ملامح...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم سعد زيان
    أديب وكاتب
    • 26-04-2009
    • 79

    ملامح...


    ملامح...


    1-حين تغرق بك الأيام ، قد تتشبث ببصيص من حسن النية مهمل في ذاكرة القلب...

    2-للعيون مطبات ، فحاذرها حتى و إن كانت العيون مطبقة على نهر من الوفاء....

    3- للوطن نكهة ساذجة تشبه حيرة الأم و هو تنتظر عودة الإبن بعد منتصف الليل...

    4- العقل له القدرة على تعلم كل اللغات أما القلب فلا يحسن إلا لغة التنهيدة الأولى...

    5-لن أشاطركِ ذات الحلم ، فحلمان ساذجان أبقى من حلم لا يحتمل التأويل إلا مجبرا...

    أوّلتك تسعا و تسعين مرة و كنت العصيّة حتى المرة المائة ، و بمجرد ما طرحتِ تأويلي

    على مائدة استجمامك ، وجدتِني أعجُّ بذات الهوية و بذات الشبر من دم الأسخياء...

    6- كل شيئ بقدر إلا الصدق فهو عين القدر...

    قد تحتاج العين إلى نظارات كي تميز ظلال الأشياء غير أن القلب حتى و لو ضعف بصره

    يبقى يميز أصناف النبض دون الحاجة إلى مكبرات مشاعر مصطنعة...

    7-...لنتنابزْ بالألقاب إذن، شريطة أن نحتكمَ إلى العطّارين كلما دعوتكِ بـ:ياسمين و أنت

    تتوسدين شروق الشمس في يوم شديد الفضول ...

    كلما وسمتكِ بـ: الخنساء و بالكاد تتجلّدين حين تدوسين على ظل شوكة تتحصن بهامة نخلة...

    لنتنابزْ بالحروف و لنرتجلْ ، إذن ،ما لا يشاء الآخرون...

    8-تتجاذبني وشوشات الأزقة و قدماي تحاوران مطبات الرصيف الجريح...

    بعض التفاصيل تتشبث بذاكرة نعلي عندما توقّعُ خطاي على بياض . مررن من هنا على

    استحياء ، يرددن صمت العرّافات و حذر العذروات ، لسن من ثلة القوم و لا من عوامه، مررن
    ...
    حاملات غصنا من عبير الآت ، هن نسوة من هدير الأزقة ، على جبينهن وشم من قبلات

    عابرة، و في عيونهن تسكن ألف ، ألف رغبة في التذكّر الجميل...

    طوبى لزقاق عرّاب لمفاتيح الخلود...

    9-هززت كل أشجار العالم و لم أحظ بحلاوة الطريق إليك...لكن ما إن هممت بهز دواتي حتى

    قفز عبق سحرك من أبجدية شهريار...

    لاأريد أن أنحتكِ على قارعة حروفي لأنك أسمى من كل مجسمات الدنيا...
    ...
    كم وددت رسم شذراتك بألوان لا تحسن مغازلة الطيف..و كم ...و كم ...و كم...

    أدركت و أنا أمارس هواية الغزل ، أنني و الطيف ، نقطتان على خد أفق جامح...

    فعذرا ، أنا بدوي ، لا يحسن إلا رعي صدى الكثبان...

    10-رجوتكِ كذا مرة أن تسمعيني لون فرحتك و أنت تمشّطين جدائل القمر...

    أسّر لي القمر أنك حين تفرحين ، يزهر البلور و و تتعبّق صحراء كالا هاري و تستقيل

    الموناليزا من شغف ليوناردو دفنشي...

    فهلا منحتني شرف الاندماج ضمن ألوان تحفك النادرة

    11-البعض يفكر و الكل يثرثر و نظرية " القليل من كثير" أصبحت منزوعة الدسم . فعذرا

    للكوليسترول إن كان لا يستهويه "القليل"...

    12-أنا متعب و متعب أيضا ، لا يفصل بيني و بين اليقين سوى شبر من العذاب الجميل...

    ربما لا يستهويكم عرضي ، لكن أعلم يقينا أنكم متعبون مثلي ، فما أجمل أن نتشاطر

    سحر الشغف و حد اليقين...

    13-حين تعزف الريح عن المجيء ، يصوم "دونكي شوت" عن التفكير...

    المطاحن ، مزحة ظريفة في قاموس الجياع لا يفك عقدتها إلا هبوب شق تمرة عابرة...

    14-العالم من حولنا و فينا يستقصي شذرات اللقاء الأوحد...

    لا كان العالم و لا كان اللقاء...

    نستجمع حيرة القصاصات و نحاول ضبط الصفحة متلبسة بعوالق الذاكرة..

    يتأتى المستحيل و يضيع العنوان في زحمة بلا لقاء...

    15-أيها الماثلون أمام مرايا جنونكم...لا تطيلوا التحديق ، فللمرايا حق التحفظ على مزايا

    رشدكم العابر...

    تتمتعون بظلال الجسد ..و بالكاد تتذكرون قوام الروح....
    ...
    أيها المارقون ، الطاعنون في ألف خيبة و خيبة ، هلا أوصدتم قناديل الرياء ...أريد أن ألقّن

    صلاتي بقعة من وفاء...

    أيها " الأنا" ، جرّدْ عَلَمَكَ من ثياب اليقين...فالشمس لن تتنكر لشروقها غدا...

    16-إن كانت لا تجدي ملامح الصمت التي تتقمص حروفي، فسأصرخ في وجه الحكمة و أبعثر

    المسافات. أخبئ عدد السنين في قعر المجهول و أوصد أبواب الفضول. أفترش ما أمكن من

    جسمي و أنام على أمل حلم الدراويش...

    17-أيها المارّون عبر الوريد، لا تعجبوا إن وجدتم لون الدم شفافا...لقد منحت الحمرة لمن

    يقتاتون بالصمود ...

    أيها القانتون في محراب الشغف، وحده الصبر يقدّر المسافة بين السوط و عبثية الألم ...

    18-العمر يمارس لعبة المد و الجزر عبر نفق أقصر من بسمة الرضيع...

    19-أغسل جداوله برغوة الروح الناعمة...

    أسكب كلي على براعمه الغضة كي يستحيل فيه العمر هودجا من عبق الروابي الثائرة..

    أنا و هو و بعض قطع الليل الساكن بين ضلوعي، نصغي إلى حكايا الأطلال،
    ...
    تتربص بنا عيون الصمت و يتلوع بداخل الحلم زمن شاحب،...

    في صميم الآه ، نعبث ببقايا التجلد و نشرب بصيص النور ، ...

    لعل اسمه ينحتني على قائمة " لا نريد منكم دواة و لا ريشة بوم أبكم"...

    نعم...لقد عرفتموه ،،، هو بالذات , لا داعي إذن للإسهاب المفرط

    20-صار جسمه غربالا تعبره الريح و أصناف الغبار غير المجمرك...

    صار فزاعة لأرض بوار لا تنجب سوى الصمت المهجن،

    صار ورقة نقدية مشبوهة ، يستنزفها تضخم القاعدين و القائمين ،
    ...
    تتصارع على جبينها النقوش و خواتيم الأعمال...

    صار موجزا على موائد المتشدقين،

    و تفاصيل يمضغها النمامون عقب و بعد كل صلاة ،،

    لكنه لن يكون أبدا بردا و سلاما لأنه صِيغ من بردة بركان جريء...

    21-العالم من حولنا و فينا لا يأبه لذاته ، يمارس لعبة الانتحار و لا شيئ سوى الانتحار...

    تسيل الدماء بألوان شتى تباهي حتى ألوان الطيف...و يستمر الركض حد الجنون..

    لكن حين يتعمق الجرح و نكون على شفى زفرة من الانقراض ، نعلن حالة طوارئ
    ...
    إستثنائية بحثا عن قطرة دم و لو بلون الشفافية المزعومة...حينها نصدم بحقيقة فعلتنا

    المرة...تبدد مخزون الدم من كل الشرايين ....

    22-اليوم فقط أدركت أن كل الدروب معطلة، هي بحاجة إلى من يسعفها و يرق لحالها....

    فمن منا له القدرة على حمل الطريق و لو لمسافة زفرة واحدة...ألا يحق للطريق أن تتقاعد

    مع القاعدين...
    ...
    اليوم فقط أدركت أن القريب من العين ، غائب عن كل القلوب....

    اليوم فقط أدركت أن المسميات بدعة لا تصل حد الكمال ...

    اليوم فقط ...اليوم فقط...

    23-الرتابة أشبه ما تكون بالتسونامي...و أخطرها رتابة الفكر..

    تتملكنا الحماسة ، فنهتف و نهتف حد البحّة ، نصفق و نصفق حتى تتورم الأيدي و

    ننسى أن كل شيء منوط بالصبر...ينتهي ثلث المشهد و بالكاد نحن على هامش تصور

    لم يكتمل... فينتكس كل شيء...

    24-نسافر فحسب على أثير النواميس و تقصر الرحلة كقميص نسي الخياط حدوده الاقليمية...

    هو هكذا العمر يتوهج ليخبو كسراج هجرته ذاكرة الزيت..

    الجزائر/ أكتوبر2011

  • بلقيس البغدادي
    كاتبة
    • 24-09-2012
    • 1086

    #2
    سأرفع قبعة تحية ....تقدير
    كلمات كنت بحاجة لها بهذا الليل ... فقد كنت عطشة لجنون وحكمة

    رائع بل أكثر لمست كلماتك سماء الروح النقية بعيدا عن تلوث الاجواء

    أحتراماتي أستاذي القدير
    التعديل الأخير تم بواسطة بلقيس البغدادي; الساعة 17-10-2012, 21:12.

    لا أملك سِوَى
    قَلَم
    و
    وَرَقَة مُجّعدة
    في أكفِ خيبةٍ
    يَتَدلى العمر من خطوطِها
    خُصلةٍ بيضاء
    تَشنُق رقاب كلماتي

    تعليق

    • سميرة رعبوب
      أديب وكاتب
      • 08-08-2012
      • 2749

      #3
      كلماتك عذبة فيها حكمة وجنوح وألم

      راقت لي هذه كثيراً : (( كل شيئ بقدر إلا الصدق فهو عين القدر...
      قد تحتاج العين إلى نظارات كي تميز ظلال الأشياء غير أن القلب حتى و لو ضعف بصره
      يبقى يميز أصناف النبض دون الحاجة إلى مكبرات مشاعر مصطنعة...))


      أستاذنا الكريم هيثم سعد زيان ،
      جميلة هذه الملامح دمت ودام لك الألق ~
      رَّبِّ
      ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        #4
        مرحبا فاضلنا القدير هيثم وحياك دوما
        ومضات تستحق منا وقفة من رؤية جميلة واعية
        سلمت ودام نبض القلم
        ونتحين مزيدك
        كل التحية والتقدير

        همسة :هنات بسيطة ياحبذا تداركها مع شكري لثراء شذراتك

        تعليق

        • أبوقصي الشافعي
          رئيس ملتقى الخاطرة
          • 13-06-2011
          • 34905

          #5
          الله الله الله
          شذرات غاية في الجمال
          ملامح عميقة جدا
          تشرفت بلمس تضاريسها الفاتنة
          تقديري و جل احترامي



          كم روضت لوعدها الربما
          كلما شروقٌ بخدها ارتمى
          كم أحلت المساء لكحلها
          و أقمت بشامتها للبين مأتما
          كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
          و تقاسمنا سوياً ذات العمى



          https://www.facebook.com/mrmfq

          تعليق

          • أمجد النجار
            أديب وكاتب
            • 17-10-2012
            • 15

            #6
            ..

            مبهرٌ

            ،
            ،
            جدا

            تحيتي لك

            ..

            تعليق

            • هيثم سعد زيان
              أديب وكاتب
              • 26-04-2009
              • 79

              #7
              لقد وقّعتم بحروف من ذهب...
              شكرا لكم و لبوحكم المدرار...

              تعليق

              • ريما الجابر
                نائب ملتقى صيد الخاطر
                • 31-07-2012
                • 4714

                #8
                ملامح رسمت بعناية
                وحرفية وغاية
                راقت لي
                ونهلت من معين رويتها واستنشقت رؤيتها
                فبوركت أخي وواصل العطاء
                http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

                تعليق

                • هيثم سعد زيان
                  أديب وكاتب
                  • 26-04-2009
                  • 79

                  #9
                  أستاذة ريما...دام عطاؤك الولود...شكرا بكل همس يقتفيه الحرف المهاجر...

                  تعليق

                  يعمل...
                  X