البارقة
ألا ليتَ شعري هل الى الصّحبِ مَدرجُ
فكيفَ لَـحاقِي والأحبّةُ أدلجُوا
أحثُّ لهم حـرفًا تثاقلَ نظمُهُ
فيعرضُ عنّي ناكرًا يتلجلجُ
كــأنّي وإيّاهمْ غداةَ ترحّّلوا
أفانينُ تزهو في السماءِ وعسلجُ
فشتّانَ إبطائِي وسرعةُ خطوهِمْ
فهيهاتَ يصطادُ الطريدةَ أعرجُ
شققتِ فـؤادَ الليلِ شقًّا ببارقٍ
من الحسنِ فاجتاحَ السوادَ توهّجُ
بَرقتِ فأبدَى كـلُّ نجمٍ تبرُّمًا
وما كلُّ برقٍ للعواذلِ مُبهجُ
كأنّ سناءَ البدرِ من بعدِ أنْ طغتْ
على الكونِ إشرَاقاتُ حُسنكِ أدعجُ
فأغضَى حياءً واستكانَ بهالةٍ
فهَا هُو محمرُّ العوارضِ مُحرَجُ
فـعانقتُ طيفًا لا يُملُّ عناقهُ
كـريمٌ بعذرِ البينِ لا يتحجّجُ
وبتُّ أُروِّي النفسَ أُطفئُ ظمْأهَا
وأَعصِرُ من شهدِ القصيدِ وأَمزجُ
الى أنْ دنَا فجري فودّعتُ طارقِي
لينأى بهِ عن أعينِ الناسِ مُسرَجُ
فهيّجَ تلويحُ الــوداعِ صبَابتي
وأضرمَ نــارًا بالفؤادِ تأجّجُ
فأُبتُ كسيرَ الطرفِ أَغزلُ وحدتِي
أُسرِّحُ منها خيطَ همِّي وأنسجُ
وأوغلتُ في بيدَاءِ عشقٍ مُروِّعٍ
أهيمُ فما لي منهُ مَنجىً ومخرجُ
ولو كنتُ أدري مُنتهى بابِ زلّتي
لما كانَ لي نحوَ الشقاوةِ مَولجُ
ولكنْ هيَ الأقدارُ والحكمُ نافذٌ
وما منْ نصيبِ الكربِ للعبد مفرجُ
وإنّي سَبتنِي حُرّةٌ ذاتُ مَبسمٍ
ودلٍّ وليدِ الطبعِ لا تتَغنّجُ
وما كلُّ مَرخيِّ الضفائرِ غادةٌ
ولا كلُّ مَنقوشِ البلاغةِ أبلجُ
فلا تُبدِ حُكمًا منْ مظنّةِ ظاهرٍ
فكم خدعَ الأبصارَ بالزيفِ بهرجُ
عجبتُ لمنْ يسعَى لنيلِ مُؤمّلٍ
وليسَ لهُ في خطّةِ السَعي منهجُ
فمنْ رامَ إدراكَ المعالي تقاعسًا
كمن رامَ خيرَ الناسِ والرأسُ أهوجُ
فكيفَ لَـحاقِي والأحبّةُ أدلجُوا
أحثُّ لهم حـرفًا تثاقلَ نظمُهُ
فيعرضُ عنّي ناكرًا يتلجلجُ
كــأنّي وإيّاهمْ غداةَ ترحّّلوا
أفانينُ تزهو في السماءِ وعسلجُ
فشتّانَ إبطائِي وسرعةُ خطوهِمْ
فهيهاتَ يصطادُ الطريدةَ أعرجُ
شققتِ فـؤادَ الليلِ شقًّا ببارقٍ
من الحسنِ فاجتاحَ السوادَ توهّجُ
بَرقتِ فأبدَى كـلُّ نجمٍ تبرُّمًا
وما كلُّ برقٍ للعواذلِ مُبهجُ
كأنّ سناءَ البدرِ من بعدِ أنْ طغتْ
على الكونِ إشرَاقاتُ حُسنكِ أدعجُ
فأغضَى حياءً واستكانَ بهالةٍ
فهَا هُو محمرُّ العوارضِ مُحرَجُ
فـعانقتُ طيفًا لا يُملُّ عناقهُ
كـريمٌ بعذرِ البينِ لا يتحجّجُ
وبتُّ أُروِّي النفسَ أُطفئُ ظمْأهَا
وأَعصِرُ من شهدِ القصيدِ وأَمزجُ
الى أنْ دنَا فجري فودّعتُ طارقِي
لينأى بهِ عن أعينِ الناسِ مُسرَجُ
فهيّجَ تلويحُ الــوداعِ صبَابتي
وأضرمَ نــارًا بالفؤادِ تأجّجُ
فأُبتُ كسيرَ الطرفِ أَغزلُ وحدتِي
أُسرِّحُ منها خيطَ همِّي وأنسجُ
وأوغلتُ في بيدَاءِ عشقٍ مُروِّعٍ
أهيمُ فما لي منهُ مَنجىً ومخرجُ
ولو كنتُ أدري مُنتهى بابِ زلّتي
لما كانَ لي نحوَ الشقاوةِ مَولجُ
ولكنْ هيَ الأقدارُ والحكمُ نافذٌ
وما منْ نصيبِ الكربِ للعبد مفرجُ
وإنّي سَبتنِي حُرّةٌ ذاتُ مَبسمٍ
ودلٍّ وليدِ الطبعِ لا تتَغنّجُ
وما كلُّ مَرخيِّ الضفائرِ غادةٌ
ولا كلُّ مَنقوشِ البلاغةِ أبلجُ
فلا تُبدِ حُكمًا منْ مظنّةِ ظاهرٍ
فكم خدعَ الأبصارَ بالزيفِ بهرجُ
عجبتُ لمنْ يسعَى لنيلِ مُؤمّلٍ
وليسَ لهُ في خطّةِ السَعي منهجُ
فمنْ رامَ إدراكَ المعالي تقاعسًا
كمن رامَ خيرَ الناسِ والرأسُ أهوجُ
تعليق