آثار التدليل للإطفال /سعاد عثمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعاد عثمان علي
    نائب ملتقى التاريخ
    أديبة
    • 11-06-2009
    • 3756

    آثار التدليل للإطفال /سعاد عثمان

    الطفل المدلل
    يقول علماء النفس
    "الكثير من الإزعاج أفضل من القليل من الدلال"، هذا هو حال لسان الأطباء والاختصاصيين النفسيين المتعاملين مع الأطفال، فهم يرون أن مسألة التدليل سهلة وبسيطة، لكن عواقبها وخيمة ليس على الطفل فقط، بل على كل المحيطين به وعلى رأسهم الوالدين


    فلا يقتصر الدلال على مرحلة عمرية محددة، ولا هو مشكلة عرضية تأخذ وقتها وتزول، لكنه في الحقيقة مشكلة حية إن لم تُوأَد في مرحلة الطفولة نمت وشابت على صاحبها حتى الكهولة.



    ويبدأ الطفل المدلل انحرافه بالإلحاح الشديد أو كما نطلق عليه "الزن"، فإن رغب في شيء، فإما أن يلبي مطلبه أو كان الصراخ والركل والضرب -وربما السب- وسائل ضغط تمارس على الوالدين حتى يذعنوا لرغباته.


    أسبابه

    وقد يكون حرص الأم الشديد على طفلها وخوفها عليه من التعرض لأي خطر، من أسباب تدليله، أو ربما لأنه طفلها الوحيد أو أنها وزوجها رُزِقا به بعد فترة طويلة من تأخر الإنجاب، أو أنه آخر العنقود، وقد يكون الدافع وراء التدليل شعور أحد الوالدين بطول فترة غيابه في العمل عن أطفاله، فيعمل لا شعوريًّا على تلبية رغباتهم كنوع من التعويض، وفي أحيان كثيرة يكون سفر أحد الوالدين للعمل بالخارج مبررًا كافيًا لإغداق أطفاله بالهدايا وتحقيق مطالبهم، لكن الوالدين بحبهما الفطري لطفلهما لا يدركان أنهما يدفعان به لهاوية الدلال الذي لا يقتصر ضرره على طفلهما فقط، بل بالمجتمع المحيط به أيضًا




    فتساهل الوالدين مع طفلهما واستسلامهما لضغوطه وعدم تمييزهما لاحتياجاته الضرورية ورغباته يفسده ويغرس فيه حب الذات، وينمّي لديه حب الامتلاك والأنانية، فلا يعود يعلم شيئًا غير تلبية رغباته وإلا الصراخ. وبالطبع لا يقتصر الأمر على هذا فقط، فالتدليل يسلب من الطفل الإحساس بالمسئولية وحبه للمشاركة، بل يفقده كيفية الاعتماد على نفسه، حيث إن دلاله يدفعه للاتكال على غيره.



    هذه المشكلة تنمو مع نمو الطفل، وتزداد سوءًا مع مراحل عمره المختلفة، ففي المدرسة مثلاً لا يستطيع أن يتخذ قرارًا دون الرجوع لوالديه، ويرفض أن يشترك معه زملاؤه في اللعب، يرفض أن يكون خاسرًا، ويرفض أن توبخه معلمته، مما يجعل منه طفلاً غير محبوب ليس بين أقرانه فقط، بل ومعلميه أيضًا. وفي المراهقة تكون فرصة الانحلال الأخلاقي والسلوكي أكبر، خاصة لو كان طلباته المادية مجابة فقد يتجه للمخدرات مع رفاق السوء]
    للدلال سمات

    وبتحليل عدد من الاستشارات التربوية بموقع "إسلام أون لاين.نت" وجدنا أن الطفل المدلل له عدد من السمات تعلن عن سلوكه فهو:

    متمرد يحتج على كل شيء ويصر على تحكيم رأيه.

    فوضوي لا يتبع قواعد التهذيب ولا يستجيب لأي من التعليمات الموجهة إليه.

    لحوح وكثير الطلبات.



    قليل الصبر وملول فهو يستعجل الأمور ولا طاقة له على الصبر.

    يتخذ من البكاء والصراخ سبلاً للضغط على ذويه لتلبيه رغباته.

    تسيطر على الطفل المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم.

    الطفل المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة فهو معدوم الشخصية.




