منْ أنتِ ؟
[frame="1 70"]
من أنتِ ؟ لا ، لستِ التي أهوى ، وليـ
ـسَتْ مقلتـاكِ الناعِساتُ كما هُما
يا وردَها الجّوريَّ ، يا لحظَ الظِّبــــا ،
يا نورَ وجهٍ كالصَّباحِ ، إذا انهمى
أين الورودُ الحُمْـــرُ في الخَدَّينِ ؟ أيـ
ـنَ الفستـقُ الحلبيُّ ؟ أين كلاهما ؟
بلْ أيـــــنَ أنتِ الآنَ من ذاك الـَّذي
أسَـرَ الفـُـؤادَ بلحظِــهِ ، و تسنَّـما ؟
***
لا ، لستِ أنتِ حبيبتي ، فحبيبتي
أسطـورةٌ تَرقى الذُّرى والأنْجُما
و حبيبتي ( لو تعلمينَ ) قصيـدةٌ
شعريــّةٌ ، حوريّـةٌ لن تُرْسَمــــا
عجِزتْ قرائحُ أبْلغِ الشُّعَـراءِ أن
تختـارَ أو تـُثْري لبسْمَتِها : فـَما
و حبيبـتي : توليبــَـةٌ مَرويـَّــةٌ
تنْدى بطيـبِ الفلِّ تسْبَحُ في اللـَما
وحبيبتي (في العشْقِ) أعذبُ ما يُحِبُّ
القلبُ من حسْنٍ ، وما يُطفي الظـَّما
* * *
جاءتْ تناغِمــني وقالتْ : مرحبــاً
مالي أراكَ تَهزُّ رأسَك ، مُسْهما ؟
أعرفتني؟ أنا من قَطَفْتَ لها النّجو
مَ ومنْ مَلَكـْـتَ بحبـِّها وَجـْـهَ السّما
أخفيتَ في جيدي الزّهورَ : تشمُّها
و دَسَسْتَ في شَعري لهيبَكَ : بُرعما
و انهالَ ثغرُكَ يَزْرَعُ الكلمـاتِ في
صدري عساها (من جَوى) أنْ تُنْظَما
وطفقــتَ تقطـفُ كلَّ يومٍ ، باقـةً
منهــــا مضـوّعَــة ، و تَلـْثــُـمُ ما نمـا
* * *
أعرِفتـَني ؟ أمْ قد نَسيتَ قَصائـداً
أشْبَـعْتَهــا عِشـْقـاً و حـُبـَّــا نَهـِمـــا
أنسيـــتَ قِطـَّتـَـك المدلــَّلـَـة التي
تَغْفــو ، فتمســحَ شعــْـرَها والمَبسِمـا
أنا حبُّك الأزَليُّ : كنتَ تَقولُها !
أفلَم أكـُـنْ حُبَّـاً ؟ و كنتَ المُغرما ؟
* * *
قتلَ الفراقُ الودَّ حتَّى أصْبَحَتْ
أحــــلامُنــا تقتــاتُ ممَّــا قد رمى
وعفى الزَّمان على اللحيظاتِ التي
باتـَـتْ تعذِّبـُــني ، وكانتْ مَغْنَمــــــا
و قسى عليك فلمْ تعُدْ أسطورةً ،...
سَكِرَ الزَّمانُ بخمْرها ، وترنَّما
* * *
نظرَت معاتبةً ، وقالتْ في أسىً :
لم يُبــْقِ منكَ العُمْرُ إلا صنما
* * *