لها ....
وما يدريك أنها ... تلك التي بين السطور وصفها
نعم سأصفها وإن كان الوصف مني على قدر ما تراءى لي من طيفها , فهي مني ومنكَ وفي كلٍ منا تُراه يحيا بها , تلك التي لو ترعوي لاستلمت زمامها وللخيراتِ طوعاً سِرتَ بها .
تتقلب وتتمرد وتهوى وتتعود وتعصي وتتعبد وتقومُ وترقُد وتصفو وتجفو فيا ويلها لو لم يتسلم الزمام قائدٌ لها .
هي المحبوبة وعلى أمرها مغلوبه لا تحب الإستقرار تميل ذات اليمين مرة ومراتٍ ذات الشمال تتذكر وتتفكر وتصدُق مرة ومراتٍ تتنكر , لا أدري أهي تحب الخير لي أم أنها تريد لي الوقوع في الهلكات والغريب في أمرها أنها ستلازمني وستلحق بي فإن نجوت نجوتَ بها وإن كان المصير على غير الخير رافقتني وما تركتها .. فلماذا إذاً لا تطاوعني ؟
أخاطبها بلغتها... بكلمات تفهمها فتسوغها وتهضمها وتصرفها على أوزانها , فياليتَ شعري لو تعلمون كم مرةٍ خاطبتها , بكل اللغات تعاملت معها !
بلغةِ الإحساس تارة , وبلغة العقل مرة , وفي كل مرة يكون منها التسكين واظن أنه التمكين ولكن يالها من ماكرةٍ ومع أنها بهذا الوصف فلكم أهوى إرضائها , تلاحقني كأنها على دربي وعلى نفس الطريق ألاطفها وكأني بها مُتيمٌ عاشقٌ فهي طوق النجاة وأنا الغريق ببحرها .. فلإن أمسكت بيدي وأخرجتني على برها نجوت بها من أجلها , ولإن تركتني غارقٌ في بحورها ولم أرى منها عوناً فياويلي ويا ويلها . ذاك مشهد تتحكم فيّ
واعلم هداك الله أنه بهداه إياكَ أهداك نوراً على قدرها وكنت لها الوعاء فيا فرحتها بك ويا سعدك بها وكيف لا تفرح هي وأنت المرشد لها في طريقِ الظلام وهي النبراسُ لك تسير على نورها , محمولةٌ هي بين أكنافِك تسرح في طيات جوانحك لا تريد أن تحيد فراحتها أنك تسير على الدرب الجديد تقياً نقياً وعاءكَ طاهراً وهديكَ ظاهراً , بالله عليك لا تنحرف بها عن ذاك الطريق ففيه سعدك وسعدها وبه يكون الوصل الحلال برضى الرب المتعال فلا تنشغل عنها ولا تكن ممن لها فغاب عنها وفي الهلكات أودى بها , كن بها شاعراً ولا تكن عليها شاعرا , كن لها مرشداً ودليلا ولا تكن عليها هماً وعويلا فالخير كل الخير إن كان بين جنباتك نفس تؤنبك وعلى الزلات تعاقبك , والخير كل الخير إن كانت لا ترتاح في الأغلال ويحييها الخطب الحلال .
نفسك التي بين جنبيك أنت مسئولٌ عنها وهي التي تأمرك فإن أتعبتها قليلاً أرحتها كثيرا , فليكن عهدك بها الإستقرار وحِد بها عن النار والزم من أجل تهذيبها الإستغفار وعليك حتى تعلو بها ببكاء الأسحار وعليكَ بالإحساس بها والاستشعار وكن لها خير محبٍ وخير معينٍ واستعِن بالله ولا تعجز فهي لك وأنت بها وهي لك وأنت لها فإن فُزت كان الظفر لها وإن خضعت تحت إمرتها ولم تصل بها إلى مرضاة ربها كانت هلكتك وهلكتها فداوم على الصالحات لترسوا بها فهي سفينتك والدنيا يمُها فإن فعلت اطمئنت وتهذبت وقادتك إلى مرضاة ربك فكم من مُتعب لها وهو مريحها وكم من سائقٍ لها وهي تبكي ولازال عهده بها حتى ساقته إلى ربها وهي تضحك فلأجلها أرسلت رسالتي وكانت من نصيبها .... لها
تعليق