    الوقاية خير من الدلال


    وحتى نقي أطفالنا خطر التدليل فقد نصح الاستشاريون والمختصون بضرورة الاعتدال في تربية الأطفال، فلا يكون الدلال مفرطًا ولا الحماية مشددة؛ حتى يتمكن الطفل من مواجه الحياة فيما بعد.

    كما أن اشتراك الطفل في نادٍ أو إيجاد مكان له يمارس فيه بعض الأنشطة يعمل على تنمية روح التعاون لديه، فنشاطه مع فريق بغمسه مع أقرانه بالعمل الجماعي ينمي لديه إحساسه بروح الجماعة والعمل مع فريق.




    بالإضافة إلى عدم التفرقة في المعاملة بينه وبين إخوته، فهذا يوجد بينهم العداوة والكراهية، مع ضرورة التأكيد على مبدأ الثواب والعقاب المناسبين للموقف.

    ويُعَدّ المدح والذم أحد الأساليب الناجحة في تقويم سلوك الأبناء وهما سلاحان ذوا حدين، فالمدح إن زاد عن حده أكسب صاحبه الغرور، وكذلك الذم إن زاد أفقد صاحبه الثقة بنفسه وأضعف شخصيته؛ لذلك يمدح الطفل حين يلتزم السلوك الحسن ويعاقب بالذم إن أساء شريطة أن يكون المدح أو الذم مناسبين لحجم السلوك.

    وتضيف أ. مديحة حسين خبيرة في الشئون التربوية:

    إذا نظر كل أب وأم إلى عواقب التدليل وما يصنعه في نفس طفله على المدى البعيد لأدرك أهمية الالتزام بالاعتدال في التربية. فاستقبال منتجات التدليل تختلف من طفل إلى آخر، من حيث تأثيره على شخصيته أو تطور هذا التأثير، وامتداده إلى سلوكيات قد تصل إلى تدميره لذاته أو لمن حوله.

    ولا أنسى تلك الشابة التي كانت تصف تدليل والدها لها بأنه عوَّدها على أن ينفذ لها كل ما تريد في نفس اللحظة؛ ليتحول الأمر إلى مصدر للحصول على اللذة التي تفقد إذا تأخر حصولها على ما ترغب به. وبالمقابل إلى عدم القدرة على السيطرة على الرغبات حتى ولو كانت غير ضرورية، وبذل السبل العجيبة والمرهقة في تحقيق أي رغبة في ذات الوقت.

    وفي المقابل يصف شاب أزمة مالية تعرضت لها أسرته أفقدتهم كل مصادر الدخل، ومعها المدخرات الخاصة بهم بعد رغد للعيش أنها حوّلته لتحمل المسئولية، وأنضجت شخصيته على نحو رائع؛ نتيجة أن والدته كانت تعتمد الاعتدال في تربيتهم في أشد لحظات الرخاء.. فقد كانت من الحكمة أن أدركت تقلبات الزمان، وأننا يجب أن نرفق بأطفالنا فلا نعطيهم حتى كل ما نستطيع؛ لأن الدنيا لن تعطيهم كل شيء.







    Bhrooo
    ثلاث يعز الصبر عند حلولها
    ويذهل عنها عقل كل لبيب
    خروج إضطرارمن بلاد يحبها
    وفرقة اخوان وفقد حبيب

    زهيربن أبي سلمى​
  • وليد زين العابدين
    أديب وكاتب
    • 12-05-2009
    • 313

    #2
    سيدتي الفاضلة :

    فعلاً من أهم المواضيع وأصعبها من ناحية النظرية ومن حيث التطبيق موضوع التربية .

    سيدتي عندي طفلة عمرها سبع سنوات ... ونحن لا ندللها .... فهي تدلل نفسها !!!

    وعندما نسأل الأقرباء والمعارف وخاصة كبار السن منهم يقولون لنا بأن هذا الجيل غير الأجيال السابقة .

    لا أدري ما الذي يجعل هذا الجيل غير جيلنا أو الجيل الذي سبقنا !

    ربما هي التكنولوجيا التي تبدأ رحلتها مع هذا الجيل وهو ما زال جنيناً في بطن أمه ... مروراً بالتلفزيون وقنواته وبرامجه والتي يمضي معها الطفل ساعات طويلة أكثر من الساعات التي يقضيها مع أهله ... وذلك حتى قبل أن يتعلم الكلام والنطق !

    سيدتي موضوع جميل وهام ...... وأرجو أن يستمر البحث في هذا المجال , مجال التربية وصعوبة تطبيق نظرياته لأنه لا يوجد بيت أو عائلة إلا وتعاني من دلال الأطفال أو تدليل الأطفال لأنفسهم .

    ودمتم

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #3
      شكرا لك أستاذة سعاد ولك التحية والشكر وللعلم ليس هذا الموضوع من اختصاص هذا القسم الأدبي الإبداعي
      إنما هو تابع لقسم الأسرة والتربية.
      تحيتي وشكري وترقبي نقله قريبا.

      تعليق

      • خالدالبار
        عضو الملتقى
        • 24-07-2009
        • 2130

        #4
        أظن أننا بحاجة لقسم خاص بالتربية وكل ما يتعلق بها .....وأرشح الأستاذ عبدالرحمن الصالح فهو مستشارتربوي في وزارة التربية والتعليم ...في تولي المسؤلية عليه فهوأهل له ...ما رايكم .
        التعديل الأخير تم بواسطة خالدالبار; الساعة 15-10-2012, 10:58.
        أخالد كم أزحت الغل مني
        وهذبّت القصائد بالتغني

        أشبهكَ الحمامة في سلام
        أيا رمز المحبة فقت َ ظني
        (ظميان غدير)

        تعليق

        • نجاح عيسى
          أديب وكاتب
          • 08-02-2011
          • 3967

          #5
          مساء الخير
          هذا مرور للتحية فقط يا سعاد العزيزة
          ويا شريكتي المشاكسة هههههه
          لكن اخشى ما اخشاه ألا تكوني هي (سعادة )
          شريكتي في المشاكسة في الغرفة الصوتية قبل أيام ..
          عموما لي عودة إن شاء الرحمن بعد عودتي من
          عيادة دكتور الأسنان ...لكن أرجو أن تطمنيني إن كنت أنت من اعني
          أو انني غلطتُ في النمرة ه

          تعليق

          • سعاد عثمان علي
            نائب ملتقى التاريخ
            أديبة
            • 11-06-2009
            • 3756

