبه للأمر لفرط إنشغالي بكتاباتي .
قلعة المنفى
تقليص
X
-
السلام عليكم
كتاباتك جميلة ختي هي تلامس الروح بنسيابها
و|أجدها تميل الى القص المسربل بالخاطر
على العموم لن أنقلها حتى أرى رأي الزملاء
تقديري لحرفك الجميلhttp://lindakamel.maktoobblog.com
من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها
-
-
مرحبا نادية الغالية حياك وهلا بك بيننا
وأنت تشرقين بجمال حرف أخّاذ
لهذه السردية المورقة المميزة
نعم هي حكائية وجدانية تعكزت على القص أكثر مما هو خاطر
وبما أن لقلمك الرائع مذاق خاص وروعة شدنا لآخر رمق
أردتها هنا وليسمح لي طاقم إشراف القصة بهذه الحكائية التي تزهو جمالا أن أستضيفها بيننا بأجمل ترحيب
ولنستشرب ألقها ونرحب بك بما يليق
أسعدني أن أكون في حضرة هذا البهاء
سلمت ودمت وبورك عطاءك الراقي
محبتي وأكثر
تعليق
-
-
قتلتها تلك الملوحة التي لم تشعري بسريانها في أعماق تلك الأزهار
روعة في الطرح وسمو في السرد ..
جميل ونابض يحتاج منك أيتها المبدعة الانتباه للهنات البسيطة التي تخللت
بعض أجزاء النص ..
المبدعة والمتميزة الأستاذة نادية
سعيدة بقراءة إبداعك لك مني التقدير والود ~رَّبِّارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
تعليق
-
-
استاذي الفاضل/ بن ورقلة
قصتك امتزجت بروح الخاطرة
فكان النص ربيع لغة
استمعت كثيرا بقراءة سطرك
تقديري و اكثر
كم روضت لوعدها الربما
كلما شروقٌ بخدها ارتمى
كم أحلت المساء لكحلها
و أقمت بشامتها للبين مأتما
كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
و تقاسمنا سوياً ذات العمى
https://www.facebook.com/mrmfq
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 68375. الأعضاء 7 والزوار 68368.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق