نظر إلى كتاب الرياضيات
حاول أن يحل بعض المسائل ولكن
كعادته رمى بالكتاب جانباً وخرج من البيت
أجواء ربيعية في غاية الجمال والروعة
سحب متراكمة .. هتان خفيف .. ورائحة المطر والطين
أزكى عنده من كل العطورات
.. قلبه مفعم بمشاعر متداخلة ليس لديه وقتاً لفرز
بعضها عن بعض ولكنها بكل تأكيد شتت ذهنه
وحالت بينه وبين المذاكرة الجادة
يهوى ألوان الجمال ويعرف أسراره
ولكنه لا يجرؤ على المغامرة أو البوح بمشاعره
يستمتع بالدوران في شوارع مدينته الصغيرة المغتسلة
بالمطر أغلب الوقت لكنه لا يطرق باباً ولا يقر نظره
كثيراً في كل زول فاتن
.. أدلف مع باب المستشفى الحديث الراقي
وصعد إلى الدور الثاني لزيارة قريبته المرافقة لابنتها
.. أفزعته النظرة الأولى لجارتها الحسناء
.. من تكون
.. مديرة مدرسة في الثلاثين لم تتزوج بعد
لا حظ اعجاب المديرة به وتكرار نظرها إليه
.. صدمة عاطفية جديدة (وما أكثرها من صدمات)
هو لا يجرؤ على طلب يدها وهو الطالب الفقير
وهي وإن فتنها جماله وحسن هندامه وروعة شبابه فلن
تتنازل عن كبرائها وتبادره بالحب وهو الأصغر منها سناً والأقل مكانة
.. وخرج من المستشفى معلول الفؤاد مشتت الذهن
وقد ازداد كرهاً آخر لكتاب الرياضيات المعقد .
تعليق