مدفونٌ في قدري
إلهام إبراهيم أبوخضير
مدفونٌ في قدري
كالزمن الآتي
محروقٌ كأوراق ذكرياتي
دعني أعلم
إن كنت لا تدري
إن كنت لا تعلم
أنّي مسكون بك
حتى آخر ذراتي
وقدماي المثقلتان بك
على أرصفة الوجع
تحتل أيام حياتي
هويتي المذهولة بوجودك
ترديني إالى سخرية الاغتراب
تحملني قدراً
أحملك طفلا
منزوعا من تاريخي
متروكا في قارعة النسيان
عهدتك أُمّي
من قبلها جدتي
نكبر فيك
ولا تكبر
نموت
وتحيا في دهاليز الذاكرة
في حاضري ومماتي
تسمو
تطل من خلف صور النسيان
أنا
انا المفتونة بذرات ترابك
حتى العمق
مخلوعةٌ منزوعةٌ
في ذبول الأوراق
ودائرة الخريف
تحط رحلها في عنقي
تحتل قلادتي
يداي ما عادت تقوى على حفظك
علقتك كمفتاحي
أورثتك أبنائي
خلعتك مُلكاً من أحزاني
أورثتك أوراقي الضائعة
بين احتراق الكتب
وغرق الكلام في دجلة
والصحف المحمولة بك
في افواه النيران
تتردد
في كل الألحان
جعلتك اسماً لطفلتي
تتجدد كل يوم
تنهض من ساعات
نسيها التاريخ
تعليق