            #6
            أستاذ الكريم وليد زين العابدين
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اعتقد أستاذي كان لنا لقاءات مع علم النفس أو البرمجة اللغوية العصبية من قبل
            وسعدت بعودتك
            أستاذي
            بالنسبة للطفل-أو طفل هذا الزمان
            فهو طفل ذكي- غبي-
            بريء-خبيث-
            مسكين-جبار
            -مثبت في كتب الدين بأن الأرواح جميعها خُلقت في وقت واحد
            والجسد هو فقط الجديد
            كنت لاأصدق الجدات القدامى أي العواجيز وغير المتعلمات عندما يصفن الطفل بأنه ذكي ومكار لأن روحه قديمة
            هل تصدق أستاذي
            بعدما أنجبت ..وخضت التجربة للتربية-ونظرت كثيراً من حولي
            وإستمعت لجميع الأراء في ذلك..لأن هدفي الوحيد كان أن أصل للكمال في التربية
            تصدق أستاذي-إكتشفت بالفعل بان الطفل زكي-ومكار-ولحوح-وهذا قبل أن يعي أو ينطق أو يميز
            راقب انت ذلك
            فالطفل منذ ايامه الأولى في الحياة-يبكي عندما يجوع-يبكي عندما يبتل ويريد أن تبدل له الحفاض
            يصرخ يخرب الدنيا اذا تأخرت أمه للحضور
            يصرخ ويكسر الدنيا-اذا تأخر موعد إستحمامه أو موعد نومه
            بالنسبة لناو نحن الكبار نقول نعودنا
            لكن هو قبل أن يتعود-ولا يفكر أياً منا-كيف يعرف الطفل كل هذا
            طفلتك التي تدلل نفسها-هي تجلس أمام التلفزيون وتشاهد كل قنوات العالم وتشاهد كيف يعاملون الأطفال
            وتستهوي الطريقة التي تروق لها
            هنا يجب معاملتها بذكاء -وبنعومة وبشدة
            بمعنى أن تعودوها انتم طريقتكم-..مشيتي عدل وسمعتي الكلام سندللك
            عصيتي الكلام ومشيتي غلط سوف نعاقبك
            طبعا لو عمرها صغير-أو كبير-تجننبوا العنف-وتجنبوا التراجع
            لاتضربها وتقبلها-لاتمنعها ثم تعطيها
            بالتالي لاتعنفها بقوة لكي لاتندم ولا تدللها بطريقة يصعب فيها عليها التعود على القسوة
            يلزمكم التكلم كثيراً معها-وصوت هاديء وبملامح حازمة
            لاتعملي هذا فهو غلط
            قبل أن تعاقبها انطق كلمة غلط-لكي تحفظ بان هذه هي كلمة النهي والممنوع وغير مسموح به
            انت لم تخبرني عن عمر الطفلة
            لكن كما قلت الطفل يعرف يأمرك منذ أن كان في اللفة
            العقاب البسيط جدا من عمر السنتين تقريبا
            قبل ذلك نقول لأ ونحن نرتبت على الكتف وبمحاولة الإقناع
            عند السنتين نأدبه بالنهي وقليل من الزجر-وبنظرة العين الحادة -حتى يفهم الطفل بأن نظرة العين الحادة هي نهي عن هذا العمل
            بعد الثالثة يكنكم التفاهم
            اما الضرب-فهذا حرام ويكفي الإيحاء بالضرب على طرف اليد فهي من شأنها ان تخيفه وتبكيه
            من الخامسة يمكن حرمانه من التلفزيون-ومن النزهة-ومن الأيس مثلا
            ومن بعد الخامسة مباشرة يُكلف بالتدريج -بالإحترام-والإستئذان عند الدخول-وبالوضؤ والصلاة
            وبتقبيل يد الجدات والجدان -وبإغلاق الأغاني عند وقت الآذان والصلاة
            وبالفرح بشهر رمضان-وبحب الله وبالتوسل اليه
            وبتعريفه بكل نعمة اتتكم وهي مرسلة من عند الله
            وبالذوق والإحترام-وبالعفاف وبعدم اخذ ماليس لها أي غير مسموح بأخذ الشيء من الصديق ولا القريب
            وبالصدقة والإحسان-وبأن تعطيه بعض المال بيدك ليضعه هو في يد المسكين-وبحب المساكين
            وتعرفه القدوة الحسنة لتعجب بها ...وتعرفه اشكال الفاظ وبعض اعمال السؤ لنبعد عنها
            إرتقي به قليلاً قليلاً ..وهذبه قليلاً قليلاً.. وعاتبه قليلاً قليلاً ..وعاقبه قليلاً قليلاً.. فتظفر بالكثير إن شاء الله
            المهم أن تكون لماح فلا يخدعك ..ولا تقهره
            يعني الموازنة والمثابرة
            وربنا يكون في العون
            وحقيقة كل من أسهبوا في تدليل الطفل ندموا كثيراً- وكانت النتيجة أبناء يتمتعون بالميوعة والعنف
            ولا نجاح البتة
            ونقول اللهم اعنا على أبنائنا وعلى دنيانا
            مع أطيب امنياتي
            سعادة
            المشاركة الأصلية بواسطة وليد زين العابدين مشاهدة المشاركة
            سيدتي الفاضلة :

            فعلاً من أهم المواضيع وأصعبها من ناحية النظرية ومن حيث التطبيق موضوع التربية .

            سيدتي عندي طفلة عمرها سبع سنوات ... ونحن لا ندللها .... فهي تدلل نفسها !!!

            وعندما نسأل الأقرباء والمعارف وخاصة كبار السن منهم يقولون لنا بأن هذا الجيل غير الأجيال السابقة .

            لا أدري ما الذي يجعل هذا الجيل غير جيلنا أو الجيل الذي سبقنا !

            ربما هي التكنولوجيا التي تبدأ رحلتها مع هذا الجيل وهو ما زال جنيناً في بطن أمه ... مروراً بالتلفزيون وقنواته وبرامجه والتي يمضي معها الطفل ساعات طويلة أكثر من الساعات التي يقضيها مع أهله ... وذلك حتى قبل أن يتعلم الكلام والنطق !

            سيدتي موضوع جميل وهام ...... وأرجو أن يستمر البحث في هذا المجال , مجال التربية وصعوبة تطبيق نظرياته لأنه لا يوجد بيت أو عائلة إلا وتعاني من دلال الأطفال أو تدليل الأطفال لأنفسهم .

            ودمتم
            التعديل الأخير تم بواسطة سعاد عثمان علي; الساعة 15-10-2012, 20:21.
            ثلاث يعز الصبر عند حلولها
            ويذهل عنها عقل كل لبيب
            خروج إضطرارمن بلاد يحبها
            وفرقة اخوان وفقد حبيب

            زهيربن أبي سلمى​

            تعليق

            يعمل...
            X