شجرة
مررت قربَ الدارِ,
فسألتني شَجرة سِدر هرمة
أسنَدت أغصانها,
على جدارٍ ولا أقدمْ
أين هيَ؟
فقلتُ من تكون!!
قالت,
مَن كانت يوما ها هنا
تسكنُ القلبَ قبل الدار
مذ كانت صغيرة تحبو,
على يدٍ و قدمْ
جَذلى تتسلق جذوعي
تستظل بأغصاني
تلتحف بأوراقي
و تستكين بين قلبي و ضلوعي
صبية تحلمْ
هيَ, مَن غرسَ حلو الأماني
و دسَ أسرارٍ العمر بين جذوري
روته بدموع محبة و سرورِ
و القلب ترسمْ
هيَ, من عاهدتني يوما
أن تعود
قَََسمٌ منها, وعد موعود
وداع كان هو بدموعٍ
و حلو المَبسمْ
رحلت صغيرتي
صفراء أمَست أوراقي
تحتضن حَبل أرجوحة قديم
و ذكرى في القلب تبكي
و صرخة الشوق تكتمْ
فأين تراها هي؟ في أي أرضٍ؟
و في أي دار تسكن؟
,,,,,
,,,,,
نَظرتُ إلى الدارِ العتيق
هَرمة أمست الشجرة
و ذِكريات أبت أن تستفيق,
إلا في حِضن سِدرة
آه, يا خير رفيق
ضاعت الأعوام مني
و تاهت الفكرة
أما عرفتني؟!!
و كنتِ أنتِ الصديق
فأمسيتُ لكِ اليوم نكِرة
في غربةٍ كنتُ,
دمعُ الأحداق غريق
و للشوق سَكرَة
الذكرى جُرح عميق
في القلبِ, تخنقه العبرة
و ماذا بَعد الرحيل؟!
حنين إلى ماض سحيق
و سنين عُمر نَضِرة
سأبقى ها هنا و إن أنكرتِني
دونكِ حياتي و أسى رقيق
يا وطني أنتِ,
يا قلب شجرة
تحياتي – شاكرين السامرائي
تعليق